فنون بصرية نورالدين السد - السينما والنقدي السينمائي

إن ترقية الصناعة السينمائية تقتضي توفير الشروط اللازمة لها من سينمائيين محترفين، وإمكانيات تقنية ومالية تتلاءم مع الأهداف المتوخاة من الصناعة السينمائية، إذ تعتبر السينما من الفنون الأكثر أهمية وفعالية في الترويج والدعاية والتأثير في تعبئة الجماهير، ونشر الوعي بين الناس، وكما تعد السينما من بين الفنون الأكثر تعبيرا عن حاجات الإنسان وتطلعاته..
ولهذا لا بد من مرافقة النقد للمنجز السينمائي، لأن النقد السينمائي له دور وظيفي في عملية ترقية الصناعة السينمائية، وتحسين الأداء بما يبدي من أراء وأفكار، وما يشير إليه من ملاحظات بخصوص الأفلام التي تكون محل مشاهدة ودراسة وتحليل، وفق منهج يكون ملما بنظريته ومنظومته الإجرائية وآلياته لتفكيك بنية الفيلم باعتبارة
سلسلة من الصور المتوالية تحكي قصة موضوع ما، أو تعبر عن قضية من القضايا، خلال مدة محددة في الرمان والمكان، ويمكن اعتبار الفيلم خطابا سرديا مجسدا من خلال الصور والأصوات، وهو بنية مركبة من لقطات متسقة ومنسجة وفق رؤية إخراجية، ووفق أهداف متوخاة من المنتج والمخرج والسيناريست.
وإذا كان النقد السينمائي حقلا معرفيا يهدف إلى تحليل مكونات الأفلام السينمائية وتقييمها، فإنه لابد أن يكون الناقد موهوبا وصاحب ملكة حسية ونقدية حادة، وله علم بخصائص النقد ومناهجه وومنظوماته المعرفية وآلياته الإجرائية، وأن يكون صاحب ذائقة جمالية، إذ من خصائص عمله أن يشير إلى مواطن تذوق الفيلم السينمائي من جميع جوانبه، وفي هذا السياق يلزم الناقد السينمائي بتقديم جميع المعلومات التقنية الأساسية التي تعرف بالفيلم ومنها: عنوان الفيلم، و قصة الفيلم، وموضوع الفيلم، هل هو فيلم وثائقي تاريخي، خيالي ، اجتماعي، ديني، تربوي وسوى ذلك؟ والتعريف بالمنتج، والمنتج المنفذ، وسنة الإنتاج، ومدة الفيلم هل هي 13دقيقة - 26 دقيقة- 52 دقيقة أو أكثر،
ونوع الفورماتHD- 4،k ، ثم التعريف بالمخرج وطريقة الإخراج ونوعيته، والتعريف والسيناريست وخبرته، والمرجعيات المعرفية والفنية والجمالية والتناصية لقصة الفيلم بإيجاز، ثم ينتقل الناقد السينمائي إلى معايير التقييم، فيعرف بالنص وطريقة المعالجة، ويركز على جانب الإخراج، والتمثيل، والمونتاج، والبعد الأيديولوجي وكيفية تناوله، من حيث المشاهد، وبناء الشخصيات الدرامية، والحوار في مستوييه الداخلي «المونولوڨ»، والخارجية «الديالوڨ ، والزمان بمستوياته، و المكان بمستوياته، والبنية السردية، والوصف، الرؤية، والقيمة التوثيقية،
والمؤثرات الصوتية، والمؤثرات الخاصة FX، والموسيقى التصويرية، والإيقاع العام للفيلم، وتناسق التعليق مع الصورة، والإضاءةوما يتخللها من نور وظلال وألوان وسوى ذلك تقنات التصوير والإبلاغ والتأثير ، هذه التقنيات وغيرها لابد أن تكون محل اهتمام الناقد السينمائي.
فالكتابة النقدية عن الأفلام السينمائية وسرد ملخصات عن أحداثها، وإظهار جمالياتها وقبحياتها، يعد من الإنجازات الثقافية التي تعرف بالأفلام، وتعزز ترقية الصناعة السينمائية، وتسهم في التسويق لها، والاهتمام بها، والترويج لها، وإثارة النقاش حولها، والتأثير على إيراداتها، وتبليغ رسالتها، وتحقيق أهدافها... / نورالدين السد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...