رابطة المثقفين الأفارقة تحتفل بالذكرى الثانية لتأسيسها باقامة مؤتمرها السنوي تحت عنوان:
" الأدب الإفريقي في مواجهة التحديات "
السادة والسيدات أعضاء رابطة المثقفين الأفارقة وكل ضيوفنا الكرام تحية التقدير والمحبة والسلام أسوقها لكم من السودان بلدي المنكوب بالحرب ومواجهة أبشع أنواع التحديات التي ما فتئت دول القارة الإفريقية تعاني من ويلاتها على مر العصور وبمختلف الأشكال ،آثرت أن أطل عليكم رغم قساوة الظرف أولاً لأرحب بكم ولأشكركم لتواجدكم ومتابعتكم ودعمكم المستمر لرابطتكم التي تكبر بكم وثانياً لأؤكد على دور الأدب الفاعل في مواجهة كل التحديات وذلك من خلال كلمتي (صوتي)والتي لا أملك غيرها لأقف في وجه هذا التحدي الأبشع من نوعه رافضة من خلال كتاباتي الخاصة كل ما يدور الآن من عبث مقصود منادية بوقف هذا النزف وموثقة لألآم هذه المرحلة العصيبة التي تركت أثراً بالغَ القبح على وجه بلادي وقلب إنسانها والقت بظلالها القاتمة على كل معالم الحياة فيها .
هذه المقدمة تقودنا لواحد من أهم التحديات التي يخوضها الأدب الإفريقي هذا الأدب الذي ولد مقاوماً وباحثاً عن الحريات والعدالة والسلام فمن خلال الأدب والذي يعد من الأدوات الرئيسية في احداث الثورات الثقافية نجد انه كان له دوراً فاعلاً في مقاومة الاستعمار هذه الكلمة البغيضة المعنى متعددة الأوجه وليدة الحروب والأيديلوجيات العقيمة والمتطرفة إذ أن الاستعمار والحروب(اعتداء خارجي ،صراع داخلي حروب أهلية) لا يقعان باستخدام الآلآت المسخرة ل ل ق ت ل فقط وإنما هناك استعمار للعقول يعمل على تدمير المجتمعات والحط من شأن كل شيء يقودها نحو التطور إلى جانب تفكيك الروابط الاجتماعية وزراعة السياسات السامة واللعب على وتر الانتماء والهوية بصريح العبارة (الفكر العنصري)مما يؤدي في النهاية إلى فشل منظومة المجتمع وبالتالي انهيار الدول بانسانها وتصدع لحمتها وما يحدث في السودان خير نموذج لذلك مع كل الأسف فنحن جميعاً ندرك أن لكل حرب اسبابها المحددة وخصوصيتها ولكن في هذا النموذج هناك تداخل مخيف أسباب لا حصر لها معلومة ومجهولة هذا غير النفخ في أوار القضايا الشائكة الخاصة بالعرق وأنتم بلا شك تعرفون تركيبة السودان الإثنية ما يحدث في السودان هو نوع من الاستعمار يتم فيه استخدام كل القوى آلة (القوة) آيدلوجيا (الفكر) لتحقيق مكاسب عديدة وتقسيمه جغرافياً مع إحداث تغييراً ديموغرافياً بمعنى أوضح تدميره بالكامل والمتابع لتفاصيل ما يحدث سيجد ما ذكر هنا واضحاً.
وفي المقابل يقف الأدب الإفريقي ممثلاً القوة الناعمة من خلال الأعمال الأدبية المتنوعة منتقداً الاستعمار بكل أشكاله مستعرضاً أوضاع الشعوب الإفريقية وكل أنواع القمع التي يواجهونها مثل قضايا العدالة الاجتماعية والانتماء إلى الأرض والهوية والثقافة مسخراً العديد من أساليبه مثل السرد الواقعي والرمزية بكل ثقلها والخيال والأسطورة والتي تعتبر من الأشياء الأصيلة في الثقافة الإفريقية والمقدسة عند الأفارقة والشعر الرافض والمندد بالاستعمار والمحرك لحمية الشعوب وإشعال قبس الثورة في داخلها الثورة ضد كل ماهو غير إنساني ويحض من قيمة الانسان في خوض معارك حاسمة من أجل الحرية للأرض وانهاء الهيمنة على الفكر والسياسة والثقافة(تحريرالعقل )والشاهد على ذلك جماعة كبيرة من الأدباء والشعراء والمفكرين والمثقفين الذين كانوا من المؤثرين جداً في النضال ضد المستعمر من أجل تحرير بلادهم وضد الحكومات الفاسدة المتسلطة ساعين من أجل تكوين حكومات ديموقراطية ودول يتمتعوا فيها بحقوق وواجبات المواطنة وتضمن لهم العيش الآمن والعدالة الإجتماعية وتعرضوا في سبيل ذلك لشتى أنواع القمع والظلم من اعتقال وسجن وتعذيب وصولاً إلى حد النفي والاغ تي الات على الرغم من الوسائل السلمية التي كانوا يستخدمونها ممثلة في الشعر والغناء والمسرح والندوات والكتابة (أدب المقاومة) التي لم تتوقف في أيام النضال طلباً لواقع أفضل وبعده لتكون توثيقاً وشاهداً على مر العصور ولتكون ذات أثر عظيم في بناء مستقبل أفضل(الأدب ذاكرة الشعوب) وعلى سبيل المثال نذكر:_
شخصية الأديب الثائر أميلكار كابرال الذي قاد الحركة القومية لغينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر
جيرمانو دي ألمايدا، وبالتزار لوبيش دا سيلفا وكلاهما من الرأس الأخضر.
الكاتب الكيني نجوجي واثيونجو والذي كتب رواية "شيطان على الصليب" في عام 1979 خلال فترة سجنه.
الشاعر إرنستو كاردينال من نيكاراجوا
أجوستينهو نيتو من أنجولا.
الأديب السنغالي أحمدو مابانيه دياني، مؤلف رواية "إرادات مالك الثلاث"والتي تعرض فيها لكثير من التحديات التي تواجهها القارة مثل التعليم الغربي ،والصراع الثقافي ووجود السلطات الاستعمارية وغيرها.
ومن السودان الشاعر خليل فرح والأمين علي مدني وعلي عبداللطيف وغيرهم الذين كانوا أساس لنشأة الحركةالوطنية السودانية من خلال الحركة الثقافية
واسهموا في قيام ثورة 1924التي عرفت بثورة اللواء الأبيض المقاومة للاستعمار.
وأيضاً من السودان الشعراء محمد مفتاح الفيتوري ومحمد عثمان محمد صالح، الشهير بـ"كجراي" وهاشم صديق ومحجوب شريف الملقب "بشاعر الشعب" والقدال وأزهري محمد علي ومحمد الحسن سالم حميد.
ومن المغرب الأديب والسياسي عبد السلام بنونة وهو أحد رجالات الحركة الوطنية المغربية
الشاعر محمد الحلوي
والأستاذ والروائي محمد التازي وكلمته التي ألقاها في مؤتمر الأدباء العرب عام 1969 إنه “لا فكر بدون حرية، و لا أدب بدون حرية، ولا تاريخ بدون أدب”.
والأديب عبدالله كنون صاحب كتاب "النبوغ المغربي"
ومن إرتريا الأستاذ الشاعر الطاهر كرار
الاعلامي والشاعر عبد الحكيم محمود الشيخ
والشاعر محمد محمود الشيخ الشهير بمحمد مدنى.
ومن مصر الزعيم مصطفى كامل وهو سياسي وكاتب وخطيب وثائر الذي ومؤسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.
وعبد الله النديم كاتب و شاعر و خطيب و صحفى وهو من المشاركين فى الثورة العرابيه ولقب بـ " خطيب الحزب الوطنى ".
وأمير الشعراء أحمد شوقي
والشاعر محمود سامي البارودي .
ومن الجزائر الأدباء أحمد رضا حوحو و الربيع بوشامة و العربي التبسي ومحمد الأمين العمودي و عبد الكريم العقون و مولود فرعون.
و محمّد ديب، صاحب ثلاثية " الدار"، المكونة من رواياته "البيت الكبير" (1952)، و"الحريق" (1954) التي تنبّأ فيها بالثورة الجزائرية، والتي اندلعت بعد صدورها بثلاثة أشهر.
كل هؤلاء المبدعين وغيرهم اتخذوا الأدب سلاحاً لهم للمقاومة وتحرير بلدانهم والقارة ككل ومواجهة كل التحديات لوضع حد لانتهاكها واستنزافها والمساهمة في إعادة إعمارها على كل الأصعدة ولقد شكلت معاناة الأفارقة من الاستعمار الخارجي والحروب الأهلية ومناهضة الحكومات المتسلطة مصدر الهام ومحرض أساسي لهم لاحداث التغيير الذي لا يتم إلا بالمواجهة والصمود والنضال المستمر.
الأعضاء الكرام لكم منا كل التقدير وسنواصل معكم وبمشاركاتكم مشروعنا الأدبي والثقافي والتوعوي في الرابطة من أجل الوصول إلى كل أهدافنا السامية والنبيلة بأوطان مستقرة وشعوب حرة وكريمة في ظل الأمن والسلام.
_
تحياتي
أريج محمد أحمد - السودان
" الأدب الإفريقي في مواجهة التحديات "
السادة والسيدات أعضاء رابطة المثقفين الأفارقة وكل ضيوفنا الكرام تحية التقدير والمحبة والسلام أسوقها لكم من السودان بلدي المنكوب بالحرب ومواجهة أبشع أنواع التحديات التي ما فتئت دول القارة الإفريقية تعاني من ويلاتها على مر العصور وبمختلف الأشكال ،آثرت أن أطل عليكم رغم قساوة الظرف أولاً لأرحب بكم ولأشكركم لتواجدكم ومتابعتكم ودعمكم المستمر لرابطتكم التي تكبر بكم وثانياً لأؤكد على دور الأدب الفاعل في مواجهة كل التحديات وذلك من خلال كلمتي (صوتي)والتي لا أملك غيرها لأقف في وجه هذا التحدي الأبشع من نوعه رافضة من خلال كتاباتي الخاصة كل ما يدور الآن من عبث مقصود منادية بوقف هذا النزف وموثقة لألآم هذه المرحلة العصيبة التي تركت أثراً بالغَ القبح على وجه بلادي وقلب إنسانها والقت بظلالها القاتمة على كل معالم الحياة فيها .
هذه المقدمة تقودنا لواحد من أهم التحديات التي يخوضها الأدب الإفريقي هذا الأدب الذي ولد مقاوماً وباحثاً عن الحريات والعدالة والسلام فمن خلال الأدب والذي يعد من الأدوات الرئيسية في احداث الثورات الثقافية نجد انه كان له دوراً فاعلاً في مقاومة الاستعمار هذه الكلمة البغيضة المعنى متعددة الأوجه وليدة الحروب والأيديلوجيات العقيمة والمتطرفة إذ أن الاستعمار والحروب(اعتداء خارجي ،صراع داخلي حروب أهلية) لا يقعان باستخدام الآلآت المسخرة ل ل ق ت ل فقط وإنما هناك استعمار للعقول يعمل على تدمير المجتمعات والحط من شأن كل شيء يقودها نحو التطور إلى جانب تفكيك الروابط الاجتماعية وزراعة السياسات السامة واللعب على وتر الانتماء والهوية بصريح العبارة (الفكر العنصري)مما يؤدي في النهاية إلى فشل منظومة المجتمع وبالتالي انهيار الدول بانسانها وتصدع لحمتها وما يحدث في السودان خير نموذج لذلك مع كل الأسف فنحن جميعاً ندرك أن لكل حرب اسبابها المحددة وخصوصيتها ولكن في هذا النموذج هناك تداخل مخيف أسباب لا حصر لها معلومة ومجهولة هذا غير النفخ في أوار القضايا الشائكة الخاصة بالعرق وأنتم بلا شك تعرفون تركيبة السودان الإثنية ما يحدث في السودان هو نوع من الاستعمار يتم فيه استخدام كل القوى آلة (القوة) آيدلوجيا (الفكر) لتحقيق مكاسب عديدة وتقسيمه جغرافياً مع إحداث تغييراً ديموغرافياً بمعنى أوضح تدميره بالكامل والمتابع لتفاصيل ما يحدث سيجد ما ذكر هنا واضحاً.
وفي المقابل يقف الأدب الإفريقي ممثلاً القوة الناعمة من خلال الأعمال الأدبية المتنوعة منتقداً الاستعمار بكل أشكاله مستعرضاً أوضاع الشعوب الإفريقية وكل أنواع القمع التي يواجهونها مثل قضايا العدالة الاجتماعية والانتماء إلى الأرض والهوية والثقافة مسخراً العديد من أساليبه مثل السرد الواقعي والرمزية بكل ثقلها والخيال والأسطورة والتي تعتبر من الأشياء الأصيلة في الثقافة الإفريقية والمقدسة عند الأفارقة والشعر الرافض والمندد بالاستعمار والمحرك لحمية الشعوب وإشعال قبس الثورة في داخلها الثورة ضد كل ماهو غير إنساني ويحض من قيمة الانسان في خوض معارك حاسمة من أجل الحرية للأرض وانهاء الهيمنة على الفكر والسياسة والثقافة(تحريرالعقل )والشاهد على ذلك جماعة كبيرة من الأدباء والشعراء والمفكرين والمثقفين الذين كانوا من المؤثرين جداً في النضال ضد المستعمر من أجل تحرير بلادهم وضد الحكومات الفاسدة المتسلطة ساعين من أجل تكوين حكومات ديموقراطية ودول يتمتعوا فيها بحقوق وواجبات المواطنة وتضمن لهم العيش الآمن والعدالة الإجتماعية وتعرضوا في سبيل ذلك لشتى أنواع القمع والظلم من اعتقال وسجن وتعذيب وصولاً إلى حد النفي والاغ تي الات على الرغم من الوسائل السلمية التي كانوا يستخدمونها ممثلة في الشعر والغناء والمسرح والندوات والكتابة (أدب المقاومة) التي لم تتوقف في أيام النضال طلباً لواقع أفضل وبعده لتكون توثيقاً وشاهداً على مر العصور ولتكون ذات أثر عظيم في بناء مستقبل أفضل(الأدب ذاكرة الشعوب) وعلى سبيل المثال نذكر:_
شخصية الأديب الثائر أميلكار كابرال الذي قاد الحركة القومية لغينيا بيساو وجزر الرأس الأخضر
جيرمانو دي ألمايدا، وبالتزار لوبيش دا سيلفا وكلاهما من الرأس الأخضر.
الكاتب الكيني نجوجي واثيونجو والذي كتب رواية "شيطان على الصليب" في عام 1979 خلال فترة سجنه.
الشاعر إرنستو كاردينال من نيكاراجوا
أجوستينهو نيتو من أنجولا.
الأديب السنغالي أحمدو مابانيه دياني، مؤلف رواية "إرادات مالك الثلاث"والتي تعرض فيها لكثير من التحديات التي تواجهها القارة مثل التعليم الغربي ،والصراع الثقافي ووجود السلطات الاستعمارية وغيرها.
ومن السودان الشاعر خليل فرح والأمين علي مدني وعلي عبداللطيف وغيرهم الذين كانوا أساس لنشأة الحركةالوطنية السودانية من خلال الحركة الثقافية
واسهموا في قيام ثورة 1924التي عرفت بثورة اللواء الأبيض المقاومة للاستعمار.
وأيضاً من السودان الشعراء محمد مفتاح الفيتوري ومحمد عثمان محمد صالح، الشهير بـ"كجراي" وهاشم صديق ومحجوب شريف الملقب "بشاعر الشعب" والقدال وأزهري محمد علي ومحمد الحسن سالم حميد.
ومن المغرب الأديب والسياسي عبد السلام بنونة وهو أحد رجالات الحركة الوطنية المغربية
الشاعر محمد الحلوي
والأستاذ والروائي محمد التازي وكلمته التي ألقاها في مؤتمر الأدباء العرب عام 1969 إنه “لا فكر بدون حرية، و لا أدب بدون حرية، ولا تاريخ بدون أدب”.
والأديب عبدالله كنون صاحب كتاب "النبوغ المغربي"
ومن إرتريا الأستاذ الشاعر الطاهر كرار
الاعلامي والشاعر عبد الحكيم محمود الشيخ
والشاعر محمد محمود الشيخ الشهير بمحمد مدنى.
ومن مصر الزعيم مصطفى كامل وهو سياسي وكاتب وخطيب وثائر الذي ومؤسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.
وعبد الله النديم كاتب و شاعر و خطيب و صحفى وهو من المشاركين فى الثورة العرابيه ولقب بـ " خطيب الحزب الوطنى ".
وأمير الشعراء أحمد شوقي
والشاعر محمود سامي البارودي .
ومن الجزائر الأدباء أحمد رضا حوحو و الربيع بوشامة و العربي التبسي ومحمد الأمين العمودي و عبد الكريم العقون و مولود فرعون.
و محمّد ديب، صاحب ثلاثية " الدار"، المكونة من رواياته "البيت الكبير" (1952)، و"الحريق" (1954) التي تنبّأ فيها بالثورة الجزائرية، والتي اندلعت بعد صدورها بثلاثة أشهر.
كل هؤلاء المبدعين وغيرهم اتخذوا الأدب سلاحاً لهم للمقاومة وتحرير بلدانهم والقارة ككل ومواجهة كل التحديات لوضع حد لانتهاكها واستنزافها والمساهمة في إعادة إعمارها على كل الأصعدة ولقد شكلت معاناة الأفارقة من الاستعمار الخارجي والحروب الأهلية ومناهضة الحكومات المتسلطة مصدر الهام ومحرض أساسي لهم لاحداث التغيير الذي لا يتم إلا بالمواجهة والصمود والنضال المستمر.
الأعضاء الكرام لكم منا كل التقدير وسنواصل معكم وبمشاركاتكم مشروعنا الأدبي والثقافي والتوعوي في الرابطة من أجل الوصول إلى كل أهدافنا السامية والنبيلة بأوطان مستقرة وشعوب حرة وكريمة في ظل الأمن والسلام.
_
تحياتي
أريج محمد أحمد - السودان