وهي من القصائد الرائعة التي تظهر فيها طاقة محمد بنسليمان وقدراته في مجال النظم شكلا ومضمونا، فعلى مستوى الشكل، نظم الشاعر قصيدته في "امرمت المبيت المثني" لكنه ثلته، ولعله لجأ إلى لزوم ما لا يلزم في كتابة الملحون، حيث يختم كل بيت بكلمة تتضمن حرف (الدال) المنصوبة، والتزم قبلها حرف (الباء) في جميع الأبيات، فجاءت موسيقى القصيدة بديعة شجية، والقصيدة سهلة الحفظ، ومن الأمثلة على ذلك قوله:
أ اعــدولي فالمــوت اسبابــي * خال فــوردا
مــن يــد رامي دكــت نشابي * جات امجهدا
علاش ما نشكي طال اعذابي * هـــذي مـــدا
وهكذا إلى آخر القصيدة.
وتتعدى الصنعة عند الشاعر هذا الجانب إلى مجال ما يسمى عند علماء البديع ب"التورية"، حيث يورد أحيانا كلاما له معنيان، أحدهما ظاهر والآخر خفي، على
نحو ما نجد عنده في الشطر الثاني من البيت الأول، والذي يقول فيه:
أ اعدولي فالموت اسبابي خال فوردة
أي أن ما قتله هو جمال فتاة خدها كالورد في حمورته، يتوسطه خال.
ويمكن أن يعطي دلالة أخرى، إذا نحن قرأناه:
أ اعدولي فالموت اسبابي خالف وارضى.
فيورد طباقا دالا على التجاذب الحاصل في داخل الشاعر بين عاطفتين متناقضتين للمعشوقة التي "ترضى: عنه مرة، و"تغضب منه" أخرى، فلا تدوم له على حال.
وقد بنى الشيخ بنسليمان الصورة في قصيدته على صورة معركة حربية بوسائل الحرب التقليدية كالسيوف والنبال والنشاب وغيرها، مما يتلاءم مع الحالة التي يرمزلها، ف"القوس" هو حاجب المحبوبة، و"النبال" هي أشفارها، أما "الرامي" فهي المعشوقة ذاتها، وهو ذات المعنى الذي يصوغه الشيخ التهامي لمدغري في قصيدته "العين الحرشة" قائلا:
أنا انظرت العين الحرشة قتالة * تجرح يا وعدي بلا انصل *
من ضيق النيشان ترمي نبلـَة
أما من حيث غرض القصيدة، فالواضح أنها "عشاقية" أي "غزلية" صرفة، وذلك رغم حضور رؤية تشير إلى أنها قصيدة رثى فيها الشاعر نفسه قبل موته، وذكر فيها أسباب هذا الموت، إلا أن هذا الرأي واهي سهل التفنيد، وذلك لأن معاني القصيدة كلها تدور حول الغزل وليس هناك أشياء تفيد الموت إلا ما كان من رمزية بعض الأبيات، كقول الشاعر مثلا:
لَا اتْلومُونِي فِي ذَا الحَالْ جِيتْ نَشْهَدْ وَانْوَدِّي * أَ عْدُولِي فَالمُوتْ اسْبَابِي خَالْ فْوَرْدَة
أو قوله في بيت آخر:
غِيرْ جِيتْ انْبَرِّي فَالرُّوحْ قْبَلْ تَخْرَجْ مَنْ جَسْدِي * خَفْتْ نَاسِي تَلقَى طلّابِي تَبْغِي لفْدَا
إلى غير ذلك من التعابير المعروفة والمألوفة في الشعر العربي خصوصا، وكذا في الشعر العالمي بصورة عامة:
فهذا الشاعر الأموي جرير يقول في إحدى أبياته الغزلية:
يا أم عــمــرو جــزاك الله معـفــرة * ردي علي فـؤادي كالــذي كانا
إن العيون التي في طـَـرفها حَــوَر * قتــلنــنا ثـــم لم يحييـــن قتـلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك له * وهــن أضعـف خلق الله إنسانا
وقبله قال الشاعر الجاهلي امرؤ القيس في الغزل أيضا:
أ فاطـم مهــلا بـعــد هــذا التــذلــل * وإن كنت قد أزمعت صرمي فاجملي
أغـــرك مــنـي أن حــبــك قاتـلــي * وأنـــك مهما تأمــرِ القــلـــب يفـعـــل
وما ذرفــت عيناك إلا لتضــربــي * بسهميــك في أعشار قــلــب مقـــتَّــل
أما عالميا، فيمكن الرجوع إلى التجربة الغزلية الرثائية للشاعر العالمي ّبول فاليري"، والذي كتب شعرا جميلا في معشوقته "ROSE" التي فقدها وهي في عمر الزهور، فكتب يرثيها ويتغزل فيها بذات الطريقة أو قريبا منها.
وهكذا فكما أشرت، المعنى معروف ومألوف في الشعر عموما، وقطعا لكل شك، نورد ما قاله الشاعر عن غرض قصيدته في القسم الأخير منها، حيث صنفها في مجال العشاقي قائلا:
مَنْسْجِي عَشَّاقِي وَأهْلْ الهْوَى يْشَهْدُوا مَنْ بَعْدِي * وَالسّْلَامْ عْلِيهُمْ فَكتَابِي مَنْ طِيبْ اشْذَا
ويبقى السؤال في ختام هذا الموضوع، ما الذي يقصده الشاعر بقوله؟
دَاوْدِي زَرْدِي عَنْ زَنْدِي فَالعْدَا ثَارِي نَفْدِي * بَنْسْلِيمَانْ اسْمِي فَخْطابِي عَسْلْ الشَّهْدَا
وَالنّْسَبْ فَاسِي مَنْ عَرْبْ الحْكازْ مَتْيَصَّلْ جَدِّي * يَا ارْحِيمْ الرَّحْمَة عَنْ آبِي حُسْنْ الوَلدَا
ولماذا يشير إلى أن نسبه من فاس، ويحدد أنه من عرب الحكاز؟ وما المقصود بعرب الحكاز؟
أرجو أن نثري النقاش في هذا المجال ونعمقه بكل موضوعية حتى نفيد ونستفيد، ونعرف أن هذا الملحون ليس ملحون الضعفاء كما يشير إلى ذلك البعض، ولكنه ملحون العلماء ومثقفي العصر، وأن الذين كانوا يكتبونه لا يكتبونه عن إعاقة، ولكنهم يكتبونه عن موقف، وهديتي لكل عشاق هذا الفن الراقي، قصيدة "الوردة" كاملة، مع تحياتي القلبية.
الحربة:
لَا اتْلومُونِي فِي ذَا الحَالْ جِيتْ نَشْهَدْ وَانْوَدِّي * أَ عْدُولِي فَالمُوتْ اسْبَابِي خَالْ فْوَرْدَة
القسم الأول:
آهْ مَنْ رَشْكاتْ نْبَالْ القْوَاسْ وَالحَاجَبْ صَرْدِي * مَنْ يَدّْ رَامِي دَكتْ نَشّابِي جَاتْ مْجَهْدَا
كـُلّْ قُوسْ مْطـَلـَّعْ شَدّْ لوتَارْ مَنْصُوبْ القَصْدِي * عْلَاشْ مَا نَشكِي طالْ اعْذَابِي هَذِي مُدَّا
هَكذَا رَانِي فِي حَالْ الغْرَامْ يَتّْصَرَّفْ وَعْدِي * يَا اطـْبِيبِي فَالضَّرّْ احْسَابِي رَاهْ اتْعَدَّا
لَا ادْوَى مَنْ غِيرْ التّقبِيلْ أو لمْصَالْ الشّهْدِي * رَادْ وَعْمَلْ فَالكاسْ اشْرَابِي جَاتْ المُودَّا
القسم الثاني:
فَاتْحَة فِي غُصْنْ سْمَا فِي رْيَاضْ عَالِي مَنْ سَعْدِي * زَانْهَا رَشّْ الخَالْ غْرَابِي مَنْ غِيرْ انْدَا
صَانْهَا وَحْضَاهَا ضَلّْ الشّفَارْ بَاللحْظ الهَنْدِي * كِيفْ جَبْتْ إِيمَايَرْ تُوصَابِي فِي مَا نَبْدَا
فَاشْ جَانِي جَرْحِي وَنَا المَالْ وَارْقَبْتِي نَهْدِي * لِينْ نَتّهَرَّبْ عَنْ مَكتَابِي مَا يْلِي صَدَّا
غِيرْ جِيتْ انْبَرِّي فَالرُّوحْ قْبَلْ تَخْرَجْ مَنْ جَسْدِي * خَفْتْ نَاسِي تَلقَى طلّابِي تَبْغِي لفْدَا
القسم الثالث:
هَاجْ وَجْدِي وَفْرَغْ جَهْدِي قْلَايْدِي زَادُه سَهْدِي * طالتْ عْلِيَ يَا تَشْغَابِي هَاذْ الفَقْدَا
كالحْمَامْ الفَرْدِي شَلّا تْغَارْدِي وَنَا وَحْدِي * بَالمْحَبَّة جَنْحَانِي رَابِي قُلـُوا عَمْدَا
بَعْدْ صَهْدِي ثَلجِي بَرْدِي اتْنَاهْدِي تَحْيِي نَشْدِي * وَالهْوَى سَدّْ عْلِيَ بَابِي مَا صَبْتْ افْدَا
دُونْ غَرْضِي جِيتُه مَهْدِي صْغِيرْ لَازَلتْ فْجَهْـدِي * دْرَسْنِي مِيرْ دْرِيسْ عْرَابِي هَازَمْ لعْدَا
القسم الرابع:
لِمْتَى يَسْعَدْنِي رِيحْ لوصَالْ نَنْشَرْ لـُه بَنْدِي * لِمْتَى يَهْزَمْ مِيرْ اتْرَابِي جَنْدْ النَّكدَا
يَا تْرَى يَتْجَرَّدْ بَرْقْ السّْرُورْ وِيزَكلمْ رَعْدِي * عْلى الزّْهُو يَنْزَلْ مَطرْ سْحَابِي فُوقْ البِيدَا
بِينْ دِيدِي وَالهَنْدِي فِي بْطايْحِي نَجْنِي وَرْدِي * إِيعُودْ نَحْلِي يَرْعَى فَخْصَابِي بَعْدْ الرَّكدَا
الهْوَى يَا مَنْ لَا هَزُّه غْرَامْ يَتْمِيدْ الـْرَمْدِي * سِيرْتِي مَغْلـُوبْ الغَلّابِي صَبْرِي عَدَّا
القسم الخامس:
عَنْدْ ضَرْبِي نَتْخَيَّرْ فَالجْحُودْ وَانْخَرَّجْ وَنْدِي * وَالتّْمَامْ انْعَدَّلْ تَزْرَابِي صُورْ الـَّعْدَا
أَ الـْحَافَظ إِلى سَالـُوكْ قـُلْ هَذِي مَنْ عَنْدِي * مَنْ دْعَى لَا يَبْطا فَجْوَابِي وَلَابُدَّا
دَاوْدِي زَرْدِي عَنْ زَنْدِي فَالعْدَا ثَارِي نَفْدِي * بَنْسْلِيمَانْ اسْمِي فَخْطابِي عَسْلْ الشَّهْدَا
وَالنّْسَبْ فَاسِي مَنْ عَرْبْ الحْكازْ مَتْيَصَّلْ جَدِّي * يَا ارْحِيمْ الرَّحْمَة عَنْ آبِي حُسْنْ الوَلدَا
مَنْسْجِي عَشَّاقِي وَأهْلْ الهْوَى يْشَهْدُوا مَنْ بَعْدِي * وَالسّْلَامْ عْلِيهُمْ فَكتَابِي مَنْ طِيبْ اشْذَا
يَا المُولى كـُنْ امْعَايَا أونِيسْ فِي غُمَّتْ لحْدِي * يُومْ نَاخُذْ شَبْرِي فَتْرَابِي كـُنْ لِي سَنْدَا
malhoun.yoo7.com
أ اعــدولي فالمــوت اسبابــي * خال فــوردا
مــن يــد رامي دكــت نشابي * جات امجهدا
علاش ما نشكي طال اعذابي * هـــذي مـــدا
وهكذا إلى آخر القصيدة.
وتتعدى الصنعة عند الشاعر هذا الجانب إلى مجال ما يسمى عند علماء البديع ب"التورية"، حيث يورد أحيانا كلاما له معنيان، أحدهما ظاهر والآخر خفي، على
نحو ما نجد عنده في الشطر الثاني من البيت الأول، والذي يقول فيه:
أ اعدولي فالموت اسبابي خال فوردة
أي أن ما قتله هو جمال فتاة خدها كالورد في حمورته، يتوسطه خال.
ويمكن أن يعطي دلالة أخرى، إذا نحن قرأناه:
أ اعدولي فالموت اسبابي خالف وارضى.
فيورد طباقا دالا على التجاذب الحاصل في داخل الشاعر بين عاطفتين متناقضتين للمعشوقة التي "ترضى: عنه مرة، و"تغضب منه" أخرى، فلا تدوم له على حال.
وقد بنى الشيخ بنسليمان الصورة في قصيدته على صورة معركة حربية بوسائل الحرب التقليدية كالسيوف والنبال والنشاب وغيرها، مما يتلاءم مع الحالة التي يرمزلها، ف"القوس" هو حاجب المحبوبة، و"النبال" هي أشفارها، أما "الرامي" فهي المعشوقة ذاتها، وهو ذات المعنى الذي يصوغه الشيخ التهامي لمدغري في قصيدته "العين الحرشة" قائلا:
أنا انظرت العين الحرشة قتالة * تجرح يا وعدي بلا انصل *
من ضيق النيشان ترمي نبلـَة
أما من حيث غرض القصيدة، فالواضح أنها "عشاقية" أي "غزلية" صرفة، وذلك رغم حضور رؤية تشير إلى أنها قصيدة رثى فيها الشاعر نفسه قبل موته، وذكر فيها أسباب هذا الموت، إلا أن هذا الرأي واهي سهل التفنيد، وذلك لأن معاني القصيدة كلها تدور حول الغزل وليس هناك أشياء تفيد الموت إلا ما كان من رمزية بعض الأبيات، كقول الشاعر مثلا:
لَا اتْلومُونِي فِي ذَا الحَالْ جِيتْ نَشْهَدْ وَانْوَدِّي * أَ عْدُولِي فَالمُوتْ اسْبَابِي خَالْ فْوَرْدَة
أو قوله في بيت آخر:
غِيرْ جِيتْ انْبَرِّي فَالرُّوحْ قْبَلْ تَخْرَجْ مَنْ جَسْدِي * خَفْتْ نَاسِي تَلقَى طلّابِي تَبْغِي لفْدَا
إلى غير ذلك من التعابير المعروفة والمألوفة في الشعر العربي خصوصا، وكذا في الشعر العالمي بصورة عامة:
فهذا الشاعر الأموي جرير يقول في إحدى أبياته الغزلية:
يا أم عــمــرو جــزاك الله معـفــرة * ردي علي فـؤادي كالــذي كانا
إن العيون التي في طـَـرفها حَــوَر * قتــلنــنا ثـــم لم يحييـــن قتـلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك له * وهــن أضعـف خلق الله إنسانا
وقبله قال الشاعر الجاهلي امرؤ القيس في الغزل أيضا:
أ فاطـم مهــلا بـعــد هــذا التــذلــل * وإن كنت قد أزمعت صرمي فاجملي
أغـــرك مــنـي أن حــبــك قاتـلــي * وأنـــك مهما تأمــرِ القــلـــب يفـعـــل
وما ذرفــت عيناك إلا لتضــربــي * بسهميــك في أعشار قــلــب مقـــتَّــل
أما عالميا، فيمكن الرجوع إلى التجربة الغزلية الرثائية للشاعر العالمي ّبول فاليري"، والذي كتب شعرا جميلا في معشوقته "ROSE" التي فقدها وهي في عمر الزهور، فكتب يرثيها ويتغزل فيها بذات الطريقة أو قريبا منها.
وهكذا فكما أشرت، المعنى معروف ومألوف في الشعر عموما، وقطعا لكل شك، نورد ما قاله الشاعر عن غرض قصيدته في القسم الأخير منها، حيث صنفها في مجال العشاقي قائلا:
مَنْسْجِي عَشَّاقِي وَأهْلْ الهْوَى يْشَهْدُوا مَنْ بَعْدِي * وَالسّْلَامْ عْلِيهُمْ فَكتَابِي مَنْ طِيبْ اشْذَا
ويبقى السؤال في ختام هذا الموضوع، ما الذي يقصده الشاعر بقوله؟
دَاوْدِي زَرْدِي عَنْ زَنْدِي فَالعْدَا ثَارِي نَفْدِي * بَنْسْلِيمَانْ اسْمِي فَخْطابِي عَسْلْ الشَّهْدَا
وَالنّْسَبْ فَاسِي مَنْ عَرْبْ الحْكازْ مَتْيَصَّلْ جَدِّي * يَا ارْحِيمْ الرَّحْمَة عَنْ آبِي حُسْنْ الوَلدَا
ولماذا يشير إلى أن نسبه من فاس، ويحدد أنه من عرب الحكاز؟ وما المقصود بعرب الحكاز؟
أرجو أن نثري النقاش في هذا المجال ونعمقه بكل موضوعية حتى نفيد ونستفيد، ونعرف أن هذا الملحون ليس ملحون الضعفاء كما يشير إلى ذلك البعض، ولكنه ملحون العلماء ومثقفي العصر، وأن الذين كانوا يكتبونه لا يكتبونه عن إعاقة، ولكنهم يكتبونه عن موقف، وهديتي لكل عشاق هذا الفن الراقي، قصيدة "الوردة" كاملة، مع تحياتي القلبية.
الحربة:
لَا اتْلومُونِي فِي ذَا الحَالْ جِيتْ نَشْهَدْ وَانْوَدِّي * أَ عْدُولِي فَالمُوتْ اسْبَابِي خَالْ فْوَرْدَة
القسم الأول:
آهْ مَنْ رَشْكاتْ نْبَالْ القْوَاسْ وَالحَاجَبْ صَرْدِي * مَنْ يَدّْ رَامِي دَكتْ نَشّابِي جَاتْ مْجَهْدَا
كـُلّْ قُوسْ مْطـَلـَّعْ شَدّْ لوتَارْ مَنْصُوبْ القَصْدِي * عْلَاشْ مَا نَشكِي طالْ اعْذَابِي هَذِي مُدَّا
هَكذَا رَانِي فِي حَالْ الغْرَامْ يَتّْصَرَّفْ وَعْدِي * يَا اطـْبِيبِي فَالضَّرّْ احْسَابِي رَاهْ اتْعَدَّا
لَا ادْوَى مَنْ غِيرْ التّقبِيلْ أو لمْصَالْ الشّهْدِي * رَادْ وَعْمَلْ فَالكاسْ اشْرَابِي جَاتْ المُودَّا
القسم الثاني:
فَاتْحَة فِي غُصْنْ سْمَا فِي رْيَاضْ عَالِي مَنْ سَعْدِي * زَانْهَا رَشّْ الخَالْ غْرَابِي مَنْ غِيرْ انْدَا
صَانْهَا وَحْضَاهَا ضَلّْ الشّفَارْ بَاللحْظ الهَنْدِي * كِيفْ جَبْتْ إِيمَايَرْ تُوصَابِي فِي مَا نَبْدَا
فَاشْ جَانِي جَرْحِي وَنَا المَالْ وَارْقَبْتِي نَهْدِي * لِينْ نَتّهَرَّبْ عَنْ مَكتَابِي مَا يْلِي صَدَّا
غِيرْ جِيتْ انْبَرِّي فَالرُّوحْ قْبَلْ تَخْرَجْ مَنْ جَسْدِي * خَفْتْ نَاسِي تَلقَى طلّابِي تَبْغِي لفْدَا
القسم الثالث:
هَاجْ وَجْدِي وَفْرَغْ جَهْدِي قْلَايْدِي زَادُه سَهْدِي * طالتْ عْلِيَ يَا تَشْغَابِي هَاذْ الفَقْدَا
كالحْمَامْ الفَرْدِي شَلّا تْغَارْدِي وَنَا وَحْدِي * بَالمْحَبَّة جَنْحَانِي رَابِي قُلـُوا عَمْدَا
بَعْدْ صَهْدِي ثَلجِي بَرْدِي اتْنَاهْدِي تَحْيِي نَشْدِي * وَالهْوَى سَدّْ عْلِيَ بَابِي مَا صَبْتْ افْدَا
دُونْ غَرْضِي جِيتُه مَهْدِي صْغِيرْ لَازَلتْ فْجَهْـدِي * دْرَسْنِي مِيرْ دْرِيسْ عْرَابِي هَازَمْ لعْدَا
القسم الرابع:
لِمْتَى يَسْعَدْنِي رِيحْ لوصَالْ نَنْشَرْ لـُه بَنْدِي * لِمْتَى يَهْزَمْ مِيرْ اتْرَابِي جَنْدْ النَّكدَا
يَا تْرَى يَتْجَرَّدْ بَرْقْ السّْرُورْ وِيزَكلمْ رَعْدِي * عْلى الزّْهُو يَنْزَلْ مَطرْ سْحَابِي فُوقْ البِيدَا
بِينْ دِيدِي وَالهَنْدِي فِي بْطايْحِي نَجْنِي وَرْدِي * إِيعُودْ نَحْلِي يَرْعَى فَخْصَابِي بَعْدْ الرَّكدَا
الهْوَى يَا مَنْ لَا هَزُّه غْرَامْ يَتْمِيدْ الـْرَمْدِي * سِيرْتِي مَغْلـُوبْ الغَلّابِي صَبْرِي عَدَّا
القسم الخامس:
عَنْدْ ضَرْبِي نَتْخَيَّرْ فَالجْحُودْ وَانْخَرَّجْ وَنْدِي * وَالتّْمَامْ انْعَدَّلْ تَزْرَابِي صُورْ الـَّعْدَا
أَ الـْحَافَظ إِلى سَالـُوكْ قـُلْ هَذِي مَنْ عَنْدِي * مَنْ دْعَى لَا يَبْطا فَجْوَابِي وَلَابُدَّا
دَاوْدِي زَرْدِي عَنْ زَنْدِي فَالعْدَا ثَارِي نَفْدِي * بَنْسْلِيمَانْ اسْمِي فَخْطابِي عَسْلْ الشَّهْدَا
وَالنّْسَبْ فَاسِي مَنْ عَرْبْ الحْكازْ مَتْيَصَّلْ جَدِّي * يَا ارْحِيمْ الرَّحْمَة عَنْ آبِي حُسْنْ الوَلدَا
مَنْسْجِي عَشَّاقِي وَأهْلْ الهْوَى يْشَهْدُوا مَنْ بَعْدِي * وَالسّْلَامْ عْلِيهُمْ فَكتَابِي مَنْ طِيبْ اشْذَا
يَا المُولى كـُنْ امْعَايَا أونِيسْ فِي غُمَّتْ لحْدِي * يُومْ نَاخُذْ شَبْرِي فَتْرَابِي كـُنْ لِي سَنْدَا
قراءة في قصيدة "الوردة" للشيخ محمد بنسليمان الفاسي
قراءة في قصيدة "الوردة" للشيخ محمد بنسليمان الفاسي الأستاذ: عبد الجليل بدزي وهي من القصائد الرائعة التي تظهر فيها طاقة محمد بنسليمان وقدراته في مجال النظم شكلا