ماذا سيحدث لي والعمر رايات تجتمع؟
قالها للمرة الألف، في بيته، في المقهى، في مسجد الحي، في شارع المتنبي، أمام صديقه عميد الكلية حين كان يشرح له خطورة الأمر، ثم كررها مراراً أمام الطلبة وعيون العدسات وبين يدي زوجته التي أدركت أنه بهذا القرار سيقطع ربما حبل العمر بينهما بعد خمسة عقود... آنذاك تأمل كثيراً في وجهها متنقلاً بين صورتين تفصل بينهما عشرات السنين: شابة جميلة متوارية بين ثنايا غطاء رأس بلون الورد زانها تألقاً، أفلح بصعوبة في التقاط صورة ذهنية له في مناسبة اجتماعية أجهدت أمه نفسها في أن تفتح له باباً لكي يراها.. ومن تلك اللحظة الغابرة المتوارية هي الأخرى حول حجب الزمن ألقى عيناه على خطوط في وجهها أبدعت ريشة الزمن في رسمها ببراعة واضحة، فهي لوحة وجه بشري عجب للوقت كم أطال السهر ليوصلها إلى هذا الحد، متذكراً في اللحظة نفسها أن لوحته التي بدأها منذ 9/4/2003 ستكتمل قريباً ليعرضها أمام الجميع.
- لقد أضناني الجميع سيدتي وخنقوني بحبال أسئلة تكاد تقطع أنفاسي، فاقطعيها معي فحبلك أنت إن مددته سيكون حتماً حبل حياتي الأخير.
فبكت بصمت يعرفه تماماً كلما عجزت أمامه عن التعبير عن حبها الشديد له وتعلقها به وحاجة مستترة إليه: أن لا أحد يسدّ ما قد تتركه في حياتي من فراغ.
صباحاً وهو يجهد في حث خطى من أفلت من قبضة عنكبوت شرس نصب شباكه في زاوية مهملة، توقف هناك مدركاً أن حواراً غامضاً ما يدور بين عصفورين فوق رأسه: أن يكونا أم لا؟
ومع الخطوة الأولى في قاعة الدرس مع من يرجى لهم أن يكونوا زملاءه بعد شهور، تعمد أن يواري عينيه عنهم جانباً لكي لا تفضحه دمعة وقحة تمردت على قبيلتها الأسيرة في قلبه، فأفلتت برغم حراسته المشددة التي يحرص عليها أمام الناس، أما حين يكون وحيداً فلا أسرى ولا سجّان، والكل متساوون في الألم والقلق واجتراح الذكريات.. ثم بخطى أهدأ غادر القاعة وعيونهم تشيعه بكلمات قالها أحد ما لآخر وهو يرحل طائعاً إلى مثواه الأخير: رحمك الله من قتيل! وفي المكان نفسه توقف مجدداً محملاً برايات ملونة شتى لكل من سبقه على طريق الدم هذا، رايات عجز جسده عن حملها فقرر أن يقطع من كل منها قصاصة صغيرة ليكون منها راية واحدة ستكون موضوع لوحته الأخيرة، وتساءل في نفسه: أليست رايات دم من سبقني تحمل نفس الفكرة والرؤية والهدف، لتكن إذن جميعها في لوحة واحدة... ولأن هذا الدرب المضمخ بالشهادة لم تعد فيه الأسماء مهمة قدر أهمية من اختار وضحى ونفذ ثم حلق في السموات العلى حيث ينبغي أن نكون جميعاً، تذكر (س) واستنشق عبير (س) آخر، وهنا في هذا المكان بالذات بين ظلال هذه النخلة الوارفة، حمل بيديه جسد (س) وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل رصاصات غدر أطلقها من يصر الجميع على أن يبقى مجهولاً، وسخر من فكرة: أن يكون المجهول معلناً إلى هذا الحد، ثم ابتسم من فكرة كونه (س) آخر ربما يضاف إلى قافلتهم وهي تسجد تحت عرش الرحمن.
ماذا سيحدث لي والعمر رايات تجتمع؟
أعادها على مسمع طلبته وقد أدركوا سرّ وقوفه تحت ظل النخلة تلك، والتي يخشون كلهم الوقوف تحتها منذ أن أنهى زميله الأستاذ (س) قراءة قصائده التي ترسم لذئاب العصر أنياباً وبراثن وعويلاً لطاما مزق جسد الحقيقة عبر شاشات الإعلام والمكاتب الفاخرة وسيارات من امتطوا رقاب الناس ثم غادروا ظهور دبابات المحتل.
ومن تأريخ الاحتلال الذي مرّ في ذاكرته الآن، نصب ظلاً في منتصف بغداد الثكلى، خيمة ليس فيها سوى مسند رسم وألون سيُنطِقها هو قبل أن يحلق متوشحاً دمه كـ(س) جديد، يلبس لوحته لغة عارية من أي لون من ألوان الصمت، لغة آخر صرخة يطلقها ميت بنتن الفساد والزيف ومجانبة الحقيقة، وفي تلك الخيمة صافح نجم الدين أيوب الذي تأخر زواجه لفترة طويلة، وقبل أن يسحب يده باتجاه ألوانه الظمأى ولوحته التي يدرك الجميع أنها ستكون وسيلة إعدامه، قال له، كما قال أخوه أسد الدين شيراكوه: يا أخي لماذا لم تتزوج إلى الآن؟ فأجاب نجم الدين بعد لحظة صمت قصيرة: لا أجد من تصلح لي، إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلى الجنة وأنجب منها ولداً تحسن تربيته حتى يشب ويكون فارساً ويعيد للمسلمين بيت المقدس.
وانحنى هو لنجم الدين، بينما تسللت بعض أشعة جامحة من ثقب ما في خيمتهما معاً لترسم ومضة فضية نادرة الولادة من رأسه الذي أطل على شرفة سنواته الستين، وومضة أخرى تناسلت لتولد من جديد بين أصابعه وهي تواصل استنطاق الألوان، كما نسخت أختها نفسها بتلك الإشراقة العجيبة على سيف نجم الدين، وغيرها الكثير مما لم يعد بحاجة إلى التحليق في تفاصيلها، قافلة من ومضات فضية تبهر ناظريه آثار خطى طويلة يجهد نفسه الآن للحاق بها، مدركاً أن حبال الصمت اهترأت ولا بد أن تقطع.
لم تكن تلك الحبيبة لتيأس من ثنيه عما يفعل، وهي الصابرة المحبة، التي قطعت كل حبال الدنيا، التصاقاً به، وأضافت:
إنك توأمي السيامي، لنا الجسد نفسه، في عروقنا تدور الدماء نفسها، وأنفاسنا تدخل وتخرج من المنافذ نفسها، ألست معي في ذلك؟
سحبها من يدها خارج الخيمة تاركاً نجم الدين يصقل سيفه، إلى ما يمكن أن ينظران إليه بأفق مفتوح.
- لوحة واقعنا البائس تلك، لم نسهم بوضع أي لمسة رفض فيها، أية بصمة، أي لون... سماء غطتها طائرات الموت، شوارع خنقتها دعايات وجوه مخادعة، جثث متناثرة لأكثر من (س)... وقد مضت قوافل وسبقتني الرايات، وسأعمل أنا منها جميعاً راية جديدة، وأدرك تماماً أنك ستحملينها معي!
حين عادا معاً بخطى بدت لها أكثر ثباتاً لم تكن هناك خيمة، بل فتاة تقف على استحياء مع شيخ يسألها: لماذا رفضت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك؟
كان نجم الدين ينصت باهتمام معهما، وكان لابد من جواب: أيها الشيخ إنه لا يصلح لي، أريد فتىً يأخذ بيدي إلي الجنة وأنجب منه ولداً يصبح فارساً يعيد للمسلمين بيت المقدس... ومن تلك اللحظة تزوج نجم الدين، تاركاً في أيديهما بطاقة دعوة فضية لرفع حجب الظلام عن بغداد، ثم امتطى فرسه وتأبط سيفه مشيراً إليهما نحو أفق تشرئب في جنباته آلاف الخيول الطليقة والسيوف التي صدأت في قرابها.
ماذا سيحدث لي والعمر رايات تجتمع؟
رددها هذه المرة أمام لوحته التي اكتملت الآن، مدركاً أنه ربما يرددها للمرة الأخيرة، وموقناً أنها تضمخت بأنفاس كل من حمل راية قبله، راسماً إمضاءه شكل (س) في زواية لوحته اليسرى مضمخة دماً تفوح منه رائحة المسك... آنذاك كان نهار 9/ 4 من سنة مائة أو ألف أو مليون بُعداً من ذلك اليوم الكالح الذي مزقت فيه الدبابات القذرة وجه بغداد، كالحاً أيضاً كما وُلد أول مرة، حين عرض (س) الجديد لوحة حقيقة ما كان وما سيكون أمام العدسات، تحت أنظار الجثث المتراكمة، بين براثن شرسة ما زالت تقطر دماً، استفزتها ألوان ووجوه وخيول، ألوان بطعم الظلم، ووجوه بقسوة الفقر، وخيول بلا فرسان.
جدار كليته هو الآخر كان له نصيب من رائحة الدم وقافلة الرايات، حين حمل نعي الفنان (س) مقتولاً من قبل مجهول هو أكثر ما يكون راسخاً في المعلوم، مع زوجته التي أطلقت صرختها كآخر صرخة يطلقها ميت، فكان شاهداً على ما جرى بقلب من حجر.
:: مجلة البيان العدد 349 رمــضــان 1437هـ، يـونـيـو 2016م.
قالها للمرة الألف، في بيته، في المقهى، في مسجد الحي، في شارع المتنبي، أمام صديقه عميد الكلية حين كان يشرح له خطورة الأمر، ثم كررها مراراً أمام الطلبة وعيون العدسات وبين يدي زوجته التي أدركت أنه بهذا القرار سيقطع ربما حبل العمر بينهما بعد خمسة عقود... آنذاك تأمل كثيراً في وجهها متنقلاً بين صورتين تفصل بينهما عشرات السنين: شابة جميلة متوارية بين ثنايا غطاء رأس بلون الورد زانها تألقاً، أفلح بصعوبة في التقاط صورة ذهنية له في مناسبة اجتماعية أجهدت أمه نفسها في أن تفتح له باباً لكي يراها.. ومن تلك اللحظة الغابرة المتوارية هي الأخرى حول حجب الزمن ألقى عيناه على خطوط في وجهها أبدعت ريشة الزمن في رسمها ببراعة واضحة، فهي لوحة وجه بشري عجب للوقت كم أطال السهر ليوصلها إلى هذا الحد، متذكراً في اللحظة نفسها أن لوحته التي بدأها منذ 9/4/2003 ستكتمل قريباً ليعرضها أمام الجميع.
- لقد أضناني الجميع سيدتي وخنقوني بحبال أسئلة تكاد تقطع أنفاسي، فاقطعيها معي فحبلك أنت إن مددته سيكون حتماً حبل حياتي الأخير.
فبكت بصمت يعرفه تماماً كلما عجزت أمامه عن التعبير عن حبها الشديد له وتعلقها به وحاجة مستترة إليه: أن لا أحد يسدّ ما قد تتركه في حياتي من فراغ.
صباحاً وهو يجهد في حث خطى من أفلت من قبضة عنكبوت شرس نصب شباكه في زاوية مهملة، توقف هناك مدركاً أن حواراً غامضاً ما يدور بين عصفورين فوق رأسه: أن يكونا أم لا؟
ومع الخطوة الأولى في قاعة الدرس مع من يرجى لهم أن يكونوا زملاءه بعد شهور، تعمد أن يواري عينيه عنهم جانباً لكي لا تفضحه دمعة وقحة تمردت على قبيلتها الأسيرة في قلبه، فأفلتت برغم حراسته المشددة التي يحرص عليها أمام الناس، أما حين يكون وحيداً فلا أسرى ولا سجّان، والكل متساوون في الألم والقلق واجتراح الذكريات.. ثم بخطى أهدأ غادر القاعة وعيونهم تشيعه بكلمات قالها أحد ما لآخر وهو يرحل طائعاً إلى مثواه الأخير: رحمك الله من قتيل! وفي المكان نفسه توقف مجدداً محملاً برايات ملونة شتى لكل من سبقه على طريق الدم هذا، رايات عجز جسده عن حملها فقرر أن يقطع من كل منها قصاصة صغيرة ليكون منها راية واحدة ستكون موضوع لوحته الأخيرة، وتساءل في نفسه: أليست رايات دم من سبقني تحمل نفس الفكرة والرؤية والهدف، لتكن إذن جميعها في لوحة واحدة... ولأن هذا الدرب المضمخ بالشهادة لم تعد فيه الأسماء مهمة قدر أهمية من اختار وضحى ونفذ ثم حلق في السموات العلى حيث ينبغي أن نكون جميعاً، تذكر (س) واستنشق عبير (س) آخر، وهنا في هذا المكان بالذات بين ظلال هذه النخلة الوارفة، حمل بيديه جسد (س) وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بفعل رصاصات غدر أطلقها من يصر الجميع على أن يبقى مجهولاً، وسخر من فكرة: أن يكون المجهول معلناً إلى هذا الحد، ثم ابتسم من فكرة كونه (س) آخر ربما يضاف إلى قافلتهم وهي تسجد تحت عرش الرحمن.
ماذا سيحدث لي والعمر رايات تجتمع؟
أعادها على مسمع طلبته وقد أدركوا سرّ وقوفه تحت ظل النخلة تلك، والتي يخشون كلهم الوقوف تحتها منذ أن أنهى زميله الأستاذ (س) قراءة قصائده التي ترسم لذئاب العصر أنياباً وبراثن وعويلاً لطاما مزق جسد الحقيقة عبر شاشات الإعلام والمكاتب الفاخرة وسيارات من امتطوا رقاب الناس ثم غادروا ظهور دبابات المحتل.
ومن تأريخ الاحتلال الذي مرّ في ذاكرته الآن، نصب ظلاً في منتصف بغداد الثكلى، خيمة ليس فيها سوى مسند رسم وألون سيُنطِقها هو قبل أن يحلق متوشحاً دمه كـ(س) جديد، يلبس لوحته لغة عارية من أي لون من ألوان الصمت، لغة آخر صرخة يطلقها ميت بنتن الفساد والزيف ومجانبة الحقيقة، وفي تلك الخيمة صافح نجم الدين أيوب الذي تأخر زواجه لفترة طويلة، وقبل أن يسحب يده باتجاه ألوانه الظمأى ولوحته التي يدرك الجميع أنها ستكون وسيلة إعدامه، قال له، كما قال أخوه أسد الدين شيراكوه: يا أخي لماذا لم تتزوج إلى الآن؟ فأجاب نجم الدين بعد لحظة صمت قصيرة: لا أجد من تصلح لي، إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلى الجنة وأنجب منها ولداً تحسن تربيته حتى يشب ويكون فارساً ويعيد للمسلمين بيت المقدس.
وانحنى هو لنجم الدين، بينما تسللت بعض أشعة جامحة من ثقب ما في خيمتهما معاً لترسم ومضة فضية نادرة الولادة من رأسه الذي أطل على شرفة سنواته الستين، وومضة أخرى تناسلت لتولد من جديد بين أصابعه وهي تواصل استنطاق الألوان، كما نسخت أختها نفسها بتلك الإشراقة العجيبة على سيف نجم الدين، وغيرها الكثير مما لم يعد بحاجة إلى التحليق في تفاصيلها، قافلة من ومضات فضية تبهر ناظريه آثار خطى طويلة يجهد نفسه الآن للحاق بها، مدركاً أن حبال الصمت اهترأت ولا بد أن تقطع.
لم تكن تلك الحبيبة لتيأس من ثنيه عما يفعل، وهي الصابرة المحبة، التي قطعت كل حبال الدنيا، التصاقاً به، وأضافت:
إنك توأمي السيامي، لنا الجسد نفسه، في عروقنا تدور الدماء نفسها، وأنفاسنا تدخل وتخرج من المنافذ نفسها، ألست معي في ذلك؟
سحبها من يدها خارج الخيمة تاركاً نجم الدين يصقل سيفه، إلى ما يمكن أن ينظران إليه بأفق مفتوح.
- لوحة واقعنا البائس تلك، لم نسهم بوضع أي لمسة رفض فيها، أية بصمة، أي لون... سماء غطتها طائرات الموت، شوارع خنقتها دعايات وجوه مخادعة، جثث متناثرة لأكثر من (س)... وقد مضت قوافل وسبقتني الرايات، وسأعمل أنا منها جميعاً راية جديدة، وأدرك تماماً أنك ستحملينها معي!
حين عادا معاً بخطى بدت لها أكثر ثباتاً لم تكن هناك خيمة، بل فتاة تقف على استحياء مع شيخ يسألها: لماذا رفضت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك؟
كان نجم الدين ينصت باهتمام معهما، وكان لابد من جواب: أيها الشيخ إنه لا يصلح لي، أريد فتىً يأخذ بيدي إلي الجنة وأنجب منه ولداً يصبح فارساً يعيد للمسلمين بيت المقدس... ومن تلك اللحظة تزوج نجم الدين، تاركاً في أيديهما بطاقة دعوة فضية لرفع حجب الظلام عن بغداد، ثم امتطى فرسه وتأبط سيفه مشيراً إليهما نحو أفق تشرئب في جنباته آلاف الخيول الطليقة والسيوف التي صدأت في قرابها.
ماذا سيحدث لي والعمر رايات تجتمع؟
رددها هذه المرة أمام لوحته التي اكتملت الآن، مدركاً أنه ربما يرددها للمرة الأخيرة، وموقناً أنها تضمخت بأنفاس كل من حمل راية قبله، راسماً إمضاءه شكل (س) في زواية لوحته اليسرى مضمخة دماً تفوح منه رائحة المسك... آنذاك كان نهار 9/ 4 من سنة مائة أو ألف أو مليون بُعداً من ذلك اليوم الكالح الذي مزقت فيه الدبابات القذرة وجه بغداد، كالحاً أيضاً كما وُلد أول مرة، حين عرض (س) الجديد لوحة حقيقة ما كان وما سيكون أمام العدسات، تحت أنظار الجثث المتراكمة، بين براثن شرسة ما زالت تقطر دماً، استفزتها ألوان ووجوه وخيول، ألوان بطعم الظلم، ووجوه بقسوة الفقر، وخيول بلا فرسان.
جدار كليته هو الآخر كان له نصيب من رائحة الدم وقافلة الرايات، حين حمل نعي الفنان (س) مقتولاً من قبل مجهول هو أكثر ما يكون راسخاً في المعلوم، مع زوجته التي أطلقت صرختها كآخر صرخة يطلقها ميت، فكان شاهداً على ما جرى بقلب من حجر.
:: مجلة البيان العدد 349 رمــضــان 1437هـ، يـونـيـو 2016م.