شهادات خاصة بورتريه – نقوس المهدي: حارس الكلمات وصانع الجسور بين الإنسان والروح

فور تنمية : خالد سلامة


مهدي نقوس، كاتب ومبدع مغربي ينحدر من أسرة أصيلة، جذورها متأصلة في نزالة سيدي عبدالله الصراخ بجماعة آيت حمو، بوشان الرحامنة .من مواليد عام 1953 بقرية سيدي أحمد، عاش ونشأ في قرية لمزيندة الفوسفاطية بإقليم اليوسفية. تميزت مسيرته الأدبية والمهنية بتعدد الأبعاد والاهتمامات، مما جعله من الأسماء البارزة في الساحة الثقافية المغربية والعربية.

درس مهدي نقوس الفلسفة بجامعة محمد الخامس في الرباط، مما أتاح له فرصة تطوير فكره النقدي وتعمق نظرته الفلسفية للعالم. إلا أن مساره المهني قاده إلى مجال التمريض، حيث حصل على دبلوم الدولة من مدرسة الممرضين المجازين بمراكش. عمل ممرضًا إطارًا بمصحة المكتب الشريف للفوسفاط في اليوسفية، ما جعله على اتصال مباشر مع المجتمع وأفراده، وهو ما أثر على حسه الإنساني ومواضيعه الأدبية.

عرف مهدي نقوس بنشره أعماله منذ السبعينات في العديد من الصحف والمجلات الوطنية والعربية. ويعد كتابه “صنائع من نوبة عراق العجب” من أبرز إصداراته، وهو متوالية قصصية تعكس تجربته العميقة وتفاعله مع مختلف التحولات الاجتماعية والثقافية. كما أصدر كتاب “إلخ…”، وهو مجموعة من القصص القصيرة التي تتميز بالبساطة والعمق في تناول القضايا الإنسانية.

لم يكتف مهدي نقوس بالإبداع الأدبي فحسب، بل سعى أيضًا إلى إنشاء منصات تجمع المبدعين والمثقفين. كان من بين مؤسسي موقع “أنطولوجيا السرد العربي” إلى جانب الأستاذين جبران الشداني ومحمد فري، بالإضافة إلى “أنطولوجيا الإيروتيكا العربية”. كما يشغل المهدي نقوس منصب المشرف في منتدى مطر (بيت المبدع العربي) وعضوًا في الهيئة الاستشارية للملتقى الإفرو-آسيوي للإبداع.

شارك نقوس في العديد من المشاريع الأدبية الجماعية، من بينها “مرايا” و”أدب المناجم”، إلى جانب إسهاماته في “موسوعة الجنسانية العربية”. وقد أثمرت جهوده عن فوز أحد أعماله بالمرتبة الثانية ضمن تصفيات المسابقة التي أجرتها هيئة أوسكار المبدعين العرب في القاهرة عام 2022.

مهدي نقوس ليس فقط كاتبًا ومبدعًا، بل هو أيضًا إنسان يتميز بالعمق والالتزام الاجتماعي. تربطه علاقات قوية بعالم الطب والتمريض، حيث كان شقيقه المرحوم سعيد نقوس، المعروف بلقب “طبيب الفقراء” في بنكرير، مصدر فخر وإلهام له.

مهدي نقوس هو نموذج للمثقف المتعدد الأبعاد، الذي يجمع بين الفكر الفلسفي والإبداع الأدبي والعمل الإنساني. يظل مساهمًا في إثراء المشهد الثقافي من خلال كتاباته ومنصاته، وهو في طريقه لطباعة المزيد من الأعمال التي ينتظرها عشاق الأدب بفارغ الصبر، من بينها روايته المرتقبة “زيدان”.

وختاما فنقوس مهدي ليس مجرد كاتب يسرد حكايات، بل هو صانع جسر بين القارئ والإنسانية، بين الكلمة والمعنى، بين الذات والآخر. إنه ذاكرة لا تُنسى، وكاتبٌ يترك في كل كلمة بصمة، كمن يخط على الماء، ولكن أثره يبقى دائمًا حاضرًا في العمق.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...