لا يمكن أن نؤسس دولة أو نبني مجتمعا صالحا على الأحقاد و الكراهية، لا يمكن أن نحقق التنمية المستدامة على إقصاء الآخر و حرمانه من حقه كمواطن، المواطنة الحقيقية لا تتحقق إلا بالتسامح، فالتسامح كقيمة أخلاقية وحده يؤلف بين القلوب، فالتسامح هو منظومة فكر ، و دين ، و ثقافة، و أخلاق، و معاملات ، عرفها فضلاء البشر من الأنبياء ، و الأولياء الصالحين، و لقيمته فقد ذكرت كلمة التسامح في مائة (100) آية في القرآن الكريم ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ..الخ ( سورة النحل الآية 125)، حتى الديانات الأخرى دعت إلى التسامح و التعايش لكن الظروف التي عاشتها الأمة العربية و الإسلامية فقدت عنصرا هاما من الحياة الإجتماعية و هو التسامح و التآخي و هذا بسبب التعصب و التمذهب، باسم كفاح الهوية و العقلانية و الاصولية و الحداثة و الديمقراطية فوقعت صراعات بين المسلمين تارة بين السنة و الشيعة و تارة اخرى بين الأنظمة المتسلطة و الشعوب و ما إلى ذلك ، فوقع ما وقع من حروب أهلية لا تزال آثارها الى اليوم و فشلت كل حوارات الاديان و الثقافات و الحضارات، نحن إذن بحاجة إلى ثورة فكرية ثقافية، دينية لنعالج بها مشكلاتنا الإجتماعية و الأخلاقية و القضاء على كل مظاهر الفساد الفكري ، الإقتصادي و الإجتماعي و القضاء كذلك على السياسات الفاسدة التي تهدم و لا تبني، نحن بحاجة إلى بروتوكول فكري ثقافي يحدد المسؤوليات التي ينبغي القيام بها من أجل مجتمع متآخ يلمّ شمل الجميع
علجية عيش
علجية عيش