أهلا...
بسم الموتِ الذي يفيض من بلادنا العربية أكثر من الخيرات بسمِ الحزن الذي ألفناه حتى أصبح أتفه من الأفراح ،بسم النعوش فارغة ومهيبةً ووفيرة تفتحُ أبوابها كل يوم بدلا من المدارس والجامعات الحزينة
بسم السودان كل الٱلام والكسور دون جبيرة...
بسم افريقيا بناتها اللواتي كبرن من الأسى رجالها أمام الضياع وشبابها بين البحار وشواطىء الٱخرين!
كيف حالك ؟
جنازة في الطريق وموت صديق ولملمة شتات العائلة ومسح نوافذ البيت الذي أصبح ٱيةَ نسيانٍ ٱفلة ؛ أو الدموع يا صاحبي ؛ الدموع التي اصبحت صلاةً ونافلة...
حتى الفرح الذي عرفناه صغارا بالمصادفة رأيته مارًا بالأمس أمام احلامنا شاحبًا ووئيدًا كأنما ضيّع الدرب والقافلة،أمام البحار والصحاري والقفار يمررون لجوئنا باشمئزاز تكاثرنا على أبوابهم الباردة تاركينَ صحن الدار وابتسامة الجار ،برَّ الأجداد وصلاة الأعياد لمّة الأهل والأصحاب ،شاي الصباح ومرور المِلاح نداء الأمهات قُرب الغروب ومديدة البلح...قهوة بنت مشذوب ،رائحة الطيب صالح في أخيلة المكان المهجور ووجه الفيتوري المحزون يصبحُ نايًا وكروم.
مات الرفاق وضاقت الٱفاق وكأن الدنيا من حولنا وَهم وكأنَّ الجَميع اذا مرضتِ البلاد سراب ؛ما فائدة الذاكرة اذا الشوارع غائبة وماذا نقول للصغار وهم يرسمون الأنهار باللون الأحمر القاني ويرسمون الورود نابتةً في القبور!
بالأمس حدثوني عن أمٍ انتحرت وتركت طفلين أخبرني الذي رٱها أنه لم يستطع النوم وهو يرى ابنها الصغير يمسك قارورة حليبه الفارغة ويقبل أقدامها الباردة وهي تومىء يابسة ،كيف تجاوزت الحياة والأمومة بتلك القسوة والسهولة قالوا هي الحاجة و الجوع تبلغ بالإنسان محلاً لا تسعفه العبارات والدموع ،دفنوها ليلاً راجين من الرب غفران الذنب وحسن الخاتمة وسترة الفضيحة.
أنا بخير يا صاحبي
أحزاني بصحة جيّدة
وابتسامتي مازلت تخدع الٱخرين
أنا هنا ،في هذا السطرِ امسح على رأس الحنين.
/
عبد المنعم عامر
بسم الموتِ الذي يفيض من بلادنا العربية أكثر من الخيرات بسمِ الحزن الذي ألفناه حتى أصبح أتفه من الأفراح ،بسم النعوش فارغة ومهيبةً ووفيرة تفتحُ أبوابها كل يوم بدلا من المدارس والجامعات الحزينة
بسم السودان كل الٱلام والكسور دون جبيرة...
بسم افريقيا بناتها اللواتي كبرن من الأسى رجالها أمام الضياع وشبابها بين البحار وشواطىء الٱخرين!
كيف حالك ؟
جنازة في الطريق وموت صديق ولملمة شتات العائلة ومسح نوافذ البيت الذي أصبح ٱيةَ نسيانٍ ٱفلة ؛ أو الدموع يا صاحبي ؛ الدموع التي اصبحت صلاةً ونافلة...
حتى الفرح الذي عرفناه صغارا بالمصادفة رأيته مارًا بالأمس أمام احلامنا شاحبًا ووئيدًا كأنما ضيّع الدرب والقافلة،أمام البحار والصحاري والقفار يمررون لجوئنا باشمئزاز تكاثرنا على أبوابهم الباردة تاركينَ صحن الدار وابتسامة الجار ،برَّ الأجداد وصلاة الأعياد لمّة الأهل والأصحاب ،شاي الصباح ومرور المِلاح نداء الأمهات قُرب الغروب ومديدة البلح...قهوة بنت مشذوب ،رائحة الطيب صالح في أخيلة المكان المهجور ووجه الفيتوري المحزون يصبحُ نايًا وكروم.
مات الرفاق وضاقت الٱفاق وكأن الدنيا من حولنا وَهم وكأنَّ الجَميع اذا مرضتِ البلاد سراب ؛ما فائدة الذاكرة اذا الشوارع غائبة وماذا نقول للصغار وهم يرسمون الأنهار باللون الأحمر القاني ويرسمون الورود نابتةً في القبور!
بالأمس حدثوني عن أمٍ انتحرت وتركت طفلين أخبرني الذي رٱها أنه لم يستطع النوم وهو يرى ابنها الصغير يمسك قارورة حليبه الفارغة ويقبل أقدامها الباردة وهي تومىء يابسة ،كيف تجاوزت الحياة والأمومة بتلك القسوة والسهولة قالوا هي الحاجة و الجوع تبلغ بالإنسان محلاً لا تسعفه العبارات والدموع ،دفنوها ليلاً راجين من الرب غفران الذنب وحسن الخاتمة وسترة الفضيحة.
أنا بخير يا صاحبي
أحزاني بصحة جيّدة
وابتسامتي مازلت تخدع الٱخرين
أنا هنا ،في هذا السطرِ امسح على رأس الحنين.
/
عبد المنعم عامر