إبراهيم عبدالكريم محمد - آخِرُ أُغْنِيَةٍ لِآلِهَةِ الْأُولِيمْب

تَجَلَّى
كَصُوفِيٍّ يُفَتِّشُ نِصْفَهُ
يُلَاحِقُ فِي أُفْقِ الْمَقَامَاتِ كَشْفَهُ
يَهُشُّ شِيَاهَ
الْغَيْبِ بَحْثًا عَنِ الرِّضَا
لِيُدْخِلَ فِي دَعْوَى الْقَبُولِ مَلَفَّهُ
لَهُ مِنْ غُيُومِ
الْحَدْسِ شَالٌ مُقَدَّسٌ
إِذَا حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ عَاوَدَ لَفَّهُ
رَقِيقٌ إِذَا
مَا انْسَابَ فِي عَزْفِ هَمِّهِ
تُقَلِّدُ نَايَاتُ السَّمَوَاتِ عَزْفَهُ
فَيَنْسَى هَيُوَلَى
الذَّاتِ يَحْسِبُ نَفْسَهُ
مَلَاكًا مَجَازِيًّا يُبَارِحُ صَفَّهُ
يَعُودُ إِلَى
إِنْسَانِهِ الْمَحْضِ قَبْلَ أَنْ
يُحَرِّكَ سَجَّانُ الْمَشَاعِرِ طَرَفَهُ
لِأَنَّ جَمَالَ
الطَّيْرِ فِي الرِّيشِ دَائِمًا
سَيُصْبِحُ مَمْسُوخًا إِذَا رَامَ نَتَفَهُ
وَمَدَّ لَهُ
الْعَرَّافُ فُنْجَانَ قَهْوَةٍ
لِيَقْرَأَ فِي عَيْنِ الْحَقِيقَةِ كَفَّهُ
فَلَمَّا انْثَنَى
لِلشُّرْبِ وَانْكَبَّ رَاشِفًا
تَذَكَّرَ فِنْجَانُ الْقِرَاءَةِ رَشْفَهُ
نَعَمْ إِنَّهُ
الْمَنْفِيُّ مِنْ كُلِّ مَوْطِنٍ
جَمِيعُ طُغَاةِ الْأَرْضِ يَرْجُونَ حَتْفَهُ
لَهُ بَوْصَلَاتُ
الرَّمْلِ تُمْلِي اتِّجَاهَهَا
فَيَمْلَؤُ مِن حَبِّ الْمَجَازَاتِ ظَرْفَهُ
تَنَامُ
حَمَّامَاتُ السَّلَامِ بِحِضْنِهِ
وَتَمْشِي أَسَاطِيرُ الْبُطُولَاتِ خَلْفَهُ
يُخَيِّطُ ثَوْبَ
اللَّيْلِ أَلْفَ حِكَايَةٍ
لِيَرْسُمَ فِي كُلِّ الْحِكَايَاتِ وَصْفَهُ
يُسَطِّرُ فِي
الْأَحْلَامِ سِينَارِيُو الْهَنَا
وَمَأْسَاتُهُ كُرْهًا تُتَمِّمُ حَذْفَهُ
مَضَى فِي
عَرَاءِ التِّيهِ يَصْنَعُ فُلْكَهُ
وَلَمْ يَلْتَفِتْ لِلرِّيحِ كَيْ لَا تَهفَّهُ
وَنَامَ
كَزُنْجِي يُوَسِّدُ هَمَّهُ
يَمَدُّ إِلَى رَبِّ التَّمَائِمِ كَفَّهُ
يُلَمْلِمُ مِنْ
كُلِّ الطُّقُوسِ تَمِيمَةً
وَمِنْ حِكْمَةِ "الْيُونْدُو" يُشَيِّدُ سَقْفَهُ
وفِي رُقْعَةِ
الشَّطْرَنجِ خَيَّمَ حَائِرَاً
يَصِيدُ احْتِمَالَاتٍ تُطَبِّبُ نُزْفَهُ
عَلَى أَمَلٍ
يَوْمًا سَيُبْعَثُ نُوحُهُ
وَيَأْتِيهِ أَهْلُ الْبَغْيِ يَرْجُونَ لُطْفَهُ

إبراهيم عبدالكريم محمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...