أوس أبوعطا - ماذا يكتب الشعراء في الحرب...

قاربت الساعة على الثانية عشرة صباحا.
وخزتني معدتي
لم أتناول أي شيء قط.
دقيقة واحدة
ويدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ..
سأطلق روحي للريح.
أقبّل ابنتي وافرا
وأستنشق أكسجين الأحلام العالق بثيابها.
سأنظف حديقة المنزل
من الشظايا والرصاص..
وذاكرتي من صرخات الضحايا..
وأمسح عن أوراق الشجر وسوقه
ظلال الذعر المتلبّس بظلالها..
هناك الكثير لأفعله..
أرجئ الحياة حتى تدخل ثانيةً
شوارعنا من جديد.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
و ربقة البقاء تطوق جرة الماء الوحيدة
التي كانت الغيوم تصب فيها..
هي مرتعدة الآن
تلوذ في ملاجئ السماء
هلعاً من زئير المروحيات.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
و الأرض تفتح ساقيها
للمتفجرات والبارود
وجثث الأطفال الساخنة.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
ورائحة القصائد المحروقة
تزنّر أقبية المخابرات وتقارير بنات آوى
وخفقان العصافير و زفير الورد اللائذ خلف المتاريس.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
والطبيعة تحاول جاهدة لتستعيد بكارتها
بين جمعٍ والتقاطٍ
وبحثٍ عن مغارةٍ وحفنة نار.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
وأعلى الأمنيات..
غفوة على أطراف هدنة سقيمة وقت الظهيرة.
رغيفٌ ساخنٌ وكأس شاي و زوجةٌ متبرجة.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
والأوراق تنكمش على امتداد العتمة الضاربة في الأزقة النحيلة.
وصوتك يكسّر مرايا الحذر..
حين تعكس نظرات المفقودين والقتلى.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
هم يحاولون بقصارى دعائهم
أن يحفروا عائلاتهم في سجل الناجين.
ماذا يكتب الشعراء في الحرب
و وقف إطلاق النار لم يبدأ بعد.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...