09 - 04 - 1934
حضرة الأستاذ محرر الرسالة:
قرأت في باب النقد من العدد الماضي مقال الأستاذ الجليل أحمد أمين في نقد كتاب (النثر الفني في القرن الرابع) وسرني أن اظفر من مثل هذا الباحث الفاضل بمثل ذلك الثناء، وقد رأيت من باب الدعابة أن اعد سطور ذلك المقال. فرأيت خمسة منها تمهيدا، وخمسة وستين في نقد طريقة المؤلف في الحديث عن نفسه ومصاولة ناقديه، وثلاثة عشر في نقد هندسة الكتاب، ثم رأيت مع السرور الفائق ثمانية عشر سطرا كلها ثناء صرف على المؤلف وعلى الكتاب، ومن النادر أن يظفر مؤلف بثمانية عشر سطرا كلها ثناء على كتاب جديد من رجل كالأستاذ احمد أمين.
وكتابي كما تعلمون يقع في نحو ثمانمائة صفحة، وملام الأستاذ احمد أمين لا ينصب على اكثر من صفحتين يمكن حذفهما بسهولة في الطبعة المقبلة إن شاء الله
ويقول الأستاذ:
(وأني وإن احترمت الكتاب من الناحية العلمية والعقلية فأني ناقده من جهة الذوق)
ثم أشار إلى كلمات وهوامش جمح فيها القلم، وهو ينقد بعض العلماء، وصح لدي بعد التأمل أن مجموع ذلك يزيد عن عشر كلمات سأحذفها في الطبعة المقبلة، لأنها ضربت أذني وانقبض منها صدري كما ضربت أذن الأستاذ وانقبض منها صدره.
وعجب الأستاذ من أن يراني قاسيا في بعض النقد، ولطيفا لبقا في البعض الآخر، وتمنى لو يعرف لم كنت لطيفا لبقا هنا، وقاسيا صارما هناك؟
وتفسير ذلك سهل: فأن الأدب يأخذ وقوده أحياناً من الأعصاب والاحاسيس، وقد تتمثل للنفس ظلال من إحدى المعارك الأدبية فتثور تعصف، وتمضي حينا في هدوء فلا يفيض عنها غير اللباقة واللطف
والى حضرة الأستاذ تحيتي واحترامي
زكي مبارك
حضرة الأستاذ محرر الرسالة:
قرأت في باب النقد من العدد الماضي مقال الأستاذ الجليل أحمد أمين في نقد كتاب (النثر الفني في القرن الرابع) وسرني أن اظفر من مثل هذا الباحث الفاضل بمثل ذلك الثناء، وقد رأيت من باب الدعابة أن اعد سطور ذلك المقال. فرأيت خمسة منها تمهيدا، وخمسة وستين في نقد طريقة المؤلف في الحديث عن نفسه ومصاولة ناقديه، وثلاثة عشر في نقد هندسة الكتاب، ثم رأيت مع السرور الفائق ثمانية عشر سطرا كلها ثناء صرف على المؤلف وعلى الكتاب، ومن النادر أن يظفر مؤلف بثمانية عشر سطرا كلها ثناء على كتاب جديد من رجل كالأستاذ احمد أمين.
وكتابي كما تعلمون يقع في نحو ثمانمائة صفحة، وملام الأستاذ احمد أمين لا ينصب على اكثر من صفحتين يمكن حذفهما بسهولة في الطبعة المقبلة إن شاء الله
ويقول الأستاذ:
(وأني وإن احترمت الكتاب من الناحية العلمية والعقلية فأني ناقده من جهة الذوق)
ثم أشار إلى كلمات وهوامش جمح فيها القلم، وهو ينقد بعض العلماء، وصح لدي بعد التأمل أن مجموع ذلك يزيد عن عشر كلمات سأحذفها في الطبعة المقبلة، لأنها ضربت أذني وانقبض منها صدري كما ضربت أذن الأستاذ وانقبض منها صدره.
وعجب الأستاذ من أن يراني قاسيا في بعض النقد، ولطيفا لبقا في البعض الآخر، وتمنى لو يعرف لم كنت لطيفا لبقا هنا، وقاسيا صارما هناك؟
وتفسير ذلك سهل: فأن الأدب يأخذ وقوده أحياناً من الأعصاب والاحاسيس، وقد تتمثل للنفس ظلال من إحدى المعارك الأدبية فتثور تعصف، وتمضي حينا في هدوء فلا يفيض عنها غير اللباقة واللطف
والى حضرة الأستاذ تحيتي واحترامي
زكي مبارك