فرغلي الخبيري - الليل كابوسي الأنيق...

الليل أول ما أرى مني، إذا أغمضتُ عيني
ظلمة صماء، تحفر في الهواء سريرها
وتنام ما بيني وبيني
الليل ظلمته محايدة فما هو بالعدو
أو الصديق ،
ثقيلة وخفيفة وشفيفة كالظل
أدخله وأخرج منه أنى شئت
الليل كابوسي الأنيق
يكفي إذا ناديت في وضح النهار عليه
ينتشر الظلام
الليل لي وحدي وليس له غدي
وقصائدي ..
تأتي وتمضي في المنام ولا أنام
ويدي ..
تعد على أصابعها خواتيم الكلام
وتعيد ترتيب الزحام
حتى إذا ما أفسحت لي قدر شبر
فوق دفترها أنام
وتقول فلتكن القصيدة سيدي
من أين تأتيني وأوجاعي
على حرف السرير وسائدي
والشعر بات يلوح بكل فتنته ،
يلوِّح لي من الحلم المقابل
في منام الآخرين
ومن أتوا أحلامهم متأخرين
ويداي أول ما يبين من الحنين
وصداي فاتحة الأنين
فمتى ستبلغ أيها الحلم الختام
ومتى سينحل الزحام
ومتى سأخلو دونما عين تراقبني
وأركض في المنام
فهذه الأحلام لا تكفي
لتدخلني القصيدة وحدها
وتسافر الكلمات في ليلي فرادى
ويسافر الشعراء خلف خطاي مجتمعين، يلتمسون زيت سراجهم
مما ينزُّ من الحروف على الورق
ومن السياحة في الأرق
ومن الرماد يرق ، كلما انطفأ احترق
وتلوح في سقف القصيدة
جملتان قصيرتان
هناك ، لم تكتبهما كف ولم تنطقهما شفتان
تغرغران،
تغالبان الصمت في فمها إلى حد الغرق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...