مع بزوغ فجر جديد وبدايته خروج قرص الشمس وحيث دنوه الى خط الافق جاعلاً من ذلك فاصلاً بين الخيط الاسود والابيض وبدأت البلابل رحلة العشق مترجمة بصوتها اعذب حكاية للصباح فقررت ان اخرج اليوم فارتديت بعضاَ من تلك الملابس الموجودة في حزانتي مع قليل من عطر الاتيرنتي الذي لا اعرف في اي دولة صنع مع وقوف اول باص من حيث الاشارة التي عملتها لان الباصات تقف عن اشارتنا ولاتقف عند الاشارات المرورية هكذا هي الفوضى وبين المطبات التي وضعت والشوارع المتكسرة من سوء الخدمة تسير السيارة ونحن بداخلها نترنح كأننا سكارى علما اني لم اتذوق الخمر في حياتي ابدا المهم وصلت واتجهت نحو ذلك الشارع وانا اتنقل في بدايته بين كم من الكتب الموجودة على قارعة الطريق حيث اصطدمت الاصوات مع بعضها فهذا يصرخ الكتاب بـ (1000) وهذا يصيح الكتاب بـ (500) وشخص رث الملابس يبحث عن كتاب الروحانيات وهو من غير روح اصلا فها انا اتنقل كما يتنقل القطار بين محطة واخرى حيث رأيت اناساً ترقص الهلي هوب والابريك دانس على انغام اغاني ام كلثوم وشاهدت ناساً ترقص السامري والهيوة على انغام اغاني مايكل جاكسون ها هم يدعون التثقف واشد ما لفت نظري الشعراء الذين يفترشون الارض بقصائدهم مكونين بذلك مهرجانآ تحت شعار (القصيدة بربع) والسائد في هذا الشارع الذي يجلب للناظر بهجة هي القمصان المزوكشة التي يستحي الصبية ارتداءها لكن من يتحدث معهم انهم المثقفون حتى السياسي له مكان هناك حيث يستجدي الاصوات ويجمعها قبل سنة من بدء الانتخابات فبدأت احس بتعب من النظر والسير والجوع الكل يصرخ في هلا للنرحل وعند عودتي اشتريت بعض الكتب فعرفت بالصدفة ان الكاتب الانكليزي (وليم غولدنغ) حائز على جائزة نوبل في الادب من سبعينات القرن ومن اجمل روايته (السقوط الحر) وعشت اهيم مع رباعيات عمر الخيام ذلك الشاعر الفارسي وعلمت ان (أدوارد فوستر) كان بريطانيا معارضاً للدولة البريطانية ووجه اصابع النقد اليها بروايته (مكان تخشاه الملائكة) فخرجت باستنتاج ان شارع المتنبي لايشبه سوق عكاظ لا بل هو عبارة عن سوق جمعة.
احمد الجواهري – بغداد
احمد الجواهري – بغداد