07 - 10 - 1940
إلى الدكتور زكي مبارك
قرأت كلمتك النبيلة التي وجهتها إلي في مقالكم السابق بالرسالة الغراء: قرأتها بعني، وأدركتها بقلبي، فكأنما كانت لمشاعري نشوة ذكرى، ولخواطري انتباهاً ويقظة. . . وفهمت منها معنيين! فقد أدركت بل أدرك قلبي أن وراء هذه الألفاظ ألفاظاً أخرى من الشعور لا تقرأ بالعين ولكن يدركها القلب، رأيت فيها تحية نبيلة من أخ عزيز نبيل، وأحسها قلبي عتاباً نبيلاً!
فيا أخي العزيز الكريم. . . لئن تك قد تلفت فرأيت صديقك العزيز محمود البشبيشي، وقد أسعده الحظ بلحظات كلحظات الحلم مرت بخيال مشرّد معذّب. . . فإن قلبي هو الذي تلفت وسمع ورأى! سمع أخاً وفياً، ورأى شقيقاً كريماً.
يا دكتور إن القلوب لتسمع وترى وتتلفت!
علم الله أن الذي منعني من العودة إليك تلك الليلة السعيدة هو مرض ابنتي. . . علم الله أيضاً. . . وتعلم شجرة الكافورة السعيدة (بما كساها الأستاذ الكبير الزيات من النباهة والخلود). . . أنني عدت ثم عدت فلم أجدك.
أخي الفاضل. . . لعل من غريب المصادفات أن أحس قبل مقابلتي لك بأيام رغبة غريبة وإحساساً قوياً وميلاً جامحاً للتمتع بهديتكم الكريمة (النثر الفني). . . ترى هل كانت رغبة في الاطلاع والمعرفة بعد غفوة طالت!!؟ أم هو الشوق إليك جعلتني أتصوَّرك في أسلوبك!! وكم يتجسم الفنان البارع في أسلوبه!!. . . إنها القلوب. . . قلوب الإخوان تتلفت وتشعر وترى. . . وإنه الشعور الحي لغة القلوب!!
والسلام عليك من أخ طالت غربته عن رياض القلم. ولكن لم تزل أوتار نفسه تهتز لكل رائع من الأساليب وفاتن من القول. إنها لا تزال تهتز لأنها تعودت ذلك عن طبع وخلق.
أخوك المخلص
(المنصورة)
محمود البشبيشي
إلى الدكتور زكي مبارك
قرأت كلمتك النبيلة التي وجهتها إلي في مقالكم السابق بالرسالة الغراء: قرأتها بعني، وأدركتها بقلبي، فكأنما كانت لمشاعري نشوة ذكرى، ولخواطري انتباهاً ويقظة. . . وفهمت منها معنيين! فقد أدركت بل أدرك قلبي أن وراء هذه الألفاظ ألفاظاً أخرى من الشعور لا تقرأ بالعين ولكن يدركها القلب، رأيت فيها تحية نبيلة من أخ عزيز نبيل، وأحسها قلبي عتاباً نبيلاً!
فيا أخي العزيز الكريم. . . لئن تك قد تلفت فرأيت صديقك العزيز محمود البشبيشي، وقد أسعده الحظ بلحظات كلحظات الحلم مرت بخيال مشرّد معذّب. . . فإن قلبي هو الذي تلفت وسمع ورأى! سمع أخاً وفياً، ورأى شقيقاً كريماً.
يا دكتور إن القلوب لتسمع وترى وتتلفت!
علم الله أن الذي منعني من العودة إليك تلك الليلة السعيدة هو مرض ابنتي. . . علم الله أيضاً. . . وتعلم شجرة الكافورة السعيدة (بما كساها الأستاذ الكبير الزيات من النباهة والخلود). . . أنني عدت ثم عدت فلم أجدك.
أخي الفاضل. . . لعل من غريب المصادفات أن أحس قبل مقابلتي لك بأيام رغبة غريبة وإحساساً قوياً وميلاً جامحاً للتمتع بهديتكم الكريمة (النثر الفني). . . ترى هل كانت رغبة في الاطلاع والمعرفة بعد غفوة طالت!!؟ أم هو الشوق إليك جعلتني أتصوَّرك في أسلوبك!! وكم يتجسم الفنان البارع في أسلوبه!!. . . إنها القلوب. . . قلوب الإخوان تتلفت وتشعر وترى. . . وإنه الشعور الحي لغة القلوب!!
والسلام عليك من أخ طالت غربته عن رياض القلم. ولكن لم تزل أوتار نفسه تهتز لكل رائع من الأساليب وفاتن من القول. إنها لا تزال تهتز لأنها تعودت ذلك عن طبع وخلق.
أخوك المخلص
(المنصورة)
محمود البشبيشي