د. محمد عباس محمد عرابي - من روائع الشاعر المبدع خالد الغامدي

عرض /محمد عباس محمد عرابي


يعرض هذا المقال لبعض روائع الشاعر المبدع خالد الغامدي حيث تحدث عن اختفاء قطرة الندى في التراب،وعنسبق الأماني في الخيال كماله،مطْلُ النساء كوصلهنِّ جميلُ حيث يقول الشاعر في هذا:

اختفاء قطرة الندى في التراب:
يبين الشاعر المبدع خالد الغامدي اختفاء قطرة الندى في التراب من خلال صورة فنية رائعة حيث يقول:
قطرة الندى قلقهْ
في حرفٍ من الورقهْ

قد تشبّثت عبثًا
بالبقاء دون ثقهْ

في اتزانها علقتْ
للثبات معتنقهْ

لو تحرّكت لهوت
في السقوط منزلقهْ

و امحتحشاشتها
في التراب مختنقهْ

فوق السطح قد نشأتْ
في أطرافه العبقهْ

ملؤها الرجاء بأن
تبقى ثمّ ملتصقهْ

مثل دمعةٍ بقيتْ
رغم الضنك في الحدقهْ

سرعة مرور سنين العمر:
بمخاطبة للعقل وفلسفة انتهاء الأعوام رسم الفنان المبدع الشاعر خالد الغامدي صورة فنية سرعة مرور سنين العمر
لى كل المحاور نحن قتلى!
نموت و لم نعش من قبلُ أصلا

ونحسبها سنين العمر عدًّا
ونحياها معاناةً وثقلا

ولو أنّا حسبناها اعتمادًا
على بند الخسائر كان أَولى

سنينُ كالزوارق في محيطٍ
بسير الريح ولّتْ حيث ولّى

كأنّا نستطيب العيش حزنًا
وعدنا بعد أصحابًا و أهلا

تحاصرنا السعادة ثم ننجو
على شط الجحيم هناك نبلى

ونسلم من سرورٍ و انشراحٍ
فإن لنا لدى البؤسى محلّا

خلقنا للأسى مهما اجتهدنا
نصيد مغبّةً و نُصيب ويلا

أنا ممن إذا ما رغبوا بشيءٍ
تأبّى و استحال الشيء نذلا

فإن أبغضته و نفرتُ منه
تأتّى في مجال الكفِّ سهلا

فما أدري أأقبلُ؟ أم أولّي
على مللٍ و حقّي أن أملّا

كأن الغيظ جولاتٌ توالت
وتاريخٌ من البأساء حلّا

على شظفٍ نقيم و لا نبالي
ونأبى أن نعيش العمر ذُلّا

سبق الأماني في الخيال كماله
فعن سبق الأماني في الخيال كماله يقول الشاعر خالد الغامدي:

قصيدةٌ غزليةٌ مكتوبةٌ
.. بأناقةٍ أم بان وجهك دوني

وطفقتُ أقرأ ما أراه بدقةٍ
.. وبرقةٍ تجري عليه عيوني

متلمّسًا بين السطور لذاذةً
.. مخبوءةً في الخاطر المكنونِ

مدًّا إلى جوفي يصبُّ جمالها
.. شيءٌ من التكوين للتكوينِ

سرٌ يشدّ بديهتي برهافةٍ
.. أقبلتُ أسرح فيك كالمجنونِ

ما أفصح الكلمات تنطق نفسها
.. فتكون ما تحكيه عين يقين

وجهٌ هو الملكوت في أبعاده
.. وحقيقةٌ أقصى من التخمينِ

سبق الأماني في الخيال كماله
.. وهجٌ تعدّى ثمَّ كل ظنوني


مطْلُ النساء كوصلهنِّ جميلُ
حيث يقول الشاعر المبدع خالد الغامديفي قصيدة "الكاذبات" مبينا أن مطْلُ النساء كوصلهنِّ جميلُ حيث يقول :
منهنَّ طابتْ زورةٌ و رحيلُ
مطْلُ النساء كوصلهنِّ جميلُ ....
و فرارهنَّ من اللقاء جبلَّةٌ
و الخوف في إقبالهنَّ أصيلُ...

أعذارهنَّ - و إن تكن مكذوبةً -
قطرُ السلافةِ ، و الرحيق يسيلُ....

يسردنَ أطراف الحكاية ثرّة
و يطول فيها القول و الترتيلُ....

نبراتهنُّ إذا حكين حكايةٌ
أخرى سواء و الحديث يطولُ...

منهنُّ كاذبةٌ أحبُّ كلامها
استعذب الإنصات و هي تقولُ...

تحكي و تشرق في الحديث بريقها
صعبٌ عليها الزور و التمثيلُ

و أظلُّ أقبل عذرها وحديثها
.فلها على رغم الخداع قبولُ

يكفي تردّدها و لون خدودها
خجلًا ليعبر جسميَ التنميلُ

و تعاقب الضحكات صغرى بينما
. يسري بها الإيهام و التخييلُ

خدرٌ بنبرتها يغالب صحوتي
فكأنه الكأس العتيقُ ثقيلُ
ونخلص من ذلك إلى قدرة الشاعر المبدع خالد الغامدي من مخاطبة العقل في شعره ومحاورة المتلقي بكلام غير مباشر فني رائع .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...