في يوم 5من تشرين الثاني - نوفمبر سنة 2003 توفي القاص والكاتب العراقي المرحوم الاستاذ نزار عباس عن عمر ناهز ال ( 67) عاما . وفي الصورة الاول من اليمين ، مع الشهيد المفكر الكبير الاستاذ عزيز السيد جاسم .واتذكر ان الاستاذ الشاعر والصحفي الكبير الاستاذ سامي مهدي وكان صديقه قد نعاه في قصيدة رثاء مؤثرة قال فيها انه لم يستطع القيام بالواجب وحضور الجنازة لهذا خصص هذه القصيدة كمرثية له وتاريخها تشرين الثاني 2003 ، وبعنوان (كل شيء ينام ) رحمهما الله :
كل شيء ينام .........إلى نزار عباس
كلُّ نبضٍ ينامْ
كلُّ شيءٍ ينامُ
ولا ضوءَ يبقى ،
ولا ظلَّ ،
لا صوتَ ، إلاّ ويطبقُ جفنيهِ في غفوةٍ
حينَ يفشو الظلامْ .
فَنَمْ أنتَ ،
نَمْ حيثُ نمتَ ،
كما شئتَ ،
نَمْ هادئاً ،
نَمْ عميقاً ، صديقي ،
فليلُكَ هذا طويلٌ ،
ولا فجرَ تصحو له
بعدَ أن نمتَ ،
ليلٌ طويل
طويلٌ ،
وها نحنُ نتركُ سمّارَهُ
ليناموا ،
ونطفئُ آخرَ أضوائنا
لننامْ .
والاستاذ نزار عباس ، لمن لايعرفه من ابناء هذا الجيل هو نزار عباس زيدان العاني ، قاص مبدع ارخ له الاستاذ حميد المطبعي رحمه الله في موسوعة (اعلام وعلماء العراق ) وقال انه من مواليد بغداد سنة 1936 ، وهو خريج قسم اللغة العربية بكلية الاداب - جامعة بغداد سنة 1936. عمل مدرسا في المدارس المتوسطة والثانوية ، وبعدها توجه الى الصحافة وعمل في جريدة (الثورة ) البغدادية .كان ذلك في مطلع السبعينات من القرن الماضي ، وكان محررا للشؤون الثقافية وبعدها مسؤولا عن المكتبة والمعلومات ، وهو من الاعضاء الاوائل في الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين ببغداد ، وله مجموعة قصصية اصدرها سنة 1972 بعنوان ( زقاق الفئران) . وفي سنة 1989 اضاف لها قصصا اخرى ونشرها بعنوان (زقاق الفئران وقصص اخرى) وقد كتب عنه كثيرون منها الناقد الاكاديمي الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور علي جواد الطاهر .. كما كتب عنه الناقد الكبير الاكاديمي الاستاذ الدكتور عبد الاله احمد ، وللمرحوم الاستاذ نزار عباس طريقة خاصة في كتابة القصة وباسلوب حاول فيه ان يكون اسلوبا معاصرا وله الكثير الكثير من المقالات المنشورة ، وانجازاته المعرفية تصلح ان تكون موضوعا لاكثر من دراسة اكاديمية عالية ، وكان دوما يردد مقولته التي يؤمن بها وهي " ان ما يهدف اليه هو ان يجعل الناس سعداء ؛ لهذا فهو من خلال كتاباته ، يعمل من اجل مستقبل افضل للانسان" .
القاص والروائي والكاتب والاديب والصحفي الصديق الاستاذ شوقي كريم ، يعد القاص نزار عباس أحد اساتذته أو احد من تعلم منهم ، لهذا كتب مرة يقول وبعنوان ( نزار عباس..الوجود القلق ) .. صاخب حياتي ، يتحدث بمعرفية الذي لايريد للحياة الاستمرار بشكلها الصاخب ، والمقيت، عقله لاينتج سوى القلق المليء بالاسئلة المثيرة للجدل ،سليل وجودية سارتر ، وكامو ، وكيركيجارد بلهفة المعجب ، والمنتمي،انتمى الى السدر القصصي القصير لينتج وحيدته المهمة (زقاق الفئران) التي اثارت جدلاً ، وحركت النقدية العراقية،،كان خبير مجموعتي القصصية ( رباعيات العاشق) ،،وحين قيل لي توجست منه خيفة ، لان ثمة تقاطعات كبيرة بين ما أكتب ويكتب،لكنه ارسل في طلبي ليقول لي..انت تدخل بوابات جحيم لوحدك وقد ثبت ماقال
على غلاف المجموعة متباهياً ومتفاخرا ، نزار عباس واحد من القصاصين الذين تفردوا في هذه المرحلة بالكتابة في سرديات الأمثولة .. نزار عباس الذي أتهمه النقد العراقي ، كما أتهم من قبله محمد روزنامجي بأنه وجودي نابٍ عن الرّكب، لأنه غرد خارج السّرب. أمّا نزار عباس وثلة من القصاصين ، فإنهم رصفوا في خانة ضيقة أُطلق عليها جيل الوسط الضائع، وقصة «اللعنة» لنزار عباس المنشورة في العدد الخامس من مجلة «الأقلام» عام 1988 ، هي مثال وافٍ على مجمل تجربته القصصية. يقول عنه القاص محمد خضير في أحد مقالاته: كان مزاجَ قاصّ الخمسينات الآخر (نزار عباس) الذي اعترف مثل صاحبه محمد روزنامجي، في مقابلة صحفية أيضا، أنه أخفى نصوصاً من ذكرياته في دفتر كان يخبئه تحت وسادته، لكنّه ضاع منه، أو أتلفه خوفاً من أن تطغى مادةُ (سكيجاته) الصحفية على خيال قصصه القصيرة المسترسل، الذي لم يُفلح إلا في إصدار مجموعة واحدة منها فقط عنوانها (زقاق الفئران) .علمني نزار عباس..ان السير ضمن مجموع ، لايفكر بالمغايرة ، ويؤمن بما هو سائد لا يقدم ما هو مثير للدهشة والدافع الى المتابعة ، يقول كن فطناً امشِ مع الجمع ، واجعل خطوك وحدك!!" .
رحم الله الاستاذ نزار عباس ، وطيب ثراه ،وجزاه خيرا على ماقدم لمجتمعه ولوطنه وامته وللانسانية .
ا. د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كل شيء ينام .........إلى نزار عباس
كلُّ نبضٍ ينامْ
كلُّ شيءٍ ينامُ
ولا ضوءَ يبقى ،
ولا ظلَّ ،
لا صوتَ ، إلاّ ويطبقُ جفنيهِ في غفوةٍ
حينَ يفشو الظلامْ .
فَنَمْ أنتَ ،
نَمْ حيثُ نمتَ ،
كما شئتَ ،
نَمْ هادئاً ،
نَمْ عميقاً ، صديقي ،
فليلُكَ هذا طويلٌ ،
ولا فجرَ تصحو له
بعدَ أن نمتَ ،
ليلٌ طويل
طويلٌ ،
وها نحنُ نتركُ سمّارَهُ
ليناموا ،
ونطفئُ آخرَ أضوائنا
لننامْ .
والاستاذ نزار عباس ، لمن لايعرفه من ابناء هذا الجيل هو نزار عباس زيدان العاني ، قاص مبدع ارخ له الاستاذ حميد المطبعي رحمه الله في موسوعة (اعلام وعلماء العراق ) وقال انه من مواليد بغداد سنة 1936 ، وهو خريج قسم اللغة العربية بكلية الاداب - جامعة بغداد سنة 1936. عمل مدرسا في المدارس المتوسطة والثانوية ، وبعدها توجه الى الصحافة وعمل في جريدة (الثورة ) البغدادية .كان ذلك في مطلع السبعينات من القرن الماضي ، وكان محررا للشؤون الثقافية وبعدها مسؤولا عن المكتبة والمعلومات ، وهو من الاعضاء الاوائل في الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين ببغداد ، وله مجموعة قصصية اصدرها سنة 1972 بعنوان ( زقاق الفئران) . وفي سنة 1989 اضاف لها قصصا اخرى ونشرها بعنوان (زقاق الفئران وقصص اخرى) وقد كتب عنه كثيرون منها الناقد الاكاديمي الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور علي جواد الطاهر .. كما كتب عنه الناقد الكبير الاكاديمي الاستاذ الدكتور عبد الاله احمد ، وللمرحوم الاستاذ نزار عباس طريقة خاصة في كتابة القصة وباسلوب حاول فيه ان يكون اسلوبا معاصرا وله الكثير الكثير من المقالات المنشورة ، وانجازاته المعرفية تصلح ان تكون موضوعا لاكثر من دراسة اكاديمية عالية ، وكان دوما يردد مقولته التي يؤمن بها وهي " ان ما يهدف اليه هو ان يجعل الناس سعداء ؛ لهذا فهو من خلال كتاباته ، يعمل من اجل مستقبل افضل للانسان" .
القاص والروائي والكاتب والاديب والصحفي الصديق الاستاذ شوقي كريم ، يعد القاص نزار عباس أحد اساتذته أو احد من تعلم منهم ، لهذا كتب مرة يقول وبعنوان ( نزار عباس..الوجود القلق ) .. صاخب حياتي ، يتحدث بمعرفية الذي لايريد للحياة الاستمرار بشكلها الصاخب ، والمقيت، عقله لاينتج سوى القلق المليء بالاسئلة المثيرة للجدل ،سليل وجودية سارتر ، وكامو ، وكيركيجارد بلهفة المعجب ، والمنتمي،انتمى الى السدر القصصي القصير لينتج وحيدته المهمة (زقاق الفئران) التي اثارت جدلاً ، وحركت النقدية العراقية،،كان خبير مجموعتي القصصية ( رباعيات العاشق) ،،وحين قيل لي توجست منه خيفة ، لان ثمة تقاطعات كبيرة بين ما أكتب ويكتب،لكنه ارسل في طلبي ليقول لي..انت تدخل بوابات جحيم لوحدك وقد ثبت ماقال
على غلاف المجموعة متباهياً ومتفاخرا ، نزار عباس واحد من القصاصين الذين تفردوا في هذه المرحلة بالكتابة في سرديات الأمثولة .. نزار عباس الذي أتهمه النقد العراقي ، كما أتهم من قبله محمد روزنامجي بأنه وجودي نابٍ عن الرّكب، لأنه غرد خارج السّرب. أمّا نزار عباس وثلة من القصاصين ، فإنهم رصفوا في خانة ضيقة أُطلق عليها جيل الوسط الضائع، وقصة «اللعنة» لنزار عباس المنشورة في العدد الخامس من مجلة «الأقلام» عام 1988 ، هي مثال وافٍ على مجمل تجربته القصصية. يقول عنه القاص محمد خضير في أحد مقالاته: كان مزاجَ قاصّ الخمسينات الآخر (نزار عباس) الذي اعترف مثل صاحبه محمد روزنامجي، في مقابلة صحفية أيضا، أنه أخفى نصوصاً من ذكرياته في دفتر كان يخبئه تحت وسادته، لكنّه ضاع منه، أو أتلفه خوفاً من أن تطغى مادةُ (سكيجاته) الصحفية على خيال قصصه القصيرة المسترسل، الذي لم يُفلح إلا في إصدار مجموعة واحدة منها فقط عنوانها (زقاق الفئران) .علمني نزار عباس..ان السير ضمن مجموع ، لايفكر بالمغايرة ، ويؤمن بما هو سائد لا يقدم ما هو مثير للدهشة والدافع الى المتابعة ، يقول كن فطناً امشِ مع الجمع ، واجعل خطوك وحدك!!" .
رحم الله الاستاذ نزار عباس ، وطيب ثراه ،وجزاه خيرا على ماقدم لمجتمعه ولوطنه وامته وللانسانية .
ا. د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ابراهيم خليل العلاف - القاص العراقي الكبير الاستاذ نزار عباس 1936-2003 في الذكرى ال (20) لوفاته
ابراهيم خليل العلاف - القاص العراقي الكبير الاستاذ نزار عباس 1936-2003 في الذكرى ال (20) لوفاته
www.ahewar.org