د. محمد عباس محمد عرابي - الزلزال في شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

الزلزال ظاهرة كونية تحدث بقدرة الله (والأرض ذات الصدع) الطارق /آية 12، وللزلزال له آثاره التدميرية، وقد تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا مؤخرًا ،و قتل عشرات الآلاف فيما سُمي بـ"كارثة القرن"، كما تحدث الدكتور العشماوي عن آثار الزلزال، حيث بين شاعرنا العشماوي أثر الزلزال التدميرية على الأرواح والممتلكات ،وتحدث عن بوح الزلزال ، وتحدث عن طاعة الأرض لربها فيما تؤمر به إذعانا وخضوعا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ "فصلت /(11)، وبين واجبنا بعد الزلزال من مساعدة المنكوبين ، وضرورة اللجوء والتضرع إلى الله، وطلب عفوه ورحمته ،وفيما يلي عرض لما قاله في ذلك :
أثر الزلزال:
يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن أثر الزلزال مشيرًا إلى ما أحدثه الزلزال، حيث فُقدان الأحبّةِ والمنازل، وموت أسر بأكملها، وهدم الأبنية والقلاع حيث يقول:
رأينا صورة الدنيا عِيانا
حقيقتُها تعلّم كلَّ جاهلْ
فكم أُسَرٍ لها أملٌ تلاشى
بفُقدان الأحبّةِ والمنازل
فيا لِلّه كم هُدِمتْ قلاعٌ
وكم فُقدَتْ برُمّتها عوائلْ
دقائقُ غيّر الزلزال فيها
معالمَ شُيّدتْ فالكُلُّ ذاهلْ
بَوْحُ الزلازل
عن بوح الزلزال يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي مبينا العبر والعظات من حدوث الزلزال حيث يقول :
تحدّثُنا الكوارثُ والزلازلْ
بأحداث الأواخر والأوائلْ
تحدثنا بأفصحِ ماسمعنا
وأبلغ مارواه لسانُ قائلْ
كأنّ الأرض وهي تثورُ تُلقي
خطابَ الوعظ في زمنِ القلاقلْ
أُراها وهيَ تنفضُ راحتَيها
تقولُ استيقظوا فالكلُّ زائلْ

طاعة الأرض لربها:
تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن طاعة الأرض لربها مبينا أن الكون كله مذعن لعظمة وقدرة الله حيث يقول الشاعر:
تُطيعُ الأرضُ أمرَ اللهِ فينا
فليس لها عن الإذعانِ حائلْ
أما قالتْ كما قالتْ سماءٌ
أتَينا طائعينَ فما نُجادِلْ
أليسَ لها من التّسبيح وِرْدٌ
تُردّدُه المنابعُ والجداول
وما فَتَرَتْ عن التسبيح فيها
رواسيها العظيمةُ والجَنادلْ
اللجوء والتضرع إلى الله:
عن اللجوء والتضرع إلى الله يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
وما غفلتْ عن التسبيحِ بِيدٌ
تتيهُ على مَفاوِزِها القوافلْ
رأيتُ الأرضَ راحلةً عليها
مَتاعُ مُسافرِ عنها وراحلُ
وماهي للخلود فإنْ غفلنا
فيا عُقبى الخَسارِ لكلّ غافلْ
أيَا ربّاهُ إنا قد لجأنا
إليكَ لُجوءَ مُبتهِلٍ وسائلْ
طلب عفو الله ورحمته
عن طلب عفو الله ورحمته يقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:
طلبنا منك مغفرةً وعفواً
وجنّاتِ النّعيمِ لكلّ راحلْ
ونطلب منك يا رحمنُ صبراً
لأفئدةِ الثّكالى والأراملْ
ولُطْفاً بالذي أمسى شريداً
بلا دارٍ، تتيهُ به المَجاهلْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...