الهواري الحسين - المدقوقة الغياثية التازية سيدة الشلايظ المغربية... سر القرطة ، أداة إعدام المدقوقة من القرون الوسطى

عودة الى السر الخاص بالغياثية و قد قيل انها تدق بكأس من زجاج أو بحجر أصم و تسمى كذلك الدقاقة و الدكداكة و الكدحة . في وصفة المدقوقة التازية و الغياثية لا نقطع بالسكين أو بآلة الفرم المولنكس أو أي آلة أخرى و هذا سرها لا تقطع الفلفل و الطماطم و الفليفلة بل تفرم و تهشم بهذه الآلة التي اتتنا من القرون الوسطى للإشارة فهذه صورة القرطة.
في فصل البوارد تتربع المدقوقة التازية عرشها . بعد أن يشوى الفلفل على نار الفحم الهادئة تشوى الطماطم و تقشر تدق بالدكاك و تغمر بزيت الزيتون إن نكهة زيت الزيتون الحر والثوم والكمون وفلفل وادي لكوس يعطيها طعما عجيبا.
- لما كنت في تازة حضرت نقاشات ساخنة بين أهالي المنطقة حول أصلها و كل منهم ينسبها لنفسه و لا أريد التطفل بنسبها إلى أي طرف من الأطراف المعنية في المنطقة الممتدة بين فاس و وجدة لأني تناولت اجودها في واد امليل . و هي لذيذة جدا و تختلف كثيرا عن الشكشوكة و التكتوكة التي تشبهها و هي تدق بالثوم و كثير من زيت الزيتون المميز لتلك المنطقة و الذي يعطيها طعما فريدا و خاصا بذلك المكان كما أن الفلفل المستعمل له حجم صغير و جودة عالية . و قد اعتبر ان هذا الطبق تطور هنا ابتداء من القرن السادس عشر فالمواد المستعملة في هذا الطبق لم تكن متاحة و متوفرة قبل ذلك و هي أتت نتيجة الاكتشافات الكبرى للعالم الجديد و لم تكن قبل ذلك و اعتبارها تأسست في العصر السعدي أو الوطاسي أي بعد الفترة الأندلسية لبني الأحمر ..

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...