كتب – جعفر الديري:
قال رسام الكاريكاتير الفنان البحريني خالد الهاشمي: ان الكاريكاتير الخالي من الكلمات هو الأكثر بلاغة، لكنه ليس بالضرورة الأكثر شعبية، فرسام الكاريكاتير يتعامل مع شرائح عدة من المجتمع التي تحتاج الى بعض الكلمات للتوضيح.
وأضاف الهاشمي خلال احتفال أسرة الأدباء والكتاب، بحصوله على جائزة الصحافة العربية لرسم الكاريكاتير لسنة 2003 : أنا أعمل على جانبين، جانب اجتماعي بسيط وجانب سياسي عام، فعندما أتكلم عن الفساد أتكلم عن قضية سياسية، فالحرية والفساد هما قضيتان سياسيتان، فالكاريكاتير أكبر قوة من المقال، ولكنك عندما ترسم الكاريكاتير تتحرك ضمن خطوط عامة فأنت لا تستطيع الكلام بحرية عن قضايا تتعلق بالدين أو الجنس وان كنت تحاول ما أمكنك التطرق اليها، ومن المؤكد أننا بهذه الصورة نحاول ما أمكننا رفع سقف الحرية ولكننا نصطدم دائما بالسلطة وبالمعارضة.
ومستدركا تابع الهاشمي: لكننا نشهد اليوم مجالا اكبر للحرية، على رغم وجود الرقابة لحد اليوم، فمسألة عدم ملائمة المادة للصحيفة أمر قد يدفع الى رفض المادة وأحيانا الى اخفاء بعض كلماتها، وكانت لي تجارب من قبل مع الصحافة فكنت أرسل مجموعة من الأعمال ليختاروا منها ما يناسبهم وقد يستخدمون مادة "البلانكو".
وحول العلاقة بين وظيفته كمهندس معماري وفنان كاريكاتير قال الهاشمي: هذه العلاقة ترجع الى أسباب عدة فالعمارة هي أم الفنون وتدخل فنون عدة فيها، كما أنها قائمة على التفكير والتخطيط، والكاريكاتير يطرح فكرا ونقدا فليس غريبا أن نجد الكثير من المعماريين فنانين وموسيقيين هم من المعماريين، ولكني ومع كوني مهندسا معماريا وفنانا كاريكاتيريا فإنني أعترف بأني مقصر في الجانب التقني فأنا لحد اليوم مازلت أحب علاقة القلم بالورقة ولكنني لا يمكنني إلغاء ما أضافه الكمبيوتر من أشياء جميلة لرسوم الكاريكاتير، فعلى رغم اضطراري نتيجة رغبة احدى الصحف في التلوين وجدت نفسي أركز على اللونين الأسود والأزرق اللذين يشكلان بالنسبة إلي فضاءًا للحرية.
من جهته قدّم الروائي البحريني فريد رمضان، ورقة بهذه المناسبة، قال فيها: ان خالد الهاشمي فنان لا يميل الى الحوارات، بل يشكل أعماله عبر الخطوط البسيطة، مستمدا بلاغتها من سيطرته على دلالاتها الرمزية التي اتسمت بمواقفها الجادة. والذاكرة الكاريكاتيرية تحتفظ بأسماء عدة لأولئك الذين أسسوا وآثروا فن الكاريكاتير ونذكر هنا مثلا دونيه الذي يعتبر أول من استخدم التعبير في الأفكار، ونيكولاس الذي لا يزال يرسم في صحيفة «الاندبندنت» كذلك ميشال بلانتو، أما على المستوى العربي فنجد الفنان الفلسطيني ناجي العلي، نبيل أبوأحمد، علي عثمان، البهجوري، عبدالرحيم ياسر، حبيب حداد، محمود كحيل وسلمان عبدالكريم.
وفيما يخص فن الكاريكاتير في البحرين، أكد رمضان أنه من الصعوبة تحديد الريادة وإن كنا نرى شيئا من ذلك في تجارب عبدالله المحرقي ومناحي مرزوق، وتوالت من بعدهم أعمال خاتون العصفور ومحمد فيحان الدوسري، وتجربة خالد الهاشمي وهشام زباري الذين ارتبطوا بصحيفة الأيام.
وتابع رمضان: ان التميز في مجال الفن الكاريكاتيري صعب للغاية ولكي نتعرف على مقدار هذه الصعوبة نذكر هنا مقولة الفنان العالمي فيكي الذي يقول إنه من السهل أن تجد المئات من الرسامين، ولكن من الصعب أن تعثر على فنان كاريكاتير مهم اذ علينا عدهم على أصابع اليد، هذا الكلام يقودنا في الواقع الى حصول الفنان البحريني خالد الهاشمي على جائزة الصحافة العربية لرسم الكاريكاتير لسنة 2003، وهو فنان تمتاز أعماله بمواقفها الجادة من خلال ايصاله خطابه الكاريكاتيري الذي يشكل خطابا يتم تداوله بين الرسام والمستقبل أو قارئ الصورة.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية: العدد 622 - الأربعاء 19 مايو 2004.
خالد الهاشمي... بصيرة الكاريكاتير
قال رسام الكاريكاتير الفنان البحريني خالد الهاشمي: ان الكاريكاتير الخالي من الكلمات هو الأكثر بلاغة، لكنه ليس بالضرورة الأكثر شعبية، فرسام الكاريكاتير يتعامل مع شرائح عدة من المجتمع التي تحتاج الى بعض الكلمات للتوضيح.
وأضاف الهاشمي خلال احتفال أسرة الأدباء والكتاب، بحصوله على جائزة الصحافة العربية لرسم الكاريكاتير لسنة 2003 : أنا أعمل على جانبين، جانب اجتماعي بسيط وجانب سياسي عام، فعندما أتكلم عن الفساد أتكلم عن قضية سياسية، فالحرية والفساد هما قضيتان سياسيتان، فالكاريكاتير أكبر قوة من المقال، ولكنك عندما ترسم الكاريكاتير تتحرك ضمن خطوط عامة فأنت لا تستطيع الكلام بحرية عن قضايا تتعلق بالدين أو الجنس وان كنت تحاول ما أمكنك التطرق اليها، ومن المؤكد أننا بهذه الصورة نحاول ما أمكننا رفع سقف الحرية ولكننا نصطدم دائما بالسلطة وبالمعارضة.
ومستدركا تابع الهاشمي: لكننا نشهد اليوم مجالا اكبر للحرية، على رغم وجود الرقابة لحد اليوم، فمسألة عدم ملائمة المادة للصحيفة أمر قد يدفع الى رفض المادة وأحيانا الى اخفاء بعض كلماتها، وكانت لي تجارب من قبل مع الصحافة فكنت أرسل مجموعة من الأعمال ليختاروا منها ما يناسبهم وقد يستخدمون مادة "البلانكو".
وحول العلاقة بين وظيفته كمهندس معماري وفنان كاريكاتير قال الهاشمي: هذه العلاقة ترجع الى أسباب عدة فالعمارة هي أم الفنون وتدخل فنون عدة فيها، كما أنها قائمة على التفكير والتخطيط، والكاريكاتير يطرح فكرا ونقدا فليس غريبا أن نجد الكثير من المعماريين فنانين وموسيقيين هم من المعماريين، ولكني ومع كوني مهندسا معماريا وفنانا كاريكاتيريا فإنني أعترف بأني مقصر في الجانب التقني فأنا لحد اليوم مازلت أحب علاقة القلم بالورقة ولكنني لا يمكنني إلغاء ما أضافه الكمبيوتر من أشياء جميلة لرسوم الكاريكاتير، فعلى رغم اضطراري نتيجة رغبة احدى الصحف في التلوين وجدت نفسي أركز على اللونين الأسود والأزرق اللذين يشكلان بالنسبة إلي فضاءًا للحرية.
من جهته قدّم الروائي البحريني فريد رمضان، ورقة بهذه المناسبة، قال فيها: ان خالد الهاشمي فنان لا يميل الى الحوارات، بل يشكل أعماله عبر الخطوط البسيطة، مستمدا بلاغتها من سيطرته على دلالاتها الرمزية التي اتسمت بمواقفها الجادة. والذاكرة الكاريكاتيرية تحتفظ بأسماء عدة لأولئك الذين أسسوا وآثروا فن الكاريكاتير ونذكر هنا مثلا دونيه الذي يعتبر أول من استخدم التعبير في الأفكار، ونيكولاس الذي لا يزال يرسم في صحيفة «الاندبندنت» كذلك ميشال بلانتو، أما على المستوى العربي فنجد الفنان الفلسطيني ناجي العلي، نبيل أبوأحمد، علي عثمان، البهجوري، عبدالرحيم ياسر، حبيب حداد، محمود كحيل وسلمان عبدالكريم.
وفيما يخص فن الكاريكاتير في البحرين، أكد رمضان أنه من الصعوبة تحديد الريادة وإن كنا نرى شيئا من ذلك في تجارب عبدالله المحرقي ومناحي مرزوق، وتوالت من بعدهم أعمال خاتون العصفور ومحمد فيحان الدوسري، وتجربة خالد الهاشمي وهشام زباري الذين ارتبطوا بصحيفة الأيام.
وتابع رمضان: ان التميز في مجال الفن الكاريكاتيري صعب للغاية ولكي نتعرف على مقدار هذه الصعوبة نذكر هنا مقولة الفنان العالمي فيكي الذي يقول إنه من السهل أن تجد المئات من الرسامين، ولكن من الصعب أن تعثر على فنان كاريكاتير مهم اذ علينا عدهم على أصابع اليد، هذا الكلام يقودنا في الواقع الى حصول الفنان البحريني خالد الهاشمي على جائزة الصحافة العربية لرسم الكاريكاتير لسنة 2003، وهو فنان تمتاز أعماله بمواقفها الجادة من خلال ايصاله خطابه الكاريكاتيري الذي يشكل خطابا يتم تداوله بين الرسام والمستقبل أو قارئ الصورة.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية: العدد 622 - الأربعاء 19 مايو 2004.
خالد الهاشمي... بصيرة الكاريكاتير