سَكَنَت تَهْويدَة النَّاي الخَشَبِيّة المُتْعَبة مِن هَدْهَدَة أجْفان النَّهْر المُهَرَّب داخِل سِلَّة
وَكَفَّت الكَواكِب عَن الإرْتِجاج حِين تَخَلَّصَت مِن حُمَّى الرِّيّاح بِفَضْل قُرْص "أسْبِّيرين" فَوّار
آبَ الرَّجُل إلى مَهْجَعِه ، عِلِّيَّة تَنْتَعِظ على بِنايَة مَلْعونَة ، تَخْطو نَحْوَها دَرَجات مُتَرنِّحَة لِسُلَّم لَوْلَبي إتَّخَذ مُسْتَقَرّاً لَه في الأَسْفَل مُنْذ أَن أَوْجَدَت البِنايَةَ يَدُ الصَّانِع
المَكان بِرَثاثَتِه يَليق بِقارِئَة الفَناجِين أَو مُشَعْوِذ مُحْتال أو حَتَّى " خِيمْيائِي " َمخْبول
عَلى سَقْف الغُرْفَة المُعْتِم، يَتَهادَى مُحَرَّضاً مِن جِهَة عُلْيا ، بَقٌّ مِن الْجِيل الجَدِيد لَا يَخْجَل وَلَا يَتَهَيَّب
وَأَعْلَى الجِدَار المُسْنِد لِكُرْسي مُتَآكِل حَيْث جَمَعَت الصُّدَف العَجيبَة وُجُوه فَنَّانين مُخَنَّثين
بَنَى حَفِيد عَنْكَبوت عَجُوز مُرْتَبكاً وبِلَا إِحْتِرافِيّة قَصْرَه المُنِيف مُعْتَزِلاً بَيْت وَالِدَيْه
وَفي ضِيق الِعلِّيَة وَانْغِماسِها فِي الظَّلام ، تَبادَلَت الْقَذْف بِالأحْذِية ، الرُّطوبَة وَالأنِيمْيا
كان المُتَوِّحِد يَأْمَل أن تَمْنَحَه العُزْلَة حِكْمَة الفَلاسِفَة والمُتَصَوِّفين لِيَنْفَرِد بِعُكَّاز نُورٍ أَبَدي
غَيْر أنَّ سُخْرِيّة القَدَر ( الساخِر دائِماً) لَم تَمْنَحْه هُدْنَة وَساقت إلَيْه قِطارات اشْباح تَرُجّ أَرْكان أحْلَامِه
تَجْعَلُه يَنْتَفِض ويَفْتَح عَيْنَيْه ، القادِمَتيْن مِن مَوْت مُؤَجَّل ، على دُخّان الْبارُود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت
وَكَفَّت الكَواكِب عَن الإرْتِجاج حِين تَخَلَّصَت مِن حُمَّى الرِّيّاح بِفَضْل قُرْص "أسْبِّيرين" فَوّار
آبَ الرَّجُل إلى مَهْجَعِه ، عِلِّيَّة تَنْتَعِظ على بِنايَة مَلْعونَة ، تَخْطو نَحْوَها دَرَجات مُتَرنِّحَة لِسُلَّم لَوْلَبي إتَّخَذ مُسْتَقَرّاً لَه في الأَسْفَل مُنْذ أَن أَوْجَدَت البِنايَةَ يَدُ الصَّانِع
المَكان بِرَثاثَتِه يَليق بِقارِئَة الفَناجِين أَو مُشَعْوِذ مُحْتال أو حَتَّى " خِيمْيائِي " َمخْبول
عَلى سَقْف الغُرْفَة المُعْتِم، يَتَهادَى مُحَرَّضاً مِن جِهَة عُلْيا ، بَقٌّ مِن الْجِيل الجَدِيد لَا يَخْجَل وَلَا يَتَهَيَّب
وَأَعْلَى الجِدَار المُسْنِد لِكُرْسي مُتَآكِل حَيْث جَمَعَت الصُّدَف العَجيبَة وُجُوه فَنَّانين مُخَنَّثين
بَنَى حَفِيد عَنْكَبوت عَجُوز مُرْتَبكاً وبِلَا إِحْتِرافِيّة قَصْرَه المُنِيف مُعْتَزِلاً بَيْت وَالِدَيْه
وَفي ضِيق الِعلِّيَة وَانْغِماسِها فِي الظَّلام ، تَبادَلَت الْقَذْف بِالأحْذِية ، الرُّطوبَة وَالأنِيمْيا
كان المُتَوِّحِد يَأْمَل أن تَمْنَحَه العُزْلَة حِكْمَة الفَلاسِفَة والمُتَصَوِّفين لِيَنْفَرِد بِعُكَّاز نُورٍ أَبَدي
غَيْر أنَّ سُخْرِيّة القَدَر ( الساخِر دائِماً) لَم تَمْنَحْه هُدْنَة وَساقت إلَيْه قِطارات اشْباح تَرُجّ أَرْكان أحْلَامِه
تَجْعَلُه يَنْتَفِض ويَفْتَح عَيْنَيْه ، القادِمَتيْن مِن مَوْت مُؤَجَّل ، على دُخّان الْبارُود
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت