شاعر العرب وشيخ الأدب
أهدي إليك جزيل السلام ووافر الاحترام. وبعد فأنتم أعلم بما يعتور الضارب في الأرض من ضروب المشاغل والمتاعب وبما يشغل أمثالنا من مقابلات واجتماعات حين نحلّ بلدًا كدمشق لنا فيه أصدقاء حفيّون ومحبون مكرّمون.
فأرجو أن تشمل مسامحتكم إبطائي بالكتابة إليكم.
استطعت في أول الأسبوع السالف أن أسافر إلى بيروت لإنتاج مسألة الديوان، فاجتمعت بصاحبكم الأديب اللبابيدي فهشّ للقائي وبش، وأولاني من الحفاوة ما أولى، وأدب لي مأدبة فاخرة حضرها جمع من الأدباء، وآنسني بلطفه وعذب حديثه حتى أخجلني من إفراطه في العذوبة والخصر.
وهو شديد الشوق إلى لقائكم، حفي بالسؤال عنكم وتعرّف أحوالكم، وقد ناولته كتابكم إليه وحدثته في شأن الديوان وقصائد «تمائم التربية» فأتاني في اليوم الثاني إلى «قصر البحر» حيث اختير لي النزول فيه، بالديوان ومعه دراسة للأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي، ووعدني بنسخة من «تمائم التربية» وقد نجز طبعها منذ مدة طويلة، وأعد لكم منها "250" نسخة، ثم اتفق لي من أحوالي الصحية ما أوجب براحي إلى «زحلة» طلبا للجمام فلم أتمكن من لقائه، ولا هو أنجز الوعد لانشغاله فكلفت بعض من حضر المأدبة من الأدباء أن يأخذ منه نسخة من "التمائم" ويبعث بها إليّ في زحلة، وأرجو أن يفعل.
وقفت في جريدة الفيحاء الدمشقية (ج 101،100) على مقالين لهما «ذيل» لم يتم تمامه بعد!! لكاتب متستر باسم "ابن جلا" تهجم فيه عليكم، ولو كان «ابن جلا» حقا لوضع عن وجهه لثامه، وقد نعته صاحب الجريدة بـ «الكاتب العربي الكبير»، وما أرخص الألقاب عند أصحاب الجرائد! وقد زعم أنه «قصد بنقده النزيه خدمة الأدب» وهما غاية في الغثاثة والسخف، قرأناهما في جمع من أدباء دمشق، فأسفنا على الأسفاف الذي هبط إليه الكاتب. وقد تحقق عندي أن هذا الكاتب هو الشيخ جميل الزهاوي، ذلك أن ابن أخيه كان زارني منذ ستة أشهر في بغداد وطلب مني أن أصغي إلى ماكتب في نقد شعركم ردًا على نقدكم ديوان عمه، فأصغيت إلى ماتلا عليّ (وماهو من قلمه ولكنه من قلم عمه) وناقشته في كثير مما كتب، فقام مغاضبا وولى ولم يعقب، وقد سمعت إذ أنا ببغداد أن الشيخ الزهاوي حاول كثيرا أن تنشر الصحف مقالاته باسم مستعار، فلم يجب طلبه، حتى إذ قدم صاحب جريدة الفيحاء بغداد في هذه الأيام، دفعها إليه مع طائفة من ترجمة الرباعيات الخيامية، فنشرها، وليتكم وقفتم على تلك الترجمة الركيكة المهلهلة، ويمينا لو أن الخيَّام كان حيا وقرأها لأقام الدنيا عليه عتابا وإنكارا.
وسلامي على الأستاذ ساطع بك الحصري، والأستاذ أبي قيس ومن يؤم ناديكم من الأصدقاء، ومني إليكم إكرم التحيات.
1959
أهدي إليك جزيل السلام ووافر الاحترام. وبعد فأنتم أعلم بما يعتور الضارب في الأرض من ضروب المشاغل والمتاعب وبما يشغل أمثالنا من مقابلات واجتماعات حين نحلّ بلدًا كدمشق لنا فيه أصدقاء حفيّون ومحبون مكرّمون.
فأرجو أن تشمل مسامحتكم إبطائي بالكتابة إليكم.
استطعت في أول الأسبوع السالف أن أسافر إلى بيروت لإنتاج مسألة الديوان، فاجتمعت بصاحبكم الأديب اللبابيدي فهشّ للقائي وبش، وأولاني من الحفاوة ما أولى، وأدب لي مأدبة فاخرة حضرها جمع من الأدباء، وآنسني بلطفه وعذب حديثه حتى أخجلني من إفراطه في العذوبة والخصر.
وهو شديد الشوق إلى لقائكم، حفي بالسؤال عنكم وتعرّف أحوالكم، وقد ناولته كتابكم إليه وحدثته في شأن الديوان وقصائد «تمائم التربية» فأتاني في اليوم الثاني إلى «قصر البحر» حيث اختير لي النزول فيه، بالديوان ومعه دراسة للأستاذ الشيخ عبد القادر المغربي، ووعدني بنسخة من «تمائم التربية» وقد نجز طبعها منذ مدة طويلة، وأعد لكم منها "250" نسخة، ثم اتفق لي من أحوالي الصحية ما أوجب براحي إلى «زحلة» طلبا للجمام فلم أتمكن من لقائه، ولا هو أنجز الوعد لانشغاله فكلفت بعض من حضر المأدبة من الأدباء أن يأخذ منه نسخة من "التمائم" ويبعث بها إليّ في زحلة، وأرجو أن يفعل.
وقفت في جريدة الفيحاء الدمشقية (ج 101،100) على مقالين لهما «ذيل» لم يتم تمامه بعد!! لكاتب متستر باسم "ابن جلا" تهجم فيه عليكم، ولو كان «ابن جلا» حقا لوضع عن وجهه لثامه، وقد نعته صاحب الجريدة بـ «الكاتب العربي الكبير»، وما أرخص الألقاب عند أصحاب الجرائد! وقد زعم أنه «قصد بنقده النزيه خدمة الأدب» وهما غاية في الغثاثة والسخف، قرأناهما في جمع من أدباء دمشق، فأسفنا على الأسفاف الذي هبط إليه الكاتب. وقد تحقق عندي أن هذا الكاتب هو الشيخ جميل الزهاوي، ذلك أن ابن أخيه كان زارني منذ ستة أشهر في بغداد وطلب مني أن أصغي إلى ماكتب في نقد شعركم ردًا على نقدكم ديوان عمه، فأصغيت إلى ماتلا عليّ (وماهو من قلمه ولكنه من قلم عمه) وناقشته في كثير مما كتب، فقام مغاضبا وولى ولم يعقب، وقد سمعت إذ أنا ببغداد أن الشيخ الزهاوي حاول كثيرا أن تنشر الصحف مقالاته باسم مستعار، فلم يجب طلبه، حتى إذ قدم صاحب جريدة الفيحاء بغداد في هذه الأيام، دفعها إليه مع طائفة من ترجمة الرباعيات الخيامية، فنشرها، وليتكم وقفتم على تلك الترجمة الركيكة المهلهلة، ويمينا لو أن الخيَّام كان حيا وقرأها لأقام الدنيا عليه عتابا وإنكارا.
وسلامي على الأستاذ ساطع بك الحصري، والأستاذ أبي قيس ومن يؤم ناديكم من الأصدقاء، ومني إليكم إكرم التحيات.
1959