أماني الوزير - أنا امرأة من فانيلا...

أنا امرأة من فانيلا
أحمل فوق رأسي خيبات عديدة
أطلق على كل واحدة منها اسم زهرة
لكي لا أكره القدر
وأمقت النصيب
فيمقتني صاحب العرش
وتدعو عليَّ الملائكة فيحل على قدري غضبه
سبحانه " رأيته منذ أشهر يضحك اليَّ في حلم "
هو يعلم أني أحبه وأني راضية رغم همجية قولي
هو يعلم ؛
وهذا كافٍ جدا حتى نلتقي بعد أن تُبلى السرائر وتَبلى.
مهزومة بفعل الزمن
أقولها صراحة :
- تقبلت الأمر-
شتان بين امرأة تحبكَ لها جناحان
وخيال من براح
وقلب بري ،
و روح غجرية ..
و امرأة مدفونة في أواني الطبخ
لها ذراعان مكبلتان بالموقد
و المجلى ،
و ذكريات من هموم
تصنف ضيق اليوم على أنه راحة تستحق الحمد
له الحمد على ما وهب ومنح وأعطى
وعلى كل ما سلب ومنع و أخذ .
تقول امرأة الفانيلا
أيهما أصدق :
أدب الدراويش
أم
أدب الغجريات ؟!
ذلك المعجون بلهفة التوت البري
أن تحبكَ امرأة غجرية
ترقص على أوتار قلبك بروية
وتصنع من نبضك كرنفالات ليلكية
سخية في منح اللذة
هي المتعة المحمومة بالتعب
لحظة انسكاب الحب فوق خد الرعشة .
كيف يتسنى الوقت لامرأة من فانيلا
ترش القرفة في أركان منزلها
تتبسمل صباح مساء
تستحضر جمالها في منتصف البكاء
تتنهد كتهويدة وجد ليست خالية من الألم
تكتب حزنها برويةٍ في فنجان قهوتها ،
تضع الورد في المزهريات كل صباح
تحاور امرأة عاقر عن " عقوق الأمهات "
دون أن يهزمها البكاء قبل السؤال
هل ستفهم المغزى ؟! .
كيف يتسنى الوقت لامرأة من فانيلا
ترش الملح على عتبة المنزل
وتقرأ الفاتحة
على روحكَ المسلوبة من روحها لا إراديا
على روح والدها الذي أحبته ضعف عمره أضعافا
على الصباحات التي قضتها في تلاوات - الأحبكَ -
على موسيقى صوتكَ التي تتنهد في رئتيها
على الشهقة الأخيرة في إحدى مكالمات المجون
على الهالة التي خطفتها البارحة وقتلتها غدًا .
وعلى روحها المحمومة بكً تصوفا وعهرا
امرأة من فانيلا ؛
لغة قلبها حارةٌ
لا تعرف الذنب ولا تعترف به ،
يتحول جسدها في الليل الى حانةٍ،
أنت كل روادها على سكرة كأس ،
مازل يمارس الظمأ ..حتى تجمعنا الصدف في" ضفيرة من جسدين".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...