لما نظرت إلى الفلسفة, وجدتها عندي تنقسم إلى فلسفات وفلاسفة, ووضعت قسم أولي عن الفلسفة أحاول فيه التعرف على بعض أو جل أو كل المفاهيم الفلسفية ما وسعني ذلك. وجدت أن الفلسفة في ذاتها تحتمل قسمين؛ قسم للمفاهيم الفلسفية, وآخر للموسوعات أو المؤسسات الفلسفية التي تعمل على صياغة هذه المفاهيم وتكوين تصوراتنا عنها للوصول إلى فهم صحيح أو شبه سليم. وكان هناك قسمين؛ واحد للموسوعات, وآخر للمؤسسات مثل دور النشر والجامعات ومجمعات البحث العلمي. حسنا, وجدت أن الأمر يزداد بي تعقيدا, خاصة وأن الفلسفات تندرج ضمن مفاهيم الفلسفة مثل الوجودية أو النفعية أو مبدأ اللذة. ووجدت أن صناع الفلسفة من مؤسسات أو موسوعات يتشاركون مع الفلاسفة في صناعة الفلسفة. وبما إني جعلت موضع للفلسفات, لماذا لا أخصص هذا الموضع للمفاهيم الفلسفية في عمومها, حتى المؤسسة الفلسفية لا تخرج عن كونها مفهوم فلسفي لا أرى أنه يحظى بعد بهذا الزخم المعرفي الذي يكون في مجموع مدرسة فلسفية مستقرة أركانها, ولا ذلك الزخم في عقل مفكر واحد كبير. وبعد أن كنت مططت الشؤون الفلسفية بشكل واسع جدا لدرجة اشتمالها على مختلف الموسوعات المرجعية أو المجلات الدورية التي شملت مختلف الشؤون الثقافية فلسفية متخصصة كانت أو غير فلسفية بالمرة (رغم استقرار رأينا بعد على شمول الفلسفة لكل شيء).
ولما كنا وضعنا مقالة عن دور المؤسسة الفلسفية من ناحية (الموسوعية) على مدونة التحولات Metamorphoses
Metamorphoses: الموسوعية: مدخل تعريفي
قلت ربما أركز قليلا هنا, أو أمر مرور الكرام بنبذة موجزة عن المؤسساتية.
وقد ذكرتها من قبل في المقال السابق, وهي لا تخرج تقريبا عن المؤسسات التي تحرك النقاش الفلسفي والبحث العلمي مثل الجامعات والمنظمات العلمية الكبرى, وأغلبها مؤسسات غير هادفة للربح, وبالطبع القائمين على الجوائز مثل جائزة أدورنو على اسم الفيلسوف الألماني - السويسري الكبير تيودور أدورنو. وبالطبع لا ننسى الندوات والمنتديات والملتقيات والحلقات الفلسفية, ومن أبرزها عندنا في العالم العربي الجمعية الفلسفية الأردنية التي تعرضها قناة الفينيق اليوتيوبية ذات الاسم الكنعاني / الفينيقي الموحي.
ومن هذه المؤسسات ما يمارس نشاطا رقميا صرفا, مثل المواقع الفلسفية المتخصص وبعض المدونات الصحافية الكبرى, وهذه تحتاج مقالة لحالها, ولكن أحسب أنني تطرقت لبعضها في مقالتي المطولة حول (مائة مدونة عربية مهمة) والمنشورة على عشرة أجزاء في موقع أنطولوجيا السرد العربي.
رايفين فرجاني - مائة مدونة عربية مهمة
هذا الموقع في حد ذاته, يعد مؤسسة فلسفية كبرى في الساحة الرقمية, ونقوس المهدي الذي لا أعرف له منجز كبير غير هذا الموقع, وهو الفيلسوف المغربي من بلد الفلاسفة الكبار, يكفي له منجزه من خلال إطلاق هذا المشروع الرائد والذي يحاول أحدهم نسخه -أو سرقته- في موقع حمل نفس الاسم تقريبا.
وفي الأخير ننتقل إلى أهم جزء -بالنسبة لي على الأقل- وهي المؤسسات المعنية بسكب هذه المعرفة الفلسفية في صورة نصية محفوظة داخل الكتب, ومن هذا القبيل نذكر مجموعة من دور النشر المهمة والمساهمة في نشر الفلسفة عربيا, مثل دار الكتاب العربي رغم تحفظاتي عليها, المنظمة العربية للترجمة, مركز تبصير, دار الفكر, مركز دراسات الوحدة العربية, مركز نماء للبحوث والدراسات, مكتبة الدراسات الفلسفية (مكتبة قديمة ربما). ثم هناك المكتبات المتخصصة, وأيضا من دور النشر والمكتبات ربما نعثر على ما هي رقمية بامتياز.
الآن ننتقل إلى نموذج مهم جدا من هذه المؤسسات الثقافية, ليست دار النشر, ولا المكتبة, بل السلاسل الموسوعية والدوريات الفكرية التي لا تختلف كثيرا عن أعمال مرجعية مثل الكتب الموسوعية والمدخلية والمعجمية والتاريخية, لولا أنها أكثر تنوعا بعكس هذه الكتب التي تكون عادة أكثر تخصصا.
إن الثقافة شيء جميل, تعرّف أحيانا على أنها من كل بستان زهرة, هذا هو شكل ثقافي مثالي, مثلما قال العظيم توماس هنري هكسلي وهو سياسي إنجليزي مهم من القرن التاسع عشر:- اعرف شيء واحد عن كل شيء واعرف كل شيء عن شيء واحد". أما تعريفها العلمي الدقيق فهي التيار المعرفي المستمر في ذهن الإنسان أو مجموعة المعرفة المكتسبة بمرور الوقت (لحظة عقب لحظة أو عام تلو عام).
النموذج الذي نقصده هنا, هو المجلات الثقافية, التي تلفظ أنفاسها الأخيرة على ما يبدوا, ويمكننا إرجاع ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية
1-تقلص سوق النشر الورقي مع غلاء معدات الطباعة وخامة الورق وتكلفة العمالة
2-في مقابل توفر بدائل عديدة, سهلة, مغرية, ومجانية على الوسيط الرقمي.
3-لا يوجد أي اشتغال ثقافي حقيقي حاليا على الساعة, إن هي إلا اجتذاب للموضوعات.
ولما كنا وضعنا مقالة عن دور المؤسسة الفلسفية من ناحية (الموسوعية) على مدونة التحولات Metamorphoses
Metamorphoses: الموسوعية: مدخل تعريفي
قلت ربما أركز قليلا هنا, أو أمر مرور الكرام بنبذة موجزة عن المؤسساتية.
وقد ذكرتها من قبل في المقال السابق, وهي لا تخرج تقريبا عن المؤسسات التي تحرك النقاش الفلسفي والبحث العلمي مثل الجامعات والمنظمات العلمية الكبرى, وأغلبها مؤسسات غير هادفة للربح, وبالطبع القائمين على الجوائز مثل جائزة أدورنو على اسم الفيلسوف الألماني - السويسري الكبير تيودور أدورنو. وبالطبع لا ننسى الندوات والمنتديات والملتقيات والحلقات الفلسفية, ومن أبرزها عندنا في العالم العربي الجمعية الفلسفية الأردنية التي تعرضها قناة الفينيق اليوتيوبية ذات الاسم الكنعاني / الفينيقي الموحي.
ومن هذه المؤسسات ما يمارس نشاطا رقميا صرفا, مثل المواقع الفلسفية المتخصص وبعض المدونات الصحافية الكبرى, وهذه تحتاج مقالة لحالها, ولكن أحسب أنني تطرقت لبعضها في مقالتي المطولة حول (مائة مدونة عربية مهمة) والمنشورة على عشرة أجزاء في موقع أنطولوجيا السرد العربي.
رايفين فرجاني - مائة مدونة عربية مهمة
هذا الموقع في حد ذاته, يعد مؤسسة فلسفية كبرى في الساحة الرقمية, ونقوس المهدي الذي لا أعرف له منجز كبير غير هذا الموقع, وهو الفيلسوف المغربي من بلد الفلاسفة الكبار, يكفي له منجزه من خلال إطلاق هذا المشروع الرائد والذي يحاول أحدهم نسخه -أو سرقته- في موقع حمل نفس الاسم تقريبا.
وفي الأخير ننتقل إلى أهم جزء -بالنسبة لي على الأقل- وهي المؤسسات المعنية بسكب هذه المعرفة الفلسفية في صورة نصية محفوظة داخل الكتب, ومن هذا القبيل نذكر مجموعة من دور النشر المهمة والمساهمة في نشر الفلسفة عربيا, مثل دار الكتاب العربي رغم تحفظاتي عليها, المنظمة العربية للترجمة, مركز تبصير, دار الفكر, مركز دراسات الوحدة العربية, مركز نماء للبحوث والدراسات, مكتبة الدراسات الفلسفية (مكتبة قديمة ربما). ثم هناك المكتبات المتخصصة, وأيضا من دور النشر والمكتبات ربما نعثر على ما هي رقمية بامتياز.
الآن ننتقل إلى نموذج مهم جدا من هذه المؤسسات الثقافية, ليست دار النشر, ولا المكتبة, بل السلاسل الموسوعية والدوريات الفكرية التي لا تختلف كثيرا عن أعمال مرجعية مثل الكتب الموسوعية والمدخلية والمعجمية والتاريخية, لولا أنها أكثر تنوعا بعكس هذه الكتب التي تكون عادة أكثر تخصصا.
إن الثقافة شيء جميل, تعرّف أحيانا على أنها من كل بستان زهرة, هذا هو شكل ثقافي مثالي, مثلما قال العظيم توماس هنري هكسلي وهو سياسي إنجليزي مهم من القرن التاسع عشر:- اعرف شيء واحد عن كل شيء واعرف كل شيء عن شيء واحد". أما تعريفها العلمي الدقيق فهي التيار المعرفي المستمر في ذهن الإنسان أو مجموعة المعرفة المكتسبة بمرور الوقت (لحظة عقب لحظة أو عام تلو عام).
النموذج الذي نقصده هنا, هو المجلات الثقافية, التي تلفظ أنفاسها الأخيرة على ما يبدوا, ويمكننا إرجاع ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية
1-تقلص سوق النشر الورقي مع غلاء معدات الطباعة وخامة الورق وتكلفة العمالة
2-في مقابل توفر بدائل عديدة, سهلة, مغرية, ومجانية على الوسيط الرقمي.
3-لا يوجد أي اشتغال ثقافي حقيقي حاليا على الساعة, إن هي إلا اجتذاب للموضوعات.