الحسين الهواري - أجمل ما قيل في الطبخ المغربي...

قال ذو الوزارتين صاحب الإحاطة
(. ما بين قصاع الشيزي أفعمها الثريد المهيل بالسمن .. وسيدة الأحامرة الثلاثة والسمك الرضراض و الدجاج فاضل أصناف الطيّار، ثم تتلوها صحون نحاسية تشتمل على طعام خاص من الطير والكباب واللقالق.)
ولم يكد يقر القرار، ولا تنزع الخفاف، حتى غمر من الطعام البحر، وطما الموج، ووقع البهت، وأقل الطخو، ما بين قصاع الشيزي أفعمها... إلى السمك الرضراض والدجاج فاضل أصناف الطيّار، ثم تتلوها صحون نحاسية تشتمل على طعام خاص من الطير والكباب.
.... وعرض علينا طعام الشيخ أبي محمد رحمه الله، وقري ضيفه ... والذكر الجميل كفاء وإكرام أوصاف الكرام وفاء على البحر طعام طيّب وضفاء وجُلب إلى ذلك المكان من الطعام والفاكهة والشهد ما يحار فيه الوصف. ثم انتقلنا إلى محل النزول، ومثوى الكرامة من المضارب، ودعينا إلى الدور حيث شكنى أولئك الأشراف، يغمرنا بكل دار منها من الأطعمة ما يحار فيه الفكر ولا تنال منه إلا العين. وتشاهد من أجناس الفراش... وخاطبت السيادة الخطيبية مع طيفور طعام : وإن كان منسوباً إلى غير بشطام وجاء فقير الوقت لابس خزقة ونظمت في هذه الأيام موشحتين وبرز إلينا الحسن بن يحيى بن حشون، فتى الفتيان بالمغرب، وغاية السرو، وآية المروعة، والمثل البعيد في الإيثار على الخصاصة، ومخجل الضيف وريحانة التلطف،فأربى الخبز على الخبر والحمد لله. وكان السفر عن تشييع تتعلق بالأهداب أظفاره، وتلك هي أدلة متوفرة من عصر بني مرين القرن الثالث عشر كما ذكرها بالتفصيل والصور هذا الأديب الكبير الذي عاصر أبي الحسن المريني وابي عنان وروى تفاصيل حياتهما وهذا قليل من ما ذكره تفصيلا مسهبا في كتاب نفاضة الجراب لسان الدين بن الخطيب وابن الخطيب كان أديبا موسوعيا، وخاض مجالات عديدة في الإبداع من شعر ونظم وكتابة رسائل وموسيقى وطب وتصوف.
كان ابن الخطيب أديبًا موسوعيًا، وخاض مجالات عديدة في الإبداع من شعر "ابن الخطيب" هو محمد بن عبد الله سلماني الخطيب، وأًطلق عليه لقب "ذي الوزارتين" لجمعه بين الوزارة والكتابة، كما لُقب بـ"لسان الدين". لم يكن ابن الخطيب وزيرًا فقط بل سفيرًا أيضًا، حيث بُعث سنة 1354 ميلاديًا سفيرًا إلى أبي الحسن المريني.
بعد الانقلاب الذي حصل على إسماعيل بن أبي الحجاج شقيق الغني الله بالأندلس ، بدأت محنة ابن الخطيب، حيث صودرت أملاكه وفقد مكانته، وانتقل بعدها إلى عاصمة بني مرين، والتقى فيها ابن خلدون، وكانت مكانتهما متساوية كل في بلده.
وفي سنواته الأخيرة ألف عدة كتب منها "نفاضة الجراب"
أثناء مقامه في المغرب عصر بني مرين جال لسان الدين بن الخطيب كل ربوع البلاد وأعجب به بل تغنى به واعتبره وطنه وقد كان اتصاله المباشر بالسلاطين المرينيين الذين قربوه إليهم وعاش في بلاطاتهم وروى أخبارهم وقد كانت صداقات حقيقية تجمعه بالعلامة الكبير ابن خلدون صاحب المقدمة والذي كان بدوره يعيش في المغرب تلك الحقبة وتبادلا الأفكار و المعلومات وعملا سفيرين لبني مرين في المغرب و الخارج ومن مؤلفاته الشهيرة ( الإحاطة في أخبار غرناطة ) كتاب نفاضة الجراب الذي كتبه في المغرب و منه اقتبست وصف وليمة هنتاته التي زارها بطلب من رئيس قبيلة هنتاتة في جبال الأطلس و من هول صدمة ما رآه فيها من رفاهية زائدة وتحضر وتطور جعله يكتب بحماس زائد تلك الأبيات الشعرية الصادقة.
وُلد ابن الخطيب بمدينة لوشة عام 1313 ميلادي، ونشأ في أسرة عرفت بالعلم والجاه، فكانت نشأته غنية في عائلة أرستقراطية، وقد تعلّم كثيرًا من العلوم
هنتاتة قبيلة امازيغية: و هي اتحاد قبلي قديم لمجموعة من قبائل مصمودة الأمازيغية، وتقع أراضيهم جنوب غرب مراكش ، بالقرب من وادي نفيس في الأطلس الكبير. بسطت هذه القبائل نفوذها على منطقة مراكش بين القرن الثاني عشر والقرن السادس عشر. بعد أن ساعدت الموحدين على الوصول إلى السلطة، وكانت هنتاتة دائمًا قريبة جدًا من الخلفاء الموحدين. الذين أصبحوا حكامًا لمراكش في نهاية القرن الثالث عشر، أولاً نيابة عن السلاطين المرينيين، ثم بشكل مستقل تمامًا من بداية عام 1440. كان لهم دور في مقاومة الهجوم البرتغالي عام 1515، أنتهت سلطتهم على مراكش بعد سقوط دولتهم على يد الأمير السعدي أحمد الأعرج في 1525. كان سلاطين الدولة الحفصية في تونس ينحدرون من قبائل الهنتاتة.

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...