الضباب كان بات ليلتها ع القزاز
كانت القرية اللي مات فيها الخواجة لامبو
نايمة ع الجليد..
في الصباح
اتحركت جوه المطابخ الصحون والخدامات
وابتدا الدق ف محلات الحديد..
والمكاكية ف حظاير الدواجن..
لبست الاطفال في ايد الامهات من غير عناد..
“النهارده عيد يا كاسبر”
لما سمعت ندهة الديك من بعيد..
ضحكت البنت اللي واقفة تشد في حبال الجرس جوه الكنيسة..
طالع القسيس سعيد..
بإيده ينفض عبايته م الجليد
كل اسبانيا بتصحى
عيد.. وعادي.. والجديد
الخواجة لامبو مات
كانت القرية الي دايسه عليها اسبانيا..
ضلام من غير عيون..
فلاحين فقرا.. بلا غيط.. أو كانون..
اسبانيين بس في شهادة الميلاد..
يمضغوا الاحزان مع كاس النبيت..
انما..
كان فيه كمان ناس اغنيا..
ليهم بيوت.. ليها سقوف طايلة السما..
ممتلية باللي اسبانيا فراغ منه.. ولامبو
لامبو.. كان شاعر مغني
يمشى والجيتار عشيقته
يلمسه..
يملا ليل اسبانيا بفصوص الاماني والاغاني البرتقاني..
عمو لامبو قضى عمره في الحارات والخمارات..
كان يغني للعيال المقروضين..
كان يغني للارامل..
والغلابة…
والسكارى..
السكارى اللي يعودوا من جحيم الحر.. في المنجم
السكارى اللي المحاجر حولتهم زيها
أزمة وحجارة..
الجيتار يعشق زحام الاسطوات..
والاغاني بتتولد في الغلبانين والغلبانات..
عمو لامبو
قضي عمره في الحارات والخمارات..
كان يحب الشمس..
والناس..
والغيطان..
والجيتار..
وقطته..
أول الناس اللي تحفظ غنوته..
كان يغني بألف صوت..
يا قمر يا بو عمر لسه
العباد ع الحانة كابسة..
عاوزه تنسى..عاوزه تنسى..
والغناي لو يسكروا
يبقى لجل يفكروا..
يسرقوا م المسروقين..
وجيتاره.. كان عجوز زيه تمام..
انما.. لُه في الكلام..
لامبو ما كانلوش سكن..
والحياة في قريته مالهاش تمن..
قلب اسبانيا برونز..
قلب اسبانيا صفيح..
قلب اسبانيا عطن..
برد اسبانيا مراكب اترمت فيها القلوع..
واقفة في شطوط الزمن..
كل أطفال البلد كانت تحبه
كلهم كانوا في يوم كورس للامبو
فوق جبينه..
قريته.. كانت بترمي ضل اسبانيا الغميق..
وشه كان وش البلد
تبتسم.. يضحكلها..
تزعل القرية.. اساه يصبغ خصار ورق الشجر
كان له قطة يعزها
واما كان البرد مرة يغزها..
لامبو يضحك لما يرفعها ف ايديه.. ويهزها..
ايه يا قطة؟
يعني عيطنا أهه..
انزلي..
اجرى..
حلاوتك.. يلا بينا ع العمل
ياغلابة..
سيروا في الارض العريضة..
والسعوا النسمة بطواحين الهوا..
فيه في قلب الظلم حتة نجمة بيضا..
العمل مش حاجة ضايعة في الهوا..
برد اسبانيا استوى..
لامبو كان نشوان وكل ما فيه مغني..
وجيتاره بين ايديه..
والعباد.. منتورة زي الفحم لاسمر حواليه
الشاويش دخل عليه..
ايه يا اسبانيا يا بطن مافيهش عيش
هس.. بس
الضلام اللي في اسبانيا ظهر..
برم شنابات الشاويش
الشاويش صرخ في لامبو
لامبو خبى غنوته الحمرا في عبه..
بس ما رضيش بيجي جنبه
والفانوس اللي في سقف الحارة متعلق رعَش
الشاويش صرخ بقلبه
قلبه شايل كل دوسيهات الحكومة
لامبو ممنوع من اغاني الفقرا
غنى غير ده..
الحكومة مش حمارة
لامبو بص على السكاري.
البرودة اللي في إيديهم جمدت كأس النبيت
لامبو دمَّع
الحياة.. عايزة جسارة..
والخلايق عاوزة ابطالها يكون فيها جدارة..
عايزه ابطالها في عز البرد مشحونة حرارة
الجيتارة.. واخده ع اللحن النضيف
الجيتارة..
برضو بتنام ع الرصيف
برضو بتموت زيي علشان الرغيف
بس ليل اسبانيا في الزنزانة له شكله المخيف..
والبلاط.. والسقعة.. والعود النحيف..
لا ما غنيش للفقير.. والسجن لا..
لا أغني..
لأ ما غنيش..
بس انا راجل شريف
ايه يا اسبانيا يا سجن في كأس نبيت..
آه.. وآه..
لامبو من يومها وقولة آه.. غناه
قريته لمتها آه..
آه.. وآه.. والناس ترد الآهة آه..
الكفاح الحي اصبح آه.. وآه..
ع الكفاح لو يتقلب علي شكل آه..
والنهارده لامبو مات..
قتله ليل اسبانيا في الليل ع الرصيف
قلبه كان لابس خفيف
قتلته الآه..
قتلته في الحانة شنبات الشاويش..
قتلته الناس اللي غرقانة بهمومها في النبيت..
قتلته الدوسيهات في دواليب الحكومة..
قتله الطفل اللي مش لاقي الفطار
طلعت الناس النهارده للكنيسة
لقوه جنب الجدار..
قطته جنب الجيتار..
قاعدة مش شايفة النهار..
في انتظار الليل.. واسبانيا.. وشنابات الشاويش
لامبو مات.
لامبو؟؟ يا عيني.. وتبكي الطفلتين
يمسحوا دموعهم في ايد الامهات
في المناديل الجديدة
آخر الرحلة تموت يا لامبو على طرف الرصيف
وانت لو جالك فقير..
كنت تشوي قلبك الطيب تحطوله في رغيف؟!
قطته توطي
عشان دمعتها ما تعملش ع الاسفلت صوت..
لامبو مات
توصل الناس م الشوارع.. يا سلام
ده أنا سايبه وهو راجع؟ يا سلام
يدمعوا..
يرسموا فوق الصدور علامات صليب
والجرس يتلوى في حبال الكنيسة
كان حزين.. حزين.. حزين
قتله الحزن
يفرشوا فوقه الجرايد
يركعوا الاطفال يرصوا حوالين جسمه الورود
والدموع .. غيمة في عيون الوجود
يا حبيبي يا عمو لامبو..
روحي يا ماما الكنيسة وسيبيني قاعدة جنبه
يا حبيبي يا عم لامبو
امها تبكي وتاخذها من ايديها
مات شهيد
مات شهيد الليل في اسبانيا السجينة
مات.. وكان عاوز يعيش
غير شي بس الظلم برَّم له شنابات الشاويش
الوداع يا عمو لامبو
الوداع يا قطته المرمية جنبه
الوداع..
عربية الاغراب شالوه زي الهوا
الوداااااااااااع
دق الجرس فوق الكنيسة
غنت الناس غنوته
الضباب عمّال يضيع
لجل يدي فرصة للشمس اللي حتزورالربيع
الشاعر الكبير/ عبد الرحمن الأبنودي
1964
.
كانت القرية اللي مات فيها الخواجة لامبو
نايمة ع الجليد..
في الصباح
اتحركت جوه المطابخ الصحون والخدامات
وابتدا الدق ف محلات الحديد..
والمكاكية ف حظاير الدواجن..
لبست الاطفال في ايد الامهات من غير عناد..
“النهارده عيد يا كاسبر”
لما سمعت ندهة الديك من بعيد..
ضحكت البنت اللي واقفة تشد في حبال الجرس جوه الكنيسة..
طالع القسيس سعيد..
بإيده ينفض عبايته م الجليد
كل اسبانيا بتصحى
عيد.. وعادي.. والجديد
الخواجة لامبو مات
كانت القرية الي دايسه عليها اسبانيا..
ضلام من غير عيون..
فلاحين فقرا.. بلا غيط.. أو كانون..
اسبانيين بس في شهادة الميلاد..
يمضغوا الاحزان مع كاس النبيت..
انما..
كان فيه كمان ناس اغنيا..
ليهم بيوت.. ليها سقوف طايلة السما..
ممتلية باللي اسبانيا فراغ منه.. ولامبو
لامبو.. كان شاعر مغني
يمشى والجيتار عشيقته
يلمسه..
يملا ليل اسبانيا بفصوص الاماني والاغاني البرتقاني..
عمو لامبو قضى عمره في الحارات والخمارات..
كان يغني للعيال المقروضين..
كان يغني للارامل..
والغلابة…
والسكارى..
السكارى اللي يعودوا من جحيم الحر.. في المنجم
السكارى اللي المحاجر حولتهم زيها
أزمة وحجارة..
الجيتار يعشق زحام الاسطوات..
والاغاني بتتولد في الغلبانين والغلبانات..
عمو لامبو
قضي عمره في الحارات والخمارات..
كان يحب الشمس..
والناس..
والغيطان..
والجيتار..
وقطته..
أول الناس اللي تحفظ غنوته..
كان يغني بألف صوت..
يا قمر يا بو عمر لسه
العباد ع الحانة كابسة..
عاوزه تنسى..عاوزه تنسى..
والغناي لو يسكروا
يبقى لجل يفكروا..
يسرقوا م المسروقين..
وجيتاره.. كان عجوز زيه تمام..
انما.. لُه في الكلام..
لامبو ما كانلوش سكن..
والحياة في قريته مالهاش تمن..
قلب اسبانيا برونز..
قلب اسبانيا صفيح..
قلب اسبانيا عطن..
برد اسبانيا مراكب اترمت فيها القلوع..
واقفة في شطوط الزمن..
كل أطفال البلد كانت تحبه
كلهم كانوا في يوم كورس للامبو
فوق جبينه..
قريته.. كانت بترمي ضل اسبانيا الغميق..
وشه كان وش البلد
تبتسم.. يضحكلها..
تزعل القرية.. اساه يصبغ خصار ورق الشجر
كان له قطة يعزها
واما كان البرد مرة يغزها..
لامبو يضحك لما يرفعها ف ايديه.. ويهزها..
ايه يا قطة؟
يعني عيطنا أهه..
انزلي..
اجرى..
حلاوتك.. يلا بينا ع العمل
ياغلابة..
سيروا في الارض العريضة..
والسعوا النسمة بطواحين الهوا..
فيه في قلب الظلم حتة نجمة بيضا..
العمل مش حاجة ضايعة في الهوا..
برد اسبانيا استوى..
لامبو كان نشوان وكل ما فيه مغني..
وجيتاره بين ايديه..
والعباد.. منتورة زي الفحم لاسمر حواليه
الشاويش دخل عليه..
ايه يا اسبانيا يا بطن مافيهش عيش
هس.. بس
الضلام اللي في اسبانيا ظهر..
برم شنابات الشاويش
الشاويش صرخ في لامبو
لامبو خبى غنوته الحمرا في عبه..
بس ما رضيش بيجي جنبه
والفانوس اللي في سقف الحارة متعلق رعَش
الشاويش صرخ بقلبه
قلبه شايل كل دوسيهات الحكومة
لامبو ممنوع من اغاني الفقرا
غنى غير ده..
الحكومة مش حمارة
لامبو بص على السكاري.
البرودة اللي في إيديهم جمدت كأس النبيت
لامبو دمَّع
الحياة.. عايزة جسارة..
والخلايق عاوزة ابطالها يكون فيها جدارة..
عايزه ابطالها في عز البرد مشحونة حرارة
الجيتارة.. واخده ع اللحن النضيف
الجيتارة..
برضو بتنام ع الرصيف
برضو بتموت زيي علشان الرغيف
بس ليل اسبانيا في الزنزانة له شكله المخيف..
والبلاط.. والسقعة.. والعود النحيف..
لا ما غنيش للفقير.. والسجن لا..
لا أغني..
لأ ما غنيش..
بس انا راجل شريف
ايه يا اسبانيا يا سجن في كأس نبيت..
آه.. وآه..
لامبو من يومها وقولة آه.. غناه
قريته لمتها آه..
آه.. وآه.. والناس ترد الآهة آه..
الكفاح الحي اصبح آه.. وآه..
ع الكفاح لو يتقلب علي شكل آه..
والنهارده لامبو مات..
قتله ليل اسبانيا في الليل ع الرصيف
قلبه كان لابس خفيف
قتلته الآه..
قتلته في الحانة شنبات الشاويش..
قتلته الناس اللي غرقانة بهمومها في النبيت..
قتلته الدوسيهات في دواليب الحكومة..
قتله الطفل اللي مش لاقي الفطار
طلعت الناس النهارده للكنيسة
لقوه جنب الجدار..
قطته جنب الجيتار..
قاعدة مش شايفة النهار..
في انتظار الليل.. واسبانيا.. وشنابات الشاويش
لامبو مات.
لامبو؟؟ يا عيني.. وتبكي الطفلتين
يمسحوا دموعهم في ايد الامهات
في المناديل الجديدة
آخر الرحلة تموت يا لامبو على طرف الرصيف
وانت لو جالك فقير..
كنت تشوي قلبك الطيب تحطوله في رغيف؟!
قطته توطي
عشان دمعتها ما تعملش ع الاسفلت صوت..
لامبو مات
توصل الناس م الشوارع.. يا سلام
ده أنا سايبه وهو راجع؟ يا سلام
يدمعوا..
يرسموا فوق الصدور علامات صليب
والجرس يتلوى في حبال الكنيسة
كان حزين.. حزين.. حزين
قتله الحزن
يفرشوا فوقه الجرايد
يركعوا الاطفال يرصوا حوالين جسمه الورود
والدموع .. غيمة في عيون الوجود
يا حبيبي يا عمو لامبو..
روحي يا ماما الكنيسة وسيبيني قاعدة جنبه
يا حبيبي يا عم لامبو
امها تبكي وتاخذها من ايديها
مات شهيد
مات شهيد الليل في اسبانيا السجينة
مات.. وكان عاوز يعيش
غير شي بس الظلم برَّم له شنابات الشاويش
الوداع يا عمو لامبو
الوداع يا قطته المرمية جنبه
الوداع..
عربية الاغراب شالوه زي الهوا
الوداااااااااااع
دق الجرس فوق الكنيسة
غنت الناس غنوته
الضباب عمّال يضيع
لجل يدي فرصة للشمس اللي حتزورالربيع
الشاعر الكبير/ عبد الرحمن الأبنودي
1964
.