الحسين الهواري - رد على المؤرخ الكبير الأستاذ السيد عبدالوهاب بن منصور في شأن (الاسماس والسليف وغيرهما من الاطباق المغربية المنقرضة والتي صارت عالمية

رد على المؤرخ الكبير الأستاذ السيد عبدالوهاب بن منصور في شأن (الاسماس والسليف وغيرهما من الاطباق المغربية المنقرضة والتي صارت عالمية تحت أسماء غريبة) ، في البحث عن الهوية - رد مختصر - حول تعريف سيادتكم للاسماس الذي ذكره البيدق، فأنا أملك معلومات كثيرة حول الموضوع.
- التاريخ المدلس للمطبخ المغربي و الانقلاب على النمط البرغواطي الذي حصل بين العصرين الموحدي و المريني تحت ضغوطات اثنية ، و هل يمكن إعادة كتابة التاريخ ؟ الوصفات الأصلية المنقرضة و التحول الى المطبخ الافتراضي و هل أصاب السلطان يعقوب المنصور او أخطأ ؟ ومحاولة تدارك ذلك في عهد إدريس المأمون في ( الصحوة المتأخرة ) .
لكي نعرف ما الذي حصل يجب ان نبحث في التاريخ لاستنباط الحقائق حول تغييب النمط المغربي ، وهذه مراجعة تاريخية في أسباب خلط الأوراق والمفاهيم عصر الإمبراطورية الموحدية او قراءة للأسباب السياسية وراء دعوة المنصور لتعريب المصطلحات و دور الأندلسيين في طمس الهوية المغربية و الدفع بالتعريب ثم تغليب النزعة القشتالية catalane مما سيؤدي إلى الانهيار الكبير , لماذا رفض ملوك الطوائف دعوة المنصور الى توحيد العدوتين (( لكن بعد سقوط الأندلس عاد الموريسكيون للقبول بها )) و ماهي الشروط التي فرضتها جماعة قرطبة و ابن حسداي ؟ وما هي الدوافع وراء كراهية البربر و استعمال لفظ الصنهاجي للدلالة ؟ اهو الاعتزاز بالهوية الأندلسية ؟ و هل كان لهذه الأمور دور في الهزائم المتلاحقة ؟ انعدام الإجماع على النمط المغربي و على الموحدين في الأندلس- اعتبروا محتلين لدى بعض الطوائف - مما حدى بمؤرخي الأندلس إلى التعتيم و أحيانا إلى التنقيص .
في مخطوطات ابن صاحب الصلاة ( المن بالإمامة ) وعند البيدق ( مؤرخ ابن تومرت ) أكبر دليل على الأطباق المنقرضة والتي ستختفي لاحقا عند باقي المؤرخين المعاصرين لذلك العصر سواء في الأندلس وشمال إفريقيا ، ولم يشر لها مؤلف الطبيخ في العدوتين و لا ابن رزين التجيبي و لا ابن العديم قاضي حلب مستبدلين الأسماء الأصلية بأخرى أعجمية .
ماذا حدث بعد تغريبة بني هلال و هل كان إجماع على ذلك - باستثناء رسالة ابن طفيل الاستعجالية لا نجد أثرا آخر - هل حصل تدليس للحقائق عند ابن بشكوال تلميذ ابن رشد و عند المراكشي ، مباشرة بعد هذه الأحداث ستتغير التسميات؟ لماذا لجأ فقهاء الأندلس إلى طمس النمط المغربي تحت ذريعة توحيد النمطين الأندلسي / الموحدي ( العدوتين , المغرب و الأندلس ) هل كانت الأندلس دولة قائمة بذاتها أم مجرد إقليم تابع للمغرب عصر المرابطين و الموحدين و هي مجموعة دويلات طوائف متناحرة - أكثر من ثلاثين طائفة - ؟ اي تغليب نمط المغلوب على الغالب ( عكس نظرية ابن خلدون في التأثير التي تشير إلى تأثر المغلوب بالغالب )
كانت القوات المغربية قد اجتاحت جنوب أوروبا بكل مماليكها و طوائفها قبل معركة الأرك ، لكن ثلة من علماء و حكماء الأندلس رفضوا الإعتراف بذلك مفضلين الحفاظ على الهوية الأندلسية و أغلبهم من جماعة قرطبة و المدرسة العبرية الأندلسية أتباع ابن ميمون و جماعة الوزير ابن حسداي في الميريا ( لجأ مؤيدو هذه الجماعات إلى الأيوبيين في الإسكندرية و حلب ) ضدا في الموحدين و معهم مغاربة آخرون من فاس وسبتة ( حالة الحجاج بن يقنين ) هل لم يستوعبوا ما هو مفهوم التوحيد ( التومرتي ) أم هو كما صرحوا بذلك راجع لمعاناتهم و التنكيل بهم ( توحيد الزي اليهودي الاصفر و بعده الأزرق ) - الإشارة في قصيدة الألبيري الشهيرة - , تحت تأثير الأحداث. المتلاحقة و ضغط وجهاء و علماء و حكماء الأندلس لم يجد السلطان بدا من الإذعان و يتخلى عن الانتماء للبربر ( و هو الأمازيغي ) في سبيل توحيد الأمتين و تخلى بذلك عن موروث ثقافي لإرضاء النخبة الأندلسية التي كانت تأخذ موقفا عدائيا من البربر ، كان عليه ان يضحي أو يتنازل أهل العلم ، لاحقا ستصدر الاعترافات بالموحدين و لو تحت تعريف مبهم يقارن بينهم و بين الملثمين المرابطين و اتباعهم الصنهاجيين ( بنو زيري ) . هل كان التعريب الذي فرض هو فقط للتقليل من نفوذ البربر أو انتقاما منهم أو لرفع قيمة الهوية الأندلسية ؟ و كيف يعقل أن تخضع امبراطورية منتصرة وفي عنفوان قوتها لاملاءات و هنجعية فقهاء الأندلس و تمحو تراثها ، ولو أخذنا في الاعتبار أن الخيانة ستستمر حتى انهيار دولة الموحدين بعد معركة حصن العقاب فضاعت الدولة و ضاعت الهوية … يتبع . ( من كتاب ) الهواري الحسين Houari Hossin

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...