[HEADING=2][SIZE=16px]فور تنمية: خالد سلامة[/SIZE][/HEADING]
في حياة مليئة بالتحديات والتحولات، يخط يوسف صبري قصة استثنائية من الصمود والإبداع. انطلق من حي شعبي في بنجرير إلى عالم الأدب والإعلام والسوسيولوجيا، يحمل في جعبته ذكريات وأسئلة لا تهدأ، وقلباً مفعماً بالشغف للمعرفة والتعبير عن قضايا مجتمعه. من خلال كتاباته التي تتراوح بين روايات أدبية وسرديات اجتماعية، يقدم يوسف صبري لمحات عميقة عن أزمات مجتمعية وتحولات ثقافية يعايشها. هو كاتب وإعلامي و سوسيولوجي، وجد في هذه المجالات الثلاثة أدواته لتشريح الواقع، لينسج منها صورة مفعمة بالإنسانية، تلامس القلوب وتدعو للتأمل.
تجربة إنسانية من قلب حي التقدم
ولد الروائي والإعلامي يوسف صبري في شهر غشت من عام 1975 لعائلة صحراوية متجذرة في الثقافة والدين، حيث كان والده وأفراد عائلته من حفاظ القرآن، ما رسّخ فيه مبادئ التقاليد والانتماء. قضى يوسف طفولته في حي التقدم في بنجرير، حيث تلقى تعليمه الأولي في الكتاب، ونشأ في بيئة متنوعة بين أبناء جيله، الذين تشعبت مساراتهم بين النجاح والتحديات. برغم نشأته المتواضعة، بدأت اهتمامات يوسف الثقافية تتشكل منذ نعومة أظفاره، واستهل شغفه بالقراءة والكتابة باكراً.
اكتشاف المسرح والحياة الثقافية
في المدرسة الإبتدائية المركزية وسط بنجرير ، التي التحق بها عام 1983، بدأ يوسف يتذوق طعم المسرح والمسابقات الثقافية، وتعلم في هذه الفترة من أساتذته وخاصة معلمته الأستاذة البدوي. تزامنًا مع انخراطه في أنشطة دار الشباب، ازدهر اهتمامه بالمسرح والثقافة، ليشكل له المسرح نافذة للتعبير واستكشاف الذات. خلال هذه الفترة، بدأ يوسف أيضًا في ارتياد الأسواق المحلية حيث استلهم من حلقات “الفرجة” والأسواق الشعبية مشاهد وعوالم أثرت لاحقًا على كتاباته واهتماماته الثقافية.
مغامرات الشاب الباحث عن الفرجة
كان يوسف الشاب الحركي في مرحلة الإعدادية يجوب الأسواق ويستثمر أوقاته في جمع القطع البسيطة لبيعها كي يتاح له دخول السينما، حتى إنه كان يجمع المعادن والأشياء المستعملة ليغطي كلفة شغفه بالسينما، التي ستمثل له فيما بعد مصدرًا غنيًا للإلهام في كتاباته الأدبية.
من قاعات الدراسة إلى الحياة العسكرية
في سنوات الثانوي، بدأ حلمه الأدبي يتشكل، ولكن طريقه لم يكن مسارًا مستقيمًا؛ فبعد تخرجه من الثانوية، التحق يوسف بالقوات المحمولة جواً، حيث خدم بين قواعد عسكرية في سلا ومراكش وابن جرير. ورغم انخراطه في المجال العسكري، لم يتخلَّ عن حبه للثقافة، وبعد خروجه من الخدمة، عاد ليبدأ مسيرة البحث عن الذات مرة أخرى.
“مغامرة خارج الوطن: تحديات وتجربة غربة”
في عام 2003، قرر يوسف صبري، مثل العديد من شباب جيله، أن يغامر ويبحث عن فرص أفضل خارج حدود وطنه. كانت تونس وسنغافورة محطاته في هذا السعي. لكنه سرعان ما اكتشف أن الأحلام التي رسمها لنفسه هناك لا تتوافق مع الواقع الذي صادفه. فالتحديات والصعوبات التي واجهها في الغربة كانت أكبر مما توقع، ما دفعه في النهاية إلى العودة إلى وطنه.
العودة إلى الجذور وبداية مشواره الأدبي
كانت سنة 2008 عامًا مفصليًا في حياة يوسف صبري ؛ إذ عاد إلى بنجرير وانخرط مجددًا في الأنشطة الثقافية من خلال جمعية المشعل في دار الشباب، حيث استعاد اهتمامه بالكتابة المسرحية والقصصية. ساعده هذا الانخراط على تطوير رؤيته الأدبية ومهاراته الكتابية، كما بدأ الكتابة النقدية والإعلامية، ليصبح أحد الوجوه البارزة في الصحافة المحلية عبر عدد من المنابر، كان منها بنجرير نت والمدينة الخضراء وبلاد بريس، والتي كرست مكانته كصوت اجتماعي ناقد.
الإبداع الروائي لصبري : نافذة على المجتمع المغربي
في عام 2023، أصدر روايته “طفل السوق”، التي تعد جزءًا أول من ثلاثية تتناول رحلة طفولته وتفاعله مع قضايا المجتمع، وقدمت صورة إنسانية عميقة تعكس علاقته بالمدينة وقصص أهلها. سبقتها روايات “ساحل الذئاب” و“دماء ودموع”، حيث جسد يوسف في هذه الأعمال ملامح تجربته الحياتية والاجتماعية؛ فبدلاً من الاقتصار على سرد الحكايات، وضع لمساته النقدية، مسلطًا الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تعصف بالمجتمع المغربي. وبفضل خلفيته الإعلامية وتجربته الحياتية، أجاد يوسف خلق عوالم روائية تنبض بالتفاصيل وتقترب من الواقع، مستخدمًا أسلوبًا سرديًا يمزج بين النقد الاجتماعي والدقة التحليلية.
بين الأدب والسوسيولوجيا: دراسة التفاعل الاجتماعي والسياسي
واصل يوسف صبري تطوير مسيرته الأكاديمية في مجال السوسيولوجيا، حيث نال شهادة الإجازة عام 2021، ثم اختار التخصص في سوسيولوجيا العقل العمومي من خلال دراسته في سلك الماستر . لم يتوقف عند هذا الحد، بل سشرع هذه السنة 2024 في رحلة الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي، مستهدفًا دراسة الأبعاد الاجتماعية والسياسية للمجتمعات.
“من الرفيقة إلى الملهمة: العلاقة المميزة التي أثرت في مسار يوسف صبري”
شكلت علاقة يوسف صبري بوالدته مي عايشة “رفيقة الدرب” أحد الأبعاد العميقة التي أسهمت في تشكيل شخصيته. كانت والدته، التي وصفها بالرفيقة والمساندة، حاضرة دائمًا في حياته، تدعمه وتشاركه أحلامه منذ طفولته، معبرةً عن إيمانها بقدراته بشكل أبعد من الكلمات. كانت قوتها وحبها بمثابة الدافع الخفي الذي مده بالشجاعة للتغلب على التحديات، وإصرارها على مساندته في اختياراته جعله يتشبث بطموحاته حتى في الأوقات العصيبة.
يوسف صبري يستمد منها القوة العميقة لمواجهة كل الأزمات بثقة ووعي، إذ كانت ولاتزال تسانده بلا تردد، تستمع له، وتمنحه الإحساس بأهمية ما يقوم به حتى وإن لم تدرك كامل تفاصيله. هذه العلاقة الحميمية التي تربطه بوالدته كانت ولاتزال الأساس الذي منحه الحكمة والشجاعة في التعامل مع الحياة، فهي تُشعِره بأن الحاضر هو فقط خطوة نحو غدٍ أفضل، وأن لكل أزمة مخرجًا، مما انعكس على كتاباته وأعماله الأدبية التي تزخر بالإصرار والتحدي.
في حياة مليئة بالتحديات والتحولات، يخط يوسف صبري قصة استثنائية من الصمود والإبداع. انطلق من حي شعبي في بنجرير إلى عالم الأدب والإعلام والسوسيولوجيا، يحمل في جعبته ذكريات وأسئلة لا تهدأ، وقلباً مفعماً بالشغف للمعرفة والتعبير عن قضايا مجتمعه. من خلال كتاباته التي تتراوح بين روايات أدبية وسرديات اجتماعية، يقدم يوسف صبري لمحات عميقة عن أزمات مجتمعية وتحولات ثقافية يعايشها. هو كاتب وإعلامي و سوسيولوجي، وجد في هذه المجالات الثلاثة أدواته لتشريح الواقع، لينسج منها صورة مفعمة بالإنسانية، تلامس القلوب وتدعو للتأمل.
تجربة إنسانية من قلب حي التقدم
ولد الروائي والإعلامي يوسف صبري في شهر غشت من عام 1975 لعائلة صحراوية متجذرة في الثقافة والدين، حيث كان والده وأفراد عائلته من حفاظ القرآن، ما رسّخ فيه مبادئ التقاليد والانتماء. قضى يوسف طفولته في حي التقدم في بنجرير، حيث تلقى تعليمه الأولي في الكتاب، ونشأ في بيئة متنوعة بين أبناء جيله، الذين تشعبت مساراتهم بين النجاح والتحديات. برغم نشأته المتواضعة، بدأت اهتمامات يوسف الثقافية تتشكل منذ نعومة أظفاره، واستهل شغفه بالقراءة والكتابة باكراً.
اكتشاف المسرح والحياة الثقافية
في المدرسة الإبتدائية المركزية وسط بنجرير ، التي التحق بها عام 1983، بدأ يوسف يتذوق طعم المسرح والمسابقات الثقافية، وتعلم في هذه الفترة من أساتذته وخاصة معلمته الأستاذة البدوي. تزامنًا مع انخراطه في أنشطة دار الشباب، ازدهر اهتمامه بالمسرح والثقافة، ليشكل له المسرح نافذة للتعبير واستكشاف الذات. خلال هذه الفترة، بدأ يوسف أيضًا في ارتياد الأسواق المحلية حيث استلهم من حلقات “الفرجة” والأسواق الشعبية مشاهد وعوالم أثرت لاحقًا على كتاباته واهتماماته الثقافية.
مغامرات الشاب الباحث عن الفرجة
كان يوسف الشاب الحركي في مرحلة الإعدادية يجوب الأسواق ويستثمر أوقاته في جمع القطع البسيطة لبيعها كي يتاح له دخول السينما، حتى إنه كان يجمع المعادن والأشياء المستعملة ليغطي كلفة شغفه بالسينما، التي ستمثل له فيما بعد مصدرًا غنيًا للإلهام في كتاباته الأدبية.
من قاعات الدراسة إلى الحياة العسكرية
في سنوات الثانوي، بدأ حلمه الأدبي يتشكل، ولكن طريقه لم يكن مسارًا مستقيمًا؛ فبعد تخرجه من الثانوية، التحق يوسف بالقوات المحمولة جواً، حيث خدم بين قواعد عسكرية في سلا ومراكش وابن جرير. ورغم انخراطه في المجال العسكري، لم يتخلَّ عن حبه للثقافة، وبعد خروجه من الخدمة، عاد ليبدأ مسيرة البحث عن الذات مرة أخرى.
“مغامرة خارج الوطن: تحديات وتجربة غربة”
في عام 2003، قرر يوسف صبري، مثل العديد من شباب جيله، أن يغامر ويبحث عن فرص أفضل خارج حدود وطنه. كانت تونس وسنغافورة محطاته في هذا السعي. لكنه سرعان ما اكتشف أن الأحلام التي رسمها لنفسه هناك لا تتوافق مع الواقع الذي صادفه. فالتحديات والصعوبات التي واجهها في الغربة كانت أكبر مما توقع، ما دفعه في النهاية إلى العودة إلى وطنه.
العودة إلى الجذور وبداية مشواره الأدبي
كانت سنة 2008 عامًا مفصليًا في حياة يوسف صبري ؛ إذ عاد إلى بنجرير وانخرط مجددًا في الأنشطة الثقافية من خلال جمعية المشعل في دار الشباب، حيث استعاد اهتمامه بالكتابة المسرحية والقصصية. ساعده هذا الانخراط على تطوير رؤيته الأدبية ومهاراته الكتابية، كما بدأ الكتابة النقدية والإعلامية، ليصبح أحد الوجوه البارزة في الصحافة المحلية عبر عدد من المنابر، كان منها بنجرير نت والمدينة الخضراء وبلاد بريس، والتي كرست مكانته كصوت اجتماعي ناقد.
الإبداع الروائي لصبري : نافذة على المجتمع المغربي
في عام 2023، أصدر روايته “طفل السوق”، التي تعد جزءًا أول من ثلاثية تتناول رحلة طفولته وتفاعله مع قضايا المجتمع، وقدمت صورة إنسانية عميقة تعكس علاقته بالمدينة وقصص أهلها. سبقتها روايات “ساحل الذئاب” و“دماء ودموع”، حيث جسد يوسف في هذه الأعمال ملامح تجربته الحياتية والاجتماعية؛ فبدلاً من الاقتصار على سرد الحكايات، وضع لمساته النقدية، مسلطًا الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تعصف بالمجتمع المغربي. وبفضل خلفيته الإعلامية وتجربته الحياتية، أجاد يوسف خلق عوالم روائية تنبض بالتفاصيل وتقترب من الواقع، مستخدمًا أسلوبًا سرديًا يمزج بين النقد الاجتماعي والدقة التحليلية.
بين الأدب والسوسيولوجيا: دراسة التفاعل الاجتماعي والسياسي
واصل يوسف صبري تطوير مسيرته الأكاديمية في مجال السوسيولوجيا، حيث نال شهادة الإجازة عام 2021، ثم اختار التخصص في سوسيولوجيا العقل العمومي من خلال دراسته في سلك الماستر . لم يتوقف عند هذا الحد، بل سشرع هذه السنة 2024 في رحلة الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي، مستهدفًا دراسة الأبعاد الاجتماعية والسياسية للمجتمعات.
“من الرفيقة إلى الملهمة: العلاقة المميزة التي أثرت في مسار يوسف صبري”
شكلت علاقة يوسف صبري بوالدته مي عايشة “رفيقة الدرب” أحد الأبعاد العميقة التي أسهمت في تشكيل شخصيته. كانت والدته، التي وصفها بالرفيقة والمساندة، حاضرة دائمًا في حياته، تدعمه وتشاركه أحلامه منذ طفولته، معبرةً عن إيمانها بقدراته بشكل أبعد من الكلمات. كانت قوتها وحبها بمثابة الدافع الخفي الذي مده بالشجاعة للتغلب على التحديات، وإصرارها على مساندته في اختياراته جعله يتشبث بطموحاته حتى في الأوقات العصيبة.
يوسف صبري يستمد منها القوة العميقة لمواجهة كل الأزمات بثقة ووعي، إذ كانت ولاتزال تسانده بلا تردد، تستمع له، وتمنحه الإحساس بأهمية ما يقوم به حتى وإن لم تدرك كامل تفاصيله. هذه العلاقة الحميمية التي تربطه بوالدته كانت ولاتزال الأساس الذي منحه الحكمة والشجاعة في التعامل مع الحياة، فهي تُشعِره بأن الحاضر هو فقط خطوة نحو غدٍ أفضل، وأن لكل أزمة مخرجًا، مما انعكس على كتاباته وأعماله الأدبية التي تزخر بالإصرار والتحدي.