الفرحان بوعزة - زوبعـــــة..؟

كل فجر تتشبث بقضبان نافذتها ، تقرأ خيبة أيامها .. صدئت أصابعها ، ذبلت جفونها ، سكون صامت يتلو تراتيل موت المكان .. عبر مسافات ينهش الخيال ذاكرة سكنتها هشاشة الأوقات .. ترتعش ، تحلم ، تبكي .. وليس لها إلا البكاء .. وحدها تنصت إلى وجعها ، كان هنا .. ؟ انقطعت أنفاسه ، سكنت ريحه ، من يخشخش تلك الجريدة .. ؟ من يشرب تلك القهوة .. ؟ إنه هناك ..
الناس يمرون ولا يتوقفون ، هم ذاهبون لسرقة الخبز من الحياة .. ودت أن تبيعهم نار قلبها ، تمنت أن تقول لهم : ها أنا .. ؟
صفعتها برودة الصباح ، فتمايل الشارع ينغــل بالخطوات ، أحست أنها أنفقت مشاعرها دون جدوى ، سحبت رأسها على مهل .. توجهت إلى المرآة... عسى أن تعيد لنفسها رقصتها الأولى ، لكن .. ؟ بنظرات حادة .. جست المكان ، لملمت شتات أفكارها .. وأيقنت أن قلبها سيبقى نائماً بين زوبعة يأس هارب ، وبين كوة أمل راقص.. ..
أوصدت الباب بعنف ، وهامت على وجهها طامعة في الجنون ، مشتبكة مع الزمن من جديد ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...