جمال بنورة - موت الفقراء... قصة قصيرة

مات أبو رشدي!
لم يكتب أحد نعياً في جريدة!
ولم تُرسل أكاليل زهور!
ولم تصل برقية تعزية!
ولم تُلق على قبره كلمة رثاء!
مات في صمت، ومضى بهدوء مثلما عاش.. دون أن يحس به أحد، أو يكترث له أحد.. والذين ساروا في جنازته هم قلة من الأقرباء، وبعض الجيران، ممن دفعهم الشعور بالواجب لعدم التخلف عن حضور الجنازة.
كنت أحد هؤلاء الذين شعروا –ولاشك- أنه من غير اللائق في حقهم أن تمر الجنازة من أمام بيوتهم دون أن يشاركوا فيها.. إضافة إلى علاقة كانت تربطني بالرجل في السنوات الأخيرة.. علاقة هي أكثر من جيرة، وأقل من صداقة، ولكنها تحمل نوعاً من الاحترام المتبادل.. وكان يبدو كأن كلاً منا يحاول أن يدخل إلى عالم الآخر.. مع إدراكه لحدود معينة تظل تفصل بيننا‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌‍‍‍!
نملك حقل زيتون قريباً من منـزله.
كلما ذهبت إلى الحقل –ويحدث ذلك بضع مرات خلال السنة- علي أن أمر من أمام منـزله.
في الربيع والصيف أجده في الخلاء يرعى بضع رؤوس من الغنم.
في الخريف يجمع الحطب من أغصان الزيتون الجافة بعد تقليمها وتقشيبها. وكان يستأذننا في أخذ القشابة إذا لم نكن نريدها، فنعطيها له، لأننا توقفنا -منذ زمن- عن استعمال الحطب.
في الشتاء يجلس في العصاري وحتى ساعة المغيب أمام منـزله، يقصف أغصان الزيتون الجافة، ويوقد ناراً يتدفأ عليها.
كلما رأيته أو التقيت به، يتصل بيننا حديث عابر، يتشعب غالباً لأمور كثيرة. يدعوني أحياناً لشرب فنجان قهوة، فألبي دعوته لإحساس في داخلي بأنني سأجرح شعوره إذا رفضت، فسوف يعتبر ذلك تكبراً مني. ثم بادرت لزيارته دون أن يوجّه لي دعوة.. يدفعني إلى ذلك رغبة خفية في التعرف إلى الرجل عن قرب.
خلال هذه الجلسات عرفت الكثير عن حياته.
كان حديثه يتسم بالبساطة والصدق، دون أن يتظاهر بما ليس فيه، أو إضفاء نوع من البطولة على ما قام به.
في مطلع حياته، خدم في الحرس الوطني. وشارك في معركة حوسان عام 56. ونجا من الموت بأعجوبة.
كان في موقع حراسة متقدم. دخل الجيش الإسرائيلي بعد أن مهّد لذلك بإطلاق نيران كثيفة. أطلق ما في جعبته من الذخيرة ثم توقف. رأى الموت يقترب منه. أحسه في بدنه. ولكن مشيئة الخالق حالت دون ذلك. تظاهر بالموت، فلم يكن أمامه مهرب. ولم يقدر أن يفعل غير ذلك!
تقدم الجيش الإسرائيلي. قتل ودمّر. وظل هو في موضعه حتّى انسحاب الجيش في صباح اليوم التالي، قبل وصول تعزيزات الجيش الأردني.
قال:"شعرت أنه انكتب لي عمر جديد. منذ ذلك اليوم، لم أعد أخشى الموت.. لأنك لن تموت إذا لم يشأ ربك ذلك."
وقال إنه دائماً على استعداد لمواجهة الموت غير آسف على شيء.
وأضاف:"إذا كان ضميرك مرتاحاً فلماذا تخشى ملاقاة ربك؟"
بعد تسريحه من الحرس الوطني.. وكلما تعرضت القرى الأمامية للعدوان، كان أول من يتطوع للحراسة الليلية على تخوم البلدة. ثم عُيّن حارساً براتب حتى هزيمة عام 67. وكان أول من أخبرنا بأن نرفع الرايات البيض بناءً على تعليمات الجيش الإسرائيلي التي بلّغها للبلدية.
أُنهي عمله كحارس، ولكنه ظلّ يشتغل مع البلدية عامل مياومة في الأيام الأولى للاحتلال. ثم تحول إلى عامل نظافة براتب شهري حتى قبل وفاته بمدة قصيرة.
في الإنتفاضة الأولى كانت له مساهمته الوطنية أيضاً.. علاوة على مشاركة أبنائه وتعرضهم للاعتقال. كان يساند الشباب ويوفر لهم الحماية، ويتصدى للجيش بصدره مدافعاً عنهم، فناله أذى بسبب ذلك، واعتدوا عليه بالضرب المبرح مما ألزمه الفراش لبضعة أيام.
كان يعمل على تضليل الجيش أثناء مطاردته لشباب الانتفاضة. هناك مغارة قديمة خلف بيته، كان يدعو الشباب للاختباء فيها، حيث يُخفون عدة الشغل، كما يسمونها من ألثمة وحطات ومقاليع، ثم يخرجون هاربين بعد مغادرة الجيش.
كان أعضاء اللجنة الشعبية في الحارة يجمعون التبرعات لأسر الشهداء. وكانوا مترددين في الذهاب إلى بيت أبي رشدي بسبب فقره، قلت لهم:
-العبرة ليس في المبلغ وإنما في المبدأ.. أعتقد أن الرجل سيأخذ على خاطره إذا لم تذهبوا اليه.. فهو يعتبر نفسه ليس أقل من أي شخص في الحارة.
عندما خرجوا من بيته. قال لي أحدهم:"كان حسناً أننا سمعنا منك. لقد تبرع بكل ما معه من نقود. رفض أن يُبقي شيئاً لأسرته. وعندما حاولت أن أرفض قال:"ألأنني فقير لا تريد أن تأخذ مني؟" قلت:"بلى، أريد، ولكن ضمن إمكانياتك. لا نريد أن تضيق على نفسك!" فرد قائلاً:"الشهداء يتبرعون بدمائهم، فهل كثير علينا أن نتبرع ببعض المال؟"
***
يخرج أبو رشدي في الصباح الباكر يجرّ عربته أمامه.. يجمع كل ما يجده في طريقه من نفايات.
تنتظر نساء الحارة خروجه من البيت، فيضعن أكياس القمامة أمام منازلهن، فيجمعها في عربته.
عندما يصل مبنى البلدية، يدخل إلى البوفيه مباشرة، كأنما هو في بيته. يصنع قهوته بنفسه. يجلس على كرسي واضعاً رجلاً على رجل، ويشعل سيجارة الهيشي متلذذاً بتدخينها.
ثم يكمل بقية يومه في سوق الخضار، يكنسه ويحافظ على نظافته.
في العصر، يجلس أمام بيته يوقد حطباً.
أراه من نافذة منـزلي المرتفع عن الشارع، خاصة في أيام الشتاء، يصنع قهوته على النار الموقدة أمامه.
ناره توحي بالدفء وحرارة المشاعر. تجعلني أحن لمثل هذه الجلسة التي تذكرني بأمي وطفولتي.. عندما كان فطورنا المحبب خبز الطابون الساخن مع الزيت والزعتر.
أستيقظ في الصباح الباكر. أنظر حولي فلا أجد أمي.. أعرف أين تكون. أذهب إلى الطابون تلمساً للدفء. أراها ترق العجين بين يديها، وتلقمه فوهة الطابون الكبيرة، حتى ينضج، فتخرجه ساخناً محمراً تفوح منه رائحة زكية. تضعه على طبق من القش، فأحمله إلى اخوتي لنتناول الفطور معاً.
أين مني تلك الأيام التي مضت إلى غير رجعة؟
أتحايل للنـزول إلى حقل الزيتون، لكي أمر من أمام منـزله، فيدعوني لشرب القهوة.
يدور بيننا حديث لا ينتهي. يُذكرني أحياناً بصداقته لأبي. يترحم عليه بسبب وفاته شاباً "مات قبل أوانه" كان يقول:"بعض الناس يموتون قبل أوانهم، وما زال هناك من بحاجتهم. وآخرون يعيشون أكثر من أعمارهم حتى يصبح وجودهم فائضاً عن الحاجة.. وذلك لحكمة لا يعلمها سوى ربك."
يتخذ مني موقف الناصح، بحكم فارق السن بيننا.. يتحدث في كل شيء.. عن الشجر والزراعة، عن تربية الأغنام.. عن الطقس.. عن ذكرياته القديمة.. عن زواجه، وأبنائه.. يتحدث عن الفرص الضائعة في حياته، والتي لم تمكنه من مواصلة تعليمه بسبب فقره، ويُتمه المبكر، مما حمّله مسؤولية إعالة أمه وإخوته. "عندما تنـزل النقطة (يقصد أول الغيث) عليك أن تشقّ الأرض (أي تحرثها) لكي تتشرب مياه الأمطار.
عندما يبدأ قطف الزيتون، ينصحني قائلاً:"لا تتسرع! انتظر أسبوعاً أو اثنين حتى ينضج الثمر جيداً، وسوف تمتلئ حباته بالزيت."
أرد عليه قائلاً:"جميع المجاورين بدأوا يجدّون.. وإذا لم أفعل.. سآتي بعد أسبوع، فلا أجد زيتوناً."
يجيبني بثقة:"لا تخف!.. أنا سأحرسه لك!"
ثم يضيف قائلاً:"في زماننا لم نكن نجدّ الزيتون قبل أن تغسله مياه الأمطار."
يتطرق أحياناً للحديث عن الموت.. خاصة بعدما اشتد عليه المرض. يقول:
-لا يهمني أن أموت الآن.. ولكن أمنية لي لم تتحقق.. لم أكن أصدق أنني سأموت قبل تحقيقها!
أخذت أتساءل في نفسي:"ما هو الشيء الذي يمكن أن يحلم بتحقيقه رجل في مثل سنه؟"
فطن لما أفكر فيه. قال:
-أعرف بماذا تفكر.. انها ليست أمنية شخصية على كل حال.
-ما هي..؟ اذا سمحت لي أن أسأل!
-لم أتوقع أن يطول الاحتلال بما يقارب الثلاثين عاماً.. دون أن تقوم لنا دولة فلسطينية.
قلت:-انها أمنية جميع الناس!
قال:-انها أمنيتي الأولى.. ولكني أعتقد أنها ستقوم في حياتك.. عندما تقوم.. تذكرني!
قلت:-هذا وعد!
وقبل وفاته بأيام قليلة، ذهبت لزيارته.
عاد يحدثني عن الموت.
-ألم أقل لك دائماً.. نحن ضيوف على الدنيا.. والآن انتهت ضيافتنا..
ثم بلهجة مازحة:-لا يجب أن نثقل دمنا على الدنيا أكثر مما ينبغي.. لا يجب أن نحمل معنا كرهها لنا.. حان أوان الرحيل.. أما أنت فبإمكانك أن تنتظر.. لا يزال أمامك مشوار طويل، كما أظن! ضيافتك على الدنيا لم تنته بعد! لا تُضع يوماً من حياتك سدى! ومن أعماق قلبي أتمنى لك إقامة طويلة!
-أشكرك يا أبو رشدي.. وأنا من ناحيتي أتمنى لك الصحة والسلامة.
كنت أقول ذلك بدافع المجاملة.. وأنا أعرف أن أيامه باتت معدودة. وكان يبدو كأنه يستعجل الرحيل.. أو كأنه اكتفى بما عاشه على الدنيا.. فلا رغبة له في مزيد.
***
شعرت وأنا أسير في جنازته بالخجل، وبالغضب أيضاً من نُكر الناس له، كأنهم لم يعرفوه.. أو كأنه لم يخدمهم في شيء. فلماذا هذا الإهمال والتجاهل؟ وهل هذه قيمتك يا أبا رشدي؟.. لا شك أنه كان يتوقع أن يكون له عند الناس قيمة أكثر مما أظهروا!
فالناس في بلدنا، وربما في العالم كله، يقدرون قيمة الإنسان بعدد الذين يسيرون في جنازته.
وكنت أعتقد أنني سأرى عدداً أكبر مما رأيت في جنازته. حتى الذين خدمهم واشتغل معهم، لم أجد منهم إلا القليل!
فهل كان ذلك لأنه فقير؟ أم بسبب وضاعة عمله الذي لا يحظى باحترام الناس، فيذكرونه بتأفف رغم أنهم لا يستغنون عنه يوماً واحداً؟ أو ربما اعتقدوا انه انتقاص من قدرهم أن يسيروا في جنازته.
أياً كان السبب، فقد أشعرني ذلك بحزن كبير، ليس على موته، بقدر ما هو على موقف الناس منه، فالموت حق على الجميع. ولدي إحساس بأنه كان يتوقع هذه الميتة السريعة.. وربما يتمناها. فقد كان في الآونة الأخيرة –وقد تردت صحته- لا تنقطع سيرة الموت عن لسانه، وهو يحس بدنو أجله.
وكنت أشعر بالألم الذي يحسه من معاملة الناس له، (عدد قليل جداً من الناس زاروه أثناء مرضه) وربما لم يكن يرغب أن يفصح عن ذلك.. وانما جاء عفواً، عندما كنت أحثه على الاهتمام بصحته، والكف عن التدخين وتعاطي المشروب (ولعله كان يفعل ذلك ليتغلب على إحساسه بأنه شيء مهمل.) كان يقول:"يكفي ما عشناه! ماذا سأرى من الدنيا أكثر مما رأيت؟ ليس لدي ما آسف عليه.. وربما سأجد في الموت راحة اكثر مما أحسه الآن.. أليس مصيرنا إلى تراب؟.. والتراب يساوي بين جميع الناس.. فليس هناك عبد ولا سيد، ولا غني ولا فقير، ولا حاكم ولا محكوم.." وكان يؤكد باستمرار:"أريد أن أحس بهذه المساواة!"
فهل كان يستعجل الموت ليحس هذه المساواة في التراب.. لأنه لم يحس بها في حياته؟؟ أمِن أجل ذلك كان لا يبالي بالموت؟ هل اعتقد أنه سيكون أسعد حالاً هناك؟!
ولعل هذه التساؤلات التي ألحّت علي طويلاً، جعلتني أحلم به في نفس الليلة التي مات فيها.. وكأنني كنت قلقاً من أنه لن يجد الراحة التي كان ينشدها..! أو ربما أراد هو أن يزورني في منامي لأنني كنت أفكر فيه طوال الوقت! وكنت أتساءل:"هل مضى فعلاً، ولن يعود أبداً؟"
فلماذا عاد إذن في نفس الليلة التي مات فيها؟
على حين بغتة، وعلى غير توقع، وكأن الأرض انشقت عنه، وخرج منها.
رأيته يكنس الشارع الذي يصل بين منـزلينا، ويمتد حتى وسط البلد.. بادرته بالسؤال مندهشاً:
-يا أبا رشدي! ماذا تفعل هنا؟ ظننت أنك ارتحت من هذا العمل!
رفع نظره الي، وقال:
-لم أغب عنكم سوى يوم واحد.. فانتشرت الأوساخ أمام بيوتكم.. ألا تعرفون الاعتناء بأنفسكم؟
قلت متردداً:
-ولكن.. أعرف أنك متّ.. فكيف أتيت إلى هنا؟
-هذا لكي تعرف أنكم لا تستطيعون الاستغناء عني يوماً واحداً.
عقدت الدهشة لساني، وأنا أتلعثم بالرد:
-هل يعني.. أنك لم تمت؟
ردّ علي بلهجة لم أتعودها منه. وكأنه غاضب مني.
-ما شأنك بي؟ لماذا يحب الناس التدخل في شؤون الآخرين؟
قلت محاولاً التودد إليه:
-طيب.. قل لي شيئاً واحداً.. ماذا وجدت في الموت يا أبا رشدي؟ خبّرني بما رأيت؟
واعتقدت أنني سأكتشف سراً من أسرار الموت، لا يعرفه أحد!
قال بعدم اكتراث:-ألم تجد أحداً غيري تسأله؟
قلت:-لم أرَ أحداً يعود من الموت، لأسأله، إلا أنت!
قال:-تعال عندي.. وسوف تعرف بنفسك!
قلت بشيء من الخوف:-لا أريد أن آتي عندك الآن! لم يحن وقتي بعد.. ألم تقل لي ذلك؟ فهل غيّرت رأيك؟
أخفض رأسه إلى الأرض كأنما أحس بالذنب، وتخيلت دمعة نزلت من عينيه، وهو يقول:
-لأنني لا أعرف ماذا أقول لك!
كنت أريد أن أقول له: "انك لم تبك في حياتك، فكيف تبكي الآن؟" ولكنه اختفى من أمامي فجأة، كما ظهر.. دون أن أعرف إلى أين!
واستيقظت من النوم، وكان الوقت فجراً. أسرعت إلى النافذة. أخذت أبحث عن أبي رشدي.. رغم أنني كنت بكامل عقلي وصحوي، بحيث أدرك أنني كنت أحلم.. وأن كل ما رأيت كان أضغاث أحلام.
ولكن ذلك لم يمنعني من الإطلال من النافذة والنظر إلى الشارع.
كان موعد خروجه من البيت. وأخذت أرنو إلى طرف الشارع حيث يسكن أبو رشدي.. متوقعاً خروجه من البيت.. وكأنني لا أريد أن أصدق أن أبا رشدي قد مات!‍‍ !





============
جمال بنورة (1938 - 16 ديسمبر 2020) هو قاصّ وروائي فلسطيني. تنوّعت كتاباته بين القصة والمسرحية والرواية، التي كان واقعها رافضًا ومقاومًا للاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي عرّضه للمطاردة والاعتقال.

بدأ الكتابة في أوائل الستينيات، حيث كتب القصة والمسرحية والرواية. أسّس رفقة عدة مثقفين أوّل تنظيم نقابيّ للكّتاب الفلسطينيّين عام 1977 كتجمّع يحمل اسم «كتّاب البيادر».

جاءت نكسة 1967، لتنهض ببنورة أدبيا، فيبدأ منذ اليوم الأول حلما آخر، كما صرح في مقابلة مع مؤسسة فلسطين للثقافة عام 2012 قائلا:

تُوفي بنورة في 16 ديسمبر 2020 في بيت ساحور.


أعماله

روايات

1982: أيام لا تنسى
1998: انتفاضة
2010: وما زال الحلم ..!

قصص

1970: العودة
1981: حكاية جدّي
1982: الشيء المفقود
1986: الموت الفلسطيني
1990: حمّام في ساحة الدار
1993: سراج لم ينطفئ
1999: في مواجهة الموت

مسرحيات

1980: كان الموت ونحن على ميعاد
السجين

دراسات

1993: أغاني العرس الفلسطيني
2016: تاريخ ما لم يذكره التاريخ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...