لندن 22/11/54
الغالي شوقي
كان عليَّ أن أكون معك منذ زمان طويل، أي منذ أن ترك ساعي البريد في شق بابي بكينسنغتون موسمك الأول. »حينا يبصق دماً«. غير أن رحلتي الطويلة الى الدانمرك والسويد وألمانيا وبلجيكا وفرنسا ابتلعتني وشربت آخر نقطة من دم قلبي.. ومن نهار عيوني. وأعودُ من المشوار الذي جمَّع حياتي كلها في هنيهات أقصر من مواعيد الجميلات، أعود لأفرح بك.. بالورقة الأولى تمدّ رأسها في ربيعك الذي هو ربيعي. وربيع هذا التراب الذي طال عطشه.. الى مدة حرف.. الى نقطة حبر!. ورغم غنى الموسم ورفيفه يا شوقي.. سأبقى بانتظار الموعد الأجمل.. الموعد الأول. متى تخرج الورقة الثانية من نافذة قلبك تحمل هذه المرة خضرة الشعر.. خضرةً لم تركُضْ في بال الشجر بعد.. ماذا تفعل في هذه الأيام؟ وهل عدت الى التدريس في دمشق.. والى أين وصل نشاطك الأدبي؟ أما نشاطك السياسي فقد التقيت فيه على الصحف التي تردنا على صورة خطب ملقاة، وبرقيات مرسلة.. وانتصار لبعض المرشحين.. أرجو أن يكون بالك قد ارتاح الآن وأن لا تشغلك »الزعامة« عن مخاطبتنا يوم نعود إلى دمشق.. ثق أن قلبي دائما معك، ومع أدبك الذي شهدته يترعرع على حدقة عينيك وانحدار جبينك. أرجو أن أسمع حكاياتك الحلوة الطويلة. كما أرجو أن تنقل أشواقي الى سعيد الذي يظهر أن ذاكرته فيما يتعلق بالأصدقاء غير موجودة بالمرة.. حبي الذي لا ينطفئ. أخي الأثير.
الغالي شوقي
كان عليَّ أن أكون معك منذ زمان طويل، أي منذ أن ترك ساعي البريد في شق بابي بكينسنغتون موسمك الأول. »حينا يبصق دماً«. غير أن رحلتي الطويلة الى الدانمرك والسويد وألمانيا وبلجيكا وفرنسا ابتلعتني وشربت آخر نقطة من دم قلبي.. ومن نهار عيوني. وأعودُ من المشوار الذي جمَّع حياتي كلها في هنيهات أقصر من مواعيد الجميلات، أعود لأفرح بك.. بالورقة الأولى تمدّ رأسها في ربيعك الذي هو ربيعي. وربيع هذا التراب الذي طال عطشه.. الى مدة حرف.. الى نقطة حبر!. ورغم غنى الموسم ورفيفه يا شوقي.. سأبقى بانتظار الموعد الأجمل.. الموعد الأول. متى تخرج الورقة الثانية من نافذة قلبك تحمل هذه المرة خضرة الشعر.. خضرةً لم تركُضْ في بال الشجر بعد.. ماذا تفعل في هذه الأيام؟ وهل عدت الى التدريس في دمشق.. والى أين وصل نشاطك الأدبي؟ أما نشاطك السياسي فقد التقيت فيه على الصحف التي تردنا على صورة خطب ملقاة، وبرقيات مرسلة.. وانتصار لبعض المرشحين.. أرجو أن يكون بالك قد ارتاح الآن وأن لا تشغلك »الزعامة« عن مخاطبتنا يوم نعود إلى دمشق.. ثق أن قلبي دائما معك، ومع أدبك الذي شهدته يترعرع على حدقة عينيك وانحدار جبينك. أرجو أن أسمع حكاياتك الحلوة الطويلة. كما أرجو أن تنقل أشواقي الى سعيد الذي يظهر أن ذاكرته فيما يتعلق بالأصدقاء غير موجودة بالمرة.. حبي الذي لا ينطفئ. أخي الأثير.