بابلو نيرودا - الشيوعيون


, نحن الذين نفخنا , في الصخر

, في الحديد , في الإنضبات الصارم

, واصلنا الحياة بالحب وحده

, و الكل يعرف بأناَ نزفنا دما

, حينما شوهت النجمة

, على يد قمر الخسوف الجهم

. الآن سترون من نحن و فيم نفكر

. الآن سترون من نحن و فيم نفكر

, نحن فضة الأرض النقية

, معدن الإنسان الحق

, نجسد حراك البحر الدائب

. دعم كل الآمال

. و لحظة في الظلام لا تسلبنا النظر

. و دونما عذاب سنلقى حتفنا







مختارات من "مئة سونيتة حبّ"



1- لو لم يكن لعينيكِ لون القمر،

لون النهار بطينه وكده وناره

لو لم تُخضعي خفة الهواء،

ولم تشبهي اسبوعا من العنبر،

لو لم تكوني اللحظة الصفراء

التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي

والخبز الذي يعجنه القمر العطِر

حين ينزّه طحينه في السماء.

آه، يا حبيبتي، لما احببتكِ!

في عناقكِ اعانق كل الوجود:

الرمل والوقت وشجرة المطر.

وكل ما هو حي يعيش كي احيا انا

لا احتاج مسافة كي ارى الاشياء،

فيكِ انتِ ارى الحياة كلها.



2- يا امرأة تامة، يا تفاحة شهوانية، يا قمرا حارا.

يا عطر الطحالب الكثيف، ووحلا معجوناً بالضوء

اي نور غامض يتفتح بين اعمدتكِ؟

واي ليل قديم يثير حواس الرجل؟



آه، الحب رحلة مع المياه والنجوم،

مع الهواء الضيق وعواصف الطحين النزقة:

الحب قتال بين البروق

وجسدان ضلّلهما عسل واحد



قبلة فقبلة اجتاز مطلقكِ الصغير.

وضفتيكِ. وانهاركِ وقراكِ،

فتركض نار الجنس وقد صارت لذة



على طرق الدم الضيقة،

لترتمي كمثل قرنفلة ليلية

وتصبح محض شعاع بين الظلال.



3- لا احبكِ كما لو انكِ وردة من ملح.

او حجر ياقوت، او سهم من قرنفلات تشيع النار:

احبكِ مثلما تحَبّ بعض الامور الغامضة،

سرا، بين الظل والروح.



احبكِ مثل النبتة التي لا تزهر

وتخبىء في داخلها ضوء تلك الزهور

وبفضل حبكِ يعيش معتماً في جسدي

العطر المكثّف الطالع من الارض.



احبكِ دون ان اعرف كيف، او متى او اين،

احبكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور:

هكذا احبكِ لأني لا اعرف طريقة اخرى



غير هذه، دون ان اكون او تكوني،

قريبة حتى ان يدكِ على صدري يدي،

قريبة حتى اغفو حين تغمضين عينيكِ.








[HR][/HR]

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...