خلال مداخلتي في اللقاء التواصلي الذي نظمه، بالمركز الثقافي بجرادة يوم 19 أبريل 2023، منتدى شباب المغرب للتنمية والثقافات فرع جرادة، أشرت إلى بعض المصطلحات المنجمية التي كانت متداولة بكثرة، واتخذت لها مكانا في اللهجة المحلية وذلك لحمولتها الدلالية والبوظيفية طوال الفترة المنجمية بجرادة ..
تحدثت عن "الكانْزينَا"..
يطلق عليها أيضا "الكانْزا"..
ويقصد به اليوم الذي كان يتسلم فيه عمال منجم الفحم رواتبهم نصف الشهرية، وكان يتم في 10 و 25 من كل شهر ب"لازايي" بكل من حاسي بلال وجرادة....
مصطلح كان يترك انطباعا حسنا في نفوس الرجال والنساء والأطفال..
إنه لم يكن مثل سائر الأيام..
هذه الأمر لم يكن يخص العمال وعائلاتهم فحسب، بل يشمل كذلك شرائح عدة من المجتمع الجرادي..
فكانت فرق الأحياء لكرة القدم تقصد مكان صرف الأجور لطلب المساعدة قصد شراء الكرات أو البذل الرياضة وهو ما كان يطلق عليه (عملية الصينية)..
جمعيات المساجد أيضا كانوا يجمعون خلاله التبرعات من المحسنين..
يقصده أيضا المعوزون والمحتاجون وبعض النشالين..
ومن الصور التي كانت تثير انتباهنا وننجذب إليها، نحن الصغار، بعد خروجنا من المدرسة أواخر الستينات من القرن الماضي، ومرورنا بمحاذاة "لازايي" في هذا اليوم، هو تلك النزاعات التي تقوم بين بعض أصحاب الدكاكين الذين كانوا يرابطون يوم الكانزينة في هذا المكان بحثا عن زبنائهم الذين كانوا يتوارون عن أنظارهم لأنهم لم يؤدوا لفترة طويلة ما بذمتهم من دَين.. وكنا نساير عن قرب كيف كان بعض العمال يتدخلون لفك النزاع بشكل ودي يرضي الطرفين..
كان "المارْشي" يشهد حركة تجارية ورواجا اقتصاديا مميزا، والبسمة تشع من أعين عمال المنجم الذين كانوا في الغالب يصحبون أبناءهم..
كما كان بعض الباعة المتجولين خاصة "الدلّالة" و"الدلّالات" يجوبون أزقة الأحياء العمالية والدواوير وهم يعرضون بضاعاتهم من الملابس ومختلف الأثواب والحاجيات النسائية..
كما يسجل التاريخ أيضا في هذا اليوم، خاصة بعد منتصف الخمسينات من القرن الماضي، أن بعض الجزائريين كانوا يقصدون جرادة لجمع المساعدات النقدية لدعم لثوار جبهة التحرير الجزائرية ضد المحتل الفرنسي وكانوا يعطون لكل مساهم وصلا بذلك..
أما ساحات جرادة وفضاءات حاسي بلال، فكانت الحلقة بكل مكوناتها تأثثهما إذ تنشط عصرا بتقديم عروضها التي تستهوي الصغار والكبار.. كان يقصد جرادة في هذا اليوم كل من عبد الله المكانة.. البوكسور.. بعض الحكواتيين.. أولاد سيدي حماد أوموسى.. لمسيح ومول القرد وغيرهم لنشر الفرحة في جو الحزن المنبعث من أعماق المنجم ..
سأتطرق في منشور قادم بعون الله إلى الحديث عن "لازايي"..
أبو رحاب محمد الدويمي
تحدثت عن "الكانْزينَا"..
يطلق عليها أيضا "الكانْزا"..
ويقصد به اليوم الذي كان يتسلم فيه عمال منجم الفحم رواتبهم نصف الشهرية، وكان يتم في 10 و 25 من كل شهر ب"لازايي" بكل من حاسي بلال وجرادة....
مصطلح كان يترك انطباعا حسنا في نفوس الرجال والنساء والأطفال..
إنه لم يكن مثل سائر الأيام..
هذه الأمر لم يكن يخص العمال وعائلاتهم فحسب، بل يشمل كذلك شرائح عدة من المجتمع الجرادي..
فكانت فرق الأحياء لكرة القدم تقصد مكان صرف الأجور لطلب المساعدة قصد شراء الكرات أو البذل الرياضة وهو ما كان يطلق عليه (عملية الصينية)..
جمعيات المساجد أيضا كانوا يجمعون خلاله التبرعات من المحسنين..
يقصده أيضا المعوزون والمحتاجون وبعض النشالين..
ومن الصور التي كانت تثير انتباهنا وننجذب إليها، نحن الصغار، بعد خروجنا من المدرسة أواخر الستينات من القرن الماضي، ومرورنا بمحاذاة "لازايي" في هذا اليوم، هو تلك النزاعات التي تقوم بين بعض أصحاب الدكاكين الذين كانوا يرابطون يوم الكانزينة في هذا المكان بحثا عن زبنائهم الذين كانوا يتوارون عن أنظارهم لأنهم لم يؤدوا لفترة طويلة ما بذمتهم من دَين.. وكنا نساير عن قرب كيف كان بعض العمال يتدخلون لفك النزاع بشكل ودي يرضي الطرفين..
كان "المارْشي" يشهد حركة تجارية ورواجا اقتصاديا مميزا، والبسمة تشع من أعين عمال المنجم الذين كانوا في الغالب يصحبون أبناءهم..
كما كان بعض الباعة المتجولين خاصة "الدلّالة" و"الدلّالات" يجوبون أزقة الأحياء العمالية والدواوير وهم يعرضون بضاعاتهم من الملابس ومختلف الأثواب والحاجيات النسائية..
كما يسجل التاريخ أيضا في هذا اليوم، خاصة بعد منتصف الخمسينات من القرن الماضي، أن بعض الجزائريين كانوا يقصدون جرادة لجمع المساعدات النقدية لدعم لثوار جبهة التحرير الجزائرية ضد المحتل الفرنسي وكانوا يعطون لكل مساهم وصلا بذلك..
أما ساحات جرادة وفضاءات حاسي بلال، فكانت الحلقة بكل مكوناتها تأثثهما إذ تنشط عصرا بتقديم عروضها التي تستهوي الصغار والكبار.. كان يقصد جرادة في هذا اليوم كل من عبد الله المكانة.. البوكسور.. بعض الحكواتيين.. أولاد سيدي حماد أوموسى.. لمسيح ومول القرد وغيرهم لنشر الفرحة في جو الحزن المنبعث من أعماق المنجم ..
سأتطرق في منشور قادم بعون الله إلى الحديث عن "لازايي"..
أبو رحاب محمد الدويمي