ولقب بالذهبي (the Golden) لكثرة الذهب في عهده هو السلطان أحمد المنصور الذهبي من الأشراف السعديين بويع في وسط معركة وادي المخازن الظافرة.
تاريخ طبسيل الطوس و موائد السعديين كما جاءت في النفحات المسكية للتمكروتي ومناهل الصفا للفشتالي ونفح الطيب للمقري والاستقصا للناصري وغيرها وهي في أجزاء.
قال المؤلف التمكروتي: (... فدخلوا من أصناف القبائل على اجناسها من الاجناد والطلبة وسكنت بعد حين الجلبة وأتي بأنواع الطعام في القصاع المالقية والبلنسية المذهبة والأواني التركية والهندية وأتي بالطوس..).
والطوس هي أنواع مختلفة من الصحون المزينة والمزخرفة بصور طائر الطاووس وطيور أخرى وزهور وجنان رسمت بالحبر الصيني وتستعمل للزينة والزخرفة وتقديم أشهى المأكولات والأطعمة الفاخرة وهو رمز للعظمة والفخامة.
عد حكم أحمد المنصور بالله الذي دام حوالي ست وعشرين عاما أزهى عهود المغرب والحكم السعدي رخاءا وعلما وعمرانا وجاها وقوة، اتسعت خلاله رقعة الدولة فأصبحت تمتد إلى ما وراء نهر النيجر جنوبا، وبلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر شرقا، كما سعى السلطان الشريف لاستعادة الأندلس وغزو الهند (القارة الامريكية) وفتح العالم الجديد وجهز لذالك العتاد والمؤن والجيوش.
ويعتبر كتاب تاريخ الدولة السعدية: «مناهل الصفا» الذي كلف بإنجازه عميد الكتاب في بلاط السعديين «عبد العزيز الفشتالي» داعية السعديين أفضل من روج للمنصور الذهبي فقد ذكر بناء القصور لاسيما قصر البديع الذي كان ينافس قصور أوروبا وما احتواه من زخارف ورخام (كان الرخام يوزن بمثل وزنه من السكر) وقد كان المغرب أكبر منتج ومصدر عالمي لمادة السكر في عصر السعديين..
بويع أحمد المنصور سلطانا خلفا لأخيه عبدالملك الذي توفي عقب معركة وادي المخازن من قبل الجمع الذي شارك فيها.
(تاريخ الطبخ المغربي
يقول أحمد بن خالد الناصري.
«وَكَانَت بيعَته بعد الْفَرَاغ من قتال النَّصَارَى بوادي المخازن يَوْم الِاثْنَيْنِ منسلخ جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَاجْتمعَ عَلَيْهَا من حضر هُنَاكَ من أهل الْحل وَالْعقد ثمَّ لما قفل الْمَنْصُور من غزوته تِلْكَ وَدخل حَضْرَة فاس يَوْم الْخَمِيس عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة جددت لَهُ الْبيعَة بهَا وَوَافَقَ عَلَيْهَا من لم يحضرها يَوْم وَادي المخازن ثمَّ بعث إِلَى مراكش وَغَيرهَا من حواضر الْمغرب وبواديه فأذعن الْكل للطاعة وسارعوا إِلَى الدُّخُول فِيمَا دخلت فِيهِ الْجَمَاعَة»
وما ان استتب للمنصور الأمر حتى كتب لسائر الدول الإِسلامية المجاورين للمغرب يحدثهم بما أنعم عليه الله من نصر وسلطان، فوردت عليه التهاني من سائر الأقطار وهدايا من ملوك فرنسا وبرتغال واسبان ومن العالم الإسلامي سيف محلى من السلطان مراد بن سليم العثماني.
اتسعت رقعة الدولة المغربية في عهده لتضم أجزاء شاسعة من الصحراء الكبرى وبلاد السودان فأصبحت حدود الدولة تمتد من بلاد فزان والدولة العثمانية في الشرق إلى نهر النيجر في الجنوب والمحيط الأطلسي في الغرب والبحر الأبيض المتوسط في الشمال، يقول أحمد بن خالد الناصري في ذلك:
«وانتظمت الممالك السودانية فِي سلك طَاعَته مَا بَين الْبَحْر الْمُحِيط من أقْصَى الْمغرب إِلَى بِلَاد برنو المتاخمة لبلاد النّوبَة المتاخمة لصعيد مصر قَالَ الفشتالي فكلمة الْمَنْصُور نافدة فِيمَا بَين بِلَاد النّوبَة إِلَى الْبَحْر الْمُحِيط من نَاحيَة الْمغرب»
ولتسهيل حكم البلاد عمد حكام هذا البيت الي تقسيمه إلى عدة أقاليم يرأسها ممثل السلطة المخزنية الشريفة يسمى عامل، وينقسم كل اقليم إلى مجموعة من القيادات يرأسها قائد أو باشا تنقسم بدورها لمجموعة من مداشر يرأسها شيوخ قبائل.
في مجال الصناعة
اهتم السلطان بصناعة السكر وأنشأ لها مصانع ضخمة في كل من تيدسي وتارودانت وشيشاوة ونمت هذه الصناعة الضخمة في عهده فكانت تزود الأسواق الداخلية بما تحتاج إليه من السكر وأصبح يصدر الفائض، كما اهتم بالصناعة التعدينية فضاعف إنتاج معادن الفضة والنحاس في الأطلس الكبير والصغير، والحديد في نواحي تافيلالت ودبدو ومليلية، والقصدير بضواحي سلا، وفاض في عهده الذهب حتى صارت المعاملات وأداء الرواتب به. كما أنشأ مصانع للأسلحة تركز جلها في جهة مراكش عملت على انتاج البنادق ومدافع الزمن الحديثة، وأخرى لصناعة السفن في الموانئ المغربیة، وازدهرت في عهده حرف صناعة الملابس، المنسوجات، السجاد، الصوف، الخشب، الزجاج، الورق، حلي النحاس والجلود وغیرها، فاشتهرت بلاد دكالة بمصنوعاتها الصوفية الجيدة، من ملبوسات كالجلاليب والسلاهم والحياك والمفروشات كالحنابل والزرابي، وتكاثر عدد الصناع في المدن وانتظموا في حرف يرأسها أمناء يسهرون على جودة الإنتاج ويفصلون في الخلافات التي تقوم بينهم، حتى الأطباء والصيادلة كان لهم أمناء يسهرون على عملية مراقبة الجودة وعلى عملية منح الرخص لصنع الأدوية بعد الثتبت من الخبرة المهنية فأصبحت الصناعة في عهده تدر أرباحا عظیمة.
مجال التجاري.
نمت التجارة الداخلية بين المدن والقرى بفضل الأمن وتنظیم طرق المواصلات وضبطها وأنشئت في عهده طرق أخرى جديدة تربط بينها وبين أسواق بلاد السودان التي كان أكثر ما يلقى رواج فيها السكر والأواني المعدنية ومعادن النحاس والقصدير والحديد. وفي التجارة الخارجية جرا تصدير السكر وملح البارود والذهب والجلود والشمع والحبوب والفواكه اليابسة والصوف والتمر واللوز والعسل والصمغ والنيلة وریش النعام وقضبان الحديد والنحاس والقصدير لأوروبا واستيراد الأسلحة وبعض ما يلزم في صناعتها وكانت تعتبر انجلترا الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في ذالك.
ويطول بنا الحديث لو حاولنا تتبع كل ما انفرد به تاريخ السعديين و المنصور الذهبي خصوصا لكثرة الوثائق و المخطوطات متناثرة هنا وهناك و يلزم لنشرها صفحات كثيرة.
في المجال المالي ضرب المنصور دينارا ذهبيا باسمه، واستبدل ما سبقه بالذهب فصارت المعاملات والأجور والمعاشات والهبات والهدايا تأتى ذهبا. شكل مدخول تجارة السكر 33% من مدخول خزينة الدولة، بينما شكلت الضرائب 50% من مجموع المداخيل، وتعددت الضرائب في زمنه منها الشرعية المعتادة كالزكاة والأعشار والجزية والخراج وأخرى قديمة مستحدثة وهي ضريبة النايبة التي تطورت في زمنه من ضريبة عينية إلى ضريبة نقدية.
علاقته بانجلترا
تمتنت العلاقات المغربية الانجليزية في عهد المنصور ففي المجال الاقتصادي شكلت انجلترا له موردا للأسلحة وسوقا مفتوحا لبيع منتجاته، توجت هاذه العلاقة بعد ثلاثة سنوات من المفاوضات (1581-1584) بانشاء الشركة المغربية بهدف تنظيم التجارة بين البلدين. وفي المجال السياسي دعم سلطان انجلترا في صراِعها ضد اسبانيا وساند المتطلع للعرش البرتغالي الدون أنطونيو، إلا أن السلطان ما لبث أن أخلف وعده لهم بالتزام الحياد سنة 1589 في معركة الأرمادا الإنجليزية تاركا الإنجليز يعانون من خسائر فادحة متحججا أن سفير الملكة لم يوضح بالشكل المطلوب تاريخ الحملة، تجمدت على اثر ذالك العلاقات السياسية بين البلدين لسبع السنوات القادمة انشغل فيها المنصور بفتح سونغاي، فيما تواصلت العلاقات التجارية والاقتصادية.
عبد الواحد عنون سفير سلطان أحمد المنصور الذهبي للملكة إليزابيث الأولى.
استأنف التواصل في دجنبر سنة 1596 اثر طلب المنصور من انجليز افراج عن أحد خدامه الذي قبض عليه أثناء حملة النهب الانجليزية الهولندية في ميناء قادس، أتبعها بعد أسابيع قليلة عرضه على ملكة الإنجليز تشكيل حلف ضد فيليب الثاني هدفه غزو شبه الجزيرة الإيبيرية وطلب من الملكة الاستحواذ على جزر الأزور لقطع طريق العالم الجديد على الإسبان، لقي طلبه قبولا كبيرا في لندن لكن الكوارث الطبيعية التي حلت بالمغرب سنة 1597 و1598 من طاعون وجفاف حالة دون تنفيذ الاتفاق.أعاد المنصور طرح مقترحاته السابقة سنة 1599 مستغلا ظروف عدم الاستقرار التي تمر بها الجزيرة الايبيرية بعد موت فيليب الثاني فأرسال بشكل سري سفارة رسمية إلى لندن سنة 1600 بقيادة عبد الواحد عنون، الذي طرح مقترحات سلطانه المتمثلة في الاستعداد لتمويل الحملة وتجهيزها واقتراح عملية مشتركة تهدف لغزو أراضي الهند وأمريكا وايبيريا، وأن الجزء من جيشه الذي غزا به سودان والمقدر بالستة والثمانين ألف "خيمة" قادر وجاهز لذالك، وأن شعوب الهند المسلمة في غالبيتها ستسعد بالانضمام إلى الجيوشه الغازية. لقي اقتراحه القبول من إليزابيث الأولى وأشارت أن مناطق الهند وأمريكا الغنية جدا بالموارد وأن غزوها أفضل من غزو ايبيريا، مردفتا أن غزوة كهذه يتطلب تجهيزها مبلغا ضخما قدرته في مائة ألف جنيه واقترحت على المنصور تمويلها كاملة واسترجاعها على شكل غنائم. قبل المنصور بذلك، وأرجى الاتفاق على تفاصيل التنظيمية وطريقة اقتسام غنائم، واشترط أن كل الأراضي المفتوحة في ايبيريا تعود إليه حصرا لأن العلماء سيرفضون في حالة مختلفة حث الناس للخروج إلى الحرب. أتبع الاتفاق صمت سياسي فكل من أحمد المنصور والملكة إليزابيث الأولى واجها أزمات ومشاكل داخلية. فالمغرب عرف كوارث طبيعية تمثلت في الجفاف والطاعون للمرة الثانية سنوات 1601 و1602 و1603 وأخرى سياسية تمثلت في تمرد ولي العهد مولاي المأمون ابتداء من 1602، أما انجلترا فقد عرفت ثورة عارمة في ايرلندا استمرت لحدود سنة 1603، تبعها وفاة إليزابيث الأولى شهر مارس من نفس السنة ثم أحمد المنصور في غشت من نفس السنة أيضا....
يتبع بقلم الهواري الحسين
مراجع
عبد العزيز الفشتالي: مناهل الصفا
أحمد الناصري: كتاب الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى
التمكروتي : كتاب النفحات المسكية
محمد الصغير اليفرني: نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي
المقري: نفح الطيب
www.facebook.com
تاريخ طبسيل الطوس و موائد السعديين كما جاءت في النفحات المسكية للتمكروتي ومناهل الصفا للفشتالي ونفح الطيب للمقري والاستقصا للناصري وغيرها وهي في أجزاء.
قال المؤلف التمكروتي: (... فدخلوا من أصناف القبائل على اجناسها من الاجناد والطلبة وسكنت بعد حين الجلبة وأتي بأنواع الطعام في القصاع المالقية والبلنسية المذهبة والأواني التركية والهندية وأتي بالطوس..).
والطوس هي أنواع مختلفة من الصحون المزينة والمزخرفة بصور طائر الطاووس وطيور أخرى وزهور وجنان رسمت بالحبر الصيني وتستعمل للزينة والزخرفة وتقديم أشهى المأكولات والأطعمة الفاخرة وهو رمز للعظمة والفخامة.
عد حكم أحمد المنصور بالله الذي دام حوالي ست وعشرين عاما أزهى عهود المغرب والحكم السعدي رخاءا وعلما وعمرانا وجاها وقوة، اتسعت خلاله رقعة الدولة فأصبحت تمتد إلى ما وراء نهر النيجر جنوبا، وبلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر شرقا، كما سعى السلطان الشريف لاستعادة الأندلس وغزو الهند (القارة الامريكية) وفتح العالم الجديد وجهز لذالك العتاد والمؤن والجيوش.
ويعتبر كتاب تاريخ الدولة السعدية: «مناهل الصفا» الذي كلف بإنجازه عميد الكتاب في بلاط السعديين «عبد العزيز الفشتالي» داعية السعديين أفضل من روج للمنصور الذهبي فقد ذكر بناء القصور لاسيما قصر البديع الذي كان ينافس قصور أوروبا وما احتواه من زخارف ورخام (كان الرخام يوزن بمثل وزنه من السكر) وقد كان المغرب أكبر منتج ومصدر عالمي لمادة السكر في عصر السعديين..
بويع أحمد المنصور سلطانا خلفا لأخيه عبدالملك الذي توفي عقب معركة وادي المخازن من قبل الجمع الذي شارك فيها.
(تاريخ الطبخ المغربي
يقول أحمد بن خالد الناصري.
«وَكَانَت بيعَته بعد الْفَرَاغ من قتال النَّصَارَى بوادي المخازن يَوْم الِاثْنَيْنِ منسلخ جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة وَاجْتمعَ عَلَيْهَا من حضر هُنَاكَ من أهل الْحل وَالْعقد ثمَّ لما قفل الْمَنْصُور من غزوته تِلْكَ وَدخل حَضْرَة فاس يَوْم الْخَمِيس عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة الْمَذْكُورَة جددت لَهُ الْبيعَة بهَا وَوَافَقَ عَلَيْهَا من لم يحضرها يَوْم وَادي المخازن ثمَّ بعث إِلَى مراكش وَغَيرهَا من حواضر الْمغرب وبواديه فأذعن الْكل للطاعة وسارعوا إِلَى الدُّخُول فِيمَا دخلت فِيهِ الْجَمَاعَة»
وما ان استتب للمنصور الأمر حتى كتب لسائر الدول الإِسلامية المجاورين للمغرب يحدثهم بما أنعم عليه الله من نصر وسلطان، فوردت عليه التهاني من سائر الأقطار وهدايا من ملوك فرنسا وبرتغال واسبان ومن العالم الإسلامي سيف محلى من السلطان مراد بن سليم العثماني.
اتسعت رقعة الدولة المغربية في عهده لتضم أجزاء شاسعة من الصحراء الكبرى وبلاد السودان فأصبحت حدود الدولة تمتد من بلاد فزان والدولة العثمانية في الشرق إلى نهر النيجر في الجنوب والمحيط الأطلسي في الغرب والبحر الأبيض المتوسط في الشمال، يقول أحمد بن خالد الناصري في ذلك:
«وانتظمت الممالك السودانية فِي سلك طَاعَته مَا بَين الْبَحْر الْمُحِيط من أقْصَى الْمغرب إِلَى بِلَاد برنو المتاخمة لبلاد النّوبَة المتاخمة لصعيد مصر قَالَ الفشتالي فكلمة الْمَنْصُور نافدة فِيمَا بَين بِلَاد النّوبَة إِلَى الْبَحْر الْمُحِيط من نَاحيَة الْمغرب»
ولتسهيل حكم البلاد عمد حكام هذا البيت الي تقسيمه إلى عدة أقاليم يرأسها ممثل السلطة المخزنية الشريفة يسمى عامل، وينقسم كل اقليم إلى مجموعة من القيادات يرأسها قائد أو باشا تنقسم بدورها لمجموعة من مداشر يرأسها شيوخ قبائل.
في مجال الصناعة
اهتم السلطان بصناعة السكر وأنشأ لها مصانع ضخمة في كل من تيدسي وتارودانت وشيشاوة ونمت هذه الصناعة الضخمة في عهده فكانت تزود الأسواق الداخلية بما تحتاج إليه من السكر وأصبح يصدر الفائض، كما اهتم بالصناعة التعدينية فضاعف إنتاج معادن الفضة والنحاس في الأطلس الكبير والصغير، والحديد في نواحي تافيلالت ودبدو ومليلية، والقصدير بضواحي سلا، وفاض في عهده الذهب حتى صارت المعاملات وأداء الرواتب به. كما أنشأ مصانع للأسلحة تركز جلها في جهة مراكش عملت على انتاج البنادق ومدافع الزمن الحديثة، وأخرى لصناعة السفن في الموانئ المغربیة، وازدهرت في عهده حرف صناعة الملابس، المنسوجات، السجاد، الصوف، الخشب، الزجاج، الورق، حلي النحاس والجلود وغیرها، فاشتهرت بلاد دكالة بمصنوعاتها الصوفية الجيدة، من ملبوسات كالجلاليب والسلاهم والحياك والمفروشات كالحنابل والزرابي، وتكاثر عدد الصناع في المدن وانتظموا في حرف يرأسها أمناء يسهرون على جودة الإنتاج ويفصلون في الخلافات التي تقوم بينهم، حتى الأطباء والصيادلة كان لهم أمناء يسهرون على عملية مراقبة الجودة وعلى عملية منح الرخص لصنع الأدوية بعد الثتبت من الخبرة المهنية فأصبحت الصناعة في عهده تدر أرباحا عظیمة.
مجال التجاري.
نمت التجارة الداخلية بين المدن والقرى بفضل الأمن وتنظیم طرق المواصلات وضبطها وأنشئت في عهده طرق أخرى جديدة تربط بينها وبين أسواق بلاد السودان التي كان أكثر ما يلقى رواج فيها السكر والأواني المعدنية ومعادن النحاس والقصدير والحديد. وفي التجارة الخارجية جرا تصدير السكر وملح البارود والذهب والجلود والشمع والحبوب والفواكه اليابسة والصوف والتمر واللوز والعسل والصمغ والنيلة وریش النعام وقضبان الحديد والنحاس والقصدير لأوروبا واستيراد الأسلحة وبعض ما يلزم في صناعتها وكانت تعتبر انجلترا الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في ذالك.
ويطول بنا الحديث لو حاولنا تتبع كل ما انفرد به تاريخ السعديين و المنصور الذهبي خصوصا لكثرة الوثائق و المخطوطات متناثرة هنا وهناك و يلزم لنشرها صفحات كثيرة.
في المجال المالي ضرب المنصور دينارا ذهبيا باسمه، واستبدل ما سبقه بالذهب فصارت المعاملات والأجور والمعاشات والهبات والهدايا تأتى ذهبا. شكل مدخول تجارة السكر 33% من مدخول خزينة الدولة، بينما شكلت الضرائب 50% من مجموع المداخيل، وتعددت الضرائب في زمنه منها الشرعية المعتادة كالزكاة والأعشار والجزية والخراج وأخرى قديمة مستحدثة وهي ضريبة النايبة التي تطورت في زمنه من ضريبة عينية إلى ضريبة نقدية.
علاقته بانجلترا
تمتنت العلاقات المغربية الانجليزية في عهد المنصور ففي المجال الاقتصادي شكلت انجلترا له موردا للأسلحة وسوقا مفتوحا لبيع منتجاته، توجت هاذه العلاقة بعد ثلاثة سنوات من المفاوضات (1581-1584) بانشاء الشركة المغربية بهدف تنظيم التجارة بين البلدين. وفي المجال السياسي دعم سلطان انجلترا في صراِعها ضد اسبانيا وساند المتطلع للعرش البرتغالي الدون أنطونيو، إلا أن السلطان ما لبث أن أخلف وعده لهم بالتزام الحياد سنة 1589 في معركة الأرمادا الإنجليزية تاركا الإنجليز يعانون من خسائر فادحة متحججا أن سفير الملكة لم يوضح بالشكل المطلوب تاريخ الحملة، تجمدت على اثر ذالك العلاقات السياسية بين البلدين لسبع السنوات القادمة انشغل فيها المنصور بفتح سونغاي، فيما تواصلت العلاقات التجارية والاقتصادية.
عبد الواحد عنون سفير سلطان أحمد المنصور الذهبي للملكة إليزابيث الأولى.
استأنف التواصل في دجنبر سنة 1596 اثر طلب المنصور من انجليز افراج عن أحد خدامه الذي قبض عليه أثناء حملة النهب الانجليزية الهولندية في ميناء قادس، أتبعها بعد أسابيع قليلة عرضه على ملكة الإنجليز تشكيل حلف ضد فيليب الثاني هدفه غزو شبه الجزيرة الإيبيرية وطلب من الملكة الاستحواذ على جزر الأزور لقطع طريق العالم الجديد على الإسبان، لقي طلبه قبولا كبيرا في لندن لكن الكوارث الطبيعية التي حلت بالمغرب سنة 1597 و1598 من طاعون وجفاف حالة دون تنفيذ الاتفاق.أعاد المنصور طرح مقترحاته السابقة سنة 1599 مستغلا ظروف عدم الاستقرار التي تمر بها الجزيرة الايبيرية بعد موت فيليب الثاني فأرسال بشكل سري سفارة رسمية إلى لندن سنة 1600 بقيادة عبد الواحد عنون، الذي طرح مقترحات سلطانه المتمثلة في الاستعداد لتمويل الحملة وتجهيزها واقتراح عملية مشتركة تهدف لغزو أراضي الهند وأمريكا وايبيريا، وأن الجزء من جيشه الذي غزا به سودان والمقدر بالستة والثمانين ألف "خيمة" قادر وجاهز لذالك، وأن شعوب الهند المسلمة في غالبيتها ستسعد بالانضمام إلى الجيوشه الغازية. لقي اقتراحه القبول من إليزابيث الأولى وأشارت أن مناطق الهند وأمريكا الغنية جدا بالموارد وأن غزوها أفضل من غزو ايبيريا، مردفتا أن غزوة كهذه يتطلب تجهيزها مبلغا ضخما قدرته في مائة ألف جنيه واقترحت على المنصور تمويلها كاملة واسترجاعها على شكل غنائم. قبل المنصور بذلك، وأرجى الاتفاق على تفاصيل التنظيمية وطريقة اقتسام غنائم، واشترط أن كل الأراضي المفتوحة في ايبيريا تعود إليه حصرا لأن العلماء سيرفضون في حالة مختلفة حث الناس للخروج إلى الحرب. أتبع الاتفاق صمت سياسي فكل من أحمد المنصور والملكة إليزابيث الأولى واجها أزمات ومشاكل داخلية. فالمغرب عرف كوارث طبيعية تمثلت في الجفاف والطاعون للمرة الثانية سنوات 1601 و1602 و1603 وأخرى سياسية تمثلت في تمرد ولي العهد مولاي المأمون ابتداء من 1602، أما انجلترا فقد عرفت ثورة عارمة في ايرلندا استمرت لحدود سنة 1603، تبعها وفاة إليزابيث الأولى شهر مارس من نفس السنة ثم أحمد المنصور في غشت من نفس السنة أيضا....
يتبع بقلم الهواري الحسين
مراجع
عبد العزيز الفشتالي: مناهل الصفا
أحمد الناصري: كتاب الاستقصا في تاريخ المغرب الأقصى
التمكروتي : كتاب النفحات المسكية
محمد الصغير اليفرني: نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي
المقري: نفح الطيب
التراث الغذاءي المغربي Patrimoine Alimentaire Marocain
التراث الغذاءي المغربي Patrimoine Alimentaire Marocain. ٤٬٢٠٩ تسجيلات إعجاب · يتحدث ١ عن هذا. صفحة لحفظ التراث الغذائي المغربي و للتعريف Patrimoine de la no