خطواتها الضعيفة تتقدم مرتعدة في هذا المكان الذي لا يقارن بأسواء كوابيسها، الدخان الأزرق يغلف الأجواء، ورائحة الخمور الكريهة تنطلق من الأفواه قابضة على رئتيها الصغيرين، أصوات الجلبة ما بين موسيقى صاخية رديئة وانحنائات ماجنة من أجساد شبه عارية تطرب عقول غائبة وعيون شرهة.
الرعب يسيطر على ذرات جسدها الذي لا يزال أخضرا نحيلا من النظرات التي لا تشبه نظرات والدها الحنونة رغم أنها تنطلق من أناس في مثل عمره، تكاد تخترق ملابسها السافرة التي أجبرت على ارتدائها في صورة لا يتقبلها إلا ذوي شهوات حيوانية، المساحيق التي غطت وجهها الصغير وطلاء أظافرها اللينة التي لا تقوى على الدفاع عنها، رغم أن كل ذلك لم ينجح في إخفاء برائتها المحكوم عليها بالإعدام، ولكنه نجح في تحريك الرغبات المريضة و إرضاء العينين القاسيتين التي تدفعها بقسوة للتقدم كي تمتلئ خزائنه من أموال عبيد نزعاتهم الشيطانية.
تقدمت كورقة في مهب ريح عاتية لا تعلم الي أين تحط بها،ولا ترأف بها فتكسرها وتنهي لحظات رعبها، دارت خيالات ماضيها كما يرى المقبل على الموت شريط حياته بين ناظريه، ذكرت ضحكاتها بين أحضان وطنها الآمنة، خروج عائلتها منه طالبين اللجوء وتسليم أباها روحه على حدود الوطن، صرخات أمها وهي تنادي بإسمها و إسم أختها التي أفزعتهم من نومهم قبل أن ينتزعهما تجار الرقيق مبعدين إياهم عن أحضانها، فصل جسدين نحيلين إحتضنا بعضهما باحثين عن أي نوع من الأمان قبل أن يؤخذ كل منهما إلى مصيره المجهول.
سقطت من فوق الكعب المجبرة على ارتدائه دون التدريب عليه إكمالا للصورة المريضة وسط ضحكات الماجنات وصيحات السكارى، سقطت ملحقة العار بسقطتها لوطنها الجريح وعروبتها النائمة.
الكاتب محمد الدولتلي
www.facebook.com
الرعب يسيطر على ذرات جسدها الذي لا يزال أخضرا نحيلا من النظرات التي لا تشبه نظرات والدها الحنونة رغم أنها تنطلق من أناس في مثل عمره، تكاد تخترق ملابسها السافرة التي أجبرت على ارتدائها في صورة لا يتقبلها إلا ذوي شهوات حيوانية، المساحيق التي غطت وجهها الصغير وطلاء أظافرها اللينة التي لا تقوى على الدفاع عنها، رغم أن كل ذلك لم ينجح في إخفاء برائتها المحكوم عليها بالإعدام، ولكنه نجح في تحريك الرغبات المريضة و إرضاء العينين القاسيتين التي تدفعها بقسوة للتقدم كي تمتلئ خزائنه من أموال عبيد نزعاتهم الشيطانية.
تقدمت كورقة في مهب ريح عاتية لا تعلم الي أين تحط بها،ولا ترأف بها فتكسرها وتنهي لحظات رعبها، دارت خيالات ماضيها كما يرى المقبل على الموت شريط حياته بين ناظريه، ذكرت ضحكاتها بين أحضان وطنها الآمنة، خروج عائلتها منه طالبين اللجوء وتسليم أباها روحه على حدود الوطن، صرخات أمها وهي تنادي بإسمها و إسم أختها التي أفزعتهم من نومهم قبل أن ينتزعهما تجار الرقيق مبعدين إياهم عن أحضانها، فصل جسدين نحيلين إحتضنا بعضهما باحثين عن أي نوع من الأمان قبل أن يؤخذ كل منهما إلى مصيره المجهول.
سقطت من فوق الكعب المجبرة على ارتدائه دون التدريب عليه إكمالا للصورة المريضة وسط ضحكات الماجنات وصيحات السكارى، سقطت ملحقة العار بسقطتها لوطنها الجريح وعروبتها النائمة.
الكاتب محمد الدولتلي
Mohammed Dawlatly
قصة قصيرة بلا وطن خطواتها الضعيفة تتقدم مرتعدة في هذا المكان الذي لا يقارن بأسواء كوابيسها، الدخان الأزرق يغلف الأجواء، ورائحة الخمور الكريهة تنطلق من الأفواه قابضة على رئتيها الصغيرين، أصوات الجلبة...