أدب المناجم إدواردو غاليانو - عمال المناجم

عاشت المدينة البوليفية "لالاغوا" بالاعتماد على المنجم، وفي هذا المنجم يتوفى العمال. في عمق أحشاء الجبال كانوا يطاردون عروق القصدير وفي غضون سنوات قليلة خسروا رئاتهم وحياتهم. لقد قضيت بعض الوقت هناك وكونت صداقات جيدة.

في الليلة الماضية كنت اشرب مع أصدقائي، نغني المراثي ونقول النكات السخيفة إلى ما قبل الفجر، عندما بقي القليل من الوقت قبل عاصفة الصفارات التي تدعوهم إلى العمل. صمت أصدقائي، كلهم في وقت واحد، ثم طلب أحدهم أو اعترف أو أمر :"والآن يا أخي، حدثنا عن البحر". كنت صامتا.. أصروا :" حدثنا.. حدثنا عن البحر".

كان التحدي الأصعب طوال حياتي القصصية، أي من عمال المناجم هؤلاء لا يعرف البحر مطلقا، كان محكوما عليهم أن يموتوا بسن الشباب، لم يكن لدي خيار سوى أن أخذهم إلى البحر، البحر الذي كان بعيدا جدا، أن اكتشف الكلمات التي يمكن أن تبللهم حتى العظم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...