ماري لويزه كاشنيتس - هيروشيما

الذي ألقى بالموت فوق هيروشيما
دخلَ الدير , حيث تقرعُ الأجراس .
الذي ألقى بالموت فوق هيروشيما
قفز من مقعده داخل أنشُوطة , وشنقَ نفسه .
الذي ألقى بالموت فوق هيروشيما
أُصِيبَ بالجنون , إنه يدفعُ مئات الآلاف
من الأشباح , التي تتوسل إليه ليلاً ,
ناهضةً من التراب نحوه .
لا شيء من كل هذا حقيقي .
لقد رأيتُه قبل قليل
في حديقة منزله بضاحية المدينة .
الأسيجَة كانت لا تزال فتيّة وشجيراتُ
الوردِ رشيقة .
هكذا لا يصير بالإمكان سريعاً ,
أن يتوارى المرء
في غابة النسيان . ما كان أجملَ رؤيةَ
منزلِ الضاحية العاري , الزوجة الشابة
التي تقف بجواره في ثوبٍ مزيّن بالزهور
البنت الصغيرة التي في يدها
الصبيّ , الذي كان يجلسُ على ظهره
وفوق رأسه يفرقعُ بالسوط .
لقد كان يلوحُ كحيوانٍ
من ذوات الأربع على ساحةِ العشب , ووجهه
متقلصٌ من الضحك , لأن المصورَ الفوتوغرافي
ــ عَيْن العالم ــ كان يقف خلفَ السياج .
.
ماري لويزه كاشنيتس
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...