فائزة سلطان - القصائد التي تركتها في حديقتي

أفتحُ رأسي
أرى الأفكار تتوضأ
الجنود ما زالوا في المواقع
يترصدون الموت الغائب
الطائرات الحربية
تقصف صوري المختبئة على الرصيف
أمي
تحمل كفني المزركش
تقف عند عتبة الباب
تقرأ آية الكرسي
فتتحول الكلمات إلى عصافير
تحمي قلبي من السقوط
أبي في القبر
في أول أيام العيد
بقميصه الجديد
وشعره المجعّد
يغني لفريد الأطرش
فتتكسر الأغنية في حنجرته
الكل ينتظرني
بائع السمك
وعربته الصغيرة
الليل الطويل العاشق
والقصائد التي تركتها في حديقتي
شاخت بعد رحيلي
ودموعي الكثيرة
أتراها جفت الآن؟
والقمر
كان حياً ينطق
وأنت
نعم أنت
ما زلت تبحث عن وجهي
الذي فقدته بعد انتظار
وعبثاً
تحاول أن تمسك بتعابير وجهي
في ذاكرتك المهترئة
وأنا يا أمي
أنا
لم أفلح بتبديل رأسي القديم
برأسٍ حكيم
أنا مازلت أنا
على شجرة التوت
انتظرُ نفسي .


من ديوان( أنا ضيفة على هذه الأرض) 2015 دار صافي.

فائزة سلطان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...