طه محمد علي - قليل من الاغتباط كثير من الحزن !

صديقان عزيزان من أصدقائي ,داهمهما الموت في أيام شهر واحد .
أحدهما معلم أديب , والآخر محام وأديب أيضاً.لم يرغب أحد من أسرتيّ الفقيدين , لا في الالتحاق بشقاء الكتابه , ولا بالانضواء إلى الأسرتين قررتا في الأسبوع المنصرم أن تهدياني "مشكورتين" كتب مكتبتي المرحومين .أقبلت على الهدية بالقليل من االاغتباط والكثير من الحزن .
دار بخلدي : أن الأسرتين الكريمتين , وجدتا من تقدمان له كتب الفقيدين فهل سيجد أبنائي الثلاثه من سيقدمون له كتب مكتبتي ؟
فأبنائي في الواقع , من أبعد الناس عن الكتابه , ومن أكره الخلق لعادة المطالعه , فهل سيعثر انجالي على من يهبون له كتبي ؟
على أية حال , فإن طلبي من أبنائي هو : إذا وقعتم على من تمنحونه كتبي , فرجائي إليكم أن تستبقوا منها كتابا واحدا فقط , هو كتاب (ألف ليلة وليله).. وأن تنزلوا هذا الكتاب معي إلى قبري !
ذلك لأن من أشد الصعاب على أن أتصور نفسي ممددا في لحدي , دون أن يكون كتاب ألف ليله وليله بأجزائه الثلاثة قريبا مني!

طه محمد علي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...