رداد السلامي - عبد الفتاح اسماعيل.. حديث الضمائر..!!

عبد الفتاح إسماعيل..
ما أجمل ها الاسم ، ما أروعه ، وما أسمى حروفه ، يتلألأ في الأفواه حين نطقه كحبات لؤلؤ ، يتسع الصدر ، وتزدهر الأحاسيس، وينبلج من محيا ناطقه نور مشع ، لكأنه للتو فرغ من أداء صلاة .
هذا الاسم أغنية خالدة ، سيمفونية عذبة ، نشيد أجيال متتابعة ، كريح زفرت من فاه الوجود فمضت في رحلة لا تنتهي .
في كل بقة من ثرى الأرض اليمنية تنبت روح هذا القائد والمناضل ، الذي نحت الكلمات القوية في صميم الضمير اليمني، ثم غادر بعد أن صكها أحلاما للتقدم والنهوض في قلوب الصغار والكبار، وفي كل محطات الحياة الوطنية الملغومة بمزاج الفرد ، وعنجهية الفيد ، وغرائز المتعطشين للدماء ، تعود الذاكرة إلى عبد الفتاح إسماعيل ،كما تعود النورس إلى وطن عزيز هجرته ، تعود لتنقب بين طوايا الفكرة ، وكوامن الكلمات عن قبس هدى ، فتجد الهدى هناك في كلمات صاغها كمعزوفة أبدية "ستظل وحدة الشعب اليمني وتقدمه الاجتماعي هدف الأقلام الشريفة ، وستظل الكلمة ركيكة المعنى مجزأة الأحرف إذ لم تكن من أجل الشعب".

وحدة وتقدم الشعب اليمني ، هما الكلمتان اللتان استطاع "فتاح" أن يختزل فيهما أحلامنا ، فكان أروع من عبر عن ضمير الكل ، أجاد الصياغة فأصاخ له السمع ، أودعها الزمن ومن خلالها استطاع أن يقول لكل من يراهن على أن الوطن لن يظل موحدا ولن يتقدم ، أن رهاناتكم غير ممكنة وأن الزمن كفيل بإسقاط أوهامكم .

كل مخاض لا يحوي في بطنه جنين مكتمل لن يلد إلا شائها سقطا ميتا ، وكل محاولة لعرقلة تقدم الشعب لن تنتصر إلا ريثما تنضج ممكنات التقدم ، حينها تجد كل قوة اعتورت مساره مركونة على حافة الاحتضار بالسلم لا بالحرب ، بالقلم والكلمة والنضال الجماعي الواعي ،وليس بدماغ الدبابة ، ولذلك نجد أن المناضل عبد الفتاح إسماعيل أكد على أن الوحدة والتقدم " هدف الأقلام الشريفة " و هي الأداة التي أبدع "فتاح" في تذكيرنا بها ، فما يؤكد أن الأقلام شريفة هو أنها وضعت " الوحدة والتقدم " نصب سنانها ، ولم تنجر إلى فخ الرهانات التمزيقية ، وأوهام وحدة القوة والغنيمة، أو مستنقع السقوط في براثن الاستجداء والتلميع لسلطة القهر والدم والتخلف ، ولذلك نجد أن كل من ينادي بالشراكة الوطنية كضرورة لديمومة الوحدة يجسد فكر المناضل الوحدوي : عبد الفتاح إسماعيل ، ورفاقه الشهداء الين قدموا أرواحهم من أجل لك .

هؤلاء الين زرعوا في بطن الأرض بذور الحلم ، وأودعوا بؤبؤ عينيها بريق الأمل المشع ، فإذا بها كلمات تتحول إلى نبض شعب ونبت يقين.
--------------------------
*كاتب وصحفي يمني
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...