كتب - جعفر الديري:
افتتح مؤخرا في مقر الجامعية الأهلية بمجمع التأمينات، ملتقى الجامعة الأهلية الأول للخط العربي تحت شعار (تراث يتجدّد)، بالتعاون مع نخبة من الخطاطين. ويضم تجارب في كتابة الخط العربي، متعددة، وتنتمي لمنابع ثقافية مختلفة.
وتكشف الأعمال المشاركة عن تنوع ثري غلف أعمال عدد من خطاطي المملكة المعروفين: عبدالإله العرب، سلمان أكبر، عباس يوسف، حسن غريب، وآخرين هم: علي الجد، علي شهاب، ريم عبدالعزيز العريض، جاسم محمد، قاسم حيدر، زهير مزعل، عبدالحسين العبو، محمد النشيمي، محمد العريبي، محمد درويش، أحمد السعيد، عيسى السعيد، ماجد مكي الجبل، حسين الصفار، السيد محمد كاظم، موسى الخزاز، كميل عاشور، علي مليح، محمد مصطفى، خليل المدهون، فاطمة السيد، ويسرى حسين سرور.
ويطرح المشاركون في المعرض، المغاير المختلف مستوى وأسلوبا، وطرائق التعاطي مع الحرف العربي. وسط تباين الأعمار والتجارب. فهناك من قدم الحرف العربي بالشكل الكلاسيكي المتعارف عليه، إلى جانب ما طرأ على التجربة من مفاهيم ورؤى جديدة تخالطت الحروف فيها بالتشكيل وحينا بالزخرفة. حيث الآفاق المفتوحة وتباين الأساليب المتبعة في إخراج العمل الفني.
وتعكس الأعمال المشاركة شغفا عظيما بالحروف في بساطتها، ورغبة صادقة في الولوج بفن الخط الى آفاق أرحب؛ وعدم السكون الى ما هو سائد. وقد طوّع الخطاطون علاقتهم بالحرف إلى حال توازن بين الشغف به وبين الخبرة في لحظات إبداعية نادرة.
أعمال المعرض تؤكد أن للخطاطين مذاهبهم في فهم الحروف. فواحد يجد فيها متّسعا للحلم، وآخر يربط بين ألوانها وبين نفسه وتقلباتها، وثالث تناول الحرف كعنوان من عناوين القدرة الانسانية. على أننا يمكننا ملاحظة أن الخطاطين حاولوا استيعاب ذواتهم من خلال الحروف، فهي باتساعها اللامتناهي؛ تمنح فرصة للنفس للانطلاق إلى آفاق أرحب، باحثة عن بصيص ضوء في عالم مدلهم.
الخطاطون أثبتوا أن لديهم قدرة كبيرة على مخاطبة الحرف، وتحويله بالألوان الى فن متميز، مدفوعين بحدسهم، للتعبير عن مكنوناتهم، في محاولة لاستيعاب ذواتهم ووجودهم.
وتذكرنا الأعمال المشارك بها بقول الناقد المعروف مازن معروف "أن اللوحة النهائية هي تتابع "منطقي" لحركة زمنية تتطور وتمضي في ضبط كيانها واستقلاليتها. هي حركة زمنية مقرونة بتعديلات، وإضافات، من خلالها تتم زيادة اللون في اللون الآخر، وبها، يتم شد المناخ المتوتر على السطح. من هذا التوتر، نخلص إلى هدوء منساب بدقة، وألق، وفي أحيان أخرى، يكون هذا الهدوء منزلقا بخفة من تحت ذلك التوتر المنفلت، وهو ما يعزز من كيان كل مساحة على حدة، لأنها تتألق هنا في تناقضاتها. انفلاش اللون، يقابله امتداد عمودي لدينامية متواصلة".
والخط العربي أفضل من يتحدّث عن نفسه لما يملكه من تفرد في الحركة والجمال وتميّز عن سائر الفنون الإسلامية. فهو فن أصيل لم تعرفه حضارات الشعوب الأخرى. وإنما أسهمت في تطويره فأضافت إليه إبداعا جديدا، أثرى جمالياته وصوره الإبداعية وهو يستحق أن نسميه فنا إسلاميا ساهمت فيه كافة الشعوب.
وقد عمد الخطاطون والنسّاخون في كل العصور إلى تطوير فن الخط العربي ومزاوجته بفنون أخرى كالزخرفة والعمارة، فأثمر ذلك جمالا أخاذا شهدته قصور الأندلس وبيوتات قرطبة، ونطقت به آثار القاهرة واسطنبول وأصيلة والجزيرة العربية.
المصدر: مجلة الجامعة الأهلية – البحرين: 22 أبريل 2017.
افتتح مؤخرا في مقر الجامعية الأهلية بمجمع التأمينات، ملتقى الجامعة الأهلية الأول للخط العربي تحت شعار (تراث يتجدّد)، بالتعاون مع نخبة من الخطاطين. ويضم تجارب في كتابة الخط العربي، متعددة، وتنتمي لمنابع ثقافية مختلفة.
وتكشف الأعمال المشاركة عن تنوع ثري غلف أعمال عدد من خطاطي المملكة المعروفين: عبدالإله العرب، سلمان أكبر، عباس يوسف، حسن غريب، وآخرين هم: علي الجد، علي شهاب، ريم عبدالعزيز العريض، جاسم محمد، قاسم حيدر، زهير مزعل، عبدالحسين العبو، محمد النشيمي، محمد العريبي، محمد درويش، أحمد السعيد، عيسى السعيد، ماجد مكي الجبل، حسين الصفار، السيد محمد كاظم، موسى الخزاز، كميل عاشور، علي مليح، محمد مصطفى، خليل المدهون، فاطمة السيد، ويسرى حسين سرور.
ويطرح المشاركون في المعرض، المغاير المختلف مستوى وأسلوبا، وطرائق التعاطي مع الحرف العربي. وسط تباين الأعمار والتجارب. فهناك من قدم الحرف العربي بالشكل الكلاسيكي المتعارف عليه، إلى جانب ما طرأ على التجربة من مفاهيم ورؤى جديدة تخالطت الحروف فيها بالتشكيل وحينا بالزخرفة. حيث الآفاق المفتوحة وتباين الأساليب المتبعة في إخراج العمل الفني.
وتعكس الأعمال المشاركة شغفا عظيما بالحروف في بساطتها، ورغبة صادقة في الولوج بفن الخط الى آفاق أرحب؛ وعدم السكون الى ما هو سائد. وقد طوّع الخطاطون علاقتهم بالحرف إلى حال توازن بين الشغف به وبين الخبرة في لحظات إبداعية نادرة.
أعمال المعرض تؤكد أن للخطاطين مذاهبهم في فهم الحروف. فواحد يجد فيها متّسعا للحلم، وآخر يربط بين ألوانها وبين نفسه وتقلباتها، وثالث تناول الحرف كعنوان من عناوين القدرة الانسانية. على أننا يمكننا ملاحظة أن الخطاطين حاولوا استيعاب ذواتهم من خلال الحروف، فهي باتساعها اللامتناهي؛ تمنح فرصة للنفس للانطلاق إلى آفاق أرحب، باحثة عن بصيص ضوء في عالم مدلهم.
الخطاطون أثبتوا أن لديهم قدرة كبيرة على مخاطبة الحرف، وتحويله بالألوان الى فن متميز، مدفوعين بحدسهم، للتعبير عن مكنوناتهم، في محاولة لاستيعاب ذواتهم ووجودهم.
وتذكرنا الأعمال المشارك بها بقول الناقد المعروف مازن معروف "أن اللوحة النهائية هي تتابع "منطقي" لحركة زمنية تتطور وتمضي في ضبط كيانها واستقلاليتها. هي حركة زمنية مقرونة بتعديلات، وإضافات، من خلالها تتم زيادة اللون في اللون الآخر، وبها، يتم شد المناخ المتوتر على السطح. من هذا التوتر، نخلص إلى هدوء منساب بدقة، وألق، وفي أحيان أخرى، يكون هذا الهدوء منزلقا بخفة من تحت ذلك التوتر المنفلت، وهو ما يعزز من كيان كل مساحة على حدة، لأنها تتألق هنا في تناقضاتها. انفلاش اللون، يقابله امتداد عمودي لدينامية متواصلة".
والخط العربي أفضل من يتحدّث عن نفسه لما يملكه من تفرد في الحركة والجمال وتميّز عن سائر الفنون الإسلامية. فهو فن أصيل لم تعرفه حضارات الشعوب الأخرى. وإنما أسهمت في تطويره فأضافت إليه إبداعا جديدا، أثرى جمالياته وصوره الإبداعية وهو يستحق أن نسميه فنا إسلاميا ساهمت فيه كافة الشعوب.
وقد عمد الخطاطون والنسّاخون في كل العصور إلى تطوير فن الخط العربي ومزاوجته بفنون أخرى كالزخرفة والعمارة، فأثمر ذلك جمالا أخاذا شهدته قصور الأندلس وبيوتات قرطبة، ونطقت به آثار القاهرة واسطنبول وأصيلة والجزيرة العربية.
المصدر: مجلة الجامعة الأهلية – البحرين: 22 أبريل 2017.