اجمل ما قيل في الطبخ المغربي قصيدة كتبت في القدس بفلسطين (حي المغاربة ) للسفير والقاضي إبن الأزرق عصر بني مرين ، صاحب (بدائع السلك في طبائع الملك) و( الأبريز المسكوب ).
لما بلغته الأخبار الحزينة عن سقوط غرناطة وهو بعيد عنها في القدس بفلسطين كتب قصيدته النونية الطويلة يرثي فيها الأندلس و غرناطة بألم شديد ومرارة على سقوط آخر قلاع الوطن وفراق الأهل والأقارب والأصدقاء والقصيدة طويلة لذلك اقتطف لكم منها هذا الصور المعبرة عن الطبخ المغربي اللذيذ الذي كان سائدا في تلك الحقبة التاريخية من عصر بني مرين كما ذكر تفاصيله شاعرنا الكبير إبن الأزرق و نجد توافقا لهذا الوصف عند معاصره لسان الدين بن الخطيب كتبها في وصف مأدبة هنتاتة في جبال الأطلس ( في نفاضة الجراب في علالة الإغتراب ) عصر بني مرين.
هل للثريد عودة
إلي ؟ قد شوقني
ولي إلى الإسفنج شوق
دائم يطربني
وللأرز الفضل إذ
تطبخه باللبن
وهات ذكر الكسكسو
فهو شريف وسني
لاسيما إن كان مصنوعا
بفتل حسن
ارفع منه كوارا
يهن تدوي أذني
وإن ذكرت غير ذا
أطعمة في الوطن
فابدا من المثومات
بالجبن الممكن
من فوقها الفروج قد
أنهى في التسمن
وثن بالعصيدة التي
بها تطربني
والزبزبن في الصحاف
حسب أهل البطن
أبلغ السلطان أبو الحسن السفير ابن الأزرق في جلسات جمعتهما أن قضاء الله قد نفذ وأن غرناطة سقطت في أيدي الإسبان وعرض عليه بهذه المناسبة خطة قضاء في بيت المقدس في فلسطين تسلية له وتلهية عن اليأس ، ووصل الإمام ابن الأزرق إلى القدس يوم الاثنين 16 شوال 896 حيث قضى هناك ردحا من الزمن محاطا برعاية تلاميذه من المريدين و معارفه ممن كان (في حي المغاربة) بالقدس يزخر بهم سيما وقد كان يضيف إلى علمه جمال الشكل وإنارة الشيبة وسيمة الأبهة والوقار والنزاهة والصيانة والطهارة.
لكنه كان يغص من هول الأنباء المتلاحقة من الأندلس . . قتناوشته الهموم ولم يقو على تحمل الصدمة والغربة في آن واحد، لم يبق عنده بستان ولا مركب ولا مسكن على ما يقوم فيه وذكر ذلك في نونيته المعروفة ، وهكذا توعك ولم تلبث أنفاسه أن فاضت بعد نحو من شهرين من توليه القضاء حيث توفى يوم الجمعة 17 من ذي الحجة الحرام 896 ، وصلى عليه في يومه بعد صلاة العصر بالمسجد الأقصى .... يتبع بقلم الهواري الحسين
* ابن الأزرق هو محمد بن علي بن محمد الأصبحي الغرناطي، كان عالم اجتماعي سلك طريقة ابن خلدون وهو سفير وقاضي و شاعر تاريخ الميلاد 1428 م و تاريخ الوفاة1493 م كانت بعد عامين من سقوط غرناطة
ولد ببلدة “مالقة” عام – 1428م وهي إحدى ولايات غرناطة آنذاك على عهد ملوك بني نصر و نهاية عصر بني مرين ، وقد سقطت هذه البلدة بأيدي الإسبان سنة 1487م.
إن أهمية ابن الأزرق تبرز في عطائه العلمي في كتابة الفريد “بدائع السلك في طبائع الملك” وموضوعه السياسة العقلية والشرعية والاجتماع البشري، وقد احتوى القسم الأكبر منه على الأخلاق والممارسات التطبيقية التي مرّ عليها ابن خلدون مروراً محدوداً فكان مكملاً لمقدمته.
شغل ابن الأزرق طوال حياته أربع وظائف اثنتان رسميتان، هما القضاء والسفارة واثنتان تطوعيتان هما التدريس والإفتاء.
توفي في القدس بفلسطين يوم الإثنين السادس عشر من شوال سنة تسع وتسعين وثمانمائة 899 هـ – 1491م،
من أشهر مؤلفاته
بدائع السلك في طبائع الملك
روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام
الإبريز المسبوك في كيفية آداب السلوك
لما بلغته الأخبار الحزينة عن سقوط غرناطة وهو بعيد عنها في القدس بفلسطين كتب قصيدته النونية الطويلة يرثي فيها الأندلس و غرناطة بألم شديد ومرارة على سقوط آخر قلاع الوطن وفراق الأهل والأقارب والأصدقاء والقصيدة طويلة لذلك اقتطف لكم منها هذا الصور المعبرة عن الطبخ المغربي اللذيذ الذي كان سائدا في تلك الحقبة التاريخية من عصر بني مرين كما ذكر تفاصيله شاعرنا الكبير إبن الأزرق و نجد توافقا لهذا الوصف عند معاصره لسان الدين بن الخطيب كتبها في وصف مأدبة هنتاتة في جبال الأطلس ( في نفاضة الجراب في علالة الإغتراب ) عصر بني مرين.
هل للثريد عودة
إلي ؟ قد شوقني
ولي إلى الإسفنج شوق
دائم يطربني
وللأرز الفضل إذ
تطبخه باللبن
وهات ذكر الكسكسو
فهو شريف وسني
لاسيما إن كان مصنوعا
بفتل حسن
ارفع منه كوارا
يهن تدوي أذني
وإن ذكرت غير ذا
أطعمة في الوطن
فابدا من المثومات
بالجبن الممكن
من فوقها الفروج قد
أنهى في التسمن
وثن بالعصيدة التي
بها تطربني
والزبزبن في الصحاف
حسب أهل البطن
أبلغ السلطان أبو الحسن السفير ابن الأزرق في جلسات جمعتهما أن قضاء الله قد نفذ وأن غرناطة سقطت في أيدي الإسبان وعرض عليه بهذه المناسبة خطة قضاء في بيت المقدس في فلسطين تسلية له وتلهية عن اليأس ، ووصل الإمام ابن الأزرق إلى القدس يوم الاثنين 16 شوال 896 حيث قضى هناك ردحا من الزمن محاطا برعاية تلاميذه من المريدين و معارفه ممن كان (في حي المغاربة) بالقدس يزخر بهم سيما وقد كان يضيف إلى علمه جمال الشكل وإنارة الشيبة وسيمة الأبهة والوقار والنزاهة والصيانة والطهارة.
لكنه كان يغص من هول الأنباء المتلاحقة من الأندلس . . قتناوشته الهموم ولم يقو على تحمل الصدمة والغربة في آن واحد، لم يبق عنده بستان ولا مركب ولا مسكن على ما يقوم فيه وذكر ذلك في نونيته المعروفة ، وهكذا توعك ولم تلبث أنفاسه أن فاضت بعد نحو من شهرين من توليه القضاء حيث توفى يوم الجمعة 17 من ذي الحجة الحرام 896 ، وصلى عليه في يومه بعد صلاة العصر بالمسجد الأقصى .... يتبع بقلم الهواري الحسين
* ابن الأزرق هو محمد بن علي بن محمد الأصبحي الغرناطي، كان عالم اجتماعي سلك طريقة ابن خلدون وهو سفير وقاضي و شاعر تاريخ الميلاد 1428 م و تاريخ الوفاة1493 م كانت بعد عامين من سقوط غرناطة
ولد ببلدة “مالقة” عام – 1428م وهي إحدى ولايات غرناطة آنذاك على عهد ملوك بني نصر و نهاية عصر بني مرين ، وقد سقطت هذه البلدة بأيدي الإسبان سنة 1487م.
إن أهمية ابن الأزرق تبرز في عطائه العلمي في كتابة الفريد “بدائع السلك في طبائع الملك” وموضوعه السياسة العقلية والشرعية والاجتماع البشري، وقد احتوى القسم الأكبر منه على الأخلاق والممارسات التطبيقية التي مرّ عليها ابن خلدون مروراً محدوداً فكان مكملاً لمقدمته.
شغل ابن الأزرق طوال حياته أربع وظائف اثنتان رسميتان، هما القضاء والسفارة واثنتان تطوعيتان هما التدريس والإفتاء.
توفي في القدس بفلسطين يوم الإثنين السادس عشر من شوال سنة تسع وتسعين وثمانمائة 899 هـ – 1491م،
من أشهر مؤلفاته
بدائع السلك في طبائع الملك
روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام
الإبريز المسبوك في كيفية آداب السلوك