شكري محمد عياد - ماذا قال القميري؟..

الشوارع ممتلئة بالناس، والكل معلق بصره في السماء، والدهشة تتنزه على الوجوه بطلاقة. كان حدثا مثيراً لا يمكن تصديقه، ولولا حدوثه أمام أعيننا لظننا أنه إحدى التقليعات الإعلانية التي ابتلينا بها أخيرا. وعلى أبعد احتمال أن يظن الرائي أن بالونا كبيراً أطلق في الجو لتلهية أبنائنا، خاصة أن إسماعيل أبو حمد قد توعد بإطلاق طائرة كبيرة تعيد له زبائنه الذين فقدهم في الألعاب المستحدثة، لكن هذا الاحتمال مات فجأة حين تراكض عليه القوم، وهم يسكبون اللوم على العمدة الذي فقد شاله الحلبي أثناء الركض، وبقي بفردة حذاء واحدة يزجرهم عن مواصلة تقريعه:

- قدر الله وما شاء فعل.

خرجنا نركض في الشوارع والبرحات، كانت ممتلئة بالناس، بدأ الركض من حينا ثم تواصلت الأقدام وتوالدت الأزقة والشوارع والميادين أناسا لو قدر لراء من عل رؤيتهم لأجزم أن كارثة عظيمة حلت بمدينتنا، حيث كان البشر يركضون إلى خارجها في اتجاهات مختلفة كخلايا النمل، ولم يكن ركضنا منتظما فطغت العشوائية وتلاقفتنا الشوارع، وتداخلت أصواتنا كل يوصي الآخر بالركض في اتجاه مختلف وانبرى كثير منا للتشهد، والاستغفار بعد أن صاح أحد الشيوخ:

- والله إنها القيامة.

وسجد ولم ينهض، متمنيا أن يقبض على تلك الحالة، ولم تخرجه من سجوده تلك الأقدام المتراكضة.

وتخلت النساء عن عبيهن وخرجن فزعات، فلم يغرين الرجال بالنظر إليهن حيث كان كل واحد مشغولا بهول ما يرى، فقد ظلت العيون معلقة والأفواه تسيل بالاستغفار، ولم يكن أحد يملك وسيلة لإيقاف تلك الفوضى التي دبت في الحي، وقد استجابت النساء في بادئ الأمر لفضول أطفالهن فتراكض معهم، لكن الأطفال استشعروا والخوف، فأسرفوا في البكاء لتبادلهم أماتهم البكاء بعويل فاجع، كان الجميع في حالة اندهاش، وانسكبت كثير من المقولات التي لم تجد من ينصت لها، وكان أكثرها ترديداً مقولة الحسيني:

- والله هذه دعوة أبو عبدالله.

كنا جميعاً نركض ولا نعرف بالتحديد إلى أين، فقط كانت عيوننا معلقة في السماء ونحن نتابع علوه وكأنه طائرة ورقية انقطع خيطها، فأخذت تبتعد وتتراقص في السماء وتركض للمدى البعيد.

***

نافذة أغلقت درفيتها، فبقيت شقوقها تفضح ما بداخلها، ألصق الصبية عيونهم بتلك الشقوق، وتدافعوا كل منهم يزجر الآخر ليخلي مكانه مفسحاً في المجال للآخرين لإلقاء نظرة خاطفة لداخل تلك الغرفة ذات الإضاءة الشاحبة، كانت تلك المماحكات تحدث بصمت، بينما العيون تتبادل النظرات بغضب، والأيدي تعبر عما يجيش بالصدور، مكتفين بجذب الفنايل، أو التخبيط على ظهور الغارقين في تأمل ذلك الجسد المنتفخ.

ولم يكن ذلك الصمت الغارق بين الصبية إلا وليد خوف من أن تسمعهم زوجة القميري فتخرج لمطاردتهم وإلقاء الحجارة على روءسهم وإلحاق الشتائم بهم وبمن ولدهم على الأرض.

كان المنظر مغريا ببقاء العين ملتصقة بشقوق الدرفتين الخشبيتين والتي انطبقت منذ عشرة أيام.

تم اكتشاف تلك الحالة العجيبة بالمصادفة المحضة:

لم يكن القميري يترك صبياً يلعب بجوار بيته إلا وعلقه من أذنيه وأشبعه ضرباً، لذلك تعود الصبية الابتعاد في لعبهم عن بيته، ولم يشجعهم على الاقتراب إلا غياب القميري المتقطع حيث كان يغيب ثلاثة أو أربعة أيام ويعود من جديد.

ولم يكن أهل الحي يعرفون سبباً لهذه الغيبات المفاجئة، والتي كان يعود بعدها ممتلئ الوجه وقد بدت عليه السمنة، مما جعل أحد الناقمين عليه يرد على تعجب عمدة الحي:

والله القميري سمن.

فرد معقباً:

- الزبيب يا عمدة.

فزجره مستغفراً:

- يا رجل خاف الله.

لم يكن أحد يعرف أين يختفي لكنهم ألفوا هذا الغياب المتقطع، وأقلعوا في صباحهم عن ترديد:

- ماذا قال القميري اليوم؟

مع هذا الغياب، تجاسر الصبية ومدوا رقعة لعبهم حتى توسط بيت القميري ملعبهم، كانوا يعلمون علم اليقين أن كرتهم إذا (تسطحت) ببيت القميري لن تعود إلا أشلاء ممزقة، واتفقوا على إلا تعتلي الكرة سور الجدار بأي حال من الأحوال.

اليوم ارتقت الكرة سطح بيت القميري، فتراكضوا هربا، وظلوا ينتظرون كرتهم ظان تقذف ممزقة، أو أن يخرج القميري حاملا عصاه ويطاردهم بين الأزقة الملتوية كعادته.

مضى الوقت ولم يقذف بالكرة أو يخرج إليهم، فاقترعوا أيهم يصعد لجلبها، كانت القرعة من نصيب ابن السقا، فتجاسر بعد أن قرأ المعوذات وارتقى الجدار مستعيناً بأسياخ نافذة بيت القميري، وفي ارتقائه تخشب ولم يكمل الصعود، فكان أقرانه يحضونه على الصعود بتحفيز، تخالطه شتائم بذيئة:

- اصعد..

وتطاير سبابهم وهم يلمحونه ممسكا بأسياخ النافذة ويتطلع من شقوقها لداخل الغرفة، كان غائبا عن غضبهم بالتحديق، وقد جحظت عيناه وفر الهلع منهما فسقط مفزوعا وولى هاربا ليتبعه أقرانه راكضين، حتى إذا هدأ روعه وأخبرهم بما شاهد، فعادوا وغرسوا عيونهم عبر شقوق الدرفتين الخشبيتين والتي انطبقت منذ عشرة أيام.

***

القميري شخصية عجيبة وطريفة، يصفه أهل الحي بصفات ذميمة كالخسة والبذاءة وقلة المروءة، ورغم صفاته الحقيرة المتعددة التي يتجول بها الناس كان محط اهتمام الحي، فالجميع يتناقل مقولاته، ويروجونها وهم يلعنونه ضاحكين:

- لعنك الله يا قميري من أين لك كل هذه البذاءة:

لم يكن له صديق وإن أبدى الجميع حرصهم على الترحيب به خوفا من لسانه المتغلغل في سير الناس كخنجر، كلن لا يتورع عن قول ما يشاء وفي أي مكان بوجه غسل بمرق بارد فظل مهابا ممن يخشى سلاطته، واستطاع أن يتعمق في حياة من حوله ويعرف الخبايا الدفينة، ويثيرها، وقد أقسم أحد المسنين إنه إبليس في ملابس البشر، وأصبح من عادتهم أن يتساءلوا كل صباح:

- ماذا قال القميري؟

أو:

- ماذا فعل القميري؟

ولشدة بذاءته فقد وصفه المبروكي:

- لسانه نقع في بيارة.

هذه المقولة التي لم يسلم منها، فقد علم القميري بها، وكان له من السباب ما جعله يتمنى لو أن الأرض خسفت به قبل أن يسمع تلك الشتائم التي نالت عرضه وجعلته مضغة في ألسنة الحي، لم يسلم من لسان القميري إلا العم عبده بائع الفول، فما أن يظهر حتى يختفي القميري من أمامه، صامتا متمسحا به بلسان ذرب أقرب لتزلف وأن بقى بش وهش في وجهه واستفتحه مهللا ومرحبا:

- هلا بالعم عبده.

ويبدأ في الحلف:

- والله لو أن الأرض بها اثنان من أمثالك لسقينا بالمطر يوميا.

فيرد عليه بجفوة:

- ولو أن بها اثنين من أمثالك لمطرنا بالحجارة كل دقيقة.

فينكمش مبقيا على أسارير وجهه متفتحة.

ولم يكن أحد يعرف السر الذي يجعل مفاصل القميري ترتعد عند رؤية عبده الفوال.

وفي أحد الجلسات، سئل العم عبده عن السبب فابتسم واكتفى بمقولته التي أصبحت مثلا فيما بعد:

- القميري مثل الزنبرك، أن رفعت رجلك من عليه طار في وجهك.

كان طارئا في كل شيء، ولا أحد يعرف بالتحديد من أين جاء، وأن كان البعض يصدق مقولة عبده الفوال الذي كان يعامله بدونية منذ أن قطن حارتنا ويقول عنه إنه من تلك السلالات الحقيرة التي تعيش على الهامش وتنتظر أي فرصة للتسلق.

وكان دائما ما يوصينا:

- القميري مثل الزنبرك إن رفعت رجلك من عليه طار في وجهك.

ولم يتيقن أهل الحارة من تلك المقوله إلا بعد فوات الأوان، فقد نفر في وجوه الجميع.

حيث يظهر في كل تصرفاته، فهو قادر على منافحة الجميع إن أراد، ولا يتورع عن قول أي شيء، فاكتسب عداوة الكثيرين وان لم يظهر تلك العداوة إلا القلة.

ومع غيابه، انشرحت قلوب من يهاب لسانه، وان تحور السؤال عما قال إلى السؤال:

- أين اختفى القميري؟

أسرت زوجة القميري حديثا لجارتها، فافشته به وسرى في الأفواه كالحلوى المستطعمه، كان الرجال في مجالسهم يتضاحكون، وقد أبدوا كثيرا من الانشراح للزوائد التي صاحبت الخبر ، قالت تلك الجارة.

رأى القميري في المنام أنه يحلق في السماء كعصفورة، وكلما أراد أن يهبط إلى الأرض سمع مناديا يهتف به:

- مكانك هنا.

وأول حلمه لزوجته أنه بشارة لارتفاع قدره، لكنه أبدى تشاؤما في الليلة التالية حين رأى الديدان تمضغ أطرافه ولا تبقي له إلا على جناحين مهيضين، وأصبح لا يستيقظ من نوعه عله يرى تفسيرا واضحا لحلمه الأول، كان ينام لثلاث ليال، وإذا استيقظ عاث في الحي سبابا وشجاراً.

أما الزوائد التي لحقت بالخبر فهي كثيرة، وكلها تسخر من سقم عقل القميري، أيسرها أنه سكير لا يفيق، وأفحشها أنه لم يعد قادراً على أتيان دجاجة، فيهرب من دعوة أطلقها عليه الشيخ أبوعبدالله، حين سخر من تلاوته على الملأ، فرفع يده إلى السماء داعيا:

- اللهم أمت أوصاله حتى لا يسير لمفسدة، أو أسقط عليه كسفا بليل لا يفيق منه. ويقسم الكثيرون أن ليله يطول لعشر ليال.

***

ترك الصبية ملعبهم وكرتهم المعلقة وعادوا لذويهم، يحملون الخبر.

قال عبدالله اليوسفي:

- رأيت القميري من خلال شقوق نافذته ينتفح ك (لستك) محبب، يورم من جهة ويضمر من جهة.

وقال عمر يحيي:

- رأيت بطنه كالقبة كلما ضغط عليها سال الورم من أطرافه.

وقال خالد البكر:

- كنت أحس أنه على وشك أن ينفجر في وجهي.

وقال صالح الجعفري:

- كنت أظن أن القميري أمسك بكرتنا ونفخها على هذه الهيئة، ولم أكن أظن أنه هو إلا حين سمعت ذلك من أصدقائي.

وقال حسن العيسى:

- كانت سمنته كحفرة تشفط كل أطرافه فلم يبق منه إلا الرأس الذي استعصى على الشفط.

وقال جمال الودري:

- لا أستطيع أن أنام فهو كالقنبلة سينفجر في أي حين.

استمع الأهالي لحكايات أبنائهم بشيء من الاستخفاف، لكنهم حين وقفوا على قدرة القميري لم يستطيعوا النوم خشية ان ينفجر فجأة، وكان كثير من جيرانه يتوقعون ذلك، فوضعوا أصابعهم في أذانهم وتحفزوا لاستقبال انفجار مدو، على أن يستبدلوا وضع أصابعهم اتقاء نتن سيلتصق بالحارة لزمن طويل.

مضى الليل بترقب وتوجس، كان معظم رجالات الحارة يقفون أمام جسد القميري وعلى وجوههم علامات الفزع، فلم يكن بمقدورهم عمل شيء سوى انتظار الخاتمة التي لا يعرفون إلى أي حد يمكن ظان تكون، ولم تركض الشماتة في بالهم، بل نسوا كل شيء وتعلقت على أهدابهم شفافية دمع فياض وتشجرت الدعوات من أفواههم كأغصان اللبلاب.

في الأيام الأولى من محنة القميري، سالت أفواه بعض من طالتهم (زفارة) لسانه شماته مرة، لكنهم سرعان ما تناسوا كل رداءته وجلسوا أمام جسده ممتلئين إشفاقاً وحسرة لما آل إليه، كان يراودهم بعض الأمل في أن يقوم حكيم المستشفى العام بعمل شيء والتخفيف عنه، لكن الطبيب مكث معه بعض الوقت وأعلن عجزه حيال حالته الغريبة والمدهشة، وإن أبدى اهتماما به من منطلق علمي لا من اجل إنقاذ حياته، وقد تطوع بالمكوث معه لليلتين متواليتين كان خلالهما يرصد التغيرات المتلاحقة لجسد القميري ويقرأ من كتب جلبها معه لتساعده على فهم طبيعة تلك الحالة التي تحدث لأول مرة كما كان يؤكد لرجالات الحارة الذين أخذوا يتوسلون إليه لعمل أي شيء لإنقاذ حياة القميري، فكان في كل مرة يقسم أنه لا يملك شيئا يفيد صاحبهم. وفي الليلة الثالثة خرج ولم يعد.

وشكوا في معرفته حين اقسم أبو إبراهيم الحوت:

- هذا الطبيب لا يعالج بقرة.

وتبرع العماري بإحضار حكيم هندي، ساهم في شفاء حالات ورم عديدة كما زعم الجمالي، وقد وقف الحكيم الهندي على جسد القميري وأخذ يهز رأسه وتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة وهو يضع يديه على مفرق رأسه، وخرج ذارفاً تمتماته دون أن يرد على أسئلتهم المتلاحقة.

وإزاء عجز الحكماء، لجأوا إلى المدواين بالأعشاب، وقد ادعى بعضهم أن سحرا اختلط بأمعائه ولا حل لمعضلته إلا بإسقائه دم شاة حبلى، وقد صبوا في فمه المزموم قربا من الدماء التي لم تعبر بلعومه المحشور ما بين ترقوته وانتفاخ مؤخرة رأسه، فكان الدم (يطرشق) من شدقية فيملأ الجدران والوجوه المحيطة به، وقد كفوا عن هذه المهزلة وأخذوا يفكرون في حل آخر يوقف هذا الورم المتنامي.

ولم يعد أمام أهل الحارة سوى انتظار النهاية المحتومة، وقد استبطأوا نهايته، فقد أبدى بعضهم تذمره من هذه الحالة وتمنوا موته ليريحهم مما هو فيه، وأصبح ما يخشونه أن ينفجر فجأة، فقد استحال إلى بالون كبير وغاصت أطرافه في تلك السمنة، ولم يتبق ظاهراً إلا رأسه الذي أخذ في الانتفاخ ملتهماً أذنيه وفمه وعينيه، وغدا الرأس كبالون صغير ألصق ببالون كبير، وفقد السيطرة على عينيه اللتين جحظتا وباتتا تثيران الرعب ببروزهما وتنافرهما الحاد، وتشقق فمه معرياً حنكه ذا الأسنان الصناعية، وقد ضمر لسانه حتى غدا كحبة الفستق المعطوبة، وبدأ رويدا رويدا ويعلو، فصاح أبو ذنب:

- اربطوه قبل أن يصدم بطنه بالسقف (فينبث).

سخروا من هذا الاقتراح في البدء، لكنه تحول إلى مهمة شاقة حين تمدد الانتفاخ ليلتهم حيزا إضافيا من الغرفة، كانت أطرافه غائصة لا تمكنهم من ربطة، وفكروا في إخراجه من الغرفة لكن جسده تمدد وأصبح من المستحيل إخراجه دون أن يحتك بدرفتي الباب وينفجر، وإزاء هذا، اقترح عمدة الحي إزالة سقف الغرفة، لكن هذا الاقتراح لم يجد التأييد في البدء إلا حين أخذ ينتفخ ويتمدد فتضيق الغرفة وينسل منها الموجودين الواحد أثر الآخر، حتى لم يعد بمقدور شخص البقاء معه في الغرفة، عندها أصبح اقتراح العمدة ذا جدوى، فأرسلوا في طلب عيسى البنا الذي نهض بالمهمة بعد أن أقام عليه متراساً استغرق نصبه يومين متتاليين خشية أن يتساقط عليه الحجارة أو الأخشاب الناتجة من إزالة السقف، وبعد أن قشع السقف أزالوا السقالة وربطوه، وصعد أربعة آخرون لتسلمه من السطح وأثناء تسلمه انفرط الحبل الذي كان ممسكا به، فحلق جسده في الفضاء وأخذ يتراقص ويبتعد كطائرة ورقية انقطع خيطها فأخذت تتراقص وتبتعد صوب المدى البعيد.



شكري محمد عياد
يوليو 1999







====================
عبد الفتاح شكري محمد عياد (1921 ـ 1999)

وُلد بقرية كفر شنوان بمحافظة المنوفية بمصر. تلقى تعليمه الابتدائي في أشمون، وحصل على الثانوية عام 1936، ثم ليسانس الآداب من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1940، ودبلوم المعهد العالي للتربية بالقاهرة عام 1942 والماجستير عام 1948 والدكتوراه عام 1953. عمل مدرسًا بمدارس وزارة التربية والتعليم، ثم انتقل إلى مجمع اللغة العربية محررًا به عام 1945.

انضم إلى هيئة التدريس بجامعة القاهرة عام 1954، ثم عُين أستاذًا لكرسي الأدب الحديث في قسم اللغة العربية عام 1968، ثم عميدًا لمعهد الفنون المسرحية عام 1969، ثم وكيلًا لكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1971.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...