14 - 10 - 1940
حضرة الأستاذ الجليل رئيس تحرير الرسالة
تضمنت كلمة الأستاذ عبد الغني حسن دعوة لأصدقاء المغفور له إسماعيل أدهم أن يكتبوا عن مقدار ما وصل إليهم من العلم عن عقيدته. ولقد منعني أن اكتب عنه أنني كنت أتوعده بأن أكتب عنه. فلما مات منتحراً تحرجت من إنفاذ الوعيد!
على أن الذي قدم الانتحار بكتاب إلى النيابة يطلب فيه تشريح جمجمته لم يفته أن يتحداني في يوم انتحاره بمطالبتي أن أكتب عنه بعد موته، ولم يفته أن يختار للتحدي أقوى وسيلة عرفتها من وسائل الإغراء، وهي أنه أهداني كتاب ميخائيل نعيمة عن جبران خليل جبران، وسألني عما إذا كنت أستطيع أن أكتب عن صديق لي مثل هذا الكتاب إن مات.
أما أني كنت قد توعدته بالكتابة عنه فلذلك قصة تدل على طريقة تفكيره وعلى مقدار ما عانى من المتاعب التي أفضت إلى الانتحار بسبب هذه الطريقة:
ذلك أنني دخلت منذ أقل من عام إلى مكان اجتماعنا المعتاد في نادي جماعة الفنون الجميلة ومعي كتاب (هتلر قال لي)، فدار الحديث بين المجتمعين، وما فيهم إلا مصور أو مثال أو شاعر أو أديب، عن شخصية هتلر. وانفرد أدهم بالثناء وذم الإنجليز والمصريين والمسلمين، وأسرف في كل ذلك أشد الإسراف، فتوعدته إن لم يكف أن أضع كتاباً أجعل عنوانه (أدهم قال لي) وأدون فيه آراء أدهم كما سمعتها منه.
سكت أدهم إلى اليوم الذي انتحر فيه. وفي هذا اليوم طلب إليَّ أن أكتب عنه كما قدمت. فهل اكتب؟
أرجو أن يجيبني مجيب فإني حائر أتلمس النصح.
عبد اللطيف النشار
حضرة الأستاذ الجليل رئيس تحرير الرسالة
تضمنت كلمة الأستاذ عبد الغني حسن دعوة لأصدقاء المغفور له إسماعيل أدهم أن يكتبوا عن مقدار ما وصل إليهم من العلم عن عقيدته. ولقد منعني أن اكتب عنه أنني كنت أتوعده بأن أكتب عنه. فلما مات منتحراً تحرجت من إنفاذ الوعيد!
على أن الذي قدم الانتحار بكتاب إلى النيابة يطلب فيه تشريح جمجمته لم يفته أن يتحداني في يوم انتحاره بمطالبتي أن أكتب عنه بعد موته، ولم يفته أن يختار للتحدي أقوى وسيلة عرفتها من وسائل الإغراء، وهي أنه أهداني كتاب ميخائيل نعيمة عن جبران خليل جبران، وسألني عما إذا كنت أستطيع أن أكتب عن صديق لي مثل هذا الكتاب إن مات.
أما أني كنت قد توعدته بالكتابة عنه فلذلك قصة تدل على طريقة تفكيره وعلى مقدار ما عانى من المتاعب التي أفضت إلى الانتحار بسبب هذه الطريقة:
ذلك أنني دخلت منذ أقل من عام إلى مكان اجتماعنا المعتاد في نادي جماعة الفنون الجميلة ومعي كتاب (هتلر قال لي)، فدار الحديث بين المجتمعين، وما فيهم إلا مصور أو مثال أو شاعر أو أديب، عن شخصية هتلر. وانفرد أدهم بالثناء وذم الإنجليز والمصريين والمسلمين، وأسرف في كل ذلك أشد الإسراف، فتوعدته إن لم يكف أن أضع كتاباً أجعل عنوانه (أدهم قال لي) وأدون فيه آراء أدهم كما سمعتها منه.
سكت أدهم إلى اليوم الذي انتحر فيه. وفي هذا اليوم طلب إليَّ أن أكتب عنه كما قدمت. فهل اكتب؟
أرجو أن يجيبني مجيب فإني حائر أتلمس النصح.
عبد اللطيف النشار