كان والده من جزيرة سالونيك اليونانية، بشارب مرتجف، وقد ترك زوجته المصرية في السويس، وجاء ليعيش في سيدني، معه آليكس وهو يتهادى في سيره، عيناه بلون الزيتون الأخضر. ربّته زوجة أبيه وحيداً بعدما مات زوجها اليونانيّ لاهثاً، قضى نحبه فوق فخذيها الأيرلنديتين الحليبيتين. كان الولد يجمع الأصدافَ، نابذاً أياً مما لا تحمل الألوان، أو الشقوق النحيلة. إلامَ تشير هذه الحقائق؟
اكشف عن سلطانك الخياليّ. تصوّر صفائح الأسى المزروعة في أوردة آليكس، تصوّر الكروموسومات المتضاربة ـ البحّارة الفينيقيين، التجّار اليونانيين، الصليبيين المغيرين، الفلاّحين، السُمر الخالدين كالنيل ـ كلّ ذلك مغزول بدمه. في ضوء أستراليته المشوّهة، انظر بدقّة إلى آليكس. هل ترى الذكاء المترنّح على الحافّة؟ نقاط الاشتباك العصبية ضمن دماغه؟
درس الطبّ ـ يناديه الجميع يا دكتور ـ وبعدما ماتت زوجة آليكس وابنه في صدام مروّع على الطريق السريع الدائريّ حول الميناء، اعتاد السير في شوارع سيدني، وهو يلوك ثلاث كلمات كانت على المفارق بلوحة نحاسية أنيقة: حذار من الممرّ. يلوكها في أيّ مكان، من باراماتا إلى خليج واتسون.
يقول العجائز لقد كان آخر يوم في حياة آرثر ستيس، وهو يحاول أن ينقذ العالم. وقال الشابّ، الذي لم يسمع عن ستيس «ماذا؟»، لكن ستيس كان سِكّيراً جوّالاً، طويلاً، محدودباً، ومعتوهاً جذّاباً ـ كلّ شيء عن ألكسندر كان شائعاً ـ وهو جوّال أميّ على نياته، يثرثر عند بلدية «إبره»، ويكتب فحسب كلمة واحدة جميلة «الأبدية»، وذلك في ليلة الألفية الثالثة، حيث كانت المدينة مضاءةً بالأحرف على ارتفاع مئة قدم عبر جسر هاربر.
استحالت الكلمة المحيرة ببطء إلى نفثات دخانٍ. ولا تزال القلّة التي عرفت الدكتور تفهم إخلاصه المستميت كي ينهي شقوق الخليقة. يغلق الممرّ الضخم الذي يفتح مرفأ سيدني على المحيط. (كان آليكس يستشهد من هارت كرين «غمزة الأبدية الواسعة»، وقد أغرق نفسه في بحرٍ آخرَ) وقد أُغلق ذلك الممرّ في حياة ألكسندر، حين صادوه من المياه، بفمٍ مفتوح، وتكشيرةٍ عنيدة.
اكشف عن سلطانك الخياليّ. تصوّر صفائح الأسى المزروعة في أوردة آليكس، تصوّر الكروموسومات المتضاربة ـ البحّارة الفينيقيين، التجّار اليونانيين، الصليبيين المغيرين، الفلاّحين، السُمر الخالدين كالنيل ـ كلّ ذلك مغزول بدمه. في ضوء أستراليته المشوّهة، انظر بدقّة إلى آليكس. هل ترى الذكاء المترنّح على الحافّة؟ نقاط الاشتباك العصبية ضمن دماغه؟
درس الطبّ ـ يناديه الجميع يا دكتور ـ وبعدما ماتت زوجة آليكس وابنه في صدام مروّع على الطريق السريع الدائريّ حول الميناء، اعتاد السير في شوارع سيدني، وهو يلوك ثلاث كلمات كانت على المفارق بلوحة نحاسية أنيقة: حذار من الممرّ. يلوكها في أيّ مكان، من باراماتا إلى خليج واتسون.
يقول العجائز لقد كان آخر يوم في حياة آرثر ستيس، وهو يحاول أن ينقذ العالم. وقال الشابّ، الذي لم يسمع عن ستيس «ماذا؟»، لكن ستيس كان سِكّيراً جوّالاً، طويلاً، محدودباً، ومعتوهاً جذّاباً ـ كلّ شيء عن ألكسندر كان شائعاً ـ وهو جوّال أميّ على نياته، يثرثر عند بلدية «إبره»، ويكتب فحسب كلمة واحدة جميلة «الأبدية»، وذلك في ليلة الألفية الثالثة، حيث كانت المدينة مضاءةً بالأحرف على ارتفاع مئة قدم عبر جسر هاربر.
استحالت الكلمة المحيرة ببطء إلى نفثات دخانٍ. ولا تزال القلّة التي عرفت الدكتور تفهم إخلاصه المستميت كي ينهي شقوق الخليقة. يغلق الممرّ الضخم الذي يفتح مرفأ سيدني على المحيط. (كان آليكس يستشهد من هارت كرين «غمزة الأبدية الواسعة»، وقد أغرق نفسه في بحرٍ آخرَ) وقد أُغلق ذلك الممرّ في حياة ألكسندر، حين صادوه من المياه، بفمٍ مفتوح، وتكشيرةٍ عنيدة.