انتشار الهايكو في الغرب (أوروبا وأمريكا):
ظلَّ الأدب اليابانيُّ ككلٍّ وشعر الهايكو على وجه الخصوص منتشراً في بيئته المحليَّة حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ومع بدايات القرن العشرين بدأ الأدب اليابانيُّ وشعر الهايكو في الظهور في بيئات لغويَّة أخرى عن طريق الترجمة، حيث تُرجِم الهايكو إلى الإنجليزيَّة على يد ريجنالد هوارس بليث، والذي شرع في نقل خصائصه إلى الأدب الإنجليزيِّ، كما قام بوضع أنطولوجيا لشعر الهايكو.(1) والتعريف بتاريخه، وفي فرنسا قام بول بوليس بترجمة الهايكو إلى الفرنسيَّة
كما تكفَّل جان أوبير لورانجي بنقل أصول الهايكو إلى كندا، أما جورج سيفيرس فكان له الفضل في ترجمة الهايكو إلى اليونانيَّة،(2)ويمثل كتاب (مكنسة الخيزران)لهارولد هندرس أوَّل ترجمة فعليَّة لشعر الهايكو في أمريكا في فترة الثلاثينات،(3) ثم تبعته تراجم أخرى منها ترجمة كينيث ياسودا لشعر الهايكو في السبعينيات من القرن الماضي.
وقد كان لتلك التراجم المنتشرة في أوروبا وأمريكا أثرها الواضح في توجيه الشعراء في القارتين نحو الاهتمام بالهايكو ومزاولة كتابته، ففي فرنسا مثلاً انتشر الاهتمام بالهايكو بين الشعراء الفرنسيين الأمر الذي جعل جان بولات يخصص ملفاً لشعراء هذا النوع الشعريِّ في المجلة الفرنسيَّة الجديدة في عدد سبتمبر ١٩٢٠م، كما كان للشاعر الأسبانيِّ خورخي لويس بورخيس الفضل في التعريف بشعر الهايكو، وذلك لنشره عشرة قصائد في ديوانه المنشور في العام ١٩٨٧م،(4) وقد ظفر الشاعر والناقد جاك كيرواك بريادة كتابة شعر الهايكو في أمريكا، هذا إلى جانب بذله جهوداً واضحة في تجديد الهايكو وإخضاعه للخصائص اللغويَّة للغة الإنجليزيَّة، وكان لجهوده تلك أثرها على من جاء بعده، حيث شرع الشعراء في كتابة الهايكو مع التجديد في خصائصه الشكليَّة والفنيَّة.(5)
ويتضح ممَّا سبق ذكره أنَّ الهايكو قد وجد طريقه إلى الغرب في القرن العشرين عن طريق التراجم، وكان لذلك أثره البيِّن في توجيه الشعراء هنالك إلى مزاولة كتابة هذا الجنس الأدبيِّ الجديد.
دخول الهايكو الوطن العربي وانتشاره فيه:
بدأت إرهاصات انتشار الهايكو في البيئة العربية على يد الطلاب اليابانيين في القاهرة، وذلك عند ترجمتهم لبعض قصائد الهايكو ونشرها في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، إلا أنَّ تلك التجربة كانت فرديَّة، ولم يكن لها منهج واضح، لذلك لم تترك أثراً وضاحاً، بل لم تُوفَّق في لفت نظر القارئ العربي إليها،(6) ثم نشطت التراجم في هذا الموضوع في فترتي السبعينيَّات والثمانينيَّات، حيث ظهرت ترجمة لدراسة الباحث دونالد كين عن شعر الهايكو، وقد نشرت الترجمة في مجلة عالم الفكر الكويتيَّة في العدد الثاني من المجلد الرابع في العام ١٩٧٣م،(7) وقد قام الشاعر السوريُّ عدنان بغجاتي بترجمة بعض قصائد الهايكو، ونشرت تلك القصائد في مجلة الآداب الأجنبيَّة في سوريا في العام ١٩٨١م،(8) كما ترجمت بعض قصائد بوشو عن الروسيَّة على يد الشاعر حسب الشيخ جعفر، ونُشِرَتْ تلك القصائد المترجمة
في مجلة الآداب الأجنبيَّة في بغداد في العدد الأول في العام ١٩٨٥م،(9) وفي فترة التسعينيات بدأت الترجمة الفعليَّة لمختارات من شعر الهايكو عن اللغة الأصل اليابانيَّة، كما تُرجِمَتْ في تلك الفترة الدراسات والكتب النقديَّة التي تتناول شعر الهايكو.(10)
شعر الهايكو العربي:
يَعَدُّ الشاعر والناقد الفلسطينيُّ عز الدين المناصرة رائد شعر الهايكو في البلاد العربيَّة، حيث كتب أوَّل قصائده من هذا النوع في العام ١٩٦٤م، ثم قام بعرض تلك القصائد على الجمعيَّة الأدبيَّة المصريَّة في القاهرة، وأطلق على تلك القصائد اسم التوقيعات، والتي بدأت تظهر في كلِّ كتبه الشعريَّة بعد ذلك تحت هذا المسمَّى، وفي العام ٢٠١٣م قام المناصرة بجمع تلك التوقيعات المتناثرة في كتبه وضمنها كتاباً أطلق عليه اسم(توقيعات عز الدين المناصرة هايكو و أبيجرامات مختارة).(11)
وعلى الرغم من اعتراف النقَّاد والمهتمين بريادة المناصرة في هذا النوع الشعريِّ إلا أنَّ الشاعر العراقي سعد الجاسم لا يعترف بذلك، إذ يَعدُّ نفسه أوَّل من كتب هذا النوع الشعريَّ عربيَّاًّ في فترة التسعينيَّات، وأنَّه لم يقرأ نصَّاً عربيَّاً في شعر الهايكو قبله،(12)وترجع تجربة الجاسم في الشعر إلى فترة الثمانينات، إلا أنَّ بداية ما كتبه على طريقة الهايكو ترجع إلى فترة التسعينيَّات، حيث نشر العديد من قصائد الهايكو العربيَّة في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت، ثم أصدر مجموعتين شعريتين من هذا النوع الشعريِّ، وأولى تلك المجموعتين نُشرَتْ باسم (موسيقى الكائن)، وصدرت عن الاتحاد العام للكتاب العراقيين في العام ١٩٩٥م، والأخرى بعنوان(طواويس الحرب)، وصدرت عن دار الخليج في عمان بالأردن، في العام ٢٠٠١م،(13)وربما يرجع قول الشاعر سعد الجاسم بريادته في هذا النوع الشعريِّ إلى تراجع الشاعر عز الدين المناصرة عن إطلاق تسمية الهايكو على ما كتبه من هذا النوع الشعريِّ، واستخدامه مصطلح التوقيعات، وما يحمله من دلالة رمزيَّة تأصل لعروبة هذا الفنِّ، وقد صرَّح المناصرة بأنَّه عدل إلى تلك التسمية بغرض التأصيل وحفظ الهويَّة الثقافيَّة العربيَّة.(14)
ولكن على الرغم من ذلك يظلُّ الشاعر عز الدين المناصرة هو رائد هذا النوع الشعريِّ عربيَّاً، لأنَّه هو أوَّل من كتبه متأثراً بشعر الهايكو اليابانيِّ، وحتى وإن تراجع عن التسمية فالمهم في الأمر هو الشيء موضوع التسمية وما يتميز به من خصائص، وفي هذه الحالة الموضوع هو شعر الهايكو، وهو نوع شعريٌّ يابانيٌّ اسْتُعرِب ولا نظير له في العربيَّة من قبل، ولاحقاً تتابعت قصائد الهايكو بالعربيَّة، فظهر جمع من شعراء هذا النوع الجديد.
أبرز شعراء الهايكو العربيِّ:
بفضل شبكة الإنترنت وسهولة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر) تزايد عدد الذين يكتبون الهايكو وينشرونه على نطاق واسع هنالك، وهذه طائفة لأبرز شعراء الهايكو العربيِّ، من الذين لهم إسهام واضح في هذا الفنِّ:
1. سامح درويش: شاعر وكاتب مغربيٌّ، وُلِدَ في منتزه كفابت شرق المغرب في العام ١٩٥٧م، وله العديد من الإصدارات الشعريَّة والنقديَّة،(15) ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
شيخ الدراويش،
قبل أن يظهر من الباب
ظهرت مشًٓايته.
2-
يحز في النفس
أن تبيت في البرد،
أيها القمر.
3-
كباقي اللوز،
تزهر
اللوزة المرّٓة.(16)
5.عبد القادر الجموسي: شاعر وكاتب ومترجم مغربيُّ الجنسيَّة، وُلِدَ في القنيطرة في العام ١٩٦٩م، وله العديد من المؤلفات الشعريَّة والنقديَّة،(17) ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
تحت قيد المهاجرة
وحدها خنفساء الروث تمنحك
إحساسا بدورة الزمن
2- عالم يستقر
على ظهر سلاحف ماردة
برج لا نهائي
3-
بين نجمين،
ساكنة هي الأرض
في عالم دوار(18)
3.عاشور فني: شاعر جزائريٌّ، وُلِدَ في سطيف بتاريخ ٢/١٢/١٩٥٧م، له العديد من المجموعات الشعريَّة، منها نصوص في الهايكو صادرة تحت عنوان(هنالك بين غيابين يحدث أن نلتقي)، وصدرت تلك المجموعة الشعريَّة في الجزائر في العام ٢٠٠٧م،(19) ومن قصائد الهايكو في شعره ما يلي:
1-
وحيدة
فاجأها همس الربيع
فأطلقت ألوانه على الجميع
2-
لماذا تمر السحابة
وتتركني أتجمع
تحت رذاذ المطر
3-
ومغمض العينين
سأصل إلى جهة ما
والضراء في القلب(20)
4. سنية بن عمار: شاعرة تونسيَّة، لها تجربة في شعر الهايكو، ولها أضمومة شعريَّة بعنوان(شروخ في المرآة)، ومن نماذج شعرها في الهايكو ما يلي:
1-
نسيم ندي ــ
شقائق النعمان
بدون كمامات.
2-
عالقة بقشّة،
تفاصيل الصّباح الصغيرة
حدها تبقينا أحياء.(21)
5. عاشور الطويبي: شاعر ومترجم ليبيٌّ، من دواوينه الشعريَّة (قصائد الشرفة)، و(موسيقى النهر)، و(قصائد من أعلى الهضبة)، كما تُرجِمَتْ بعض قصائده إلى الإنجليزيَّة، وصدرت له مختارات شعريَّة عن دار بارلور برس في أمريكا، كما ترجم عاشور بعض الكتب إلى. العربيَّة، ومن ترجماته كتاب (مختارات من الشعر العالميِّ)، و(زلزلة السماء سادة الهايكو)،(22) ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
الكائنات تنصت
أنين
وراء الربيع
2-
ياسمين أغسطس
والحمام
شجرة التين هذه ليست شجرتي
3-
يتغير اتجاه الريح
تتغير قوانين الحرب
لكن الموتى لا يرجعون(23)
6. حسني التهامي: شاعر ومترجم وباحث في شعر الهايكو، مصريُّ الجنسية وُلِدَ في قرية طوخ طنبشا في المنوفية في يوم ٢٦/٧/١٩٦٩م، ومن مؤلفاته في شعر الهايكو(مزار الأقحوان، قصائد هايكو وسنريو)، صدر عن دار بيلو مانيا للنشر والتوزيع في العام ٢٠٢١م،(24) ومن نماذج شعره في الهايكو:
1-
أيْكةٌ وارفةٌ
يستلقي الصَبيُ على سريرٍ
بين غُصنيْن
2-
سَحابةٌ دُخانية
قِطارُ آخرِ الليْلِ
ينفثُ أحزانَه
3-
صباحُ الغربةِ
من ثُمالةِ القهْوةِ
زهرُ القُرنفلِ(25)
7. عبد الغفار محمد سعيد: شاعر سودانيٌّ، له تجربة في شعر الهايكو، ومن نماذجه في هذا النوع الشعري ما يلي:
* تراجيديا
الفراشات التي في زمان الزهور ارتوت
روت
قصة الجدب في الحقول(26)
8. محمد الأسعد (١٩٤٨م- ٢٠٢١م): شاعر وناقد فلسطينيٌّ، وُلِدَ قرية الزينات في مدينة حيفا، ثم ارتحلت أسرته بعد النكبة ١٩٤٨م، لتستقرَّ في مدينة البصرة في العراق، وللشاعر العديد من الإصدارات الشعريَّة والنقديَّة،(27) ومن نماذج شعره في فنِّ الهايكو ما يلي:
* خريف
ذات خريف
بين الأشجار
أسمع ضحكات الأطفال
* دفلى
وحيدة
هذه الدفلى في باحة البيت
يتساقط المطر
* سدرة
وحدها في الظهيرة
سدرة البيت
تلقى الظلال في الباحة الخالية(28)
9. ربيع الأتات: طبيب وشاعر لبنانيٌّ، له تجربة في الهايكو، أصدر ديوانه الأوَّل في هذا الفنِّ الشعريِّ في العام ٢٠١٥م، وكان بعنوان (الدمى)، ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
أمرُّ بالنهرِ الذي جفّ
فأتعثّرُ
بأحجارِ طفولتي
2-
النوافذ كلّها
عاشتْ و ماتتْ
مساحة عناكب
3-
أقفلُ النافذة
أغلقُ عينيّ
كلّ الرياح لا تزال في رأسي(29)
10. محمد عضيمة: أكاديميٌّ وشاعر سوريُّ الجنسية مقيم في اليابان، وُلِدَ في قرية رويست العجل في العام ١٩٥٨م، وله العديد من الإصدارات البحثيَّة والشعريَّة،(30) ومن نماذج شعره في فنِّ الهايكو ما يلي:
1-
يشفُّ ويصفو
فوق مقابر الشهداء
البدر آخر الليل
2-
يقلد والديه
ويندسُّ تحت اللحاف،
الولد الصغير
3-
اكتبوا، اكتبوا
واكتبوا حيث ما شئتم فوق الجدار
فأنا خارج البيت(31)
11. محمود الرجبي: اسمه الكامل محمود عبد الرحيم محمود الرجبي، شاعر وقاصٌّ أردنيٌّ، وُلِدَ في مدينة الزرقاء في العام ١٩٦٤م، وله العديد من الأعمال الشعريَّة والقصصيَّة،(32) ومن نماذج شعر الهايكو خاصته ما يلي:
1- سقوط
شتاء،
أيهما يصرخ من الألم-
المطر أم الطريق
2- نزيف
سنين الوقت تنزف بالثواني
غامض كوجه الشمس
لا أجرؤ أن أراني
3- كاتم الحب
إيقاع المكان،
عبثاً يحاول طائر القفص
إتقان النشيد(33)
12. سالم الوكيل: شاعر كويتيٌّ، له تجربة في شعر الهايكو، وألقى بعض قصائده في أمسية شعر الهايكو التي أقامها نادي الهايكو الكويتي في شهر نوفمبر ٢٠٢١م، وأعلن أنَّه بصدد إصدار ديوان له في شعر الهايكو،(34) ومن نماذج شعره في الهايكو
ما يلي:
عِنْدَ البِرْكَةِ
يَهُزُّ نَقِيْقُ الضَّفادِعِ المَدَى
بَطْنٌ جَائِعٌ(35)
13.عيد الحجيلي: شاعر سعوديٌّ، له تجربة في شعر الهايكو، وله ديوانان من الشعر احتوىا على شعر الهايكو، وديوانه الأوَّل هو (قامة تتلعثم)، وصدر عن دار شرقيات في القاهرة في العام ٢٠٠٤م، وديوانه الآخر بعنوان (جوامع الكمد)، وصدر عن دار الدار العربية للعلوم في بيروت في العام ٢٠٠٩م،(36) ومن نماذج شعره
في الهايكو القصيدة التالية:
كلما نضجت فكرة
في عذوق السهر
وجد الثلج مسترخيا
في سرير الحروف(37)
14. سكينة شجاع الدين: شاعرة يمنيَّة من مواليد (القفر) في محافظة (إب)، وتقيم في صنعاء، ولها تجربة في شعر الهايكو، أصدرت مجموعتها الشعريَّة الأولى في شعر الهايكو بعنوان(على همس وشوشة المحار)، ونشرت بوساطة مكتبة عزيز للنشر بصنعاء، ومن نماذج شعرها ما يلي:
1-
فوق صدر الليل
تغفو
شمعة الأحلام
2-
على ذكريات
الجمر
متكئ
قلب مطوق بالحزن(38)
كانت تلك نماذج لشعر الهايكو العربيِّ لشعراء من معظم أنحاء الوطن العربيِّ، وهي نماذج تتفاوت فنيَّاً، كما تختلف في درجة التزامها بخصائص الهايكو، ولكنها في النهاية تشير إلى أنَّ هذا النوع الشعريَّ قد بدأ يشقُّ طريقه في الوطن العربيِّ، وهو طريق محفوف بالتوجُّس والإنكار من قِبَل القرَّاء والنقَّاد في الوطن العربيِّ.
موقف النقاد والشعراء من شعر الهايكو:
تباينت آراء النقَّاد رفضاً وتأييداً لهذا النوع الشعريِّ الجديد على البيئة العربيَّة، كما اختلفوا في أسباب الرفض والقبول بعضهم عن بعض، ويمكن حصر تلك الآراء
في قسمين رئيسيين هما:
القسم الأول- المؤيدون لشعر الهايكو: ويضم هذا القسم شعراء الهايكو العربيِّ وبعض النقَّاد الذين يرحبون بهذا النوع الشعريِّ، ويرونه إضافة للمنجز الشعريِّ العربيِّ، ومن هؤلاء الشاعر المغربيُّ سامح درويش، والذي يرى أنَّ الهايكو العربيَّ ناتج عن التواصل الثقافيِّ بين العربيَّة واليابانيَّة، إلا أنَّه يتميَّز بخصائص محليَّة تتثَّمل في النغمة الغنائيَّة، ووجود قدر من المجاز، فضلاً عن حضور الذات الشاعريَّة في النصِّ،(39)كما يرى الشاعر والكاتب المغربيُّ نور الدين ضرار بأنَّ الهايكو العربيَّ قد تجاوز مرحلة الفرديَّة إلى المرحلة الجماعيَّة، سواء أكان ذلك على مستوى الإبداع أو على مستوى المقروئيَّة والممارسة،(40) وهذا الرأي يعني أنَّ الهايكو العربيَّ قد بدأ يشقُّ طريقه نحو فضاءات أرحب للتلقِّي بعد أن بدء تلقِّيه محصوراً في نطاق شعرائه والمهتمين به، ويُعدُّ الشاعر والكاتب عبد القادر الجموسي من المؤيدين لشعر الهايكو
العربيِّ، ويرى أنَّه يمثل ظاهرة شعريَّة عربيَّة لافتة للنظر، كما يرى التجربة العربيَّة في هذا النوع الشعريِّ أنَّها تتَّخذ من الهايكو ميداناً للتجريب والمغامرة والاستكشاف الإبداعيِّ.(41)
ويلاحظ في آراء المؤيدين أنَّها تؤكِّد على خصوصية التجربة العربيَّة، وهي خصوصيَّة قد تطال الشكل الكلاسيكيَّ لقصيدة الهايكو الأصل، فضلاً عمَّا ما تمثله تلك التجربة العربيَّة من خروج عن الموضوع الرئيس الهايكو الأصل ألا وهو الطبيعة والتأمُّل فيها.
القسم الآخر- المعارضون لشعر الهايكو العربي: تباينت آراء الشعراء بخصوص هذا النوع الشعريِّ باختلاف الأسباب والمبرِّرات التي يستند عليها كلُّ شاعر في
موقفه منه، إلا أنَّه يمكننا تلخيص ذلك في اتجاهين رئيسيين:
الاتجاه الأول- الرفض بعد استيفاء الشروط: ومن أصحاب هذا الاتجاه الشاعر العراقيُّ إبراهيم البهرزي، والذي يرى أنَّ ما يُطلَق عليه اسم شعر الهايكو العربيِّ ما هو إلا مجرد فبركات لقصيدة النثر، لجأ إليها بعضهم لتقديم سردياته الشعريَّة المطوَّلة في قالب الهايكو، دون أن تتوفَّر فيها شروط قصيدة الهايكو. وهذا أيضاً رأي الشاعر سلام داوي، والذي يرى أنَّ معظم شعر الهايكو العربي لا تتوفَّر فيه القدرة على التعمق والتأمُّل في الطبيعة، الأمر الذي يجعله غير مستوفٍ لشروط قصيدة الهايكو.(42)ومن هؤلاء أيضاً الشاعر والكاتب عذاب الركابي، وعلى الرغم من أنَّه كتب قصيدة الهايكو إلا أنَّه يرفض إطلاق تسمية الهايكو على معظم ما ينشر تحت هذا المسمَّى، ويرجع رفضه إلى أنَّ أولئك الشعراء يفتقرون إلى الإلمام الكافي بمرجعيَّات الهايكو، وكانت نصوصهم مجرد قصائد قصيرة وليست من الهايكو.(43)
الاتجاه الآخر- الرفض لسبب أيدلوجي: ويرى أصحاب هذا الاتجاه أنَّ شعر الهايكو العربيَّ ما هو إلا تقليد ينفي روح الأصالة، ويرى الشاعر العراقي مازن المعموري أنَّ شعر الهايكو العربيَّ هو استبدال باللباس الشخصيِّ(خصوصية الشعر العربي) لباساً فضفاضاً إلى درجة النشاز(شعر الهايكو)، وعليه تكون كتابته تذويباً للثقافة الفرديَّة لهؤلاء الشعراء الذين يكتبون هذا النوع من الشعر، وكذلك يذهب الشاعر صلاح السيلاوي في هذا الاتجاه الرافض لأسباب ثقافيَّة، حيث يرى أنَّ الهايكو منتج يابانيٌّ تختلف ظروف نشأته الثقافيَّة عن الثقافة العربيَّة، وليس من الضرورة إنتاج منتجاً مشابهاً له في البيئة العربيَّة.(44)وهذا الرأي مشابه لرأي الشاعر المغربيِّ عبد العزيز أبو شيار، الذي يرفض الهايكو العربيَّ، ويصفه بأنَّه"محاولة استنبات شكل
شعري أفرزته حضارة شرق آسيا في تربة عربية لها مميزاتها اللغوية والحضارية.".(45) ويُعَدُّ منطق الرافضين للهايكو بسبب عدم استيفاء الشروط الفنيَّة مقبولاً ومبرراً، وهو رفض للشكلِّ غير المتقن الذي يعرض هذا النوع عربيَّاً، وليس رفضاً للقالب الشعريِّ من الأساس، وهذا يعني ضمناً عدم رفض ما تتوفَّر فيه تلك الشروط الفنيَّة المطلوبة، أما رفضه على أساس أيدلوجيٍّ فهو تزمت لا يتناسب مع روح الثقافة القابلة للتلقِّي وإعادة التشكُّل في كل البيئات الإنسانيَّة، وللعربيَّة تجارب مثاليَّة في تقبُّل الأجناس الأدبيَّة ومزجها بالثقافة العربيَّة، ومن ذلك الاحتفاء بقصيدة النثر والقصة القصيرة والرواية، وتلك الأجناس الأدبيَّة السابق ذكرها قد نشأت في بيئات لغويَّة بعيدة عن العربيَّة، لذلك لا غضاضة في استنبات هذا النوع الشعريَّ الجديد(الهايكو) في البيئة العربيَّة متى ما توفَّرت فيه الشروط الفنيَّة اللازمة لاستحقاقه تلك التسمية.
عقبات على طريق الهايكو العربيِّ:
على الرغم من الانتشار النسبي الذي يشهده شعر الهايكو في المنطقة العربيَّة إلا أنَّه لا يزال يواجه بعض العقبات التي تحول دون انتشاره في الفضاء الرحب لجمهور الشعر العربيِّ، وتتمثَّل تلك العقبات في:
1. ضبابية المفهوم عند بعض الشعراء: تستهوي بساطة الهايكو العديد من الشعراء، وتغريهم بخوض التجربة الشعريَّة، إذ لا تتجاوز قصائده الثلاثة أسطر، الأمر الذي يجعله الأسهل شكلاً بين كل الأنواع الشعريَّة الأخرى، ويرى الشاعر والناقد عذاب الركابي أنَّ بعض الشعراء العرب قد ضلوا طريقهم إلى الهايكو لجهلهلم بقواعده وأسسه الفنيَّة، فجاءت قصائدهم ركيكة هزيلة، وتفتقر إلى نبض الطبيعة وروحها العبقريَّة، وما كتبوه هو قصائد الومضة والشذرة الشعريَّة، وليست من الهايكو، وقد
زادهم المضي قدماً في هذا الزعم ما وجوده من استحسان في وسائل التواصل الاجتماعيِّ مع غياب النقد الجد، ويرى الناقد السوري نضال الصالح عدم توفُّر الشروط الفنيَّة اللازمة في بعض ما ينشر عربيَّاً على أنَّه من الهايكو، حتى وإن كان شكلاً من الأشكال الشعريَّة فأنه لن يكون من الهايكو،(46) وهذا الرأي شبيه لرأي الناقد بديع صنيج والذي يَعدُّ معظم ما ينشره بعض الشعراء باسم الهايكو ما هو إلا تمارين لغويَّة، يدعي شعراؤها أنَّها من الهايكو، ولكن في النهاية تظل بعيدة كلَّ البعد عن مفهوم الهايكو.(47)كما يرى الشاعر المغربيُّ سامح درويش أنَّ بعض الشعراء من الذين يكتبون ثلاثة أسطر وينشرونها على أنَّها هايكو قد يسهموا في اتساع دائرة الرفض الذي تواجه هذا النوع الشعريَّ في البيئة العربيَّة.(48)
إذاً ضبابيَّة مفهوم الهايكو عند بعض الشعراء كانت سبباً من أسباب إغراق الساحة الشعريَّة بنماذج بعيدة كلَّ البعد عن دائرة الهايكو، وهو أمر سيكون خصماً على انتشار التجربة الشعريَّة للهايكو ومقبوليَّتها عند القراء بصفة عامة والنقَّاد بصفة خاصة، إذ يجعل منها ظاهرة متخبِّطة تحت قيد التكوين، وهذا لا يعني عدم وجود هايكو عربيٍّ تتوفَّر فيه الشروط الفنيَّة اللازمة، ولكن تظلُّ تلك النماذج الهايكويَّة المقبولة فنيَّاً مجرد بقع بيضاء في بحر أسود من النماذج الهايكويَّة التي تنعدم فيها شروط الهايكو وأسسه الفنيَّة.
2. غياب النقد المساير للتجربة الشعريَّة: يشتكي شعراء الهايكو العربيِّ من عدم مواكبة النقد الجاد للتجربة الشعريَّة الجديدة، ويرى الشاعر والناقد عذاب الركابي أنَّ النقد الأكاديميَّ عاجز عن مواكبة الحركيَّة التي تتميَّز بها تجربة الهايكو من إبداع
جديد ومتمرِّد،(49) ليس هذا فحسب بل أسهم بعض النقَّاد في انتشار بعض الأنواع
الشعريَّة على أنَّها من الهايكو، بعد أن أسبغوا عليها الشرعيَّة الهايكويَّة، ووصفها
بعبارات انطباعيَّة عاطفيَّة تنحو نحو الأيدلوجيَّة، وهذا ما يبعدها عن روح الهايكو وقلبها النابض الطبيعة والتأمُّل فيها.(50)يتضح مما سبق تأخُّر النقد الجاد وتعذُّره عن مسايرة التجربة الشعريَّة الجديدة، وحتى إن توفر النقد فإنَّه يكون خصماً على التجربة الشعريَّة وتذويباً للحدود الفنيَّة بين الهايكو والأنواع الشعريَّة الأخرى، وهذا لا ينفي
وجود بعض النقد الجاد هنا وهناك، ولكنه يظل نقداً محدوداً ومتأخراً عن تغطية التجربة الشعريَّة في جميع أنحاء البلاد العربيَّة.
3. ضعف التلقِّي في البيئة العربيَّة: يتميَّز شعر الهايكو بخصائص فنيَّة محددَّة قد تكون سبباً في ضعف تلقِّيه في البيئة اللغويَّة العربيَّة، فالمعلوم أنَّ الشعر العربيَّ يعتمد على الإلقاء الشعريِّ في استمالة المتلقِّي العربيِّ، وهذا أمر لن يكون متاحاً لقصيدة الهايكو، حيث يحرمها القصر الشديد الذي تتميَّز به من التمتُّع بخاصيَّة الإلقاء ، كما أنَّ الأسطر الثلاثة التي قد يتسبَّب في حرمانها من الإيقاع الشعريِّ،(51)
كما يرى بعض المهتمين أنَّ الجمهور العربيَّ لا يمكن أن يستهويه هذا النوع من الشعر حتى تتوفَّر فيه مزايا الشعر العربيِّ من مجازة واستعادة وكناية وغيرها من الخصائص البلاغيَّة للشعر العربيِّ.(52) ويتساءل الشاعر والكاتب السوري عمر الشيخ عن إمكانيَّة تذوق الهايكو في البيئة اللغويَّة العربيَّة، وهل ستُغنِي تلك الكلمات الست أو السبع المتلقِّيَ العربيَّ عاشق المطوَّلات الشعريَّة، ولذلك لن تجد قصيدة الهايكو القبول عربيَّاً للأسباب تلك، بالإضافة إلى تناول الهايكو موضوعات غير مهمَّة بميزان الشعريَّة العربيَّة.(53)
يتضح مما سبق ذكره أنَّ الهايكو العربيَّ لا يزال يشقُّ طريقه بصعوبة نحو المتلقِّي العربيِّ للأسباب السابق ذكرها، وهي أسباب ترجع إلى خصائصه الفنيَّة والمميِّزة لنوعه الشعريِّ، لذلك لا يمكن التنازل عنها، ولكن على شعراء الهايكو والمهتمين توسيع مدارك التلقِّي عند القارئ العربيِّ والطرْق على ذلك بإلحاح عسى أن يجد الاستجابة الجماهيريَّة والقبول في وقت ما.
تخطِّي العقبات على طريق الهايكو:
يبذل شعراء الهايكو العربي والمهتمين جهوداً واضحة في سبيل تجاوز العقبات التي تحول دون انطلاق الهايكو العربي وانتشاره في البيئة اللغويَّة العربيَّة، وتتمثَّل هذه الجهود في الآتي:
1.الكشف عن ضبابيَّة مفهوم الهايكو عند بعض الشعراء: يعمل بعض شعراء الهايكو والعليمين بأسراره إلى توضيح ذلك اللبس الذي يحدث عند بعض الشعراء بين الهايكو والومضة والشذرة الشعريَّة، ويعد الشاعر نور الدين ضرار من الذين يبذلون جهداً مقدراً في هذا الصدد، ويقول عن التفريق بين الهايكو والشذرة الشعريَّة: "لعل الشذرة أقرب فكرياً إلى الالتماعة الفلسفية، وأقرب شعرياً إلى التوقيعة أو الومضة، بينما الهايكو درج المقعدون على توصيفه التقني القاضي بحصر بنائه في الأسطر الثلاثة على مستوى التوزيع الهندسي وضبط وزنه بسبع عشرة وحدة (٥،٧،٥) على مستوى التقطيع الصوتي. وحكر تيمته على المشهدية الطبيعية على
مستوى الاشتغال الموضوعاتي.".(54) وهنا يكشف الشاعر نور الدين ضرار
الفروقات الفنيَّة بين النوعين (الشذرة والهايكو)، ويُعدُّ هذا جهداً منه في توضيح الخلط الذي يحدثه بعض الشعراء بين المفهومين، علماً بأن الشاعر نور الدين ضرار له قصائد في الهايكو، وله جهود في الترجمة في مجال شعر الهايكو.وهذا أيضاً ما يراه الشاعر عذاب الركابي عن الخلط بين مفاهيم الهايكو والشذرة والومضة عند بعض الشعراء، يقول عذاب الركابي عنهم: "خطأ الشعراء الفاضح حين اتخذوا منها وسيلة للتعبير عن حياتهم وحالاتهم من دون دراية واتباع لقواعدها الأساسية وأصول تقنينها فجاء النص هزيلا وركيكا، ونسوا تماما أن ما كتبوه شذرة تتوسل مفردة مثيرة وخيالات منتجا ليس غير.".(55) وهذا الرأي لعذاب الركابي فيه ردٌّ كافٍ في التفريق بين الشذرة التي يكتبها بعض الشعراء وبين الهايكو، ثم يزعمون أنَّها من الهايكو، والهايكو منها براء، إذ تفتقر تلك الشذرات التي يكتبونها إلى المقومات الفنيَّة التي يجب توفُّرها في شعر الهايكو.
ويجد الدارس لهذا الموضوع ثمة جهود مشابهة لما ذُكِرَ تبذل في الكشف عن ضبابيَّة المفهوم عند بعض الشعراء، وهذه الجهود يبذلها شعراء الهايكو العرب للحدِّ من الفوضى الشعريَّة التي قد تحدثها مثل تلك الضبابيَّة، وعلى الرغم من أنَّها جهود فرديَّة، ولكن في النهاية تظلُّ جهود تفتقر الساحة النقديَّة إليها، ونتيجة لانتشار مثل هذه الكتابات التوضيحيَّة هنا وهنالك قد تساهم في الحدِّ من تلك الظاهرة.
2. ظاهرة الشاعر الناقد(النقد البينيِّ): يشتكي شعراء الهايكو العرب من الشحِّ النقديِّ الذي لا يتناسب مع كميَّة المنتج الشعريِّ بصفة عامَّة وشعر الهايكو بصفة خاصة، فباستثناء بعض الأعمال النقديَّة القليلة هنا وهناك تكاد الساحة النقديَّة العربيَّة أن تكون خالية من أي نقد جاد يقوِّم شعر الهايكو ويقيّمه، لذلك اضطر شعراء الهايكو إلى شغل هذا الفراغ النقديِّ بأنفسهم، فظهرت عندهم ظاهرة النقد البينيِّ، كما ظهر من بينهم الشاعر الناقد العليم بأسرار الفنِّ الشعريِّ الجديد والآخذ بيد شعرائه للارتقاء بهم على أدراج هذا الفنِّ الشعريِّ نحو القمَّة، يقول عذاب الركابي عن ظاهرة النقد البينيِّ: "نكتب عن بعضنا البعض، وهي ظاهرة صحية كما تبدو لي، حيث انصرف النقاد الكبار والأكاديميون إلى الديكور الثقافي والمجاملة ولعبة تلميع الأسماء
المحنطة التي تقاعدت حلما ورؤى، ولم يعد لديها ما هو مصير ومستفز.".(56)
ويوضِّح حديث عذاب الركابي أعلاه مدى القطيعة النقديَّة التي يعاني منها شعراء الهايكو، الأمر الذي جعلهم يكتبون النقد بعضهم عن بعض، واهتمام هؤلاء الشعراء بالجوانب النقديَّة قد يسهم في سد الفراغ النقديِّ الذي تعيشه التجربة الشعريَّة، ويُعَدُّ
الشاعر المغربيُّ عبد القادر الجموسي من أبرز الشعراء الذين أثروا تجربة النقد البينيِّ، ومن إسهاماته في ذلك كتابه (الهايكو المغربي: الحقل والسياق)، والصادر عن بيت الشعر في المغرب، ويتناول فيه مختارات من شعر الهايكو،(57)كذلك للشاعر عذاب الركابي نماذج مماثلة من النقد البينيِّ، ومن ذلك اختياره جماعة مبدعي النيل للكتابة النقديَّة عنهم، والتعريف بنتاجهم الأدبيِّ.(58)
وإلى جانب الأعمال النقدية مارس بعض شعراء الهايكو الترجمة، حيث ترجموا مختارات شعريَّة لفنِّ الهايكو عن اللغات الأخرى، ومن ذلك قيام الشاعر والناقد الفلسطيني محمد الأسعد بترجمة كتاب للباحث الشاعر كينيث ياسودا بعنوان (واحدة بعد أخرى تتفتح أزهار البرقوق: دراسة في جماليات الهايكو مع شواهد مختارة)، وذلك في العام ١٩٩٩م،(59)كما قام الشاعر والناقد السوري محمد عضيمة بترجمة كتاب (الهايكو الياباني) في العام ٢٠١٠م.(60)
يتضح مما سبق أنَّ ظاهرة النقد البينيِّ وتجربة الشاعر الناقد تقومان بدور فاعل في التعريف بشعر الهايكو وشعرائه، والرقي بمنجزهم الشعريِّ، وربما تغري هذه الظاهرة والتجربة النقَّاد الجادين بالمقاربة النقديَّة لهذا النوع الشعريِّ الجديد في الساحة الشعريَّة العربيَّة، بما توفِّره لهم من أساس نقديٍّ يمكن البناء عليه لاحقاً.
3.الترويج لشعر الهايكو العربيِّ: يبذل شعراء الهايكو والمهتمين به جهوداً واضحة في الترويج له داخليَّاً وخارجيَّاً، وذلك عبر وسائل إعلاميَّة عديدة ومنها:
أ. تكوين الروابط الأدبيَّة على مواقع التواصل الاجتماعيِّ: حيث نشط بعض شعراء الهايكو في تنظيم أنفسهم في مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعيِّ، وذلك بغرض التعارف وعرض نتاجهم الشعريِّ، ومن المجموعات النشطة في هذا المجال على سبيل المثال: مجموعة(شعراء الهايكو العربيِّ)، ومجموعة (واحة الهايكو)، ومجموعة (نبض الهايكو).(61)وقد تجذب هذه المجموعات وغيرها الهواة والمهتمِّين الأمر الذي يساعد على انتشار شعر الهايكو.
ب. تأسيس الأندية الأدبية: ومنها نادي (هايكو موروكو) في الرباط، والذي تأسس في العام ٢٠١٩م، و رئيسه الشاعر سامح درويش، وكان لهذا النادي دوراً في الدعوة لاستضافة مهرجان الهايكو ٢٠٢١م في دورته الحادية عشرة، الذي تقوم برعايته جمعية الهايكو العالمية.(62)ومنها نادي الهايكو الكويتيِّ، والذي يترأسه
مؤسِّسه الشاعر فيصل العنزي، ويهدف النادي إلى التعريف بشعر الهايكو عن طريق الترجمة وإقامة الورش والدورات في شعر الهايكو،(63)كما تمكَّنت مجموعة من شعراء الهايكو في الأردن من تأسيس نادٍ لها أُطلِق عليه اسم (نادي شعراء الطبيعة- هايكو الأردن)، وقد كان ذلك بتاريخ ٦/٨/٢٠٢٠م،(64) ومن الأندية الإلكترونيَّة لشعر الهايكو نادي (المغرب الكبير) والذي أسَّسه الشاعر رضا ديداني في العام ٢٠١٦م، وقد قام هذا النادي بإصدار خمسة عشر كتاباً إلكترونيَّاًّ لشعراء النادي، بالإضافة إلى إصدار كتابين مُتَرجَمَيْنِ في شعر الهايكو أحدهما مُترجَم عن الإنجليزيَّة والآخر عن الفرنسيَّة، كما قام النادي بتنظيم مسابقه في شعر الهايكو في العام ٢٠٢٠م.(65)
ج. عقد الندوات العلمية: ومنها الندوة الأولى لشعر الهايكو في المغرب والتي عقدت في التاسع من تموز / يوليو ٢٠١٥م، ثم عقد الندوة الثانية له في تموز/ يوليو ٢٠١٦م في مدينة وجدة، والتي كانت بعنوان (الهايكو العربيُّ وشعريَّات هايكو العالم)،(66) وقد كانت الندوتان بدعوة وتنظيم من الشاعر عبد القادر الجموسي، حيث
دعا إلى الندوة الأولى مفكرين وشعراء عرب، كما دعا إلى الندوة الثانية شعراء الهايكو من اليابان وإيطاليا وبلغاريا والدنمارك، والجزائر وتونس والعراق من الدول
العربيَّ ه،وقد نتج عن الندوة الثانية عشرة إصدارات عن شعر الهايكو نقداً وترجمة وإبداعاً.(67)
د. المشاركة في المهرجات المحليَّة والعالميَّة:ومن المشاركات المحليَّة (الملتقى الأول لشعراء الهايكو في المغرب) بتاريخ ٢٥/١٢/٢٠١٧م، والذي عقد في مدينة إفران المغربية تحت شعار(الهايكو مغربيٌّ أيضاً)، وذلك بمشاركة خمسة وعشرين شاعراً من شعراء الهايكو في المغرب.(68)
يتَّضح مما سبق ذكره أنَّ هنالك جهوداً واضحة يبذلها شعراء الهايكو في التعريف بهذا المنتج الشعريِّ الجديد، والترويج له في البيئة اللغويَّة العربيَّة، وهذه الجهود قد تثمر في المستقبل القريب أو البعيد انتشاراً وحضوراً كبيراً لهذا النوع الشعريِّ في الساحة الشعريَّة العربيَّة.
____________________
(1) رسول بلاوي وتوفيق رضابورمحيسني، شعرية الهايكو وخصائصه الفنية في الأدب الحديث، مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية، المركز الديمقراطي العربي، العدد: 1، أغسطس 2018م، ص: 17.
(2) محمد الفحايم، ارتجال قصيدة الهايكو، القدس العربي، العدد: 7098، التاريخ: 11/4/2012م، ص: ٩.
(3) حمدي حميد الدوري، شعر الهايكو الياباني وإمكانياته في اللغات الأخرى، ص: ٦٠.
(4) محمد الفحايم، ارتجال قصيدة الهايكو، القدس العربي،ص: ١٠.
(5) نجيب مبارك، جاك كيرواك أمثولة الهايكو، العربي الجديد، العدد: ١٠٥، التاريخ: ١١ سبتمبر ٢٠١٤م، ص: ٢٥.
(6) حسني التهامي، "بيان الهايكو"، موقع ديوان العرب، تاريخ النشر: ٣/٧/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(7) محمد الأسعد، "الهايكو" .. الجدل متواصل حول مفهوم الشعر، موقع صحيفة الخليج، تاريخ النشر: ٩/٤/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.google.com/amp/s/www.al...9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1?amp
(8) حسني التهامي، "بيان الهايكو"، موقع ديوان العرب، تاريخ النشر: /٧/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(9) محمد الأسعد، "الهايكو".. الجدل متواصل حول مفهوم الشعر"، موقع صحيفة الخليج، تاريخ النشر: ٩/٤/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
.https://www.google.com/amp/s/www.alkhaleej.ae/%25D9%2585%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2582/%25C2%25AB%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2587%25D8%25A7%25D9%258A%25D9%2583%25D9%2588%25C2%25BB-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%2584-%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25B5%25D9%2584-%25D8%25AD%25D9%2588%25D9%2584-%25D9%2585%25D9%2581%25D9%2587%25D9%2588%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B9%25D8%25B1%3famp
(10) موقع مجلة الجديد، "عبد القادر الجموسي.. هايكو عربي ومحاورة الآخر"، موقع مجلة الجديد، تاريخ النشر: ١/١/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljadeedmagazine.com/عبدالقادر-الجموسي-هايكو-عربي-مجاورة-الآخر
(11) محمد جمال صقر، "التوقيعة الشعرية عند الشاعر عز الدين المناصرة"، موقع المجلة الثقافية الجزايرية، تاريخ النشر: ٢/٣/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
thakafamag.com
(12) موقع الجسرة الثقافي، "الهايكو.. هل هو شعر أم استسهال لقصيدة النثر؟"، موقع الجسرة الثقافي، تاريخ النشر: ١٥/٤/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljasrah.net/aljasra14460/الهايكو-هل-هو-شعر-ام-استسهال-لقصيدة-ال/
(13) أشرف عبد القادر محمد الكريدي، نظرة جديدة إلى التواصل الثقافي والعولمة- تأثير الآخر على الأنا متمثلا هذه المرة في تأثير الشرق الأقصى على الشرق الأوسط نموذجا، المجلة العربية للنشر العلمي، العدد: ١١، تاريخ النشر: ٢/٩/٢٠١٩م، ص: ٣٦٩.
(14) محمد جمال صقر، "التوقيعة الشعرية عند الشاعر عز الدين المناصرة"، موقع المجلة الثقافية الجزائرية، تاريخ النشر: ٢/٣/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
thakafamag.com
(15) موقع ويكيبيديا، "سامح درويش"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
ar.m.wikipedia.org/wiki/سامح_درويش
(16) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، ص: ٢٢٣.
(17) موقع ويكيبيديا، "عبد القادر الجموسي"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(18) عبد القادر الجموسي، الطائر المحلق، سلسلة كتاب هذا الهايكو، نادي الهايكو العربي، ٢٠١٨م، كتاب إلكتروني، ص: (٧- ١٣)، يقرأ على شبكة الإنترنت على الرابط:
en.calameo.com
(19) موقع ويكيبيديا، "عاشور فني"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(20) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، ص: ٢١٣.
(21) مصطفى قلوشي، "شروخ في المرآة لسنية بن عمار"، موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، تاريخ النشر: ٢٣/٦/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
http://alittihad.info/شروخ-في-المرآة-لسنية-بن-عمار/
(22) موقع مجلة قناص الثقافية، "قصائد عاشور الطويبي"، مجلة قناص الثقافية، تاريخ النشر: ١٤/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://qannaass.com/قصائد-عاشور-الطويبي-ليبيا/
(23)موقع جريدة بوابة الوسط الليببة، "عاشور الطويبي: هايكو تحت القصف"، موقع جريدة بوابة الوسط الليبية، تاريخ النشر: ٣٠/٨/٣٠١٤م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(24) موقع ويكيبيديا، "حسن التهامي"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(25) حسني التهامي، "في رحاب الهايكو"، موقع ديوان العرب، تاريخ النشر: ٦/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
.https://www.diwanalarab.com/في-رحاب-الهايكو
(26) عبد الغفار محمد سعيد، "قصائد......الهايكو السوداني"، موقع الحوار المتمدن، تاريخ النشر: 6/9/2012م، تاريخ المشاهدة: 3/7/2022م، الرابط:
(27) بوابة اللاجئين الفلسطينيين، "أصوله من حيفا.. وفاة الشاعر الفلسطيني محمد الأسعد في الكويت"، موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تاريخ النشر: ٢٢/٩/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://web.archive.org/web/20210922191735/https://refugeesps.net/post/18813/أصوله-من-حيفا-وفاة-الشاعر-الفلسطيني-محمد-الأسعد-في-الكويت
(28) آمنة بلعلي، خطاب الأنساق، ص: ١٤٩.
(29) زاهر قضماني، "الشاعر ربيع الأتات لـ«البناء»: الشعر بحث في قلب الوجود و«الهايكو» نبضة منعشة عميقة تتذوّق اللحظة"،(حوار مع الشاعر ربيع الأتات)، موقع صحيفة البناء، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ١/٧/٢٠٢٢م، الرابط:
www.al-binaa.com
(30) موقع الجزيرة نت، "من برنامج: موعد في المهجر"، موقع الجزيرة نت، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(31) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، ص: 34.
(32) موقع ويكيبيديا، "محمود عبد الرحيم الرجبي"، موقع ويكيبيديا، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
محمود عبد الرحيم الرجبي - ويكيبيديا
(33) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، منشورات مومنت، ٢٠١٩م، ص: ٧٩.
(34) فضة المعيلي، "رابطة الأدباء تستضيف أولى أمسيات شعر الهايكو"، موقع ، تاريخ النشر: ٢٥/١١/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
www.aljarida.com
(35) المجلة الالكترونية نادي هايكو المغرب الكبير الاصدار السادس ٢٠٢٢م، ص: 9، الرابط:
هايكو المغرب الكبير/ المجلة الالكترونية العدد السادس
(36) فتح الرحمن يوسف، "شاعر سعودي يكتب قصائد الهايكو"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٨/٥/٢٠١١م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(37) فتح الرحمن يوسف، "شاعر سعودي يكتب قصائد الهايكو"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٨/٥/٢٠١١م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(38) صدام الزيدي، "سكينة شجاع الدين تصدر باكورة هايكو على همس وشوشة المحار"، موقع فضاءات الدهشة، تاريخ النشر: ٣٠/٣/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(39) صدام أبو مازن، "شعر والومضة والتأمل.. "الهايكو" العربي يفشل رهانات النقاد ويتجه من اليابان للمغرب والعالمية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/10/30/شعر-الومضة-والتأمل-الهايكو-العربي
(40) موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، "حوار مع الشاعر نور الدين ضرار شعر الهايكو المغربي تجاوز مرحلة التجارب الفردية المعزولة"، موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، تاريخ ٢٧/٣/٢٠١٩م، تاريخ آخر تحديث: ١٤/٦/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(41) موقع مجلة الجديد، "عبد القادر الجموسي.. هايكو عربي ومحاورة الآخر"، موقع مجلة الجديد، تاريخ النشر: ١/١/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljadeedmagazine.com/عبدالقادر-الجموسي-هايكو-عربي-مجاورة-الآخر
(42) عبد الجبار العتابي، "الهايكو.. هل هو شعر أم استسهال لقصيدة النثر؟"،
موقع الجسرة الثقافية، تاريخ النشر: ١٥/٤/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١١/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljasrah.net/aljasra14460/الهايكو-هل-هو-شعر-ام-استسهال-لقصيدة-ال/
(43) موقع صحيفة عمان، "آراء متباينة حول القالب الشعري ذي الجذور اليابانية"، موقع صحيفة عمان، تاريخ النشر: ١٣/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١١/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(44) عبد الجبار العتابي، "الهايكو.. هل هو شعر أم استسهال لقصيدة النثر؟"، موقع الجسرة الثقافية، تاريخ النشر: ١٥/٤/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١١/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljasrah.net/aljasra14460/الهايكو-هل-هو-شعر-ام-استسهال-لقصيدة-ال/
(45) ميلود لقاح، "قصيدة الهايكو العربية بين القبول والرفض"، موقع شبكة الميادين، تاريخ النشر: ١/٦/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(46) عذاب الركابي، "قصيدة الهايكو العربي نماذج ركيكة.. ونقد انطباعي سريع"، موقع مجلة العربي الكويتية، النسخة الإلكترونية من العدد : ٧٤٦، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(47) بسام جميدة، "آراء متباينة حول القالب الشعري ذي الجذور اليابانية"، موقع صحيفة عمان، تاريخ النشر: ١٣/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(48) صدام أبو مازن، "شعر والومضة والتأمل.. "الهايكو" العربي يفشل رهانات النقاد ويتجه من اليابان للمغرب والعالمية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/10/30/شعر-الومضة-والتأمل-الهايكو-العربي
(49) شريف الشافعي، "الهايكو" العربي يحيل الشعراء إلى قفص الاتهام، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(50) عذاب الركابي، "قصيدة الهايكو العربي نماذج ركيكة.. ونقد انطباعي سريع"، موقع مجلة العربي الكويتية، النسخة الإلكترونية من العدد : ٧٤٦، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(51) موقع صحيفة العرب، "هل يمكن أن تكون قصيدة "هايكو" عربية"، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٨/٦/٢٠١٦م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(52) باسم القاسم، "وهم المعرفة.. عرب الهايكو ورأس الديك"، موقع الحوار المتمدن، تاريخ النشر: ٢٩/٧/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(53) عمر الشيخ، "الهايكو فن العبارة الممتعة في ازدياد الترجمة والبحث عن الذائقة النخبوية رسم تفاصيل الطبيعة لغوياً لقول أشياء هادئة ومضحكة.. ترجمات عن اليابانية والفرنسية بين التصويب والعبث.. ما الذي يمكن قوله؟ "، موقع الشاعر عمر الشيخ، تاريخ النشر: ١٨/٤/٢٠١١م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://omarsh.wordpress.com/2011/04/18/الهايكو-فن-العبارة-الممتعة-في-ازدياد-ا/
(54) موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، "حوار مع الشاعر نور الدين ضرار شعر الهايكو المغربي تجاوز مرحلة التجارب الفردية المعزولة"، موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، تاريخ ٢٧/٣/٢٠١٩م، تاريخ آخر تحديث: ١٤/٦/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(55) عذاب الركابي، "قصيدة الهايكو العربي نماذج ركيكة.. ونقد انطباعي سريع"، موقع مجلة العربي الكويتية، النسخة الإلكترونية من العدد : ٧٤٦، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(56) شريف الشافعي، "الهايكو" العربي يحيل الشعراء إلى قفص الاتهام، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(57) عبد الكبير الميناوي، "الهايكو... مغربياً"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٢٧/١/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aawsat.com/home/article/2100646/الهايكو-مغربياً
(58) شريف الشافعي، "الهايكو" العربي يحيل الشعراء إلى قفص الاتهام، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(59) أنس العيلة، "محمد الأسعد..كاتب من الهامش المتعدد، موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تاريخ النشر: ١٠/١٠/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
rommanmag.com
(60) موقع الناقد العراقي، "حوار مع الشاعر والمترجم السوري محمد عضيمة: أدار الحوار الشاعر العراقي عباس محمد عمارة"، موقع الناقد العراقي، تاريخ النشر: ٢٦/١٠٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(61) آمال بولحام، قصيدة الهايكو الجزائرية بين التجريب والتلقي، مجلة تسليم، المجلد الخامس، العددان: التاسع والعاشر، يونيو/ حزيران ٢٠١٩م، ص: ٥١٧.
(62) صدام أبو مازن، "شعر والومضة والتأمل.. "الهايكو" العربي يفشل رهانات النقاد ويتجه من اليابان للمغرب والعالمية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/10/30/شعر-الومضة-والتأمل-الهايكو-العربي
(63) فضة المعيلي، "العنزي: شعر الهايكو لا يلغي الموروث الأدبي العربي"، موقع الجريدة، تاريخ النشر: ١٤/٤/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
www.aljarida.com
(64) موقع صحيفة رأي اليوم، "عز الدين المناصرة: ولادة (نادي شعراء الطبيعة)- هايكو الأردن"، موقع صحيفة رأي اليوم، تاريخ النشر: ٩/٨/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.raialyoum.com/عز-الدين-المناصرة-ولادة-نادي-شعراء-الط/
(65) موقع صحيفة المساء، "مؤسس نادي"هايكو المغرب الكبير" رضا ديداني لـ: "المساء": أسسنا جيلا يكتب نص الهايكو العربي"، موقع صحيفة المساء، تاريخ النشر: ١٣/٧/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.el-massa.com/dz/الثقافة/أسسنا-جيلا-يكتب-نص-الهايكو-العربي
(66) محمد الأسعد، "الهايكو.. دعوة إلى الصمت الحضاري"، موقع العربي، تاريخ النشر: ١٦/٨/٢٠١٦م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(67) موقع مجلة الجديد، "عبد القادر الجموسي.. هايكو عربي ومحاورة الآخر"، موقع مجلة الجديد، تاريخ النشر: ١/١/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljadeedmagazine.com/عبدالقادر-الجموسي-هايكو-عربي-مجاورة-الآخر
(68) ميلود لقاح، "قصيدة الهايكو العربية بين القبول والرفض"، موقع شبكة الميادين، تاريخ النشر: ١/٦/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
ظلَّ الأدب اليابانيُّ ككلٍّ وشعر الهايكو على وجه الخصوص منتشراً في بيئته المحليَّة حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، ومع بدايات القرن العشرين بدأ الأدب اليابانيُّ وشعر الهايكو في الظهور في بيئات لغويَّة أخرى عن طريق الترجمة، حيث تُرجِم الهايكو إلى الإنجليزيَّة على يد ريجنالد هوارس بليث، والذي شرع في نقل خصائصه إلى الأدب الإنجليزيِّ، كما قام بوضع أنطولوجيا لشعر الهايكو.(1) والتعريف بتاريخه، وفي فرنسا قام بول بوليس بترجمة الهايكو إلى الفرنسيَّة
كما تكفَّل جان أوبير لورانجي بنقل أصول الهايكو إلى كندا، أما جورج سيفيرس فكان له الفضل في ترجمة الهايكو إلى اليونانيَّة،(2)ويمثل كتاب (مكنسة الخيزران)لهارولد هندرس أوَّل ترجمة فعليَّة لشعر الهايكو في أمريكا في فترة الثلاثينات،(3) ثم تبعته تراجم أخرى منها ترجمة كينيث ياسودا لشعر الهايكو في السبعينيات من القرن الماضي.
وقد كان لتلك التراجم المنتشرة في أوروبا وأمريكا أثرها الواضح في توجيه الشعراء في القارتين نحو الاهتمام بالهايكو ومزاولة كتابته، ففي فرنسا مثلاً انتشر الاهتمام بالهايكو بين الشعراء الفرنسيين الأمر الذي جعل جان بولات يخصص ملفاً لشعراء هذا النوع الشعريِّ في المجلة الفرنسيَّة الجديدة في عدد سبتمبر ١٩٢٠م، كما كان للشاعر الأسبانيِّ خورخي لويس بورخيس الفضل في التعريف بشعر الهايكو، وذلك لنشره عشرة قصائد في ديوانه المنشور في العام ١٩٨٧م،(4) وقد ظفر الشاعر والناقد جاك كيرواك بريادة كتابة شعر الهايكو في أمريكا، هذا إلى جانب بذله جهوداً واضحة في تجديد الهايكو وإخضاعه للخصائص اللغويَّة للغة الإنجليزيَّة، وكان لجهوده تلك أثرها على من جاء بعده، حيث شرع الشعراء في كتابة الهايكو مع التجديد في خصائصه الشكليَّة والفنيَّة.(5)
ويتضح ممَّا سبق ذكره أنَّ الهايكو قد وجد طريقه إلى الغرب في القرن العشرين عن طريق التراجم، وكان لذلك أثره البيِّن في توجيه الشعراء هنالك إلى مزاولة كتابة هذا الجنس الأدبيِّ الجديد.
دخول الهايكو الوطن العربي وانتشاره فيه:
بدأت إرهاصات انتشار الهايكو في البيئة العربية على يد الطلاب اليابانيين في القاهرة، وذلك عند ترجمتهم لبعض قصائد الهايكو ونشرها في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، إلا أنَّ تلك التجربة كانت فرديَّة، ولم يكن لها منهج واضح، لذلك لم تترك أثراً وضاحاً، بل لم تُوفَّق في لفت نظر القارئ العربي إليها،(6) ثم نشطت التراجم في هذا الموضوع في فترتي السبعينيَّات والثمانينيَّات، حيث ظهرت ترجمة لدراسة الباحث دونالد كين عن شعر الهايكو، وقد نشرت الترجمة في مجلة عالم الفكر الكويتيَّة في العدد الثاني من المجلد الرابع في العام ١٩٧٣م،(7) وقد قام الشاعر السوريُّ عدنان بغجاتي بترجمة بعض قصائد الهايكو، ونشرت تلك القصائد في مجلة الآداب الأجنبيَّة في سوريا في العام ١٩٨١م،(8) كما ترجمت بعض قصائد بوشو عن الروسيَّة على يد الشاعر حسب الشيخ جعفر، ونُشِرَتْ تلك القصائد المترجمة
في مجلة الآداب الأجنبيَّة في بغداد في العدد الأول في العام ١٩٨٥م،(9) وفي فترة التسعينيات بدأت الترجمة الفعليَّة لمختارات من شعر الهايكو عن اللغة الأصل اليابانيَّة، كما تُرجِمَتْ في تلك الفترة الدراسات والكتب النقديَّة التي تتناول شعر الهايكو.(10)
شعر الهايكو العربي:
يَعَدُّ الشاعر والناقد الفلسطينيُّ عز الدين المناصرة رائد شعر الهايكو في البلاد العربيَّة، حيث كتب أوَّل قصائده من هذا النوع في العام ١٩٦٤م، ثم قام بعرض تلك القصائد على الجمعيَّة الأدبيَّة المصريَّة في القاهرة، وأطلق على تلك القصائد اسم التوقيعات، والتي بدأت تظهر في كلِّ كتبه الشعريَّة بعد ذلك تحت هذا المسمَّى، وفي العام ٢٠١٣م قام المناصرة بجمع تلك التوقيعات المتناثرة في كتبه وضمنها كتاباً أطلق عليه اسم(توقيعات عز الدين المناصرة هايكو و أبيجرامات مختارة).(11)
وعلى الرغم من اعتراف النقَّاد والمهتمين بريادة المناصرة في هذا النوع الشعريِّ إلا أنَّ الشاعر العراقي سعد الجاسم لا يعترف بذلك، إذ يَعدُّ نفسه أوَّل من كتب هذا النوع الشعريَّ عربيَّاًّ في فترة التسعينيَّات، وأنَّه لم يقرأ نصَّاً عربيَّاً في شعر الهايكو قبله،(12)وترجع تجربة الجاسم في الشعر إلى فترة الثمانينات، إلا أنَّ بداية ما كتبه على طريقة الهايكو ترجع إلى فترة التسعينيَّات، حيث نشر العديد من قصائد الهايكو العربيَّة في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت، ثم أصدر مجموعتين شعريتين من هذا النوع الشعريِّ، وأولى تلك المجموعتين نُشرَتْ باسم (موسيقى الكائن)، وصدرت عن الاتحاد العام للكتاب العراقيين في العام ١٩٩٥م، والأخرى بعنوان(طواويس الحرب)، وصدرت عن دار الخليج في عمان بالأردن، في العام ٢٠٠١م،(13)وربما يرجع قول الشاعر سعد الجاسم بريادته في هذا النوع الشعريِّ إلى تراجع الشاعر عز الدين المناصرة عن إطلاق تسمية الهايكو على ما كتبه من هذا النوع الشعريِّ، واستخدامه مصطلح التوقيعات، وما يحمله من دلالة رمزيَّة تأصل لعروبة هذا الفنِّ، وقد صرَّح المناصرة بأنَّه عدل إلى تلك التسمية بغرض التأصيل وحفظ الهويَّة الثقافيَّة العربيَّة.(14)
ولكن على الرغم من ذلك يظلُّ الشاعر عز الدين المناصرة هو رائد هذا النوع الشعريِّ عربيَّاً، لأنَّه هو أوَّل من كتبه متأثراً بشعر الهايكو اليابانيِّ، وحتى وإن تراجع عن التسمية فالمهم في الأمر هو الشيء موضوع التسمية وما يتميز به من خصائص، وفي هذه الحالة الموضوع هو شعر الهايكو، وهو نوع شعريٌّ يابانيٌّ اسْتُعرِب ولا نظير له في العربيَّة من قبل، ولاحقاً تتابعت قصائد الهايكو بالعربيَّة، فظهر جمع من شعراء هذا النوع الجديد.
أبرز شعراء الهايكو العربيِّ:
بفضل شبكة الإنترنت وسهولة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر) تزايد عدد الذين يكتبون الهايكو وينشرونه على نطاق واسع هنالك، وهذه طائفة لأبرز شعراء الهايكو العربيِّ، من الذين لهم إسهام واضح في هذا الفنِّ:
1. سامح درويش: شاعر وكاتب مغربيٌّ، وُلِدَ في منتزه كفابت شرق المغرب في العام ١٩٥٧م، وله العديد من الإصدارات الشعريَّة والنقديَّة،(15) ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
شيخ الدراويش،
قبل أن يظهر من الباب
ظهرت مشًٓايته.
2-
يحز في النفس
أن تبيت في البرد،
أيها القمر.
3-
كباقي اللوز،
تزهر
اللوزة المرّٓة.(16)
5.عبد القادر الجموسي: شاعر وكاتب ومترجم مغربيُّ الجنسيَّة، وُلِدَ في القنيطرة في العام ١٩٦٩م، وله العديد من المؤلفات الشعريَّة والنقديَّة،(17) ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
تحت قيد المهاجرة
وحدها خنفساء الروث تمنحك
إحساسا بدورة الزمن
2- عالم يستقر
على ظهر سلاحف ماردة
برج لا نهائي
3-
بين نجمين،
ساكنة هي الأرض
في عالم دوار(18)
3.عاشور فني: شاعر جزائريٌّ، وُلِدَ في سطيف بتاريخ ٢/١٢/١٩٥٧م، له العديد من المجموعات الشعريَّة، منها نصوص في الهايكو صادرة تحت عنوان(هنالك بين غيابين يحدث أن نلتقي)، وصدرت تلك المجموعة الشعريَّة في الجزائر في العام ٢٠٠٧م،(19) ومن قصائد الهايكو في شعره ما يلي:
1-
وحيدة
فاجأها همس الربيع
فأطلقت ألوانه على الجميع
2-
لماذا تمر السحابة
وتتركني أتجمع
تحت رذاذ المطر
3-
ومغمض العينين
سأصل إلى جهة ما
والضراء في القلب(20)
4. سنية بن عمار: شاعرة تونسيَّة، لها تجربة في شعر الهايكو، ولها أضمومة شعريَّة بعنوان(شروخ في المرآة)، ومن نماذج شعرها في الهايكو ما يلي:
1-
نسيم ندي ــ
شقائق النعمان
بدون كمامات.
2-
عالقة بقشّة،
تفاصيل الصّباح الصغيرة
حدها تبقينا أحياء.(21)
5. عاشور الطويبي: شاعر ومترجم ليبيٌّ، من دواوينه الشعريَّة (قصائد الشرفة)، و(موسيقى النهر)، و(قصائد من أعلى الهضبة)، كما تُرجِمَتْ بعض قصائده إلى الإنجليزيَّة، وصدرت له مختارات شعريَّة عن دار بارلور برس في أمريكا، كما ترجم عاشور بعض الكتب إلى. العربيَّة، ومن ترجماته كتاب (مختارات من الشعر العالميِّ)، و(زلزلة السماء سادة الهايكو)،(22) ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
الكائنات تنصت
أنين
وراء الربيع
2-
ياسمين أغسطس
والحمام
شجرة التين هذه ليست شجرتي
3-
يتغير اتجاه الريح
تتغير قوانين الحرب
لكن الموتى لا يرجعون(23)
6. حسني التهامي: شاعر ومترجم وباحث في شعر الهايكو، مصريُّ الجنسية وُلِدَ في قرية طوخ طنبشا في المنوفية في يوم ٢٦/٧/١٩٦٩م، ومن مؤلفاته في شعر الهايكو(مزار الأقحوان، قصائد هايكو وسنريو)، صدر عن دار بيلو مانيا للنشر والتوزيع في العام ٢٠٢١م،(24) ومن نماذج شعره في الهايكو:
1-
أيْكةٌ وارفةٌ
يستلقي الصَبيُ على سريرٍ
بين غُصنيْن
2-
سَحابةٌ دُخانية
قِطارُ آخرِ الليْلِ
ينفثُ أحزانَه
3-
صباحُ الغربةِ
من ثُمالةِ القهْوةِ
زهرُ القُرنفلِ(25)
7. عبد الغفار محمد سعيد: شاعر سودانيٌّ، له تجربة في شعر الهايكو، ومن نماذجه في هذا النوع الشعري ما يلي:
* تراجيديا
الفراشات التي في زمان الزهور ارتوت
روت
قصة الجدب في الحقول(26)
8. محمد الأسعد (١٩٤٨م- ٢٠٢١م): شاعر وناقد فلسطينيٌّ، وُلِدَ قرية الزينات في مدينة حيفا، ثم ارتحلت أسرته بعد النكبة ١٩٤٨م، لتستقرَّ في مدينة البصرة في العراق، وللشاعر العديد من الإصدارات الشعريَّة والنقديَّة،(27) ومن نماذج شعره في فنِّ الهايكو ما يلي:
* خريف
ذات خريف
بين الأشجار
أسمع ضحكات الأطفال
* دفلى
وحيدة
هذه الدفلى في باحة البيت
يتساقط المطر
* سدرة
وحدها في الظهيرة
سدرة البيت
تلقى الظلال في الباحة الخالية(28)
9. ربيع الأتات: طبيب وشاعر لبنانيٌّ، له تجربة في الهايكو، أصدر ديوانه الأوَّل في هذا الفنِّ الشعريِّ في العام ٢٠١٥م، وكان بعنوان (الدمى)، ومن نماذجه في شعر الهايكو ما يلي:
1-
أمرُّ بالنهرِ الذي جفّ
فأتعثّرُ
بأحجارِ طفولتي
2-
النوافذ كلّها
عاشتْ و ماتتْ
مساحة عناكب
3-
أقفلُ النافذة
أغلقُ عينيّ
كلّ الرياح لا تزال في رأسي(29)
10. محمد عضيمة: أكاديميٌّ وشاعر سوريُّ الجنسية مقيم في اليابان، وُلِدَ في قرية رويست العجل في العام ١٩٥٨م، وله العديد من الإصدارات البحثيَّة والشعريَّة،(30) ومن نماذج شعره في فنِّ الهايكو ما يلي:
1-
يشفُّ ويصفو
فوق مقابر الشهداء
البدر آخر الليل
2-
يقلد والديه
ويندسُّ تحت اللحاف،
الولد الصغير
3-
اكتبوا، اكتبوا
واكتبوا حيث ما شئتم فوق الجدار
فأنا خارج البيت(31)
11. محمود الرجبي: اسمه الكامل محمود عبد الرحيم محمود الرجبي، شاعر وقاصٌّ أردنيٌّ، وُلِدَ في مدينة الزرقاء في العام ١٩٦٤م، وله العديد من الأعمال الشعريَّة والقصصيَّة،(32) ومن نماذج شعر الهايكو خاصته ما يلي:
1- سقوط
شتاء،
أيهما يصرخ من الألم-
المطر أم الطريق
2- نزيف
سنين الوقت تنزف بالثواني
غامض كوجه الشمس
لا أجرؤ أن أراني
3- كاتم الحب
إيقاع المكان،
عبثاً يحاول طائر القفص
إتقان النشيد(33)
12. سالم الوكيل: شاعر كويتيٌّ، له تجربة في شعر الهايكو، وألقى بعض قصائده في أمسية شعر الهايكو التي أقامها نادي الهايكو الكويتي في شهر نوفمبر ٢٠٢١م، وأعلن أنَّه بصدد إصدار ديوان له في شعر الهايكو،(34) ومن نماذج شعره في الهايكو
ما يلي:
عِنْدَ البِرْكَةِ
يَهُزُّ نَقِيْقُ الضَّفادِعِ المَدَى
بَطْنٌ جَائِعٌ(35)
13.عيد الحجيلي: شاعر سعوديٌّ، له تجربة في شعر الهايكو، وله ديوانان من الشعر احتوىا على شعر الهايكو، وديوانه الأوَّل هو (قامة تتلعثم)، وصدر عن دار شرقيات في القاهرة في العام ٢٠٠٤م، وديوانه الآخر بعنوان (جوامع الكمد)، وصدر عن دار الدار العربية للعلوم في بيروت في العام ٢٠٠٩م،(36) ومن نماذج شعره
في الهايكو القصيدة التالية:
كلما نضجت فكرة
في عذوق السهر
وجد الثلج مسترخيا
في سرير الحروف(37)
14. سكينة شجاع الدين: شاعرة يمنيَّة من مواليد (القفر) في محافظة (إب)، وتقيم في صنعاء، ولها تجربة في شعر الهايكو، أصدرت مجموعتها الشعريَّة الأولى في شعر الهايكو بعنوان(على همس وشوشة المحار)، ونشرت بوساطة مكتبة عزيز للنشر بصنعاء، ومن نماذج شعرها ما يلي:
1-
فوق صدر الليل
تغفو
شمعة الأحلام
2-
على ذكريات
الجمر
متكئ
قلب مطوق بالحزن(38)
كانت تلك نماذج لشعر الهايكو العربيِّ لشعراء من معظم أنحاء الوطن العربيِّ، وهي نماذج تتفاوت فنيَّاً، كما تختلف في درجة التزامها بخصائص الهايكو، ولكنها في النهاية تشير إلى أنَّ هذا النوع الشعريَّ قد بدأ يشقُّ طريقه في الوطن العربيِّ، وهو طريق محفوف بالتوجُّس والإنكار من قِبَل القرَّاء والنقَّاد في الوطن العربيِّ.
موقف النقاد والشعراء من شعر الهايكو:
تباينت آراء النقَّاد رفضاً وتأييداً لهذا النوع الشعريِّ الجديد على البيئة العربيَّة، كما اختلفوا في أسباب الرفض والقبول بعضهم عن بعض، ويمكن حصر تلك الآراء
في قسمين رئيسيين هما:
القسم الأول- المؤيدون لشعر الهايكو: ويضم هذا القسم شعراء الهايكو العربيِّ وبعض النقَّاد الذين يرحبون بهذا النوع الشعريِّ، ويرونه إضافة للمنجز الشعريِّ العربيِّ، ومن هؤلاء الشاعر المغربيُّ سامح درويش، والذي يرى أنَّ الهايكو العربيَّ ناتج عن التواصل الثقافيِّ بين العربيَّة واليابانيَّة، إلا أنَّه يتميَّز بخصائص محليَّة تتثَّمل في النغمة الغنائيَّة، ووجود قدر من المجاز، فضلاً عن حضور الذات الشاعريَّة في النصِّ،(39)كما يرى الشاعر والكاتب المغربيُّ نور الدين ضرار بأنَّ الهايكو العربيَّ قد تجاوز مرحلة الفرديَّة إلى المرحلة الجماعيَّة، سواء أكان ذلك على مستوى الإبداع أو على مستوى المقروئيَّة والممارسة،(40) وهذا الرأي يعني أنَّ الهايكو العربيَّ قد بدأ يشقُّ طريقه نحو فضاءات أرحب للتلقِّي بعد أن بدء تلقِّيه محصوراً في نطاق شعرائه والمهتمين به، ويُعدُّ الشاعر والكاتب عبد القادر الجموسي من المؤيدين لشعر الهايكو
العربيِّ، ويرى أنَّه يمثل ظاهرة شعريَّة عربيَّة لافتة للنظر، كما يرى التجربة العربيَّة في هذا النوع الشعريِّ أنَّها تتَّخذ من الهايكو ميداناً للتجريب والمغامرة والاستكشاف الإبداعيِّ.(41)
ويلاحظ في آراء المؤيدين أنَّها تؤكِّد على خصوصية التجربة العربيَّة، وهي خصوصيَّة قد تطال الشكل الكلاسيكيَّ لقصيدة الهايكو الأصل، فضلاً عمَّا ما تمثله تلك التجربة العربيَّة من خروج عن الموضوع الرئيس الهايكو الأصل ألا وهو الطبيعة والتأمُّل فيها.
القسم الآخر- المعارضون لشعر الهايكو العربي: تباينت آراء الشعراء بخصوص هذا النوع الشعريِّ باختلاف الأسباب والمبرِّرات التي يستند عليها كلُّ شاعر في
موقفه منه، إلا أنَّه يمكننا تلخيص ذلك في اتجاهين رئيسيين:
الاتجاه الأول- الرفض بعد استيفاء الشروط: ومن أصحاب هذا الاتجاه الشاعر العراقيُّ إبراهيم البهرزي، والذي يرى أنَّ ما يُطلَق عليه اسم شعر الهايكو العربيِّ ما هو إلا مجرد فبركات لقصيدة النثر، لجأ إليها بعضهم لتقديم سردياته الشعريَّة المطوَّلة في قالب الهايكو، دون أن تتوفَّر فيها شروط قصيدة الهايكو. وهذا أيضاً رأي الشاعر سلام داوي، والذي يرى أنَّ معظم شعر الهايكو العربي لا تتوفَّر فيه القدرة على التعمق والتأمُّل في الطبيعة، الأمر الذي يجعله غير مستوفٍ لشروط قصيدة الهايكو.(42)ومن هؤلاء أيضاً الشاعر والكاتب عذاب الركابي، وعلى الرغم من أنَّه كتب قصيدة الهايكو إلا أنَّه يرفض إطلاق تسمية الهايكو على معظم ما ينشر تحت هذا المسمَّى، ويرجع رفضه إلى أنَّ أولئك الشعراء يفتقرون إلى الإلمام الكافي بمرجعيَّات الهايكو، وكانت نصوصهم مجرد قصائد قصيرة وليست من الهايكو.(43)
الاتجاه الآخر- الرفض لسبب أيدلوجي: ويرى أصحاب هذا الاتجاه أنَّ شعر الهايكو العربيَّ ما هو إلا تقليد ينفي روح الأصالة، ويرى الشاعر العراقي مازن المعموري أنَّ شعر الهايكو العربيَّ هو استبدال باللباس الشخصيِّ(خصوصية الشعر العربي) لباساً فضفاضاً إلى درجة النشاز(شعر الهايكو)، وعليه تكون كتابته تذويباً للثقافة الفرديَّة لهؤلاء الشعراء الذين يكتبون هذا النوع من الشعر، وكذلك يذهب الشاعر صلاح السيلاوي في هذا الاتجاه الرافض لأسباب ثقافيَّة، حيث يرى أنَّ الهايكو منتج يابانيٌّ تختلف ظروف نشأته الثقافيَّة عن الثقافة العربيَّة، وليس من الضرورة إنتاج منتجاً مشابهاً له في البيئة العربيَّة.(44)وهذا الرأي مشابه لرأي الشاعر المغربيِّ عبد العزيز أبو شيار، الذي يرفض الهايكو العربيَّ، ويصفه بأنَّه"محاولة استنبات شكل
شعري أفرزته حضارة شرق آسيا في تربة عربية لها مميزاتها اللغوية والحضارية.".(45) ويُعَدُّ منطق الرافضين للهايكو بسبب عدم استيفاء الشروط الفنيَّة مقبولاً ومبرراً، وهو رفض للشكلِّ غير المتقن الذي يعرض هذا النوع عربيَّاً، وليس رفضاً للقالب الشعريِّ من الأساس، وهذا يعني ضمناً عدم رفض ما تتوفَّر فيه تلك الشروط الفنيَّة المطلوبة، أما رفضه على أساس أيدلوجيٍّ فهو تزمت لا يتناسب مع روح الثقافة القابلة للتلقِّي وإعادة التشكُّل في كل البيئات الإنسانيَّة، وللعربيَّة تجارب مثاليَّة في تقبُّل الأجناس الأدبيَّة ومزجها بالثقافة العربيَّة، ومن ذلك الاحتفاء بقصيدة النثر والقصة القصيرة والرواية، وتلك الأجناس الأدبيَّة السابق ذكرها قد نشأت في بيئات لغويَّة بعيدة عن العربيَّة، لذلك لا غضاضة في استنبات هذا النوع الشعريَّ الجديد(الهايكو) في البيئة العربيَّة متى ما توفَّرت فيه الشروط الفنيَّة اللازمة لاستحقاقه تلك التسمية.
عقبات على طريق الهايكو العربيِّ:
على الرغم من الانتشار النسبي الذي يشهده شعر الهايكو في المنطقة العربيَّة إلا أنَّه لا يزال يواجه بعض العقبات التي تحول دون انتشاره في الفضاء الرحب لجمهور الشعر العربيِّ، وتتمثَّل تلك العقبات في:
1. ضبابية المفهوم عند بعض الشعراء: تستهوي بساطة الهايكو العديد من الشعراء، وتغريهم بخوض التجربة الشعريَّة، إذ لا تتجاوز قصائده الثلاثة أسطر، الأمر الذي يجعله الأسهل شكلاً بين كل الأنواع الشعريَّة الأخرى، ويرى الشاعر والناقد عذاب الركابي أنَّ بعض الشعراء العرب قد ضلوا طريقهم إلى الهايكو لجهلهلم بقواعده وأسسه الفنيَّة، فجاءت قصائدهم ركيكة هزيلة، وتفتقر إلى نبض الطبيعة وروحها العبقريَّة، وما كتبوه هو قصائد الومضة والشذرة الشعريَّة، وليست من الهايكو، وقد
زادهم المضي قدماً في هذا الزعم ما وجوده من استحسان في وسائل التواصل الاجتماعيِّ مع غياب النقد الجد، ويرى الناقد السوري نضال الصالح عدم توفُّر الشروط الفنيَّة اللازمة في بعض ما ينشر عربيَّاً على أنَّه من الهايكو، حتى وإن كان شكلاً من الأشكال الشعريَّة فأنه لن يكون من الهايكو،(46) وهذا الرأي شبيه لرأي الناقد بديع صنيج والذي يَعدُّ معظم ما ينشره بعض الشعراء باسم الهايكو ما هو إلا تمارين لغويَّة، يدعي شعراؤها أنَّها من الهايكو، ولكن في النهاية تظل بعيدة كلَّ البعد عن مفهوم الهايكو.(47)كما يرى الشاعر المغربيُّ سامح درويش أنَّ بعض الشعراء من الذين يكتبون ثلاثة أسطر وينشرونها على أنَّها هايكو قد يسهموا في اتساع دائرة الرفض الذي تواجه هذا النوع الشعريَّ في البيئة العربيَّة.(48)
إذاً ضبابيَّة مفهوم الهايكو عند بعض الشعراء كانت سبباً من أسباب إغراق الساحة الشعريَّة بنماذج بعيدة كلَّ البعد عن دائرة الهايكو، وهو أمر سيكون خصماً على انتشار التجربة الشعريَّة للهايكو ومقبوليَّتها عند القراء بصفة عامة والنقَّاد بصفة خاصة، إذ يجعل منها ظاهرة متخبِّطة تحت قيد التكوين، وهذا لا يعني عدم وجود هايكو عربيٍّ تتوفَّر فيه الشروط الفنيَّة اللازمة، ولكن تظلُّ تلك النماذج الهايكويَّة المقبولة فنيَّاً مجرد بقع بيضاء في بحر أسود من النماذج الهايكويَّة التي تنعدم فيها شروط الهايكو وأسسه الفنيَّة.
2. غياب النقد المساير للتجربة الشعريَّة: يشتكي شعراء الهايكو العربيِّ من عدم مواكبة النقد الجاد للتجربة الشعريَّة الجديدة، ويرى الشاعر والناقد عذاب الركابي أنَّ النقد الأكاديميَّ عاجز عن مواكبة الحركيَّة التي تتميَّز بها تجربة الهايكو من إبداع
جديد ومتمرِّد،(49) ليس هذا فحسب بل أسهم بعض النقَّاد في انتشار بعض الأنواع
الشعريَّة على أنَّها من الهايكو، بعد أن أسبغوا عليها الشرعيَّة الهايكويَّة، ووصفها
بعبارات انطباعيَّة عاطفيَّة تنحو نحو الأيدلوجيَّة، وهذا ما يبعدها عن روح الهايكو وقلبها النابض الطبيعة والتأمُّل فيها.(50)يتضح مما سبق تأخُّر النقد الجاد وتعذُّره عن مسايرة التجربة الشعريَّة الجديدة، وحتى إن توفر النقد فإنَّه يكون خصماً على التجربة الشعريَّة وتذويباً للحدود الفنيَّة بين الهايكو والأنواع الشعريَّة الأخرى، وهذا لا ينفي
وجود بعض النقد الجاد هنا وهناك، ولكنه يظل نقداً محدوداً ومتأخراً عن تغطية التجربة الشعريَّة في جميع أنحاء البلاد العربيَّة.
3. ضعف التلقِّي في البيئة العربيَّة: يتميَّز شعر الهايكو بخصائص فنيَّة محددَّة قد تكون سبباً في ضعف تلقِّيه في البيئة اللغويَّة العربيَّة، فالمعلوم أنَّ الشعر العربيَّ يعتمد على الإلقاء الشعريِّ في استمالة المتلقِّي العربيِّ، وهذا أمر لن يكون متاحاً لقصيدة الهايكو، حيث يحرمها القصر الشديد الذي تتميَّز به من التمتُّع بخاصيَّة الإلقاء ، كما أنَّ الأسطر الثلاثة التي قد يتسبَّب في حرمانها من الإيقاع الشعريِّ،(51)
كما يرى بعض المهتمين أنَّ الجمهور العربيَّ لا يمكن أن يستهويه هذا النوع من الشعر حتى تتوفَّر فيه مزايا الشعر العربيِّ من مجازة واستعادة وكناية وغيرها من الخصائص البلاغيَّة للشعر العربيِّ.(52) ويتساءل الشاعر والكاتب السوري عمر الشيخ عن إمكانيَّة تذوق الهايكو في البيئة اللغويَّة العربيَّة، وهل ستُغنِي تلك الكلمات الست أو السبع المتلقِّيَ العربيَّ عاشق المطوَّلات الشعريَّة، ولذلك لن تجد قصيدة الهايكو القبول عربيَّاً للأسباب تلك، بالإضافة إلى تناول الهايكو موضوعات غير مهمَّة بميزان الشعريَّة العربيَّة.(53)
يتضح مما سبق ذكره أنَّ الهايكو العربيَّ لا يزال يشقُّ طريقه بصعوبة نحو المتلقِّي العربيِّ للأسباب السابق ذكرها، وهي أسباب ترجع إلى خصائصه الفنيَّة والمميِّزة لنوعه الشعريِّ، لذلك لا يمكن التنازل عنها، ولكن على شعراء الهايكو والمهتمين توسيع مدارك التلقِّي عند القارئ العربيِّ والطرْق على ذلك بإلحاح عسى أن يجد الاستجابة الجماهيريَّة والقبول في وقت ما.
تخطِّي العقبات على طريق الهايكو:
يبذل شعراء الهايكو العربي والمهتمين جهوداً واضحة في سبيل تجاوز العقبات التي تحول دون انطلاق الهايكو العربي وانتشاره في البيئة اللغويَّة العربيَّة، وتتمثَّل هذه الجهود في الآتي:
1.الكشف عن ضبابيَّة مفهوم الهايكو عند بعض الشعراء: يعمل بعض شعراء الهايكو والعليمين بأسراره إلى توضيح ذلك اللبس الذي يحدث عند بعض الشعراء بين الهايكو والومضة والشذرة الشعريَّة، ويعد الشاعر نور الدين ضرار من الذين يبذلون جهداً مقدراً في هذا الصدد، ويقول عن التفريق بين الهايكو والشذرة الشعريَّة: "لعل الشذرة أقرب فكرياً إلى الالتماعة الفلسفية، وأقرب شعرياً إلى التوقيعة أو الومضة، بينما الهايكو درج المقعدون على توصيفه التقني القاضي بحصر بنائه في الأسطر الثلاثة على مستوى التوزيع الهندسي وضبط وزنه بسبع عشرة وحدة (٥،٧،٥) على مستوى التقطيع الصوتي. وحكر تيمته على المشهدية الطبيعية على
مستوى الاشتغال الموضوعاتي.".(54) وهنا يكشف الشاعر نور الدين ضرار
الفروقات الفنيَّة بين النوعين (الشذرة والهايكو)، ويُعدُّ هذا جهداً منه في توضيح الخلط الذي يحدثه بعض الشعراء بين المفهومين، علماً بأن الشاعر نور الدين ضرار له قصائد في الهايكو، وله جهود في الترجمة في مجال شعر الهايكو.وهذا أيضاً ما يراه الشاعر عذاب الركابي عن الخلط بين مفاهيم الهايكو والشذرة والومضة عند بعض الشعراء، يقول عذاب الركابي عنهم: "خطأ الشعراء الفاضح حين اتخذوا منها وسيلة للتعبير عن حياتهم وحالاتهم من دون دراية واتباع لقواعدها الأساسية وأصول تقنينها فجاء النص هزيلا وركيكا، ونسوا تماما أن ما كتبوه شذرة تتوسل مفردة مثيرة وخيالات منتجا ليس غير.".(55) وهذا الرأي لعذاب الركابي فيه ردٌّ كافٍ في التفريق بين الشذرة التي يكتبها بعض الشعراء وبين الهايكو، ثم يزعمون أنَّها من الهايكو، والهايكو منها براء، إذ تفتقر تلك الشذرات التي يكتبونها إلى المقومات الفنيَّة التي يجب توفُّرها في شعر الهايكو.
ويجد الدارس لهذا الموضوع ثمة جهود مشابهة لما ذُكِرَ تبذل في الكشف عن ضبابيَّة المفهوم عند بعض الشعراء، وهذه الجهود يبذلها شعراء الهايكو العرب للحدِّ من الفوضى الشعريَّة التي قد تحدثها مثل تلك الضبابيَّة، وعلى الرغم من أنَّها جهود فرديَّة، ولكن في النهاية تظلُّ جهود تفتقر الساحة النقديَّة إليها، ونتيجة لانتشار مثل هذه الكتابات التوضيحيَّة هنا وهنالك قد تساهم في الحدِّ من تلك الظاهرة.
2. ظاهرة الشاعر الناقد(النقد البينيِّ): يشتكي شعراء الهايكو العرب من الشحِّ النقديِّ الذي لا يتناسب مع كميَّة المنتج الشعريِّ بصفة عامَّة وشعر الهايكو بصفة خاصة، فباستثناء بعض الأعمال النقديَّة القليلة هنا وهناك تكاد الساحة النقديَّة العربيَّة أن تكون خالية من أي نقد جاد يقوِّم شعر الهايكو ويقيّمه، لذلك اضطر شعراء الهايكو إلى شغل هذا الفراغ النقديِّ بأنفسهم، فظهرت عندهم ظاهرة النقد البينيِّ، كما ظهر من بينهم الشاعر الناقد العليم بأسرار الفنِّ الشعريِّ الجديد والآخذ بيد شعرائه للارتقاء بهم على أدراج هذا الفنِّ الشعريِّ نحو القمَّة، يقول عذاب الركابي عن ظاهرة النقد البينيِّ: "نكتب عن بعضنا البعض، وهي ظاهرة صحية كما تبدو لي، حيث انصرف النقاد الكبار والأكاديميون إلى الديكور الثقافي والمجاملة ولعبة تلميع الأسماء
المحنطة التي تقاعدت حلما ورؤى، ولم يعد لديها ما هو مصير ومستفز.".(56)
ويوضِّح حديث عذاب الركابي أعلاه مدى القطيعة النقديَّة التي يعاني منها شعراء الهايكو، الأمر الذي جعلهم يكتبون النقد بعضهم عن بعض، واهتمام هؤلاء الشعراء بالجوانب النقديَّة قد يسهم في سد الفراغ النقديِّ الذي تعيشه التجربة الشعريَّة، ويُعَدُّ
الشاعر المغربيُّ عبد القادر الجموسي من أبرز الشعراء الذين أثروا تجربة النقد البينيِّ، ومن إسهاماته في ذلك كتابه (الهايكو المغربي: الحقل والسياق)، والصادر عن بيت الشعر في المغرب، ويتناول فيه مختارات من شعر الهايكو،(57)كذلك للشاعر عذاب الركابي نماذج مماثلة من النقد البينيِّ، ومن ذلك اختياره جماعة مبدعي النيل للكتابة النقديَّة عنهم، والتعريف بنتاجهم الأدبيِّ.(58)
وإلى جانب الأعمال النقدية مارس بعض شعراء الهايكو الترجمة، حيث ترجموا مختارات شعريَّة لفنِّ الهايكو عن اللغات الأخرى، ومن ذلك قيام الشاعر والناقد الفلسطيني محمد الأسعد بترجمة كتاب للباحث الشاعر كينيث ياسودا بعنوان (واحدة بعد أخرى تتفتح أزهار البرقوق: دراسة في جماليات الهايكو مع شواهد مختارة)، وذلك في العام ١٩٩٩م،(59)كما قام الشاعر والناقد السوري محمد عضيمة بترجمة كتاب (الهايكو الياباني) في العام ٢٠١٠م.(60)
يتضح مما سبق أنَّ ظاهرة النقد البينيِّ وتجربة الشاعر الناقد تقومان بدور فاعل في التعريف بشعر الهايكو وشعرائه، والرقي بمنجزهم الشعريِّ، وربما تغري هذه الظاهرة والتجربة النقَّاد الجادين بالمقاربة النقديَّة لهذا النوع الشعريِّ الجديد في الساحة الشعريَّة العربيَّة، بما توفِّره لهم من أساس نقديٍّ يمكن البناء عليه لاحقاً.
3.الترويج لشعر الهايكو العربيِّ: يبذل شعراء الهايكو والمهتمين به جهوداً واضحة في الترويج له داخليَّاً وخارجيَّاً، وذلك عبر وسائل إعلاميَّة عديدة ومنها:
أ. تكوين الروابط الأدبيَّة على مواقع التواصل الاجتماعيِّ: حيث نشط بعض شعراء الهايكو في تنظيم أنفسهم في مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعيِّ، وذلك بغرض التعارف وعرض نتاجهم الشعريِّ، ومن المجموعات النشطة في هذا المجال على سبيل المثال: مجموعة(شعراء الهايكو العربيِّ)، ومجموعة (واحة الهايكو)، ومجموعة (نبض الهايكو).(61)وقد تجذب هذه المجموعات وغيرها الهواة والمهتمِّين الأمر الذي يساعد على انتشار شعر الهايكو.
ب. تأسيس الأندية الأدبية: ومنها نادي (هايكو موروكو) في الرباط، والذي تأسس في العام ٢٠١٩م، و رئيسه الشاعر سامح درويش، وكان لهذا النادي دوراً في الدعوة لاستضافة مهرجان الهايكو ٢٠٢١م في دورته الحادية عشرة، الذي تقوم برعايته جمعية الهايكو العالمية.(62)ومنها نادي الهايكو الكويتيِّ، والذي يترأسه
مؤسِّسه الشاعر فيصل العنزي، ويهدف النادي إلى التعريف بشعر الهايكو عن طريق الترجمة وإقامة الورش والدورات في شعر الهايكو،(63)كما تمكَّنت مجموعة من شعراء الهايكو في الأردن من تأسيس نادٍ لها أُطلِق عليه اسم (نادي شعراء الطبيعة- هايكو الأردن)، وقد كان ذلك بتاريخ ٦/٨/٢٠٢٠م،(64) ومن الأندية الإلكترونيَّة لشعر الهايكو نادي (المغرب الكبير) والذي أسَّسه الشاعر رضا ديداني في العام ٢٠١٦م، وقد قام هذا النادي بإصدار خمسة عشر كتاباً إلكترونيَّاًّ لشعراء النادي، بالإضافة إلى إصدار كتابين مُتَرجَمَيْنِ في شعر الهايكو أحدهما مُترجَم عن الإنجليزيَّة والآخر عن الفرنسيَّة، كما قام النادي بتنظيم مسابقه في شعر الهايكو في العام ٢٠٢٠م.(65)
ج. عقد الندوات العلمية: ومنها الندوة الأولى لشعر الهايكو في المغرب والتي عقدت في التاسع من تموز / يوليو ٢٠١٥م، ثم عقد الندوة الثانية له في تموز/ يوليو ٢٠١٦م في مدينة وجدة، والتي كانت بعنوان (الهايكو العربيُّ وشعريَّات هايكو العالم)،(66) وقد كانت الندوتان بدعوة وتنظيم من الشاعر عبد القادر الجموسي، حيث
دعا إلى الندوة الأولى مفكرين وشعراء عرب، كما دعا إلى الندوة الثانية شعراء الهايكو من اليابان وإيطاليا وبلغاريا والدنمارك، والجزائر وتونس والعراق من الدول
العربيَّ ه،وقد نتج عن الندوة الثانية عشرة إصدارات عن شعر الهايكو نقداً وترجمة وإبداعاً.(67)
د. المشاركة في المهرجات المحليَّة والعالميَّة:ومن المشاركات المحليَّة (الملتقى الأول لشعراء الهايكو في المغرب) بتاريخ ٢٥/١٢/٢٠١٧م، والذي عقد في مدينة إفران المغربية تحت شعار(الهايكو مغربيٌّ أيضاً)، وذلك بمشاركة خمسة وعشرين شاعراً من شعراء الهايكو في المغرب.(68)
يتَّضح مما سبق ذكره أنَّ هنالك جهوداً واضحة يبذلها شعراء الهايكو في التعريف بهذا المنتج الشعريِّ الجديد، والترويج له في البيئة اللغويَّة العربيَّة، وهذه الجهود قد تثمر في المستقبل القريب أو البعيد انتشاراً وحضوراً كبيراً لهذا النوع الشعريِّ في الساحة الشعريَّة العربيَّة.
____________________
(1) رسول بلاوي وتوفيق رضابورمحيسني، شعرية الهايكو وخصائصه الفنية في الأدب الحديث، مجلة الدراسات الثقافية واللغوية والفنية، المركز الديمقراطي العربي، العدد: 1، أغسطس 2018م، ص: 17.
(2) محمد الفحايم، ارتجال قصيدة الهايكو، القدس العربي، العدد: 7098، التاريخ: 11/4/2012م، ص: ٩.
(3) حمدي حميد الدوري، شعر الهايكو الياباني وإمكانياته في اللغات الأخرى، ص: ٦٠.
(4) محمد الفحايم، ارتجال قصيدة الهايكو، القدس العربي،ص: ١٠.
(5) نجيب مبارك، جاك كيرواك أمثولة الهايكو، العربي الجديد، العدد: ١٠٥، التاريخ: ١١ سبتمبر ٢٠١٤م، ص: ٢٥.
(6) حسني التهامي، "بيان الهايكو"، موقع ديوان العرب، تاريخ النشر: ٣/٧/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(7) محمد الأسعد، "الهايكو" .. الجدل متواصل حول مفهوم الشعر، موقع صحيفة الخليج، تاريخ النشر: ٩/٤/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.google.com/amp/s/www.al...9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1?amp
(8) حسني التهامي، "بيان الهايكو"، موقع ديوان العرب، تاريخ النشر: /٧/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(9) محمد الأسعد، "الهايكو".. الجدل متواصل حول مفهوم الشعر"، موقع صحيفة الخليج، تاريخ النشر: ٩/٤/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
.https://www.google.com/amp/s/www.alkhaleej.ae/%25D9%2585%25D9%2584%25D8%25AD%25D9%2582/%25C2%25AB%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2587%25D8%25A7%25D9%258A%25D9%2583%25D9%2588%25C2%25BB-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%2584-%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2588%25D8%25A7%25D8%25B5%25D9%2584-%25D8%25AD%25D9%2588%25D9%2584-%25D9%2585%25D9%2581%25D9%2587%25D9%2588%25D9%2585-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25B9%25D8%25B1%3famp
(10) موقع مجلة الجديد، "عبد القادر الجموسي.. هايكو عربي ومحاورة الآخر"، موقع مجلة الجديد، تاريخ النشر: ١/١/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljadeedmagazine.com/عبدالقادر-الجموسي-هايكو-عربي-مجاورة-الآخر
(11) محمد جمال صقر، "التوقيعة الشعرية عند الشاعر عز الدين المناصرة"، موقع المجلة الثقافية الجزايرية، تاريخ النشر: ٢/٣/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
التوقيعة الشعريَّة عند الشاعر عزالدين المناصرة - المجلة الثقافية الجزائرية
• –الدكتور محمد جمال صقر* التوقيعة اسم مرة ،التوقيع الذي هو إيقاع شيء على شيء من أشياء دون شيء، وهذا من عجائب العربية؛ فعلى رغم دلالة صيغة التفعيل على تكثير الفعل، تدل على المراوحة بين الفعل وعدم الفعل، فكأن التكثير قد شمل مع الفعل عدم الفعل؛ فإذا هما كلاهما كأنهما فعلان، لا فعل وعدم فعل! …...
(12) موقع الجسرة الثقافي، "الهايكو.. هل هو شعر أم استسهال لقصيدة النثر؟"، موقع الجسرة الثقافي، تاريخ النشر: ١٥/٤/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljasrah.net/aljasra14460/الهايكو-هل-هو-شعر-ام-استسهال-لقصيدة-ال/
(13) أشرف عبد القادر محمد الكريدي، نظرة جديدة إلى التواصل الثقافي والعولمة- تأثير الآخر على الأنا متمثلا هذه المرة في تأثير الشرق الأقصى على الشرق الأوسط نموذجا، المجلة العربية للنشر العلمي، العدد: ١١، تاريخ النشر: ٢/٩/٢٠١٩م، ص: ٣٦٩.
(14) محمد جمال صقر، "التوقيعة الشعرية عند الشاعر عز الدين المناصرة"، موقع المجلة الثقافية الجزائرية، تاريخ النشر: ٢/٣/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
التوقيعة الشعريَّة عند الشاعر عزالدين المناصرة - المجلة الثقافية الجزائرية
• –الدكتور محمد جمال صقر* التوقيعة اسم مرة ،التوقيع الذي هو إيقاع شيء على شيء من أشياء دون شيء، وهذا من عجائب العربية؛ فعلى رغم دلالة صيغة التفعيل على تكثير الفعل، تدل على المراوحة بين الفعل وعدم الفعل، فكأن التكثير قد شمل مع الفعل عدم الفعل؛ فإذا هما كلاهما كأنهما فعلان، لا فعل وعدم فعل! …...
(15) موقع ويكيبيديا، "سامح درويش"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
ar.m.wikipedia.org/wiki/سامح_درويش
(16) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، ص: ٢٢٣.
(17) موقع ويكيبيديا، "عبد القادر الجموسي"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(18) عبد القادر الجموسي، الطائر المحلق، سلسلة كتاب هذا الهايكو، نادي الهايكو العربي، ٢٠١٨م، كتاب إلكتروني، ص: (٧- ١٣)، يقرأ على شبكة الإنترنت على الرابط:
الطائر المحلق عبد القادر الجموسي قصائد هايكو
الطائر المحلق عبد القادر الجموسي قصائد هايكو
(19) موقع ويكيبيديا، "عاشور فني"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(20) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، ص: ٢١٣.
(21) مصطفى قلوشي، "شروخ في المرآة لسنية بن عمار"، موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، تاريخ النشر: ٢٣/٦/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
http://alittihad.info/شروخ-في-المرآة-لسنية-بن-عمار/
(22) موقع مجلة قناص الثقافية، "قصائد عاشور الطويبي"، مجلة قناص الثقافية، تاريخ النشر: ١٤/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://qannaass.com/قصائد-عاشور-الطويبي-ليبيا/
(23)موقع جريدة بوابة الوسط الليببة، "عاشور الطويبي: هايكو تحت القصف"، موقع جريدة بوابة الوسط الليبية، تاريخ النشر: ٣٠/٨/٣٠١٤م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(24) موقع ويكيبيديا، "حسن التهامي"، موقع ويكيبيديا، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(25) حسني التهامي، "في رحاب الهايكو"، موقع ديوان العرب، تاريخ النشر: ٦/٢/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
.https://www.diwanalarab.com/في-رحاب-الهايكو
(26) عبد الغفار محمد سعيد، "قصائد......الهايكو السوداني"، موقع الحوار المتمدن، تاريخ النشر: 6/9/2012م، تاريخ المشاهدة: 3/7/2022م، الرابط:
(27) بوابة اللاجئين الفلسطينيين، "أصوله من حيفا.. وفاة الشاعر الفلسطيني محمد الأسعد في الكويت"، موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تاريخ النشر: ٢٢/٩/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://web.archive.org/web/20210922191735/https://refugeesps.net/post/18813/أصوله-من-حيفا-وفاة-الشاعر-الفلسطيني-محمد-الأسعد-في-الكويت
(28) آمنة بلعلي، خطاب الأنساق، ص: ١٤٩.
(29) زاهر قضماني، "الشاعر ربيع الأتات لـ«البناء»: الشعر بحث في قلب الوجود و«الهايكو» نبضة منعشة عميقة تتذوّق اللحظة"،(حوار مع الشاعر ربيع الأتات)، موقع صحيفة البناء، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ١/٧/٢٠٢٢م، الرابط:
الشاعر ربيع الأتات لـ«البناء»: الشعر بحث في قلب الوجود و«الهايكو» نبضة منعشة عميقة تتذوّق اللحظة - جريدة البناء | Al-binaa Newspaper
حوار زاهر قضماني ما أكثر الدمى الجديرة بالدفن، في حياتنا. دفن بلا قبور وبلا مراسم، تعهّده شاعر طبيب
(30) موقع الجزيرة نت، "من برنامج: موعد في المهجر"، موقع الجزيرة نت، بدون تاريخ، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(31) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، ص: 34.
(32) موقع ويكيبيديا، "محمود عبد الرحيم الرجبي"، موقع ويكيبيديا، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
محمود عبد الرحيم الرجبي - ويكيبيديا
(33) عباس محمد عمارة، أنطولوجيا قصائد الهايكو العربية، منشورات مومنت، ٢٠١٩م، ص: ٧٩.
(34) فضة المعيلي، "رابطة الأدباء تستضيف أولى أمسيات شعر الهايكو"، موقع ، تاريخ النشر: ٢٥/١١/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
رابطة الأدباء تستضيف أولى أمسيات شعر الهايكو
انطلقت أولى أمسيات "نادي الهايكو" في رابطة الأدباء الكويتيين، بأمسية تعريفية عن "شعر الهايكو"، شارك فيها الشاعران حنان عبدالقادر وسالم الوكيل، وقدَّمها رئيس نادي الهايكو فيصل سعود، وحضرها جمع من...
(35) المجلة الالكترونية نادي هايكو المغرب الكبير الاصدار السادس ٢٠٢٢م، ص: 9، الرابط:
هايكو المغرب الكبير/ المجلة الالكترونية العدد السادس
(36) فتح الرحمن يوسف، "شاعر سعودي يكتب قصائد الهايكو"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٨/٥/٢٠١١م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(37) فتح الرحمن يوسف، "شاعر سعودي يكتب قصائد الهايكو"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٨/٥/٢٠١١م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(38) صدام الزيدي، "سكينة شجاع الدين تصدر باكورة هايكو على همس وشوشة المحار"، موقع فضاءات الدهشة، تاريخ النشر: ٣٠/٣/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ٣٠/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(39) صدام أبو مازن، "شعر والومضة والتأمل.. "الهايكو" العربي يفشل رهانات النقاد ويتجه من اليابان للمغرب والعالمية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/10/30/شعر-الومضة-والتأمل-الهايكو-العربي
(40) موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، "حوار مع الشاعر نور الدين ضرار شعر الهايكو المغربي تجاوز مرحلة التجارب الفردية المعزولة"، موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، تاريخ ٢٧/٣/٢٠١٩م، تاريخ آخر تحديث: ١٤/٦/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
حوار مع الشاعر نور الدين ضرار الهايكو المغربي تجاوز مرحلة التجارب الفردية المعزولة - AL ITIHAD
نور الدين ضرار شاعر ومترجم من جيل الثمانينات، صدرت له لحد الآن خمس مجموعات شعرية والعديد من الأعمال الترجمية في
alittihad.info
(41) موقع مجلة الجديد، "عبد القادر الجموسي.. هايكو عربي ومحاورة الآخر"، موقع مجلة الجديد، تاريخ النشر: ١/١/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljadeedmagazine.com/عبدالقادر-الجموسي-هايكو-عربي-مجاورة-الآخر
(42) عبد الجبار العتابي، "الهايكو.. هل هو شعر أم استسهال لقصيدة النثر؟"،
موقع الجسرة الثقافية، تاريخ النشر: ١٥/٤/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١١/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljasrah.net/aljasra14460/الهايكو-هل-هو-شعر-ام-استسهال-لقصيدة-ال/
(43) موقع صحيفة عمان، "آراء متباينة حول القالب الشعري ذي الجذور اليابانية"، موقع صحيفة عمان، تاريخ النشر: ١٣/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١١/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(44) عبد الجبار العتابي، "الهايكو.. هل هو شعر أم استسهال لقصيدة النثر؟"، موقع الجسرة الثقافية، تاريخ النشر: ١٥/٤/٢٠٢١م، تاريخ المشاهدة: ١١/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljasrah.net/aljasra14460/الهايكو-هل-هو-شعر-ام-استسهال-لقصيدة-ال/
(45) ميلود لقاح، "قصيدة الهايكو العربية بين القبول والرفض"، موقع شبكة الميادين، تاريخ النشر: ١/٦/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(46) عذاب الركابي، "قصيدة الهايكو العربي نماذج ركيكة.. ونقد انطباعي سريع"، موقع مجلة العربي الكويتية، النسخة الإلكترونية من العدد : ٧٤٦، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(47) بسام جميدة، "آراء متباينة حول القالب الشعري ذي الجذور اليابانية"، موقع صحيفة عمان، تاريخ النشر: ١٣/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(48) صدام أبو مازن، "شعر والومضة والتأمل.. "الهايكو" العربي يفشل رهانات النقاد ويتجه من اليابان للمغرب والعالمية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/10/30/شعر-الومضة-والتأمل-الهايكو-العربي
(49) شريف الشافعي، "الهايكو" العربي يحيل الشعراء إلى قفص الاتهام، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(50) عذاب الركابي، "قصيدة الهايكو العربي نماذج ركيكة.. ونقد انطباعي سريع"، موقع مجلة العربي الكويتية، النسخة الإلكترونية من العدد : ٧٤٦، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(51) موقع صحيفة العرب، "هل يمكن أن تكون قصيدة "هايكو" عربية"، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٨/٦/٢٠١٦م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(52) باسم القاسم، "وهم المعرفة.. عرب الهايكو ورأس الديك"، موقع الحوار المتمدن، تاريخ النشر: ٢٩/٧/٢٠١٨م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
باسم القاسم - - وهم المعرفة - - عرب الهايكو ورأس الديك
باسم القاسم - - وهم المعرفة - - عرب الهايكو ورأس الديك
m.ahewar.org
(53) عمر الشيخ، "الهايكو فن العبارة الممتعة في ازدياد الترجمة والبحث عن الذائقة النخبوية رسم تفاصيل الطبيعة لغوياً لقول أشياء هادئة ومضحكة.. ترجمات عن اليابانية والفرنسية بين التصويب والعبث.. ما الذي يمكن قوله؟ "، موقع الشاعر عمر الشيخ، تاريخ النشر: ١٨/٤/٢٠١١م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://omarsh.wordpress.com/2011/04/18/الهايكو-فن-العبارة-الممتعة-في-ازدياد-ا/
(54) موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، "حوار مع الشاعر نور الدين ضرار شعر الهايكو المغربي تجاوز مرحلة التجارب الفردية المعزولة"، موقع صحيفة الاتحاد الاشتراكي، تاريخ ٢٧/٣/٢٠١٩م، تاريخ آخر تحديث: ١٤/٦/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
حوار مع الشاعر نور الدين ضرار الهايكو المغربي تجاوز مرحلة التجارب الفردية المعزولة - AL ITIHAD
نور الدين ضرار شاعر ومترجم من جيل الثمانينات، صدرت له لحد الآن خمس مجموعات شعرية والعديد من الأعمال الترجمية في
alittihad.info
(55) عذاب الركابي، "قصيدة الهايكو العربي نماذج ركيكة.. ونقد انطباعي سريع"، موقع مجلة العربي الكويتية، النسخة الإلكترونية من العدد : ٧٤٦، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(56) شريف الشافعي، "الهايكو" العربي يحيل الشعراء إلى قفص الاتهام، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(57) عبد الكبير الميناوي، "الهايكو... مغربياً"، موقع صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ النشر: ٢٧/١/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aawsat.com/home/article/2100646/الهايكو-مغربياً
(58) شريف الشافعي، "الهايكو" العربي يحيل الشعراء إلى قفص الاتهام، موقع صحيفة العرب، تاريخ النشر: ٢٩/٩/٢٠٢٠، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(59) أنس العيلة، "محمد الأسعد..كاتب من الهامش المتعدد، موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، تاريخ النشر: ١٠/١٠/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
محمد الأسعد… كاتب الهامش المتعدّد - مجلة رمان الثقافية
أنس العيلة: هذه الثقافة الموسوعيّة، وتعدّد الاهتمامات، والخوض في حقول مختلفة في الأدب والفن والفكر، وإضافة مساهمات ثقافيّة حقيقيّة في أكثر من مجال، جعلت من محمد الأسعد كاتبا فريدا، رغم أنّه يعترف بأنّ الحجر الأساس في تجربته وإبداعه هو الشعر، الذي لم ينقطع عن كتابته ح
(60) موقع الناقد العراقي، "حوار مع الشاعر والمترجم السوري محمد عضيمة: أدار الحوار الشاعر العراقي عباس محمد عمارة"، موقع الناقد العراقي، تاريخ النشر: ٢٦/١٠٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٦/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(61) آمال بولحام، قصيدة الهايكو الجزائرية بين التجريب والتلقي، مجلة تسليم، المجلد الخامس، العددان: التاسع والعاشر، يونيو/ حزيران ٢٠١٩م، ص: ٥١٧.
(62) صدام أبو مازن، "شعر والومضة والتأمل.. "الهايكو" العربي يفشل رهانات النقاد ويتجه من اليابان للمغرب والعالمية"، موقع الجزيرة نت، تاريخ النشر: ٣٠/١٠/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/10/30/شعر-الومضة-والتأمل-الهايكو-العربي
(63) فضة المعيلي، "العنزي: شعر الهايكو لا يلغي الموروث الأدبي العربي"، موقع الجريدة، تاريخ النشر: ١٤/٤/٢٠٢٢م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
العنزي: شعر الهايكو لا يلغي الموروث الأدبي العربي
قال مؤسس ورئيس نادي الهايكو الأدبي الشاعر فيصل العنزي، إن شعر الهايكو الياباني هو آخر محطة وصل إليها الشعر العربي بأشكاله وتجلياته، مؤكدا أن الشعر لا يقبع بجلباب كلاسيكي أو رومانسي فقط، بل تعدى ذلك...
(64) موقع صحيفة رأي اليوم، "عز الدين المناصرة: ولادة (نادي شعراء الطبيعة)- هايكو الأردن"، موقع صحيفة رأي اليوم، تاريخ النشر: ٩/٨/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.raialyoum.com/عز-الدين-المناصرة-ولادة-نادي-شعراء-الط/
(65) موقع صحيفة المساء، "مؤسس نادي"هايكو المغرب الكبير" رضا ديداني لـ: "المساء": أسسنا جيلا يكتب نص الهايكو العربي"، موقع صحيفة المساء، تاريخ النشر: ١٣/٧/٢٠٢٠م، تاريخ المشاهدة: ٢٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://www.el-massa.com/dz/الثقافة/أسسنا-جيلا-يكتب-نص-الهايكو-العربي
(66) محمد الأسعد، "الهايكو.. دعوة إلى الصمت الحضاري"، موقع العربي، تاريخ النشر: ١٦/٨/٢٠١٦م، تاريخ المشاهدة: ١٥/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
(67) موقع مجلة الجديد، "عبد القادر الجموسي.. هايكو عربي ومحاورة الآخر"، موقع مجلة الجديد، تاريخ النشر: ١/١/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٣/٦/٢٠٢٢م، الرابط:
https://aljadeedmagazine.com/عبدالقادر-الجموسي-هايكو-عربي-مجاورة-الآخر
(68) ميلود لقاح، "قصيدة الهايكو العربية بين القبول والرفض"، موقع شبكة الميادين، تاريخ النشر: ١/٦/٢٠١٩م، تاريخ المشاهدة: ١٤/٦/٢٠٢٢م، الرابط: