عبدالله يوسف الغنيم - سجل الزلازل العربي

يقول أمبراسيز وهو أحد المتخصصين بالزلازل في الشرق الأوسط: إن المعلومات التاريخية تعد أداة مهمة ولازمة للتنبؤات الزلزالية.. ولعل أهمية الكتاب. الذي بين أيدينا تنبثق من هذه المقولة.

الزلازل هي إحدى الظواهر الطبيعية التي أودعها الله جل وعلا في الأرض التي خلقها في حركة دائمة. وهي تدمر في لحظات قليلة ما يبنيه الإنسان في سنوات طويلة من حضارات قديمة ومدنية حديثة. ومع التطور البشري أصبح التعامل مع الكوارث بصفة عامة وإدارتها علماً يتناول التخطيط العلمي والإعداد لمواجهتها من خلال جهد علمي منظم سابق على وقوع الكارثة. إن الاستعداد لمواجهة الكوارث عموماً والوعي بأبعادها وأسبابها ونتائجها المحتملة وكيفية مواجهتها والسرعة والحسم في اتخاذ القرار السليم واستخدام الإمكانات المتاحة بما يتناسب مع طبيعة الكارثة, كل هذا يساعد على تحجيم الخسائر والتخفيف من آثار الكوارث.


ومن أهم المحاور التي تدور حولها دراسات تقليل مخاطر الزلازل تحديد مصادر الخطر الزلزالي ودراستها تفصيلياً وذلك من خلال الوثائق التاريخية وبيانات شبكات الرصد الزلزالي التي انتشرت في القرن العشرين. ويحتل الوطن العربي مناطق الجزيرة العربية والجزء الشمالي للقارة الإفريقية وهي مناطق تحيط بها أحزمة الزلازل التي تمثل حدوداً للألواح التي يتكون منها سطح الأرض وهي في حالة حركة دائماً منذ عصور جيولوجية سحيقة وينتج عن هذه التحركات عدد من الظواهر الطبيعية أحدها هو حدوث الزلازل.


ومؤلف الكتاب باعتباره أحد دارسي الجغرافيا فقد شدته إحدى الظواهر الطبيعية الناشئة عن التحركات الأرضية وهي الطفوح البازلتية الشاسعة (الحرات) والتي تمتد في معظم المناطق القريبة من شبه الجزيرة العربية. وبدأ الكاتب في البحث عن تاريخ هذه الطفوح البركانية وما صاحبهما من مظاهر زلزالية والتي ذكرت معظم المراجع الأجنبية أنها ترجع إلى عصر (المايوسين) من الزمن الجيولوجي الثالث الذي حدثت فيه حركة الانفصال الرئيسية لشبه الجزيرة العربية عن اللوح الإفريقي (القارة الإفريقية). وهذا ما دفع الكاتب إلى تجميع وتسجيل وتحليل كل ما ورد في المصادر العربية القديمة من أخبار الزلازل في الوطن العربي.


إن الكتاب لا يطرح مجرد قضية فكرية مرتبطة بدراسات التراث العربي, أو تاريخ العلوم عند العرب إنما هو يتطرق إلى قضية علمية مرتبطة بالدراسات الزلزالية المعاصرة وما يرتبط بها من آثار جغرافية في منطقتنا العربية بشكل عام وعلى شبه الجزيرة العربية بشكل خاص. إن التتبع التاريخي لظاهرة الزلازل يقدم لباحث الزلازل الذي يقوم بدراسات تقليل مخاطرها سجلاً تاريخياً موثقاً للزلازل وتأثيراتها وأماكن حدوثها وتكراريتها وهو ما يحتاج إليه الباحث لإضافته إلى سجلات الزلازل التي تم رصدها بالأجهزة في منطقة البحث وهو ما يطيل الفترة التي تغطيها سجلات الزلازل في منطقة الدراسة, ويؤثر هذا بالتالي في مصداقية نتائج الدراسة من تحديد أماكن حدوث الزلازل وتكرارية حدوثها وتحديد أقصى قوة لأكبر زلزال يمكن أن تتعرض له منطقة الدراسة. وقد كان على المتخصص في علم الزلازل الرجوع إلى أخبار الزلازل في أمهات الكتب العربية وهو ما يجعل مهمته صعبة بل مستحيلة في معظم الأحوال. لقد قام المؤلف بهذا الجهد الطويل المضني في البحث والتنقيب والتحقيق في العديد من الكتب العربية والأجنبية ليقدم للباحثين سجلاً كاملاً موثقاً محققاً خاليا من المبالغات والأخطاء والتكرار مزوداً بالخرائط التوضيحية. ولا غرابة في أن يستغرق هذا العمل من الباحث جهد ربع قرن كامل. ويقول أمبراسيز وهو أحد المختصين بالزلازل في الشرق الأوسط إن المعلومات التاريخية والأثرية تعد أداة مهمة ولازمة للتنبؤات الزلزالية, ولما كانت المدة الزمنية التي يغطيها علم الزلازل وفق تقنياته الحديثة قصيرة جداً بالمقارنة مع مقياس الزمن الجيولوجي والأحداث التاريخية, فإننا نحتاج إلى زمن طويل من الملاحظة لكي نسمح لأنفسنا بمعالجة إحصائية ذات معنى, وهذا ما يمكن إنجازه باستقراء المعلومات المتعلقة بالزلازل في القرون الوسطى. ولا تقتصر فائدة التتبع التاريخي لهذه الظاهرة على علماء الزلازل أو الجغرافيين, بل يفيد هذا التتبع إلى حد كبير المؤرخين وعلماء الآثار والجيولوجيين ودارسي تحركات القشرة الأرضية.

أسباب الزلازل

استعرض المؤلف ما ذكره العلماء العرب عن أسباب الزلازل وقال (وإذا ما تأملنا آراء العرب في هذا المجال فإننا نجد فيها قبولاً مباشراً لآراء أرسطو في كتابه (الآثار العلوية). ويرى ابن سينا أن (الزلازل تحدث إما بخروج الرياح المحتبسة. وهو الذي عليه أكثر الزلازل, أو بدخول الهواء في الأرض. وأكثر ما تكون الزلازل عند فقدان الرياح. وفي أكثر الأوقات قد يتبع سكون الزلازل ريح تهب, لأن السبب ينفصل ويخرج إلى الخارج. وكثيراً ما يكون وقت الزلازل غمامات راكدة في الجو ويكون الجو ضبابياً). ويقول القزويني (زعموا أن الأدخنة والأبخرة الكثيرة إذا اجتمعت تحت الأرض, ولا يقاومها برودة حتى تصير ماء, وتكون مادتها كثيرة لا تقبل التحليل بأدنى حرارة, ويكون وجه الأرض صلباً لا تجد فيه البخارات إذا قصدت الصعود المنافذ والمسام, فتهتز لذلك بقاع الأرض وتضطرب كما يضطرب بدن المحموم عند شدة الحمى). وقد دلل العرب على أن أكثر أسباب الزلزلة هي الرياح المحتقنة, وأن البلاد التي تكثر فيها إذا حفرت فيها آبار وقني كثيرة, حتى كثرت مخالص الرياح والأبخرة قلت الزلازل بها. ويختم المؤلف هذا الجانب بقوله إن ابن سينا وغيره من الكتاب العرب ممن سبقه أو لحق به قد أخذ برأي أرسطو مع بعض الإضافات التي لا تغير شيئاً في الفكرة الأم, بل تزيدها إيضاحاً وتثريها أدلة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن العلماء الإغريق والعرب القدامى قد فسروا أسباب حدوث الزلازل في ضوء المعلومات المتاحة وقتها عن الأرض, أما الآن وفي بداية القرن الواحد والعشرين فإن الاكتشافات العلمية التي تمت خصوصاً في القرن العشرين وذلك في مجال جيولوجيا المحيطات قد مكنت المتخصصين في علوم الأرض من وضع نظرية الألواح (الصفائح) المتحركة والتي فسرت أسباب حدوث الزلازل وهي التحركات الدائمة للألواح (الصفائح) المكونة لسطح الأرض ونتيجة لهذه التحركات والتصادمات بين هذه الألواح تحدث الزلازل التي تأخذ شكل أحزمة ذات مواقع ثابتة تقريباً والتي تمثل حدود هذه الألواح أو الصفائح المتحركة.

روافد السجل

تناول المؤلف بالذكر والشرح المفصل المصنفات العربية والتي يمكن اعتبارها المصادر الرئيسية في أحداث الزلازل أولها الكتب والرسائل والدراسات التي كتبت في موضوع الزلازل بخاصة حيث وجد أن الكتاب الوحيد بينها الذي يحوي سجلاً واسعاً للأحداث الزلزالية هو كتاب (كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة) للسيوطي وقد بين الكاتب اهتمام المستشرقين وعلماء الزلازل بهذا الكتاب واعتماد معلوماته في سجلات الزلازل العالمية. غير أن هذا العمل العلمي الذي استعرض نحو مائة وثمانية أحداث زلزالية لا ينبغي قبوله دون مراجعة تلك الأحداث مع ما جاء في المصادر التاريخية الأساسية التي تغطي الحقبة الزمنية التي سجل لها السيوطي. وهذا هو بعض ما قام به مؤلف كتابنا عن السجل العربي للزلازل حيث أوضح المصادر التاريخية الأساسية التي اعتمد عليها كما بين إضافات كل منها. ولم يغفل المؤلف عن الكتب والرسائل والبحوث والمقالات العربية الحديثة التي جمعت أحداث الزلازل في المنطقة العربية حيث يقول (وقد اطلعت على جميع ما ورد في المجلات المذكورة على وجه الحصر والاستقصاء وأوردت ما حصلت عليه من الفوائد في هذا الكتاب).

وقد اطلع أيضاً على عدد وافر من الدراسات والبحوث الأجنبية التي تناولت الزلازل التاريخية بالمنطقة العربية وذلك بهدف معرفة منهجها ومصادرها ومقارنة ما فيها مع ما توصل إليه في سجله, ويرى أن أفضل وأشمل هذه الدراسات هما كتاب (تاريخ الزلازل في إيران) من تأليف كل من أمبراسيز, وميلفل والذي صدر عام 1982 وكتاب (زلزالية مصر والجزيرة العربية والبحر الأحمر, عرض تاريخي) من تأليف كل من أمبراسيز, وميلفل, وآدمز عام 1994.

المنهج.. وسجود الجلمود

انتهج الباحث نهجاً واضحاً في معالجة المعلومات الواردة في المصادر العربية التي اعتمد عليها فقد تم مراجعة كل خبر من الأخبار الواردة في هذا السجل في جميع المصادر التاريخية والجغرافية الممكنة حيث أثبت النص الأوفي والأشمل في وصف الحدث وأورد في آخره النص المأخوذ عنه ورقم الجزء والصفحة. كما قدم النص الأكثر تحديداً وإن كان متأخراً وذلك على النص الأقدم. وعند وجود اختلافات على تاريخ الزلازل في المصادر المختلفة قام بترجيح الرأي الأغلب, وفي حالة وجود وصفين متناقضين لزلزال ما ولم يجد ما يؤيد أحدهما ويرجحه على الآخر فإنه يثبت الخبرين معاً. وقد أهمل تماماً تلك الأخبار التي لاتذكر فيها سنة وقوع الزلزال على وجه التحديد. وقد تعرض التحقيق في نصوص الزلازل إلى تصحيح العديد من الأسماء أو العبارات المحرفة فقد أثبت الصواب. وهذه التصحيحات تم بناؤها على مراجعة متأنية للمصادر ومقابلة النصوص المختلفة. كما بذل المؤلف جهداً كبيراً يحسب له في التحقق من تواريخ حدوث الزلازل التي أوردها في السجل حيث قام بتحويل التاريخ الهجري الوارد في النصوص العربية إلى ما يقابله في التقويم الميلادي باعتبار أن بداية التاريخ الهجري توافق يوم 16 يوليو 662 ميلادية (يوليانية).

وقد جاء السجل بأحداث الزلازل مرتبة وفق سنوات حدوثها ويبدأ مع بداية التاريخ الهجري من القرن الأول حتى القرن الرابع عشر. ويسهل الرجوع إلى هذا السجل الوافي بهدف التعرف على كل ما كتب عن حدث زلزالي محدد في تاريخ معروف, أو للتعرف على السجل الزلزالي الكامل لمنطقة محددة. ولم يتوقف جهد الكاتب على مجرد جمع البيانات والأخبار عن الزلازل من مصادرها المختلفة ولكن كانت تداخلات قيمة من تصويب التحريفات إلى التعليق على هذه الأخبار. كما أنه أضاف خرائط مزودة بأسماء المدن مبينا عليها المناطق التي تأثرت بالزلزال الموصوف ومبينا عليها أيضاً أهم الزلازل التي تعرضت لها هذه المناطق مع إثبات التاريخ الهجري لها ليسهل على القارئ الرجوع إلى النص الخاص بكل زلزال في المتن. وقد أورد الباحث بعضاً من الشعر الذي عبر به الشعراء عن حدوث الزلازل ومثال ذلك عندما وصف الشاعر انهيار بعض مآذن المساجد بقوله الذي لا يخلو من طرافة رغم أنه يصف كارثة


والمنارات في الجوامع خرت
سجداً بالرءوس والأقدام

إنها طالما شاهدت السجود
فأرتهم كيف يسجد الجلمود
مؤشرات وظواهر

أفرد المؤلف فصلاً من الكتاب تناول فيه السجل بالتحليل وعرض نتائجه المهمة حيث صنف الزلازل من حيث اتساع مناطق تأثيرها إلى نوعين, الأول هو الزلازل الإقليمية التي تصيب منطقة محددة بعينها من المناطق الجغرافية التي حددها كمناطق زلزالية وهي إيران والعراق والشام, غرب الجزيرة العربية, مصر, الشمال الإفريقي وبلاد الأندلس حيث نجد أن الزلازل التي تأثرت بها هذه المناطق لا تتأثر بها المناطق الأخرى إلا تأثراً ثانوياً. أما النوع الثاني وهو الزلازل العامة التي تؤثر في عدة أقاليم ومنها زلزال عام 245 هجرية الذي تأثرت به بلاد المغرب ومصر والشام وغرب الجزيرة العربية والعراق وإيران.

ثم يستعرض الباحث الظواهر الجوية التي يُعتقد أنها مصاحبة لحدوث الزلازل مثل كسوف الشمس أو خسوف القمر واضطراب الشهب وسقوط النيازك والعواصف والرياح والأمطار والصواعق. ثم قام بتحليل الظواهر الطبيعية الأخرى المصاحبة للزلازل والتي نقرأ أخبارها في السجل, مثل التغيرات التي تطرأ على المياه الجوفية, مثل نضوبها أو تفجير العيون وارتفاع المياه في الآبار. وجدير بالذكر هنا أن دراسة التغيرات التي تحدث في مستوى سطح الماء الجوفي في الآبار تستعمل حديثاً كأحد المؤشرات التي تساهم في دراسات التنبؤ بالزلازل. وقد تمت مناقشة وتحليل أخبار الموجات البحرية الزلزالية والتي أطلق عليها اليابانيون المصطلح (تسونامي) والذي يعني موجات الموانئ وهي الموجات البحرية الهائلة التي تصاحب حدوث الزلازل في قيعان البحار والمحيطات. وقد سجلت المصادر التاريخية في البلاد العربية أحداث الزلازل البحرية وعلامتها انسحاب المياه من الساحل إلى داخل البحر وبعد فترة تعود المياه إلى الساحل بسرعة كبيرة, وفي شكل موجات مد عالية يتراوح ارتفاعها بين عشرة وعشرين متراً, مما يؤدي إلى تحطيم السفن الراسية في الموانئ وإحداث الدمار في المنشآت العمرانية الواقعة على الساحل. وقد اتضح من وصف العرب لهذه الظاهرة أنهم كانوا مدركين تماماً علاقتها بالزلازل.


ويتعرض الكتاب في تحليلاته للسجل إلى الأصوات المصاحبة للزلازل الناجمة عن احتكاك الصخور الباطنية التي ينشأ عنها أمواج ذات ذبذبات سريعة تنتشر في الغلاف الخارجي للأرض مكونة دوياً عميقاً أشبه ما يكون بدمدمة الرعد أو أصوات الرحى أو في شكل ضجيج عظيم. وتسمع هذه الأصوات أحياناً كما لو كانت قادمة من السماء كما ورد في أكثر من موضع من السجل. ويذكر هنا أن أحد النوعين الأساسيين للموجات الزلزالية وهو الموجات الطولية تنتشر في الصخور الباطنية والهواء بنفس طريقة انتشار الصوت فيهما وعلى ذلك فإنها تسمع لو أن ترددها يقع في المدى المسموع لدى الإنسان, كما أنه في المناطق التي تقع فيها مراكز الزلازل تسمع الأصوات الناجمة عن تكسر الصخور واحتكاكها وخصوصاً في الزلازل ذات الأعماق القريبة من سطح الأرض.

ما وراء التنبؤات

وابتداء من عام 702 يذكر السجل الزمن الذي يمكثه الزلزال ويبنى على هذا الزمن مقدار التخريب الناجم عنه. ويتم حساب الوقت بالدرجة أو بجزء منها والدرجة تعادل أربع دقائق, وأحياناً يقاس بالساعة الفلكية وهي تقسم إلى أربعة أجزاء كل جزء منها 15 دقيقة. وقد أشار الكتاب إلى أن الزمن الذي أشارت إليه النصوص العربية هو زمن طويل بالنسبة للزمن الحقيقي الذي يستغرقه الزلزال, إذ يمتد الإحساس بالهزة ليشمل كل ما له صلة بالزلزال من أحداث لاحقة مثل انهيار المنازل أو سقوط الأبراج أو غير ذلك. ويتطرق الكتاب إلى التنبؤ بالزلازل ويذكر أنه ليس هناك ما يفيد أن العرب قد وضعوا أسساً معينة للتنبؤ بالزلازل, إلا أن مجمل الأخبار الواردة في السجل يبدو منه واضحاً الربط بين الزلازل وكسوف الشمس أو خسوف القمر, أو التغيرات المتطرفة في ظواهر الجو المختلفة مثل العواصف العنيفة إضافة إلى نشاط سقوط الشهب والنيازك. وما زال التنبؤ بحدوث الزلازل إلى يومنا هذا من المسائل التي تلعب فيها التجارب دوراً مهماً. وقد بذلت على مدى عديد من السنين محاولات وجهود كبيرة في سبيل التخفيف من آثار الزلازل المدمرة, وقد تكونت مجموعة من المنظمات والمؤسسات العلمية هدفها متابعة هذا الأمر, وبحث طبيعة المؤشرات المختلفة التي تحدث عادة قبل حدوث الزلازل بهدف التنبؤ بها, وقد تحقق شيء من النجاح خلال العقود الثلاثة الأخيرة, إلا أن الإخفاق لا يزال يواجه الكثير من تلك الجهود. وقد يؤدي تباعد الزمن بين زلزال وآخر إلى أن ينسى الناس ذلك الخطر الكامن, فيتركوا الاحتياطات الواجبة ويتجاهلوا علامات الخطر ومسبباته. وينطبق ذلك على ما حدث في مصر في 12 من أكتوبر 1992 عندما هز زلزال بلغت قوته 5.6 درجة بمقياس ريختر الأراضي المصرية القريبة من القاهرة, وقد أحدث ذلك الزلزال تلفاً كبيراً في المنازل القديمة, وذهب ضحيته مئات من المواطنين, وعند ذلك استغرب الناس حدوث الزلزال في مصر, لكونها على حد زعمهم ليست منطقة من مناطق الزلازل وهي مقولة لا أساس لها من الصحة, فمصر لا تبعد عن نطاقين مهمين من نطاقات الزلازل هما نطاق البحر الأحمر شرقاً ونطاق البحر المتوسط شمالاً.

ويختم المؤلف الكتاب بمجموعة من الفهارس لتسهل على القاريء الرجوع إلى الزلازل التي وقعت في منطقة محددة فيضع فهرسا لمواقع الزلازل مع سنوات حدوثها وآخر للمواقع والبلدان. كما يضع فهرساً آخر للأعلام وفهرسا للكتب وفي النهاية فهرسا للموضوعات.


وهكذا جاء الكتاب كاملاً شاملاً لكل ما يخطر في بال الباحثين في مجال علم الزلازل والجغرافيا والفروع المختلفة من علم الجيولوجيا وعلماء الآثار بحيث ينتفع به كل هؤلاء كل في مجاله وهو يغنيهم عن البحث الطويل والمضني في أمهات الكتب التي قد يصلون إليها وذلك بالرجوع إلى مرجع واحد شمل كل المصادر الأخرى القديمة والحديثة وجاء وصف الزلازل مقترناً بكل المظاهر الطبيعية الأخرى بحيث يجد كل متخصص ضالته في هذا الوصف الشامل. إن هذا الكتاب يمثل إضافة قيمة وأصيلة للمكتبة العربية

عبدالله يوسف الغنيم
العربي ابريل 2003

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...