حسين دعسة - سلَّة تين "خْضاري"

ﻟﺑﺳت ﺛوﺑﮭﺎ اﻟﻣُطرَّز الأﺳود، ﺣﻠَّت ﺷﻌرھﺎ وﺣﻣﻠت ﺳﻠَّﺔ اﻟﺗﯾن اﻟﺧْﺿﺎري، ﻗطْف اﻟﻧَّدى. "عيشة" اﻟﺗﻲ ﻛُﻧّﺎ ﻧﺳﻣﻌﮭم ﯾﻧﺎدوﻧﮭﺎ "ﻣﺎﻣﺎ ﻋﯾﺷﺔ" ﺗﺄﺧذكَ ﺑطوﻟﮭﺎ اﻟﻔﺎرع وﺟﻣﺎﻟﮭﺎ اﻟﻐﺟريّ وﻣﺷﯾﺗﮭﺎ الإرﺳﺗﻘراطﯾﺔ، أﻣﻲ ﻗﺎﻟت ﻋﻧﮭﺎ إﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﻛﯾﻣﺔ وﻋﻧﯾدة، ﺗﻠﺑس اﻟﺛوب دون أيّ ﻗطﻌﺔ ﻣﻼﺑس أﺧرى ﻻ ﻣن ﻓوق وﻻ ﻣن ﺗﺣت، اﻧﺗَبَه ﻟـ"ﻣﺎﻣﺎ ﻋﯾﺷﺔ" ﺷﯾﺦ اﻟﺛوَّار وأوﻋز ﺑﺈﺣﺿﺎرھﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﺛوَّار. ﻟم ﺗﻧﺎﻗش ﺣﺎﻣل اﻟرﺳﺎﻟﺔ، ﻓﻲ ﺗﻣﺎم اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻣﺳﺎء اﻟﯾوم اﻟﻣُﺣدّد ﻟﺑﺳت ﺛوﺑﮭﺎ وأرﺧت ﺟداﺋﻠﮭﺎ وﻏﺎﺑت ﺑﯾن ﺑﯾَّﺎرات اﻟﺑرﺗﻘﺎل.
ﻓﻲ ﺗﻣﺎم اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﻣﻘرﺑﺔ ﻣن ﺟﻧود الاﺣﺗﻼل ﺳرﯾّﺔٌ ﺗﺣﺟز ﺟﺑﺎل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻋن ﺳﮭول اﻟﺑﯾَّﺎرات. ﺗﻣﺎﯾَﻠَت، ﺗراﻗَﺻَت، اﻧﺑَﮭَرَ ﻗﺎﺋد اﻟﺳرﯾّﺔ ﺑﻣن تُطلّ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺳﻠَّﺔ أﻧﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﯾن اﻟﺟﻣﯾل. ﺻرخ ﻗﺎﺋد اﻟﺳرﯾّﺔ: "ﺷﺎﻟووم ﻣﺎﻣﺎ ﻋﯾﺷﺔ".
ﺗﺻﻣت وﺗﺗﺎﺑﻊ ھزّ ﻛﻌﺑﯾﮭﺎ ﻓوق رﻣل اﻟﺑﯾَّﺎرة، ﺗﺗﻌﻣَّد ھزَّ وﺳطﮭﺎ ﻟﺗﺗﺳﺎﻗط ﺑﻌض ﺣﺑَّﺎت اﻟﺗﯾن، ﯾرﻧو ﻗﺎﺋد اﻟﺳرﯾّﺔ إﻟﻰ طول "ﻋﯾﺷﺔ" وﻧظراﺗﮭﺎ وﺻدرھﺎ اﻟﻛﺎﻋب اﻟﻣُﺗراﻗص، ﯾﺗرك ﺳﻼحه وﯾﺗﻼﻗف ﺣﺑَّﺎت اﻟﺗﯾن، ﻋﯾﻧﺎه تُقابلان ﻋﯾﻧﻲ "ﻋﯾﺷﺔ"، ﯾرﺗﺟف وﯾﮭﻣﮭم ﺑﻌرﺑﯾّﺔ ﻣﻛﺳّرة: "ال ﺗﯾن و ص ﻗططت".
ﻣﺎﻣﺎ ﺗﺗﺎﺑﻊ "ﻋﯾﺷﺔ" التي ﺗﻠوّح ﺑﯾدھﺎ ﻟﻠﺟﻧود، إﯾﻣﺎءات ﻣﺳرﺣﯾّﺔ، "إن ﻛَﻠوھﺎ، ﺳمّ اﻟﮭﺎري..!".
وﻋﺑرت "ﻋﯾﺷﺔ" دون ﺗﻔﺗﯾش.
ﻓﻲ ﻟﯾل اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ أﻋدم اﻟﺛوَّار ﻛل أﻓراد ﺳرﯾَّﺔ اﻟﺣراﺳﺔ اﻟﯾﮭودﯾﺔ على مشارف المدينة، وﻟﻐﺎﯾﺔ إﻋداد اﻟﺗﻘرﯾر -ﺑطﻠب ﻣن ﻣﻧدوب الاﻧﺗداب اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ- ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻣُﺣﺗلّ ﻛﯾف وﺻل اﻟرَّﺻﺎص اﻟﺣﻲّ إﻟﻰ اﻟﺛوَّار. ﺗﻘرأ "ﻣﺎﻣﺎ ﻋﯾﺷﺔ" الأﺧﺑﺎر ﻓﻲ اﻟﺻُّﺣف، ﺗزﻏرد ﻧﺎظرة إﻟﻰ ﻣطرَّزات ﺻدرھﺎ ﻓﻲ ﻏﺑﺎش ﻧدى اﻟﺻَّﺑﺎح.




حسين دعسة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...