العربي عبدالوهاب - ولــــــــــــد...

الولد الذى رأيته فى حلمى يجرى نحو بوابة كبيرة من الحديد ووجدها مغلقة بالجنازير، يعلوها الغبار ، كأنها لم تفتح من زمن بعيد
هذا الولد كان يشبهنى أسقيته القليل من الماء البارد ، وأنمته ، بجوارى كان يلهو وسط حديقة واسعة، يمرح، تواتيه هواجس غريبة مثل تأخره عن المدرسة ، وأن عصا السيد المحترم ناظر المدرسة باتت فى انتظاره ، مع ذلك كان يجرى ، يلعب الكرة مع أقرانه فى حديقة واسعة مزينة بالورود.
الولد تعثرت قدمه فى حفرة صغيرة ونادانى كى أساعده ، كان صوته بعيدا، كأنه يأتينى من أغوار سحيقة.
وتركته يجرى ، وكنت ألاحظه عن كثب؛ والتفت على صراخه ـ تلك الليلة ـ يأتينى من بعيد عندما اصطدم ببوابة مغلقة ، ووقت متأخر وعصا ـ مؤكد ـ أنها كانت بانتظاره بوابة اتسعت باتساع المدى وضاقت حديقته الواسعة عليه كأن الزمن الجميل يعاود الذاكرة تاركا صرخة الولد فى أذنى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...