لازال عبد الحميد شكيل يربي طائره (الوروار) الشعري، وينفق عليه من حر ماله! ويهدي أصدقاءه المقربين أغاريده الجميلة.
وقد كنت محظوظا بوصول طائر الوروار البهي إلى شرفتي، صباح أمس، محمّلا ب"نساء هوميروس" و"خيول البياض" و"ختاميات" أخرى، استقبلتُها بشهية شعرية مفتوحة، وذاكرة نغمية فيروزية (دخلك يا طير الوروار)!...
ولا يزال عبد الحميد قنوعا بطريقته الخاصة في الكتابة الشعرية (التي قد لا تعجب بعض قراء الشعر الذين لا يتنازلون البتة عن الذاكرة العروضية للقصيدة!)، والتي اختطها منذ أربعين عاما مما تعدون!
طريقة تصطفي القصيدة النثرية مركبا شعريا ذلولا؛ يتزود ب(الماء) محرّكا للدلالات، و المعجم الشعري (الشكيلي) المتنوع الشفاف حقلا ثريا يزرعه أخيلةً ومجازات منزاحة مدهشة...
وأنا أستقبل هديته الشعرية الجميلة (أسفار طائر الوروار)، شاكرا له هذا الصنيع الأخوي البهيج، خمّنتُ أنه السبعيني العابر للقارات الزمنية المتلاحقة، وأنه - ربما - الوحيد من بني جيله الشعري الذي لم ينقطع عن الشعر (قراءة وكتابة) أبدا، ولازال (بصيغة الدعاء طبعا!) يسيل ماءً شعريا فُراتا!...
ثم تذكرتُ حوارا صحفيا، دار بيني وبين صديقي الشاعر ( محمد شايطة ) على صفحات يومية "الشعب" (عام 1990)، و قد جرني بأحد أسئلته إلى الخوض في معركة السبعينيات و الثمانينيات (وقد أدركتُها في نهاياتها وشاركت فيها جنديا ثمانينيا باسلا! ههههههه)، فقلتُ - متعصبا لشعراء جيلي - :
(السبعينيون أسماك في بحيرة ناشفة)!
الآن وأنا أتأمل ذلك الجيل الذي كانت له مزايا جمة في تاريخ الشعر الجزائري المعاصر، وكانت له عيوب كثيرة أيضا، يمكنني أن أصنف شعراء السبعينيات (من حيث الحضور والغياب) ضمن طبقات:
** طبقة واصلت كتابة الشعر ونشره (وبغزارة أحيانا) :
يتزعمها شكيل، وعاشوري، و الغماري، و جوادي (بدرجة أقل ربما)...
** طبقة لا تزال تكتب وتنشر لكن بتواضع كمي ملحوظ :
حمادي، حديبي، حمدي، زتيلي، الأعوج، أزراج، بن رقطان،...
** طبقة هجرت الشعر وهاجرت إلى الضفة الروائية :
أحلام مستغانمي، الأزهر عطية، ربيعة جلطي (التي لم تفك ارتباطها بالشعر نهائيا)،...
** طبقة تخلت عن الشعر،أو تخلى الشعر عنها، واهتمت بما بدا لها أهم وأنجع، في الأدب أو الحياة أو الوظيفة التربوية والبحثية و الثقافية:
حمري بحري، عبد العالي رزاقي، إدريس بوذيبة، عمار بن زايد، نوار بوحلاسة، عبد الواحد باشوات، عمار بوالدهان، محمد الحسن أكيلال، حسن بومعيزة، توفيق سالمي، عبد الله جدي، العربي دحو، محمد ناصر (شفاه الله!)،..
والله أعلم !
وقد كنت محظوظا بوصول طائر الوروار البهي إلى شرفتي، صباح أمس، محمّلا ب"نساء هوميروس" و"خيول البياض" و"ختاميات" أخرى، استقبلتُها بشهية شعرية مفتوحة، وذاكرة نغمية فيروزية (دخلك يا طير الوروار)!...
ولا يزال عبد الحميد قنوعا بطريقته الخاصة في الكتابة الشعرية (التي قد لا تعجب بعض قراء الشعر الذين لا يتنازلون البتة عن الذاكرة العروضية للقصيدة!)، والتي اختطها منذ أربعين عاما مما تعدون!
طريقة تصطفي القصيدة النثرية مركبا شعريا ذلولا؛ يتزود ب(الماء) محرّكا للدلالات، و المعجم الشعري (الشكيلي) المتنوع الشفاف حقلا ثريا يزرعه أخيلةً ومجازات منزاحة مدهشة...
وأنا أستقبل هديته الشعرية الجميلة (أسفار طائر الوروار)، شاكرا له هذا الصنيع الأخوي البهيج، خمّنتُ أنه السبعيني العابر للقارات الزمنية المتلاحقة، وأنه - ربما - الوحيد من بني جيله الشعري الذي لم ينقطع عن الشعر (قراءة وكتابة) أبدا، ولازال (بصيغة الدعاء طبعا!) يسيل ماءً شعريا فُراتا!...
ثم تذكرتُ حوارا صحفيا، دار بيني وبين صديقي الشاعر ( محمد شايطة ) على صفحات يومية "الشعب" (عام 1990)، و قد جرني بأحد أسئلته إلى الخوض في معركة السبعينيات و الثمانينيات (وقد أدركتُها في نهاياتها وشاركت فيها جنديا ثمانينيا باسلا! ههههههه)، فقلتُ - متعصبا لشعراء جيلي - :
(السبعينيون أسماك في بحيرة ناشفة)!
الآن وأنا أتأمل ذلك الجيل الذي كانت له مزايا جمة في تاريخ الشعر الجزائري المعاصر، وكانت له عيوب كثيرة أيضا، يمكنني أن أصنف شعراء السبعينيات (من حيث الحضور والغياب) ضمن طبقات:
** طبقة واصلت كتابة الشعر ونشره (وبغزارة أحيانا) :
يتزعمها شكيل، وعاشوري، و الغماري، و جوادي (بدرجة أقل ربما)...
** طبقة لا تزال تكتب وتنشر لكن بتواضع كمي ملحوظ :
حمادي، حديبي، حمدي، زتيلي، الأعوج، أزراج، بن رقطان،...
** طبقة هجرت الشعر وهاجرت إلى الضفة الروائية :
أحلام مستغانمي، الأزهر عطية، ربيعة جلطي (التي لم تفك ارتباطها بالشعر نهائيا)،...
** طبقة تخلت عن الشعر،أو تخلى الشعر عنها، واهتمت بما بدا لها أهم وأنجع، في الأدب أو الحياة أو الوظيفة التربوية والبحثية و الثقافية:
حمري بحري، عبد العالي رزاقي، إدريس بوذيبة، عمار بن زايد، نوار بوحلاسة، عبد الواحد باشوات، عمار بوالدهان، محمد الحسن أكيلال، حسن بومعيزة، توفيق سالمي، عبد الله جدي، العربي دحو، محمد ناصر (شفاه الله!)،..
والله أعلم !