حميد العنبر الخويلدي - هكذا يموتُ الشرفاءُ في بلادي... رسالة من الأستاذ محمد محسن الركابي قبل وفاته

أصدقائي وأحبائي،
إذا كنتم تقرأون هذه الكلمات، فهذا يعني أن رحلتي في هذه الدنيا قد انتهت. أكتب لكم هذه الرسالة لأنني أردت أن أترك لكم شيئًا، لا يتعلق فقط بالمعرفة، بل بالحب والإيمان بما يمكن لكل واحد منكم أن يحققه.

لقد قضيت سنوات حياتي أعمل بجد لتعليم اللغة الإنجليزية لأجيال متعددة. لم يكن ذلك مجرد وظيفة بالنسبة لي، بل كان شغفًا، ورغبة عميقة في أن أفتح لكم أبوابًا جديدة للعالم، من خلال اللغة. كل درس قدمته، كل نصيحة أعطيتها، كانت بدافع حبي لكم وإيماني بقدرتكم على الوصول إلى أقصى إمكانياتكم.

اليوم، وأنا لم أعد بينكم، أرجو أن تتذكروا أن التعلم ليس له نهاية. ما زالت الدروس التي تركتها لكم موجودة، وستظل كذلك. تعلموا منها، وانقلوا ما تعلمتموه للآخرين. دعوا كل درس يكون شعلة تنير طريقكم وطريق من حولكم.

لا تحزنوا على فراقي، بل احتفلوا بالذكريات الجميلة، وبكل الإنجازات التي حققناها معًا. أنا فخور بكل واحد منكم، وسأظل دائمًا كذلك، حتى وأنا بعيد عن هذا العالم.

حافظوا على العلم، وأحبوا الحياة، والوطن ، وكونوا دائمًا الأفضل في ما تقومون به.
هذه هي أمنيتي الأخيرة لكم.

وداعًا أحبائي.
أستاذكم، محمد محسن الركابي

،
،
،


.كلمة رثاء بحق الفقيد....
(( المعلم محمد محسن الركابي ))


محمد في كنف الأبدية ....
★★ وهل كشجاعتِكَ شجاعةٌ ...؟ أبداً لا ،
فحلٌ عراقيٌّ اصيل انتَ ، وفارسٌ مجرّبٌ ، ★ يامحمد
حتى مع الموت تسنُّ لنا السُّنَنَ الباهرةَ ،
وتقول لنا لاتخشوا دركاً ،
إنّه امرٌ محتومٌ ، متى يُوقِع بي فأنا جاهز حاضرٌ ولو كان من أمام سبّورة الدرس ، وكم تمنيتُها على حدِّ زعمكَ ، كي تروني وكي أراكم ،
كنتم قوّتي دائماً في ميدان الصراع مع مرضي ،
- قال لي وجعي انّك جميلٌ وبديعٌ ونظيفُ نفس ،
اختارك الله اختياراً ، افهمْ يامحمد ايها المعلم المُجد يارمزا اثبتَ جدارةً فائقةً مع الوقت ، في العافية وفي الوهن ،
ذكرُ بَرحِيٍّ انت من دجلةَ تُلقِحُ نخلَ لغتنا فينا ،
استفدنا حقّاً وكنت القابسَ لنا وهجاً ورديّاً يأخذُ
بالظلمة ينفيها في عَدَم مستنيرٍ لايخبو ،
محمد انت اخو الجميع ، وابن الجميع ، ايها الفقيد ، كيف نتعامل غدا مع شاشات الجوال
انها في حداد دائم عليك ، فرضت الحبَّ فينا
وبذرتَ بذورَ النجوم ، وكنت الساقيَ لها يوما بعد يوم لاتكلُّ ولاتملُّ ،
مااجملك وماابهاك ايها الليلكُ النَّدي ، ايها اللبلابُ
المعطّرُ ،
مَن اغمض جفنيْك...؟
مَن قرأ العديلةَ وسورةَ يس...؟
مَن اسمعك نشيدَ الموادعة ...؟
مَن بكى عليك يمحمد ...؟
امُّكَ اخواتُك اخوانُك ابوكَ اعانهم الرَّب ...؟ نعم متَّ في بلادٍ غريبةٍ ، ومن يمت في الغربة فهو شهيد ، ياشهيد العلم والمعرفة ، تلك البلاد الهند
نعم كلنا بكينا والان واقفون جميعاً نحن والشجر وأعمدة الكهرباء ، الجبل والسهول
البرتقال والنخل ، الحمام والطيور ، والبجع ، الكراكي تندبك في الوديان وبجوف الليل ،
يااخي ياسيد المعلمين جميعا ، وسيد الكلمات
ياصابرا ياانموذجاً ، احبَّه الله ،
انجذبتَ وكنتُ اعلم بك من انَّكَ راحلٌ لامحال .
تمنيتُ لو روحُكَ واراداتُكُ تُوَزّعُ كؤوساً
لنشربَها فتنمو فينا فنكونَ مثلَكَ ،
في أرجاء الوطن أرجاء العراق ..ا
وطنُكَ يا محمد بحاجة لكَ ولامثالكَ ، العراق اليوم حزينٌ جداً وانت تعلم بحزنه وبجرحه ، وما همّتُكَ هذي التي عوَّدتَنا -ايها النِّمْرُ ـ الّا لانَّكَ تظنُّ بأنّكَ تخفّفُ عن كاهله وتزيح الاحتلالَ عنه ولو بالقدر الجزئي ، وهنا سرُّ الحقيقة التي فيك انك مواطن صالح وشريف لاتساوم ، فمااكثر الفاسدين والخائنين ، وتلك صرخة استاذنا السَّيّاب
مدوّيةٌ ليلَ نهار ( ايخونُ انسانٌ بلادَه )
متأكدون نحن من انكَ متَّ قهراً على العراق ومرضتَ بسببه ، نعم
..
لمَ رحلتَ *يمحمد وانت غصنٌ...؟
لمَ سمحتَ أن تذبل ورودُكَ ...؟
لماذا جفَّ نهرُكَ ...؟
وانقطع غيثُكَ ...؟
يااسفنا عليك ياوحشةَ صباحِكَ ايها العندليب
العراقي الباهر .
والله وأقسم بحبِّ جميع عشّاقِكَ ،
لَنحنُ محزونونَ بعدكَ
ياقمراً خبا نورُه ..وياسراجاً انطفأ
نحن على موعد من الوفاء لك كما اوصيتَ
فراقُك ملحمةُ حبْ
فراقُكَ ملحمةُ دمعْ
انت السابقُ ونحن وراكَ لاحقٌ بعدَ لاحقْ
هناك موعدُنا في السعادة الأبدية
لك المجد والخلود
لك الرحمة
محمد ايها المَثلُ النظيفْ
ربي ارحمه واغفر له وارض عنه واسكنه في علّيين مع الابرار
لقد شَعَبَ قلوبنا
اللهم ألْهِم ذويه الصبر والسلوان
نحن محبيه...ا فكيف بذويه ، اللهم زِدْ من رحمتك على روحه الطاهرة
..مقالي هذا مَثلٌ عن كلِّ محب له

حميد العنبر الخويلدي
عن جميع عشاقك من العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...