علي عبدالأمير عجام - خافق كضمير مبهج كنشيد (نصوص)

الى ننوس


غابات

هنا شجر يورث العتمة وتتوه فيه المسارات
هنا أذرع ترتبك وأقدام تتوه في تعقب الطريق
كم ضاقت وجوهنا بالضوء الخافت لأفق مبلل
كم شهقت صدرونا بالغيمات الحزينة التي تعبرها أسراب مهاجرة
دروبنا تنتهي الى نهر تائه
حاملا طفولتنا الى مصباته
دافعا زورقنا بأمواجه الشرسة
تاركا لنا حماقة اننا وجدنا فيه منقذا


فبراير

الضوء يلوح عبر الشرفة
الضوء ينكسر مع يد مرتعشة ترفع كأسا
والغروب فضي بارد كخنجر يشتهي طعنة
الضوء في صالة سيدة وحيدة
الضوء ينكسر على حافة فنجان في يدها
والغروب أغنيتها التي تسقط من أجنحة ملاك


خافق كضمير مبهج كنشيد

تتجدد الحكاية كلما ضاقت الارض وشهقت السماء
لم يكن هذا ما سعى اليه من كان ضميره ميزان العقل
ولا من كفت روحه عن التحليق
تنأى الرغبات وتجف الأحلام
لم يكن هذا جديدا على من ذبل الياسمين في حياته
ولا من ذوت غاردينيا أيامه
الجديد ان نشيدا ظل يخفق في جوانحه
حتى وإن كانت الخسارات ما انتهى اليه الميزان
فالضمير حب ظل "محفّزا ومبهجا معاً"


أغنية قلبي

لم تضرب الغايات موعدا في غدي
والطريق حتى في هذا الصقيع كان يغني لقلبي
مع أن "أوراق الورد تموت حزناً"


ننوس الصمت وأميرته

لفرط ما عناه ان بارود البشرية كله هشّم حياتنا
وما يعنيه ان نطوف بين بحار سود وأشرعتنا ممزقة
وإن نصل وفي أيدينا حقائب متهرئة
تغني ننّوس بصمت
عند ضفاف تحتشد بزوارق مهمشة
لا شيء يستحق الدهشة
لا رعشة ترتجى
رغم اننا نجونا من بارود العالم وقد هشم حياتنا
ورغم انني بدأب انشر أشرعتنا للهواء والشمس
وأحنو على تراب ما يزال ينبض في ثنايا الحقائب المتهرئة




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...